] عالم يهودي: المسجد الأقصى أبقى و”الهيكل” مغارة لصوص - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 4 حزيران (يونيو) 2022

عالم يهودي: المسجد الأقصى أبقى و”الهيكل” مغارة لصوص

إسرائيل بعد تسييرها لمسيرة الأعلام.. شعور بالرضا أم توجس من “صمت غزة”؟
السبت 4 حزيران (يونيو) 2022

إزاء مركزية جبل الهيكل، من المهم الرجوع إلى الأقوال التي قالها يشعياهو لايفوفيتش في حينه. هناك فيلم رائع في “يوتيوب”، التقى فيه البروفيسور لايفوفيتش عدداً من الشباب، معظمهم من “الصهيونية الدينية”، الذين ظهروا مثل أشخاص هامشيين سياسيين، والآن يسمعون باعتبارهم التيار العام. يتحدث الشبان عن أهمية جبل الهيكل في العلاقة بين إسرائيل وإلهه، وهو ينفي أقوالهم بثقة البالغين الذين لا يهربون من المسؤولية عن تعليم الشباب. “البقايا الأثرية في جبل الهيكل ليس لها الآن أهمية من حيث العلاقة بين شعب إسرائيل وإلهه”، قال لهم. لا توجد أي أهمية، بشكل قاطع. ما تقولونه هذا ببساطة غير صحيح.

وحرص على الاستهزاء بمن علّموا هؤلاء الشباب هذه الأقوال الخطيرة التي ليس لها قيمة، والتي يبثونها بمثل هذا التبجح. “هناك من يرون أن لها قيمة، وأنهم يحولون ذلك إلى ما يشبه الملهى الليلي الديني الوطني. (هل هناك طريقة أفضل وأكثر دقة لوصف ما يحدث في جبل الهيكل في هذه الأيام؟).

وعندما يجد الشباب صعوبة في قبول أقواله، لا يتنازل لهم، بل يذكرهم بأن “البيت الأول استمر 410 سنوات، واعتبره النبي يرمياهو مغارة لصوص. لم يخرج منه أي شيء جيد. أما البيت الثاني فاستمر 620 سنة”. صمت في الاستوديو، وبعد بضع ثوان من الصمت، أنزل عليهم ضربة الوقائع الساحقة: “المسجد الأقصى يقف هناك منذ 1300 سنة. رسالة لايفوفيتش قاطعة: “من يعتبر اليهودية واقعاً حياً، فكل هذه الأمور ليست هي المركز بالنسبة له”.

الحقيقة أن روح لايفوفيتش تحلق فوق الهاوية التي أغرق إسرائيل فيها، على مستوى النوايا، وتحاول حكومة التغيير بكل القوة الصد، لكن من سيصدون؟ أنفسهم؟ في نهاية المطاف، كل ما يحدث أكبر منهم بكثير. عندما قال لايفوفيتش بأن الاحتلال مفسد، فقد شرح شيئاً أساسياً عن الاحتلال: لا يوجد أحد محصن، حتى ميراف ميخائيلي أو نيتسان هوروفيتس، اللذان يسيران مع تجديد سريان أنظمة الطوارئ (التي تستمر منذ 55 سنة) والتي تسمح بممارسة الأبرتهايد في “المناطق” [الضفة الغربية].

في الحقيقة، هذا ليس مقالاً آخر عن ضعف اليسار أو عن أنه لا فرق بين اليمين واليسار، بين ايتمار بن غبير وعومر بارليف. هل تعرفون؟ ثمة فرق. ما هو؟ كيف تم التعبير عن ذلك في الواقع؟ من يستطيع كبح طاقة المشاركين في مسيرة الأعلام؟ من في هذه الدولة، داخل الحكومة أو خارجها، في عالم القضاء، في عالم الأكاديميا، في وسائل الأعلام، في عالم الأعمال، في العالم الفكري والديني، من يستطيع أن يوقف تدهور الجميع وتفكك المجتمع والواقع إلى عوامل؟

من في إسرائيل يملك المكانة الشخصية لتبريد حرارة جسم الجمهور الذي يغني بشكل صاخب “سأنتقم من عين من عيون فلسطين، ليمحو الله اسمهم”، “الموت للعرب”، “لتحترق قريتكم”. من يمكنه أن يصحح قائد لواء شومرون الذي قال إن “الاستيطان والجيش هما الشيء نفسه”؟ من يمكنه ذلك أمام جيش المستوطنين وبوتقة الصهر الصهيونية – الدينية وأمام التوق لـ”بناء كنيس صغير في الحرم”، وأمام المتحدثين باللغة اليهودية والديمقراطية؟

في فيلم آخر يشرح لايفوفيتش الخطر الكامن في تحويل الوطنية إلى برنامج. لايفوفيتش وصف المستقبل بشكل دقيق لمن يصف ما هو ماثل أمام عينيه، وحذر من “الطريق التي تقود من الإنسانية مروراً بالقومية وانتهاء بالحيونة”، هذه ليست نبوءة. أي أنها ليست أكثر من التنبؤ بأن طريق حيفا تقود إلى حيفا. وأضاف: “هذه هي الطريق التي سار فيها الشعب الألماني حتى النهاية”. بعد ذلك، صمت لايفوفيتش للحظة، وأخذ يبتسم وكأنه عرف ما الذي يفكر فيه مجري المقابلة معه. وأكد ذلك بالقول: “وضعنا أقدامنا على هذه الطريق بعد حرب الأيام الستة”.

بقلم: كارولينا ليندسمان

هآرتس

ملابسات مشابهة في أزمنة مختلفة لا تؤدي بالضرورة إلى نتائج مشابهة، هذه جملة نطبقها على قطاع غزة وسلوك إسرائيل حيال حماس على مدى سنوات طويلة. هذه السنة كانت الملابسات بالفعل مشابهة – يوم القدس، مسيرة الأعلام، وتهديدات حماس، لكن النتائج كانت مختلفة. في العام الماضي، أطلقت حماس الصواريخ نحو القدس، مما شكل إشارة بدء لحملة “حارس الأسوار”. أما هذه السنة بالمقابل، فبقي هدوء متوتر، رغم إحساس التصعيد الذي حام في الجو.

هذه إشارة إلى أن رداً عسكرياً من غزة أو إطلاق صواريخ أو محاولة عملية، كفيل بأن يقع في الأيام المقبلة، لكن إسرائيل هذه المرة لم تقدم لحماس على طبق من فضة ذلك الربط الذي تريده لنفسها كدرع للقدس. هذه المرة كان تقدير جهاز الأمن أن حماس لا تستعد للتصعيد مع إسرائيل، والسيناريو المعقول أنه إذا ما وقعت نار من غزة، ستكون بحجوم ومسافات متدنية، وتنفذها منظمات إرهابية أخرى.

في نهاية المطاف، ثبت أنه عندما تريد حماس فإنها قادرة على فرض الانضباط على منظمات الإرهاب الأخرى أيضاً. وهذا معطى ينبغي أن نتذكره جيداً.

في الأشهر الأخيرة، رغم التوتر الأمني وموجة الإرهاب في إسرائيل، بقي الهدوء النسبي من القطاع. لحماس، كما يتبين، ما تخسره من المواجهة. حتى لو أطلقت النار من غزة في “يوم القدس” أو حتى لو تمت عملية ثأر مثلما يهددون، فلا يعني هذا أن إسرائيل لم تتخذ القرار السليم حين وضعت لحماس خطاً أحمر في محاولاتها لإلغاء أو تغيير مسيرة الأعلام.

يبدو أن إسرائيل اتخذت التوجه الصحيح هذه المرة. فهو يرتبط بقدر أقل، بموضوع إدارة سياسة عاقلة تجاه شدة التهديد من غزة، وبقدر أكبر بالقرار الذي اتخذ بأنه إذا ما تغير مسار المسيرة بسبب تهديدات حماس، فسيعزز مكانتها في الجمهور الفلسطيني ويستدعي المرات التالية التي ستحاول فيها ابتزاز إسرائيل.

في السطر الأخير، كانت قيادة حماس في غزة هذه المرة هي التي يتعين عليها أن تقدم تفسيرها لجمهورها، وخير أن الأمر هكذا. في الخطاب الجماهيري – السياسي الذي نشأ في الأيام الأخيرة، تمت مقارنة فورية بين قرار القيادة السياسية ورئيس الوزراء نفتالي بينيت ألا يتراجع، وبين القرار الذي اتخذ في السنة الماضية تحت قيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو لتغيير المسار بسبب الحساسية الأمنية، وفي نهاية المطاف، أطلقت حماس -رغم ذلك- النار على القدس.

نفهم المقارنة التي استغلت لأغراض سياسية أيضاً لأن المسؤولية عن القرارات، خيراً وشراً، هي لرئيس الوزراء، وبحكم منصبه وقوته السياسية الذي من صلاحياته أن يتخذ القرارات بخلاف توصية جهاز الأمن.

ينبغي أن نذكر أن جهاز الأمن، مقابل الجولة الأخيرة التي أوصى بها بالقطع بعدم تغيير الخطط، قدم توصية معاكسة في المرة السابقة. القرارات الأخيرة بمثابة استخلاص دروس لجهاز الأمن، وإسرائيل هذه المرة هي التي نجحت في إملاء الوتيرة. كان وضع الخطوط الحمراء والاستخدام السليم للوسطاء المصريين والقطريين في نقل رسائل واضحة لحماس عن ثمن التصعيد المتوقع حقق الهدف المطلوب هذه المرة.

اعتبارات حماس

مدة سنة ونيف مرت منذ حملة “حارس الأسوار”. ثمة دروس مهمة ينبغي للجيش أن يستخلصها، ففي اختبار النتيجة كانت السنة الأخيرة من السنوات الأكثر هدوءاً منذ فك الارتباط. مدى أهمية الحملة ليس فقط في الإنجازات أو في الأخطاء التي كانت في أثنائها (وبالفعل لم تكن تختلف كثيراً عن حملات سابقة)، بل أيضاً في السياسة التي تتخذ بعدها.

الردع مفهوم متملص جداً حيال منظمة إرهابية مثل حماس. كل حملة عسكرية تعززها بشكل طبيعي، بسبب الأثمان الجسيمة التي تفرض على القطاع. فقد كانت لـ”حارس الأسوار” إنجازات أيضاً، ولكن كلما مر الوقت، يتآكل الردع – ومن هنا أيضاً أهمية السلوك السياسي – العسكري السليم، الثابت وعلى مدى الزمن. ويفترض بالسياسة أن تتضمن ردوداً أكثر حدة على كل نار تطلق من القطاع، ومنع إنجازات سياسية عن حماس في ظل تهديدات بالإرهاب، وتوسيع أثمان خسارة حماس بالتصعيد بسبب وقف التسهيلات الاقتصادية.

بثت إسرائيل لحماس هذه المرة بأنها لا تخشى مواجهة أخرى في القطاع، ويبدو أن حماس، مؤقتاً على الأقل، فهمت الرسائل جيداً. ومع ذلك، فمرور “يوم القدس” بهدوء ليس بمثابة بوليصة تأمين. لأن رداً متأخراً لمنظمات الإرهاب في القطاع أو حتى من جانب حماس التي هي الآن تحت ضغط نقد الجمهور الفلسطيني بسبب حقيقة أنها جلست مكتوفة الأيدي، قد يغير الصورة بسرعة.

الزمن، بالمناسبة، هو المفتاح في كل ما يتعلق بقطاع غزة. هدوء السنة الأخيرة لا يضمن شيئاً. مثلما في العقدين الأخيرين، معقول أن تأتي المرحلة التي تفضل فيها حماس احتكاكاً عسكرياً مع إسرائيل على أي خيار آخر. في نقطة الزمن هذه قد نرى في الهدوء من القطاع مفاجأة معينة أو تعبيراً عن ردع عسكري أعمق مما في الماضي.

بالمقابل، يجدر بنا أن نذكر أيضاً اعتبارات حماس التي تعمل بنشاط على إعادة بناء قدراتها التي تضررت في الحملة الأخيرة واستخلاص الدروس من إخفاقاتها في الوصول إلى إنجازات ليست فقط في مجال الصواريخ. ونقيصة الهدوء النسبي من ناحية إسرائيل هي استمرار تعاظم قوة حماس ومعقول أن الاستقرار سيتضعضع بقدر ما تشعر بأنها جاهزة للمواجهة التالية.

وثمة مسألة أخرى ترتبط بالطبع بأثمان الخسارة. قبل “يوم القدس” ذكّر منسق أعمال الحكومة في “المناطق” اللواء غسان عليان، سكان غزة بأن التسهيلات الاقتصادية للقطاع غير مسبوقة مقارنة بالسنوات الأخيرة، وهو بالفعل محق بهذا الشأن، ولا سيما في كل ما يتعلق بإدخال آلاف العمال من غزة للعمل في إسرائيل. وبالمناسبة، تقترب إسرائيل من أقصى درجات قدرة المرونة لديها في كل ما يتعلق بالتسهيلات الاقتصادية.

المشكلة من ناحية إسرائيل هي أن التسهيلات الاقتصادية لا تبقي إلا على هدوء نسبي من القطاع، دون أن تكون حماس مطالبة بالتقدم في مسألة الأسرى والمفقودين، حيث رفضت إسرائيل في الماضي تقديم التسهيلات دون أن يكون هناك تقدم كهذا. معقول الافتراض بأن تكون الاعتبارات الاقتصادية والتعهدات للوسطاء المصريين والقطريين في قلب اعتبارات حماس للحفاظ على الهدوء من القطاع حالياً، في ظل استغلال الزمن لتعاظم القوى، وتوجيه الإرهاب والتحريض، فيما يقوم بالعمل هذه المرة آخرون من خارج قطاع غزة.

بقلم: تل ليف رام

معاريف 3/6/2022


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28