] عبرية: هل بات من الأفضل أن توقف إسرائيل “عمليتها” في غزة بعد أن “حققت هدفها”؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 8 آب (أغسطس) 2022

عبرية: هل بات من الأفضل أن توقف إسرائيل “عمليتها” في غزة بعد أن “حققت هدفها”؟

الاثنين 8 آب (أغسطس) 2022

مع ظهر إلى الحائط، اختارت القيادة الإسرائيلية اتخاذ مبادرة عسكرية بهدف التخلص من الشرك الذي وقعت فيه أمام “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة. وبعد أن طلب من سكان غلاف غزة البقاء في البيوت لمدة ثلاثة أيام وإزاء تحذيرات بشأن عملية انتقام من قبل “الجهاد”، وجدت الحكومة نفسها بدون العديد من الخيارات الأخرى. الحل الذي أوصى به الجيش شمل إيقاع ضربة مفاجئة على “الجهاد” يوم ظهر الجمعة: تصفية قياديين من الذراع العسكري للجهاد وضرب عدة خلايا، التي انشغلت كما يبدو في الإعداد لتلك العملية. قتل في الجانب الفلسطيني حتى الآن 24 شخصاً، من بينهم ثلاثة من كبار القادة وطفلة ابنة خمس سنوات. أمس، قتل في الانفجار في مخيم جباليا للاجئين خمسة مواطنين فلسطينيين، من بينهم أربعة أطفال. يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الأمر يتعلق بضربة بواسطة صاروخ أطلقه “الجهاد” بالخطأ.

في نهاية الأسبوع، رد الجهاد بإطلاق نحو 390 صاروخاً، تركز معظمها في جنوب البلاد، ونحو “غوش دان” ومطار بن غوريون. حتى الآن، لم تسجل أي إصابة شديدة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية باستثناء مصابين بإصابة طفيفة وأشخاص أصيبوا بالذعر. بطاريات القبة الحديدية سجلت معدلات اعتراض عالية، 95 في المئة، حسب تقديرات أولية. وإذا كانت إسرائيل تستطيع، فيبدو أنه قد حان الوقت لإنهاء العملية بأسرع وقت. مشكوك فيه إذا كان يمكن التوصل إلى إنجاز عملياتي أفضل في الوقت الذي يتبع فيه زعماء التنظيم أسلوباً حذراً. وما دامت حماس لا تشارك مباشرة في المعركة، فالأطراف محدودة. من الأفضل التوقف.

بالتدريج، يقدر جهاز الأمن بأن الجهاد بحث عن تصعيد في كل الحالات. والاستعدادات الأولية لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات على أهداف إسرائيلية على طول الحدود بدأت قبل أسبوع تقريباً. اعتقال زعيم الجهاد الإسلامي في جنين على يد جنود حرس الحدود والصور المهينة والخوف (الذي تبدد) على حياته، سرعت اتخاذ قرار بالعمل من قبل التنظيم. لقد كانت لدى الجيش والشاباك معلومات استخبارية دقيقة وقد عملا طبقاً لذلك.

لقد تم اتخاذ قرار مختلف عليه بإغلاق طويل للحركة على الشوارع الرئيسية. وفي الوقت نفسه، جرت استعدادات للاحتمالية التي تحققت والتي بحسبها لم ينجح الوسطاء المصريون، ومن الأمم المتحدة وقطر، في ضمان امتناع الجهاد الإسلامي عن العمل. الخميس، تبين أن الجهاد لا ينوي التراجع عن مخططاته بالعمل. حتى إن الجهاد طلب تعهداً من إسرائيل بالامتناع عن إجراء اعتقالات أخرى في الضفة، وطالب بإطلاق سراح أحد أعضائه في الضفة، المعتقل إدارياً في إسرائيل والمضرب عن الطعام منذ فترة طويلة.

بصورة مفاجئة بدرجة ما، لم ينزل جزء من كبار قياديي الجهاد في القطاع إلى الملاجئ، وقُتل اثنان منهم في هجوم لسلاح الجو. منظومة السيطرة والرقابة في الجهاد الإسلامي أقل تنظيماً وتدريباً مما هي لدى حماس. ضرب كبار القادة خلق تشويشاً معيناً، كما أن القيادة السياسية للمنظمة ذهبت من سوريا ولبنان لزيارة لإيران. مرت بضع ساعات إلى أن رد الجهاد بالإطلاق، ورغم العدد الكبير من الصواريخ، إلا أن الوقت الذي مضى مكن الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الاستعداد بصورة فعالة نسبياً. هذه الجولة لم تنته بعد، ومن المرجح أن ستكون هناك صليات أخرى نحو الجنوب والوسط، التي قد تتسبب بمزيد من المصابين. مع ذلك، حجم الضرر الذي يستطيع الجهاد وحده أن يحدثه، وهو منظمة أصغر من حماس ولديه ترسانة سلاح محدودة مقارنة مع حماس، هو ضرر محدود. لذلك، المسألة التي ستحسم فترة المواجهة الحالية وقوتها هي قرار حماس الانضمام أو عدم الانضمام.

تولد لدى جهاز الأمن انطباع بأن كبار قادة حماس غير متحمسين من تجربة رؤساء الفصيل الأصغر بجرهم إلى المعركة في توقيت لا يناسبهم. هذا القرار يرتبط أيضاً بعدد المصابين المدنيين. العدد الكبير منهم سيزيد الضغط على حماس من أجل أن تعمل. هذا هو سبب أن كبار القادة في الجيش الإسرائيلي يحرصون على التأكيد بأن الجيش يبذل كل ما في استطاعته لتقليص الإصابات المدنية في القطاع. وحتى الآن يبدو أن هناك خطاً دقيقاً يفصل بين الضغط العسكري الذي سيحث حماس على ضبط الجهاد وبين عملية إسرائيلية تجبرها، حسب رأيها، على الرد بصورة شديدة.

ولإبراز التهديد، يقوم الجيش الإسرائيلي بتجنيد الاحتياط ويضع قيادة فرقة أخرى في الجنوب إلى جانب فرقة غزة. وزير الدفاع، بني غانتس، وقع على إذن للجيش لتجنيد 25 ألف جندي احتياط، الذي من غير المؤكد في هذه الأثناء أن يتم استغلاله حتى النهاية. جنود الاحتياط سيساعدون جنود الخدمة النظامية في مهمات متعددة مثل سلاح الجو وشعبة الاستخبارات وقيادة الجبهة الداخلية. لا توجد في هذه الأثناء أي نية لتجنيد ألوية احتياط للمعركة. السبب واضح، وهو أن إسرائيل لا تعتقد أنه مطلوب الآن عملية برية ضد الجهاد الإسلامي. وهي ستضطر إلى ذلك إذا تطور تصعيد واضح ضد حماس.

رجال المخابرات المصرية يعملون الآن ساعات إضافية في محاولة لترتيب وقف لإطلاق النار. جميع الأطراف مرت بنفس هذه القصة عدة مرات في السابق. يتحدث الجيش عن استعداد لأسبوع قتال، الذي قد يطول أكثر، وهم يأملون إنهاءه قبل ذلك بكثير. ولكن الشعار المعروف الذي يقول بأن الطرفين لا يريدان التصعيد لا يضمن أي شيء. وفحص لجولات قتال سابقة، من “الرصاص المصبوب” في 2008 فصاعداً، يدل على أنه لم تكن هناك أي نية متبادلة لحرب طويلة في معظم الحالات، والأمور تشوشت وتعقدت في أعلى الطريق.

جولة القتال المكثفة الأخيرة في القطاع كانت في أيار 2021 في عملية “حارس الأسوار”. الفرق الرئيسي بينها وبين العملية الحالية “بزوغ الفجر” (إلى جانب التدهور المتواصل في اختيار أسماء العمليات) هو أن إسرائيل ليست في صورة التصعيد بعد. بدأت “حارس الأسوار” على خلفية توتر شديد في الحرم، الذي قررت حماس أن تتولى بنفسها قيادته بواسطة إطلاق الصواريخ من القطاع نحو القدس. في هذه المرة، المسجد الأقصى خارج الصورة حتى الآن. وهذا من شأنه أن يكون أحد أسباب الهدوء النسبي السائد الآن في أوساط الجمهور العربي في إسرائيل.

في الضفة الغربية هدد أعضاء “غرفة العمليات” المشتركة للفصائل الفلسطينية في جنين، التي تضم أيضاً أعضاء من تنظيم فتح، بالقيام بعمليات ضد إسرائيل. يقوم الجيش بعمليات إحباط استباقية، وقد اعتقل ليلة السبت نحو 20 عضواً من الجهاد الإسلامي. وهذه محاولة إسرائيلية لإرسال رسالة لـ”الجهاد” تقول: هل تحاولون ترسيخ معادلة ردع تمنعنا من اعتقال رجالكم في الضفة؟ بالتأكيد سنزيد وتيرة الاعتقالات.

في غضون ذلك، إسرائيل يمكنها الاندماج في التصعيد حول أحداث التاسع من آب (التقويم العبري) التي بدأت أمس. اليوم يتوقع قيام يهود بجولة في باحات الحرم بين المساجد. في هذا الوقت، لم تعلن الشرطة حتى الآن عن تغيير في البرامج. زيارات كهذه من شأنها أن تواجه بعنف فلسطيني. لم تبدأ إسرائيل بالعنف في وقت ما، لكنها تستطيع الإسهام في إطالة المواجهة.

صعوبة أخرى تتعلق بآلية الإنهاء. نقل رسائل من إسرائيل لـ”الجهاد” يتم بصورة غير مباشرة، خصوصاً بواسطة المصريين، وعلى الأغلب من هناك لحماس، وبعد ذلك لـ”الجهاد”. المستضيفون الإيرانيون لأعضاء الجهاد، الذين خلافاً للتحليلات التي تجد لها مكاناً في البلاد، لم يبادروا إلى الاشتعال، لكنهم بالتأكيد راضون عنه، ولن يساعدوا على إنهائه. رؤساء الجهاد لا يعيشون داخل شعبهم في غزة ولا يشعرون بالضغط. وإن مسألة عدد العمال الذين سيذهبون من القطاع إلى إسرائيل، هذا إذا ذهبوا، تقلق سلطة حماس ولا تقلقهم.

في هذه الأثناء، يبدو أن حكومة يئير لبيد (نفتالي بينيت أصبح له تأثير أقل)، تدير الأزمة بشكل جيد. والتجربة المتراكمة تظهر لوزير الدفاع بني غانتس ورئيس الأركان افيف كوخافي ورئيس “الشاباك” رونين بار. يبدو أن جهاز الأمن استعد بشكل جيد لعملية البداية وتداعياتها. مجرد دخول رئيس حكومة إلى مواجهة عسكرية في غزة غير مرتبط بالإجراءات القانونية ضده (لأنه لا يوجد شيء كهذا)، إضافة إلى أنه تجديد منعش. وحتى الآن، نشهد سيلاً من الإطراءات المفاجئة بشأن أداء الحكومة من جانب مراسلين متحمسين، ولا نريد التحدث عن مستشارين استراتيجيين، الذين يمثل الإذلال عقيدتهم.

تفسير هذا الدوران المفرط بسيط: للمرة الأولى منذ حكومة أولمرت في 2006 ثمة حكومة وسط تعمل هنا (لنفترض) وتقتل مخربين. مع ذلك، من الجدير التذكير أيضاً بانفعال مثير في الأيام الأولى لحرب لبنان الثانية – مما زال يتذكر “الخطاب التشرتشلي” داخل الكنيست، الذي اندلقت عليه وسائل الإعلام؛ لمعرفة كيف يمكن أن تنتهي الأمور. حققت إسرائيل ما تريده في الجولة الحالية. كلما نجحت في تبكير وإغلاق هذه الجولة فذلك أفضل لها.

بقلم: عاموس هرئيل

هآرتس 7/8/2022


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 6

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28