] الآلاف من فلسطينيي الداخل يشاركون في مسيرة العودة السنوية تزامناً مع الاحتفال بـ”استقلال! إسرائيل” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 27 نيسان (أبريل) 2023

الآلاف من فلسطينيي الداخل يشاركون في مسيرة العودة السنوية تزامناً مع الاحتفال بـ”استقلال! إسرائيل”

الخميس 27 نيسان (أبريل) 2023

لبّى الآلاف من فلسطينيي الداخل دعوة لجنة الدفاع عن المهجّرين في أراضي 48 وشاركوا في مسيرة العودة السادسة والعشرين، اليوم الأربعاء، فوق تراب بلدة اللجّون في منتصف الطريق بين حيفا وجنين، تأكيدا على التشبّث بحق العودة مهما طال الزمن وعلى نقل الرواية والهوية الفلسطينية من جيل إلى جيل وتحدّيا لحكومة الاحتلال المتطرفة التي هددّت وتوعدت منذ قيامها الفلسطينيين ومن يرفع العلم الفلسطيني.

وشاركت جماهير غفيرة في المسيرة السنوية وبرز حضور شبابي لافت فيها رغم تراجع العمل الحزبي العربي داخل أراضي 48 في السنوات الأخيرة.

وازدانت المسيرة بآلاف الرايات والكوفيات الفلسطينية وصور الأسرى، ورُفعت لافتات بأسماء كافة البلدات الفلسطينية المهجرّة منذ النكبة. وعلى هوامشها نظمت فعاليات ثقافية فنيّة تدور في محور السردية التاريخية الفلسطينية، واختتمت المسيرة بمهرجان خطابي.

وافتتح رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة كلمته خلال المهرجان الخطابي، موجها التحيات للجماهير الحاشدة، ولجنة الدفاع عن حقوق المهجّرين واللجنة الشعبية في أم الفحم، وجموع الشباب والتنظيمات الطلابية الذين انخرطوا في العمل لتهيئة مكان المسيرة والمهرجان.

وقال بركة “ها هي اللجون تعود لتخفق بالحياة من قلوب أبنائها وأبناء شعبها لتؤكد اننا كالعنقاء التي تنهض من الرماد لتحلق في أعالي الفضاء”. وتابع “في مسيرة العودة الـ 26 في اللجون نقول في هذا اليوم بالذات: “يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا. نحن ضحية ما يسمى بيهودية الدولة، فهل يجوز للضحية أن تقبل بتعاريف طُغاتها، أو تقبَّل كرباج قامعيها بحجة قبول الأمر الواقع؟ خسئت كل التعريفات التي تنكر على الأرض هويتها، والتي تنكر على الفلسطيني انتماءه للأرض والتاريخ. في مواجهة منسوب العنصرية والفاشية الصفيقة غير المسبوقة، نتحدى ونتصدى. الفاشية المتوغلة في إسرائيل، لن تفت من عضدنا، ولن تجعلنا نتراجع قيد أنملة عن حقنا في وطننا وفي أرضنا وفي روايتنا. نحن لسنا لاعبي احتياط في حركة الجنرالات من براك وموفاز ويعلون وحالوتس وغانتس واشكنازي وأيزينكوت وكوخابي. نحن أصحاب البلاد نقول هنا ثوابتنا وروايتنا، ونقول ما نريد، وواثقون أننا سنصير يوما ما نريد. شعبنا الفلسطيني ليس أفضل من أي شعب في العالم، ولكن لا يوجد أي شعب في العالم أفضل من شعبنا الفلسطيني”.

لسنا جزء من احتجاجات تل أبيب

وأكد بركة على موقف لجنة المتابعة العليا الرافض للمشاركة في احتجاجات اليسار الصهيوني في تل أبيب قائلا “إنهم يتغنون بالديمقراطية في إسرائيل لكن أين هم وأين الديمقراطية؟ هي ديموقراطية البيض في جنوب أفريقيا في حقبة الأبرتهايد. اسألوا تراب اللجون أين هم وأين الديمقراطية؟ اسألوا كثبان النقب أين هم وأين الديمقراطية؟ اسألوا اللاجئين في المخيمات الذي يتجرعون يوميا لوعة الغربة والتهجير، أين هم وأين الديمقراطية؟”.

ومع ذلك ميّز بركة بين حكومة الاحتلال الحالية وبين سابقاتها بالقول “نحن نعلم تماما اننا سنكون اول ضحايا مشاريع قوانين الحكومة الفاشية، لذلك نحن لسنا عبثيين كي لا نرى أهمية العمل لإسقاط هذه الحكومة، لكننا نريد أن نتحدث باللغة الفلسطينية التي هي لغة العدالة والحضارة البشرية، ونرفض ان تكون اجابتنا على مرارة حياتنا مرتهنة للغة التي تحاول الصهيونية ان تفرضها علينا. لم ننكر، ولا يمكن ان ننكر، حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق: اننا جزء حي وواع ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني ولا يمكن ان ننكر أسرى شعبنا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، الذين يجب ان يحلقوا في فضاء الحرية”.

ودعا بركة المؤسسات المحلية والعالمية الى العمل العاجل والمتواصل، من اجل إطلاق سراح الأسير وليد دقة الذي أنهى محكوميته الأساسية ويعاني من مرض يشكل خطرا على حياته، وتابع “نريد ان نرى وليد حرا مع زوجته، وابنته، وعائلته وشعبه”.

وختم بركة بالتأكيد على قيمة الرواية وتوارثها “نحن مطالبون من أنفسنا لأنفسنا ان نحصن شعبنا بالوحدة وبالتمسك بالثوابت. نحن مطالبون بتحصين اجيالنا القادمة بعيدا عن العنف وعن الجريمة وعن العدمية، وعن اللغة المهيمنة في إسرائيل الرسمية.

وشدد بركة أيضا على رسالة الوحدة للفصائل الفلسطينية كما فعل في المسيرات والمناسبات السابقة “نحن مطالبون بالدعوة باسم مليوني فلسطيني في الداخل من شعبنا الفلسطيني، بإنهاء عار الانقسام، لان الإصرار على الانقسام والامعان فيه هو أقرب نقطة الى الخيانة الوطنية. الآن وهنا، في هذا المكان الجميل في هذا الفصل الجميل مع هذا الحشد الجميل، مع حجارة اللجون التي تنطق بالحقيقة نقول: لا عودة عن حق العودة”.

لأننا: وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

رسالة زوجة الأسير دقّة

وأكد الناشط الأهلي سعيد برغوث وهو مهجر من قرية صفورية مقيم في الناصرة المجاورة أن “جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين ومعها هذه الجماهير، ستبقى تحمي وتعمل من أجل قرانا وأسرانا في السجون الإسرائيلية ومن ضمنهم الأسير وليد دقة الذي رفعت لافتات وهتفت هتافات كثيرة من أجله.

من جهتها قالت زوجة الأسير المريض وليد دقة، الناشطة السياسية سناء سلامة، إن “قضية وليد إنسانية ويجب أن تكون مهمة للقيادات العربية في الداخل الفلسطيني، وحتى ينتصر وليد هو بحاجة إلى شعبه وقيادة شعبه. داعية لتضافر الجهود بين المؤسسات المدنية والدينية والمشاركة في الفعاليات والنشاطات التي تقام من أجل تحرر زوجها الأسير، مؤكدة أنه “يجب أن يتعلم الأولاد والأبناء عن الأسرى لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الحرية، ونحن نفتخر بهم”.

وختمت بالقول إن “الوطنيين من غير الممكن أن يكونوا ضمن عصابات الإجرام، لذلك علموا أبناءكم وأشبعوهم بالوطنية”.

وذكر زياد أمين طميش عن أهالي اللجون المهجرة في كلمته أن “كل شيء في اللجون يربطنا بها من ترابها وأشجارها وبيوتها ومقبرتها، هذه أرضنا التي ضحينا من أجلها. النكبة مستمرة وتزداد حدتها يوميا، وخير دليل على ذلك التقاعس الإسرائيلي مع الجريمة المتفشية”.

وفي كراسة خاصة بقرية اللجون وزعت على الجماهير، قالت جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين:”عام آخر يمر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني، حيث قامت المنظمات العسكرية الصهيونية ومن بعدها إسرائيل بطرد حوالي مليون فلسطيني إلى خارج الوطن وتنفيذ المجازر والتهجير القسري المبرمج ليصبح معظم أبناء شعبنا بين ليلة وضحاها يفترش الأرض ويلتحف السماء في مخيمات اللجوء، كما قامت بهدم وتدمير أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عن بكرة أبيها ومصادرة كافة أملاكنا وأراضينا بموجب العشرات من القوانين التعسفية، معتبرة شعبنا غائبًا عن أرضه ووطنه وهو حي يرزق وهم يستبيحون مقدساتنا وما زالوا مستمرين في مخططاتهم الإجرامية حيث سنت العديد من القوانين المتعلقة بخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين وكذلك القانون سيئ الذكر والذي يتعلق بإحياء ذكرى النكبة وقوانين أخرى”.

وأضافت: “نحن المهجرون معًا مع أبناء شعبنا في الداخل إذ نحيي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية فإننا نؤكد أنه مهما شرعت المؤسسة الإسرائيلية من قوانين لتكميم الأفواه والمس بحرية التعبير فإننا مصرين على إحياء ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا ونحن الذين على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس يوم أسكتت لتتحول زرائب لأبقار المستوطنين وخمارات وبؤر للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما مضت”.

وتم تشكيل لجنة الدفاع عن المهجّرين في البلاد بعدما تبيّن أن اتفاق أوسلو عام 1993 يتجاهل بالكامل فلسطينيي الداخل وقضاياهم الخاصة، حيث تم تغييب مناقشة قضية مهجري الداخل الفلسطيني وإخراجها من جدول أعمال وإستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية.

شُكّلت لجنة الدفاع عن المهجّرين بعدما تبيّن أن اتفاق أوسلو يتجاهل بالكامل فلسطينيي الداخل، وأن قضيتهم أخرجت من جدول أعمال وإستراتيجية م ت ف.

وفي سنة 1995، شُكّل الاجتماع الشعبي الأول داخل قصر السلام في مدينة طمرة، بمشاركة 300 مندوب ومندوبة من أكثر من 30 قرية فلسطينية مهجرة، ليتم الإعلان عن تشكيل لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين في إسرائيل، كان الهدف من تشكيلها التأكيد وعدم التنازل عن حق العودة ورفض الحلول البديلة، علاوة على تأكيد الهوية الفلسطينية للمواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، التي ما زالت تحاول أسرلتهم، وتثبيت هويتهم المدنية على حساب هويتهم الوطنية، وهم يشكلون نحو 19% من مجمل سكانها.
مسيرة العودة الأولى

نظمت لجنة الدفاع عن المهجّرين في إسرائيل مسيرة العودة الأولى، عام 1998، نحو قرية الغابسية المهجرة (شرق عكا)، وهي واحدة من القرى الفلسطينية التي تم تهجيرها بعد النكبة بنحو العامين، وقد استجابت المحكمة الإسرائيلية العليا لالتماسهم، وحكمت بإعادتهم لقريتهم، لكن الحكم بقي حبراً على ورق. ورفضت السلطات الإسرائيلية تطبيقه، كما هو الحال في قرارات مطابقة أخر ى، مثل قرار المحكمة الإسرائيلية العليا عام 1953 بإعادة أهالي القريتين المتجاورتين في الجليل الأعلى إقرث وكفر برعم. وتمّ تدمير بيوت هذه القرى كي تقطع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الطريق على أهاليها للعودة إليها، ولم ينج إلا عدد قليل من مبانيها مثل مسجد الغابسية وكنيسة إقرث ومقبرتها وآثار بيزنطية في كفر برعم تم تحويلها لـ “حديقة قومية” يشترط الدخول لها بدفع “دخولية”.
يوم وطني جامع

ومنذ 1998، توالت مسيرات العودة سنوياً، تزامناً مع الاحتفالات الإسرائيلية بـ “يوم الاستقلال”، تحت الشعار المركزي “يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا”، وهو شعار يحمل رسالة مزدوجة؛ لإسرائيل ولفلسطينيي الداخل أنفسهم مفادها “أننا فلسطينيون”. في هذه المسيرة، التي تحولت لتقليد سنوي يشارك فيه الآلاف من أهالي القرى المهجرة، وأنصارهم من غير المهجرين، وترفع فيها لافتات تحمل أسماء كافة البلدات الفلسطينية المدمرة (نحو 520 بلدة)، علاوة على مفاتيح العودة والرايات والكوفيات الفلسطينية، خاصة من قبل فئة الشباب الذين يشكّلون أغلبية المشاركين عادة، خاصة أن 70% من فلسطينيي الداخل هم دون جيل الثلاثين.

الغابسية واحدة من القرى التي هُجّرت بعد النكبة بنحو عامين، وقد استجابت المحكمة الإسرائيلية العليا لالتماس أهلها، وحكمت بإعادتهم لقريتهم، لكن الحكم بقي حبراً على ورق.

بالإضافة لمسيرة العودة السنوية المركزية، التي تجري كل سنة في بلدة، تتم في ذات اليوم زيارات لمعالم القرى المهجرة من قبل مهجّرين يزورون أطلال بيوتهم وأضرحة أقربائهم ويستظلون وأطفالهم وعائلاتهم في أفياء أشجارها وبساتينها، بالإضافة لفعاليات توعوية ومؤتمرات محلية، وتتزين هذه النشاطات بالأغاني الوطنية والفولكلورية، وعلى رأسها نشيد “موطني”. وفي كل عام تجدّد لجنة الدفاع عن المهجّرين دعوتها لفلسطينيي الداخل للمشاركة الواسعة والالتزام برفع العلم الفلسطيني فقط دون الرايات والشعارات الحزبية، باعتبار هذا اليوم يوماً وطنياً جامعاً.

وعلى الدوام كانت التساؤلات تطرح حول ضرورة تجديد هذه المسيرة بفعاليات جديدة ثقافية وفنية تخرج عن المألوف كل عام، والأهم لماذا تبقى المسيرة حدثاً يتيماً، ولماذا لا يتّم تحميل المسيرة معنى سياسياً وتحويلها لمشروع سياسي يهدف لممارسة حق عودة المهجّرين لديارهم، خاصة وأنهم على مسافة قصيرة من مسقط رأسهم وبلداتهم المهجّرة، وهم يكابدون أزمة سكنية خانقة نتيجة حرمان السلطات الإسرائيلية لفلسطينيي الداخل من الحق في المأوى وتضييق الخناق على بلداتهم وعدم فتح مساحات جديدة للبناء ورفض بناء أي بلدة عربية جديدة منذ نكبة 1948.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع جغرافيا القضية  متابعة نشاط الموقع المحتل 48   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

43 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 43

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28