] تعقيب فلسطيني الداخل المحتل على تصريحات عباس بشأن المحارق الصهيونية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 18 آب (أغسطس) 2022

تعقيب فلسطيني الداخل المحتل على تصريحات عباس بشأن المحارق الصهيونية

الخميس 18 آب (أغسطس) 2022

لم تعقّب الأحزاب السياسية العربية داخل المحتل في أراضي 48 على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ألمانيا لاعتبارات شتى، ربما انتخابية، مقابل حملة التهويش التي قادتها أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية عليه، لكن ذلك أثار بعض النقاشات بين مثقفين فلسطينيين في منتديات التواصل الاجتماعي.

في منشور بعنوان” أبو مازن والدبلوماسية الفلسطينية” قال المحاضر في فلسفة القانون في جامعة تل أبيب رائف زريق إن إسرائيل تبني منذ سنوات ملف معاداه السامية بشكل مثابر، وتدعو العالم لتبني تعريف واسع وفضفاض يصم النضال الفلسطيني العادل من أجل الحرية والحياة والكرامة بأنه نضال معاد للسامية، وليس نضالا ضد الاحتلال والتشريد والقتل والبطش”. ويعتبر زريق، في منشوره المقتضب في صفحته، أن الدبلوماسية الفلسطينية كانت ولا تزال تغط في سبات عميق وعقيم في هذا المجال، إلا أنه في المرة الأولى التي تحدث فيها سيادة الرئيس حول الموضوع، وإن كان عرضاً وبدون تخطيط، وإن قصد أو لم يقصد، فقد جاء التصريح بائساً تعيساً، وينمّ عن عدم فهم لطبيعة الخطاب في هذه اللحظة في العالم، وفي ألمانيا تحديداً، ليصب في صالح الدعاية الإسرائيلية، وهو يعتبر هدية ثمينة جداً جداً لهذه الدعاية”. كما يعتبر زريق أن أقوال عباس في ألمانيا تجهض بذلك جهداً كبيراً تقوم به جمعيات وأفراد ومثقفون فلسطينيون وغير فلسطينيين في العالم في مواجهة الدعاية الإسرائيلية. ويضيف: “عليه، يجب أن نقول للرئيس وسلكه الدبلوماسي: لا نتوقع منكم المساعدة في هذا المجال، وفي هذا السجال المعنوي، لكن على الأقل اصمتوا ولا تخربوا على عمل غيركم. وخلص رائف للقول: “هذه هي نفس السلطة الأمنية التي تغتال نزار بنات، هي نفسها التي تتعثر دبلوماسياً وسياسياً ودولياً”.
لو استبدلنا عباس بسقراط هل تتحول أوضاعنا؟

هنيدة غانم، مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، عقبت على انتقادات رائف زريق بالقول: “لو استبدلنا فرضاً أبو مازن بسقراط، جهبذ الفتاحة واللياقة الدبلوماسية، وتحدث بأفضل منطق، هل كان هذا سيغير شيئاً في أوضاعنا كفلسطينيين؟ يعني كان راح يوقف مصادرة دونم واحد في منطقة ج داخل الضفة الغربية المحتلة؟”.

رائف زريق أجابها بالقول: “هناك نقاشان ومسرحان للنقاش. الأول هو استغلال بشع لقضية اللاسامية من قبل إسرائيل والصهيونية، وهناك نقاش آخر حول مدى حنكة وفطنة الدبلوماسية الفلسطينية، وضرورة عدم تقديم هدايا مجاناً لإسرائيل. أساساً لو كان هناك مستشارون عند الرئيس لنصحوه ألا يسافر أصلاً إلى ألمانيا في هذه اللحظة، أما وقد سافر، فكان ضرورياً تحضيره جيداً جداً، بما فيه السؤال عن أحداث ميونخ. لا مجال للارتجال في مناسبات من هذا النوع. لكن الفلسطيني يعتقد أن عدالة قضيته واضحة تماماً، وكل العالم فاهم قضيتنا، ولذلك نصل غير حاضرين، ونستفز بسهولة، ويتحدث رئيس دولة كأنه مع أصحابه داخل مطعم. يحق لنا أن ننتقد هكذا قيادة، كما أنه واجبنا أن نناضل ضد المنطق الألماني الأعوج وضد توظيف إسرائيل لقضية الكارثة. هذه وهذه منفصلتان، والدليل أن سيادة الرئيس تراجع بسرعة فائقة عن مقولته، مما يعني أنه أدرك أنه ما كان لازم يقول هذا الكلام.. لكن هذا رئيس دولة”.
أديبة إسرائيلية تؤيد أقوال الرئيس عباس

كما عقبت رونيت لينتين، الأديبة والمترجمة والباحثة الإسرائيلية في علم الاجتماع السياسي، على رائف زريق مؤيدة أقوال الرئيس الفلسطيني بقولها: “لا أستطيع أن أتفق معك يا رائف زريق. رغم أنني لست معجبة بأبو مازن فقد كان محقًا في الإشارة للمستشار الألماني إلى عمق قمع الشعب الفلسطيني من قبل اليهود الإسرائيليين، والذي يرقى، كما قال باتريك وولف، إلى إبادة جماعية متزايدة “.

وعلى ذلك عقب رائف زريق بالإنكليزية، ضمن التعقيبات على منشوره: “حسناً. إذن الرئيس قام بعمل جيد؟ النوايا شيء، (وواضح لي أنه أراد أن يظهر للألمان عمق الجرائم الإسرائيلية) والأداء شيء آخر، والسياسيون يقاضون بما يحققونه. لقد ثبت أنه جاهل تمامًا في الوضع في ألمانيا. حقيقة أن إسرائيل تسيء استخدام ذلك هو شيء آخر، وينبغي التصدي له وفضحه”. وعقبت رونيت على التعقيب بالقول: “لا يمكننا الحكم على كل شيء من خلال فعاليته وجدواه. البراغماتية لها حدودها. أنا لا أحب أبو مازن، لكنني أحيي شجاعته”.
لا بد من كسر “قدسية” الكارثة

وتبعها أليف صباغ، ناشط أهلي وسياسي من بلدة البقيعة في الجليل، بقوله: “لا بد من كسر “قدسية” الكارثه والارتقاء بهول وفظاعة كارثتنا الفلسطينية. أمام الجمهور الأوروبي بالذات.. لكن ذلك لا يحصل بتصريح يتيم، إنما بخطة إعلامية طويلة الأمد مدعومة بالمعرفة التاريخية الغنية، وبوضع الأوروبيين والألمان بشكل خاص أمام تحدي فتح الملفات التاريخية أمام الجميع. هل يجرؤ الالمان؟ من حقنا كفلسطينيين، ومن حق كل شعب أو طائفة، وكذلك اليهود، أن يرى كارثته أكبر الكوارث، وليس من حق الصهيونية أن تنكر حق الآخرين بشعورهم، هذا موقف استعلائي وعنصري من الدرجة الأولى. هل يعقل أن يكون للأحداث التاريخية رواية واحدة؟ لماذا لا تسمح ألمانيا لأي مؤرخ ألماني أو غير ألماني بنشر رواية اخرى؟”.
لمَ المقارنة؟

من جهته حذر الناشط السياسي والأهلي الأسير المحررأمير مخول، من مدينة حيفا، من المقارنات، وقال في منشوره: كلما استعرنا أكثر من كوارث ومصائب الشعوب الأخرى لتوصيف حالة فلسطين كلما أخفقنا، لست من أنصار المقاربة ولا المقارنة بين الهولوكوست وبين النكبة، وذلك لأسباب جوهرية، كما أرى الأمور:

لا مفاضلة بين جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة والنكبة، فمحرقة يهود أوروبا ضحايا النازية كانت بسبب يهوديتهم، ولا علاقة لها بالصهيونية، وهي كارثة تستصرخ الضمير الإنساني في كل وقت. لا تنحصر جرائم النازية بيهود أوروبا فحسب، بل بكل الشعوب والمجموعات المستضعفة في أوروبا، وبالذات في شرق أوروبا. وكذلك كل معارضي الحكم النازي سياسيا وفكريا من يساريين شيوعيين واشتراكيين، بالإضافة إلى عشرات الملايين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية. اللاسامية والصهيونية هما حركتان أوروبيتا المنشأ في عصر تبلور الحركة القومية وكره الأجانب والتفوق العرقي وطهارة الدم والاستعمار الحديث”.

ويؤكد مخول أن قضية فلسطين عادلة بحدّ ذاتها، ولا تصبح أكثر عدالة إذا ما شبّهناها بضحايا النازية أو بضحايا نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. بل إننا في ذلك نمنح الصهيونية خشبة الخلاص من التهمة التاريخية والجريمة التاريخية تجاه شعب فلسطين، لتتظاهر أمام العالم، وبلسان يئير لبيد، بأنها ضحيّة ضحاياها الفلسطينيين. وتابع: “أخفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أسلوبه أكثر من جوهر خطابه، ورسالة الضعف واستجداء التعاطف التي بثّها، وتسبب بالحرج لشعبه ولأنصاره في ألمانيا والعالم. فمن تجربته، وبالأساس من تجربة فلسطين، عليه أن يدرك أن المجتمع الدولي الرسمي “لا تهتزّ لهم قصبة” من ندب الضحايا، بل فقط من قوّتهم ونضالهم المبني على الحق والعدالة والكرامة الإنسانية، وبأنّ الحالة الفلسطينية الراهنة لا تولّد أي أمل بأن يصغي لها المجتمع الدولي، وهو مصغٍ وينصاع للدعاية الإسرائيلية الصهيونية التي تبتزّه ليل نهار وله مصلحة فيها”.

وخلص مخول للقول إنه مع كل ما قيل لا يملك المستشار الألماني شولتس، وبحكم موقعه، أية مصداقية بأن يقدّم المواعظ الأخلاقية لشعب فلسطين ضحية ضحايا النازية الألمانية. في نقدنا لتصريح الرئيس الفلسطيني علينا ألّا ننسى للحظة عدالة قضية فلسطين وشعبها، وهي الأساس الذي لا يستطيع لا شولتس ولا بايدن ولا لبيد تجاوزه.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع جغرافيا القضية  متابعة نشاط الموقع المحتل 48   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 31

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28