] تقرير للقدس العربي: الرواية الإسرائيلية كاذبةو شريط فيديو يكشف تعمد شرطة الاحتلال الاعتداء على جنازة أبو عاقلة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 17 أيار (مايو) 2022

تقرير للقدس العربي: الرواية الإسرائيلية كاذبةو شريط فيديو يكشف تعمد شرطة الاحتلال الاعتداء على جنازة أبو عاقلة

الثلاثاء 17 أيار (مايو) 2022

بموازاة تراجع الرواية الإسرائيلية من الإنكار إلى الاختباء خلف علامة الشك لم تصدر بعد نتائج “تقرير فحص” إسرائيلي حول اعتداء قوات شرطة الاحتلال على موكب تشييع جثمان الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة ظهر يوم الجمعة الماضي، لكن شريطي فيديو أحدهما بالانكليزية والآخر بالعبرية، سجلهما مراسل “القدس العربي” وديع عواودة يكشفان بوضوح إصرار قائد الشرطة الإسرائلية على تفريق المشيعين بالقوة بسبب الهتافات الوطنية، إضافة إلى تسريبات إسرائيلية تقول إن قائد الشرطة في القدس المحتلة المتواجد خارج البلاد أمر بمنع رفع الرايات الفلسطينية خلال الجنازة.

في التزامن تواصل جهات إسرائيلية توجيه الانتقادات للقائد الميداني لشرطة الاحتلال الذي قاد عملية اقتحام المستشفى الفرنسي في الشيخ جراح والاعتداء على الجنازة وتتهمه بالغباء وارتكاب حماقة لأن مشاهد الهجوم على المشّيعين وعلى حاملي التابوت تشكل “كارثة إعلامية” بالنسبة لإسرائيل، كما تؤكد القنوات العبرية وغيرها من الجهات التي تركّز بالأساس على الضرر اللاحق بإسرائيل وصورتها في العالم، وتكيل بميزان المصالح بالأساس وقلة منهم ينطلقون من اعتبارات أخلاقية وإنسانية.

وكان القائد الميداني المذكور في شرطة الاحتلال في القدس قد بادر عند الساعة الواحدة من ظهر يوم الجمعة الفائت بتهديد المشيعين بواسطة مكبر صوت بأن قواته ستقتحم المستشفى وتفرقهم وتحول دون انطلاق موكب الجنازة بحال لم يتوقفوا عن الهتافات الوطنية وقد فعل ذلك مرتين باللغة العبرية. وبعد ذلك تدخل بعض الدبلوماسيين الأوروبيين (من بينهم سوان كوهان فون بورغدوف مندوب الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والذي يظهر بشريط فيديو سجله مندوب “القدس العربي”)، لكن الضابط الإسرائيلي الذي وصفت تصرفه أوساط إسرائيلية بالأحمق أصر على أن يكف المشيعون عن الهتافات الوطنية وعدم رفع الأعلام الفلسطينية وما لبث أن طالب أيضا بأن تقتصر الجنازة على عائلة وزملاء الشهيدة شيرين أبو عاقلة وبواسطة سيارة فقط.

وما أن فتحت بوابة المستشفى الفرنسي وبدأ المشيعون بالتحرك حتى هجمت قوات الاحتلال عليهم وانتهكت حركة الجنازة واعتدت بالضرب على كل من كان في المكان بالهراوات بل أطلقت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي ودخلت حتى غرف المستشفى نفسه. ولاحقا وأمام المشاهد الصادمة المقززة والانتقادات المتصاعدة في العالم بدأت الشرطة الإسرائيلية تعمم بيانات كاذبة أبرزها أن الاقتحام جاء بعد اعتداء “مشاغبين” على أفرادها بقناني الماء والحجارة وهذا ما حصل بترتيب معاكس فقد قذف بعض الشباب في محيط المستشفى بقناني الماء نحو الجنود وهو يقتحمون ويضربون وليس قبل ذلك وهذا ما تؤكده أشرطة فيديو بعضها ينشر هنا للمرة الأولى بعد تسجيلها من قبل مندوب “القدس العربي”.

افتتاحية هآرتس

وقبل أن تنشر شرطة الاحتلال نتائج الفحص دأبت على تسريب معلومات للصحافة العبرية تدلل على أن الفحص ليس إلا رفع عتب فقط، فقد قالت إن تشكيل لجنة الفحص من قبل القائد العام لمفتشها كوبي شبتاي جاء بضغط سياسي من قبل وزير الأمن الداخلي عومر بارليف الذي ما زال يلتزم الصمت حتى الآن. وقالت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء إن شبتاي سارع لتشكيل لجنة فحص سلوك وإدارة رجال الشرطة عملية تشييع جثمان أبو عاقلة واستخدامهم القوة المفرطة، مشددة على ضرورة القيام بفحص عميق للتعليمات الصادرة عن قائد لواء القدس المحتلة في الشرطة دورون ترجمان بمصادرة الرايات الفلسطينية ومنع رفعها في الجنازة وتابعت “هذا عمل أحمق ورفع الراية الفلسطينية أمر قانوني فهو راية السلطة الفلسطينية التي تتعاقد إسرائيل معها باتفاق صلح منذ 1993”.

وقائع الرواية الإسرائيلية حول استشهاد شيرين أبو عاقلة.. من الإنكار إلى الانهيار والتمّسك بهامش الشكّ

كما دعت “هآرتس” أيضا لتعليم النكبة في المناهج العبرية، وقالت “في 15 أيار/مايو كانت ذكرى النكبة. بالنسبة إلى الجهات الأمنية والزعامة السياسية في إسرائيل، هذا تاريخ آخر في الجدول الزمني المشوّه “للتواريخ الخطرة” -مثل يوم الأرض وعيد الفطر، وشهر رمضان كله، و”أحداث أكتوبر 2000″، والتي قُتل خلالها 13 مواطناً عربياً في إسرائيل وذكرى زعماء فلسطينيين بارزين”. وتتابع “ذكرى النكبة لم تهدد قط وجود إسرائيل لكنها اعتبرت دائماً ذكرى النكبة (معناها “كارثة” بالعربية) أداة تهدف إلى تقويض شرعيتها كدولة مستقلة، من خلال تحميلها مسؤولية الكارثة والظلم اللذين لحقا بالعرب في حرب 1948. موضحة أنه خلال عقود، بذلت الدولة جهوداً دؤوبة لإخفاء مصطلح “النكبة” ومنع تدريس السردية الفلسطينية. ومنعت الدولة استخدام مصطلح النكبة في كتب التدريس. وتضيف “رغم أن الحكومة سمحت بتدريس السردية الفلسطينية بعد مرور عقود، فإنها فرضت من خلال قانون، هو “قانون النكبة” من 2011، وبصراحة، عقوبات على أي جهة أو منظمة تحصل على دعم حكومي إذا كانت تحتفل ضمن أنشطتها بيوم قيام الدولة كيوم حداد. إسرائيل الحريصة حتى اليوم على نقاء سرديتها، تقول إنها غير قادرة على قبول الرواية التاريخية التي من شأنها تلطيخ ولادتها، في رأيها”.

ذاكرة مشتركة

وفي المقابل تشير الصحيفة العبرية إلى أنه بالنسبة إلى أكثر من 20% من مواطني الدولة، فإن هذه الذكرى والحداد، واللجوء، والشعور بالظلم العميق، عبارة عن جزء لا يتجزأ من هويتهم، ومن ثقافتهم ولا علاقة لهذا بالموافقة الحكومية على استخدام مصطلح “النكبة”. ضمن خطابها المدني واستخدامها قاموس المواطنة الإسرائيلية تنوه “هآرتس” أن هؤلاء المواطنون الشركاء في بناء الدولة يريدون أن تعترف الدولة بكارثتهم، وأن تمنحهم، على الأقل، مساحة مناسبة في التاريخ والذاكرة المشتركة للشعبين”. وعلى غرار منظمة “ذاكرات” الإسرائيلية تخلص “هآرتس” للقول إن الإقرار بالنكبة والاعتراف بالسردية الفلسطينية ليسا فقط تعبيراً عن بادرة تعاطُف إنسانية إزاء الذين تضرروا جرّاء الحرب؛ بل هما ضروريان لفهم شامل لـ”التاريخ المعقد” لإسرائيل. وتتابع “إن المساواة في الحقوق، والتي تتباهى بها إسرائيل، لا يمكن التعبير عنها فقط في الميزانيات والتعاون السياسي، بل تفرض احترام تاريخ وذاكرة الأقلية والاعتراف بهما وهذا هو اختبار النضج الوطني لـ إسرائيل”.

وقائع الرواية الإسرائيلية

وفي سياق متصل يوجز المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) المزاعم الإسرائيلية منذ الدقائق الأولى للإعلان عن استشهاد مراسلة قناة “الجزيرة حيث اتهمت إسرائيل عبر سياسييها وعسكرييها وحتى الكثير من صحافييها فورا المسلحين الفلسطينيين بالمسؤولية عن إطلاق الرصاص الذي أصاب شيرين وزميلها علي السمودي. ونفى المتحدثون الرسميون والمعلقون بدءا من رئيس حكومة الاحتلال بشكل قاطع مسؤولية الجيش عن إطلاق الرصاص على الطواقم الصحافية خلال العملية العسكرية في مخيم جنين. ويتنبه “مدار” إلى أن هذه الرواية بدأت ساعة فساعة بالتراجع من الإنكار التام بداية، إلى القول إنه من الصعب تحديد مصدر الرصاصة التي أصابت شيرين، ثم ترجيح إمكانية أن تكون الرصاصة أطلقت من قبل الجنود الإسرائيليين، مع الإبقاء على هامش واسع للشك في الرواية عبر الادعاء بصعوبة تحديد مصدر إطلاق الرصاصة التي أصابت شيرين.

يشار أن موقع 0404 اليميني نشر بعد أقل من ساعة على مقتل شيرين أبو عاقلة خبرا يقول: “قواتنا أطلقت النار وأصابت عددا من المخربين في منطقة جنين”، ولم تقع أي إصابات في المخيم صباح ذلك اليوم سوى شيرين وعلي السمودي”.

بينيت: ادعاءات لا أساس لها

في كلمة أمام الكنيست في اليوم ذاته الذي قتلت فيه شيرين، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت “خلال عملية للجيش أطلق مسلحون فلسطينيون النار بشكل غير دقيق وعشوائي وغير منضبط، وردت قواتنا على مصادر النيران بشكل دقيق ومنضبط وبمسؤولية، خلال تبادل إطلاق النار أصيبت وقتلت بشكل مؤسف الصحافية في الجزيرة شيرين أبو عاقلة. وحمل على السلطة الفلسطينية لأنها “سارعت إلى اتهام إسرائيل ووجه رئيسها اتهامات لا أساس لها حتى قبل إجراء تحقيق، وحسب المعطيات الأولية لدينا فإن هناك احتمالا كبيرا أن تكون الصحافية أصيبت برصاص المسلحين الفلسطينيين”. وأشار بينيت إلى أن إسرائيل عرضت على الجانب الفلسطيني إجراء تحقيق مشترك لمعرفة الحقيقة لكن الفلسطينيين رفضوا ذلك.

لكن صحيفة “هآرتس” كشفت عن أن إسرائيل أعلنت أنها عرضت التحقيق المشترك على الفلسطينيين وأنهم رفضوا العرض، حتى قبل أن يعلموا به وقبل أن يصلهم العرض أصلا. ونقلت “هآرتس” عن مسؤول فلسطيني قوله “لم يتوجه إلينا أحد، من يريد تحقيقا مشتركا يعرف العنوان الذي يجب التوجه إليه”.

كما أكد وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ ادعاءات بينيت وكتب على تويتر “ننفي ما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال عن توجههم للسلطة الفلسطينية بإجراء تحقيق في اغتيالها. ونؤكد أن السلطة الفلسطينية ستحول هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية.

غانتس: جنودنا لا يطلقون النار على الصحافيين عن قصد

ويشير “مدار” أيضا أنه من على منصة الكنيست أيضا، نفى وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس مسؤولية الجيش عن إطلاق النار على أبو عاقلة وقال “إن جنود الجيش لا يعتدون أبدا على الصحافيين بشكل مقصود، وكل محاولة للتلميح إلى ذلك لا أساس لها، وكل اتهام لهيئات الإعلام الإسرائيلية خاصة المتحدث باسم الجيش من قبل أعضاء كنيست وغيرهم ليست صحيحة”. وأضاف غانتس يوم استشهاد أبو عاقلة أن “المعطيات الأولية من تحقيق أجراه الجيش في الساعات الأخيرة تظهر أنه لم يتم تحديد إطلاق نار باتجاه الصحافية، لكننا سنواصل التحقيق، بالمقابل شاهدنا مقاطع فيديو من المنطقة تظهر إطلاق نار كثيف وعشوائي من قبل إرهابيين فلسطينيين.

بداية التراجع

وبعد ظهر اليوم ذاته، وبعد تمسك إسرائيل سياسيا وعسكريا وحتى صحافيا بالرواية التي تبرئ جنود الاحتلال من إطلاق النار على أبو عاقلة، بدأت الرواية الرسمية الإسرائيلية بالتراجع، وظهر رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي في مقطع فيديو قال فيه بعد مقدمة عن “إطلاق نار كثيف على قواتنا وعشوائي ودون تمييز على كافة الاتجاهات”، إنه “بعكس الفلسطينيين أطلق جنودنا نارا دقيقة ومحددة، المراسلة التي قتلت آنذاك كانت في منطقة تبادل إطلاق نار، وفي هذه المرحلة لا يمكن تحديد مصدر الرصاصة التي قتلتها (…) وللتوصل للحقيقة أقمنا طاقما خاصا ليستوضح الوقائع ويعرضها بشكل كامل في أسرع وقت ممكن.

وذكرت صحيفة “هآرتس” نقلا عن تحقيق الجيش الإسرائيلي، أن أبو عاقلة كانت على بعد 150 مترا من القوات الإسرائيلية لحظة استهدافها بالرصاص. وقالت الصحيفة إنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قتلت بنيران إسرائيلية أو برصاص مسلحين فلسطينيين بحسب تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق أظهر أن جنودا من “وحدة دوفدوفان” أطلقوا عشرات الرصاصات خلال اقتحام جنين “لكن حتى الآن لا يمكن تحديد إن كان إطلاق نار إسرائيلي أو فلسطيني هو الذي قتل مراسلة الجزيرة.

وأفادت الصحيفة أن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة هي من عيار 5.56 ملم وأطلقت من بندقية “إم 16” وأضافت “أن هذه البنادق يستخدمها كل من الجيش الإسرائيلي والمسلحون الفلسطينيون، لذلك فإن هذه المعلومات غير كافية لتحديد مصدر الرصاصة.

رصاصة إسرائيلية هي احتمال مرجح

ويذكر “مدار” أنه في مساء اليوم ذاته، ذكرت القناة 12 العبرية أنه و”خلال نقاش داخلي لهيئة الأركان جرى الخميس، بين قادة كبار في الجيش بينهم رئيس الأركان كوخافي، ذكر أن الإمكانية الارجح هي أن يكون الجيش هو الذي نفذ عملية إطلاق النار على شيرين ابو عاقلة”. وقال مسؤولان شاركا في النقاش إن الفرضية هذه طرحت خلال النقاش، وفي المقابل فان محمود الدبعي “قد يكون هو نفسه الذي ظهر وهو يطلق الرصاص في الزقاق في مخيم جنين في يوم مقتل ابو عاقلة.

تركيز على الرصاصة وتجاهل للشهادات والتحقيقات الميدانية

ويلاحظ أن الهم الإسرائيلي الأول يتركز حول ضرورة حصول إسرائيل على الرصاصة التي استخرجت من رأس أبو عاقلة لفحصها وكذلك التركيز على شخص الشاب الذي ظهر وهو يطلق النار في أحد أزقة مخيم جنين، مع محاولة إلصاق مقتل شيرين به، ففي بداية الحدث نشرت صور شيرين إلى جانبها صور المسلح وهو يطلق النار. وصباح الجمعة اقتحمت قوة من جيش الاحتلال المنطقة ذاتها، ونفذت حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” مهمتين في وقت واحد، قوة توجهت إلى موقع إصابة شيرين أبو عاقلة وزميلها علي سمودي للمساعدة في التحقيق في الحادثة، وقوة حاصرت منزلا وقصفته بالصواريخ واعتقلت المطارد محمود الدبعي وعلى الأرجح استولت على بندقيته. وألمحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مساء الجمعة إلى أن “الهدف من الغارة المذكورة على جنين هو مطلق النار في حادثة الصحافية” ونشرت مع الخبر صورتين واحدة قديمة للمطارد وأخرى من مقطع فيديو إطلاق النار، مع التركيز فيها على حذاء الشاب المتشابه في الصورتين، وتشابه الملابس والهيئة العامة والبندقية. ويقول “مدار” “يبدو أن إسرائيل سعت إلى اعتقال الدبعي حيا، بعكس العمليات السابقة التي كانت تهدف إلى اغتيال المطاردين، إذ نفذت ما تسمى سياسة “طنجرة الضغط” العسكرية التي تجبر المطارد على تسليم نفسه في النهاية. وحسب شهادات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لوالد محمود الدبعي، فإن الجيش تمكن من اعتقال نجله بعد ساعات من الاشتباك، إثر نفاد رصاص سلاحه.

هل يمكن أن تزور إسرائيل سلاح الجريمة وتلصقها بالفلسطينيين؟

ويتساءل: الآن قد تكون بحوزة الجيش الإسرائيلي بندقية الشاب الفلسطيني الذي اثبتت تحقيقات حقوقية وصحافية عدة استحالة أن تكون رصاصاته هي التي قتلت شيرين أو أصابت زميلها السمودي. مع كل هذا التحرك ومع إصرار إسرائيل على الحصول على الرصاصة القاتلة، ومع تحديدها الجندي الذي يرجح أنه هو الذي قتل شيرين، فقد يعمد الجيش إلى تزوير هذه الأدلة، بحيث تصبح بندقية الدبعي هي مصدر هذه الرصاصة في عملية تزوير للأدلة. ويقول “مدار” إن انعدام أخلاقيات النظام السياسي والعسكري الذي يحاول أن يبرئ نفسه من جريمة قتل شيرين أبو عاقلة واقتحمت قواته منزلها يوم مقتلها، وهاجم بكل وحشية المشيعين في جنازتها لن يرتدع عن التزوير والتلفيق.

تجاهل تام للشهود ولتحقيقات متطابقة

كما يقول إنه بدا واضحا أن سلطات الاحتلال تتجاهل بشكل تام كافة الروايات والشهادات والتحقيقات الصحافية التي تشير إلى أن الجيش هو مصدر الرصاص القاتل. منوها إلى أن طاقم الصحافيين الذين وصلوا الموقع قالوا إنهم نزلوا من مركباتهم مقابل جنود الاحتلال، وقال الصحافي الجريح عليّ السمودي لـ”بي بي سي” إن الصحافيين كانوا يرتدون الستر الواقية الصحافية والخوذ، وبقوا نحو خمس دقائق حتى يرى الجنود أنهم صحافيون، لكن لحظة تقدمهم أطلق الجنود الرصاص عليهم، فطلب من شيرين التراجع وأدار ظهره للجنود فأصابته رصاصة بالظهر، وكانت شيرين تصرخ “علي تصاوب، علي تصاوب”.

كما كشف تحقيق لقناة “الجزيرة” عبر تحليل بيانات موقع الاغتيال وجود أبو عاقلة في مرمى قوات الاحتلال، وفنّد التحقيق الرواية الإسرائيلية الأولية التي تحدثت عن احتمال استهدافها برصاص فلسطيني. ونقلت “الجزيرة” عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تصريحات لمسؤول عسكري إسرائيلي قال فيها إنه لا يمكن استبعاد أن تكون الرصاصة التي قتلت مراسلة الجزيرة صادرة من الجانب الإسرائيلي. وقال المسؤول العسكري إن الجيش الإسرائيلي حدد حالة إطلاق نار جرت يوم الأربعاء من قبل الجانب الإسرائيلي، يعتقد أنها تسببت في مقتل صحافية “الجزيرة”. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن تحديد المسؤول عن مقتل أبو عاقلة سيكون صعبا من دون الحصول على الرصاصة القاتلة، على حد تعبيره. كما أكد أنه كان لدى الجنود الإسرائيليين مجال رؤية واضح، لكن الرصاصة ربما ارتطمت بأرض أو حائط، ثم أصابت شيرين، وفق قوله.

سعي لتحميل أبو عاقلة مسؤولية مقتلها حتى لو كان الرصاص إسرائيلياً

المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هرئيل كتب عن حرب الرواية هذه، منتقدا سلوك المسؤولين الإسرائيليين بقوله “فور وفاة شيرين أبو عاقلة في جنين، شرع قادة إسرائيل والمتحدثون الرسميون بممارسة “رقصة الصالحين التقليدية” عبر الادعاء بأن الجيش هو الأكثر أخلاقية في جيوش العالم. وسارع كبار المسؤولين والمعلقين والعديد من الصحافيين المتطوعين إلى نفي الاتهامات والتلميحات حول المسؤولية الإسرائيلية عن الحادث المأساوي. وأوضحوا أن الفلسطينيين هم المسؤولون عن مقتل مراسلة الجزيرة، بسبب الإرهاب الذي يقومون به، والذي يجبر الجيش الإسرائيلي على الدخول إلى أعماق الضفة الغربية. كما أن الفلسطينيين مذنبون بإطلاق النار لأن الجيش يطلق الرصاص بشكل منضبط ودقيق. بل كان هناك من ذهب إلى حد اتهام أبو عاقلة بالمسؤولية عن وفاتها، بالقول إنها ناشطة مدفوعة الأجر تعمل لصالح أعدائنا… ومنذ اللحظة التي اختارت فيها الدخول إلى منطقة القتال فإنها وضعت دمها على كفها”.

وفي هذا المضمار خاطب النائب أحمد الطيبي في الكنيست رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بالقول إنه يتحداه داعيا إياه لنشر اسم الضابط القناص الذي أطلق رصاصة قاتلة على شيرين أبو عاقلة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع متابعات   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

42 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 42

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28