] مقالات في الصحافة الصهيونية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 25 نيسان (أبريل) 2022

مقالات في الصحافة الصهيونية

الاثنين 25 نيسان (أبريل) 2022

- منها غزة.. 4 جبهات بانتظار إسرائيل في الأيام المقبلة

التوتر الأمني سيبلغ ذروته الأسبوع المقبل عندما ستتحدى أربع جبهات على الأقل قوات الأمن: الحرم، وقطاع غزة، والضفة، وعرب إسرائيل. ومع أن غزة اجتذبت أساس الانتباه في الفصح، لكن الجبهة المعقدة والأكثر تفجراً هي الحرم. في الأسبوع الماضي، طرأ ارتفاع في مساعي حماس والجناح الشمالي من الحركة الإسلامية لتهييج وتفعيل مجموعات من الشبان – عرب إسرائيليين وفلسطينيين من سكان شرقي القدس – في محاولة لإثارة الاضطرابات. ويتم أساس النشاط في الشبكات، التي تتيح نقل الرسائل الكاذبة بأن الحرم في خطر.

ستواصل الشرطة توظيف القوات لحراسة الحرم وفي جبهة البلدة القديمة وشرقي القدس. ومن المتوقع للأسبوع القادم أن يكون عاصفاً جداً، لأن مجموعات كبيرة من المسيحيين سيصلون إلى المواقع المسيحية المقدسة في المنطقة، بالتوازي مع المصلين المسلمين الذين سيتوافدون إلى الحرم.

تبدو النية في هذه اللحظة هي عدم تقييد الحجيج إلى الحرم، للمسلمين، ولكن ارتفاع مستوى العنف قد يؤدي إلى تغيير السياسة. بالمقابل، لن يسمح للزوار اليهود بالوصول إلى الحرم حتى نهاية رمضان، وهي خطوة اتخذت في السنة الماضية في محاولة لتقليل الاحتكاك في هذه الجبهة.

في غزة برزت في اليوم الأخير جهود من حماس لوقف إطلاق الصواريخ؛ فقد نفذت المنظمة عدة اعتقالات ونقلت إلى إسرائيل رسائل من خلال مصر وقطر بأنها مصممة على عدم تدهور الوضع في الجنوب.

رغم ذلك، اختارت إسرائيل اتخاذ خطوتين حازمتين رداً على حدث إطلاق نار عشية العيد: منع دخول العمال من غزة إلى إسرائيل (والذي معناه مس اقتصادي شديد بالعمال أنفسهم وباقتصاد القطاع)، وكذا هجوم يوصف في الجيش الإسرائيلي بأنه “مهم للغاية” لموقع تحت أرضي تنتج فيه حماس محركات صواريخها. وحدد الجيش هذا الموقع منذ فترة طويلة، واستغل الآن هذه الفرصة لضربه.

رغم مساعي حماس لمنع التدهور، ليس مؤكداً أن تبقى غزة هادئة. في القطاع غير قليل من الجهات المعنية بالفوضى – الجهاد الإسلامي على رأسها. على أي حال، التصعيد في الحرم، والذي تشجعه حماس كما أسلفنا، يؤثر فوراً على الوضع في الجنوب أيضاً. هذا لعب خطير بالنار من شأنه أن يخرج عن السيطرة، وعليه فإن الجيش سيبقي على حالة تأهب عالية وقوات معززة في الجبهة في الأسابيع المقبلة أيضاً.

بقيت الضفة هادئة الأسبوع الماضي أيضاً، ولهذا فقد قل مدى النشاط الهجومي من جانب الجيش. واليوم سيقر تجنيد ست كتائب احتياط مخصصة لاستبدال القوات المنتشرة منذ أكثر من شهر في مجال التماس. وهؤلاء هم من جنود التدريب في الدورات العسكرية ممن يمكنهم الآن العودة إلى التأهيلات المختلفة لإنهائها في مواعيدها.

الجبهة الداخلية لعرب إسرائيل بقيت هي الأخرى هادئة، لكن جهاز الأمن لا يزال يحذر من أنها متفجرة جداً. ومنبع القلق الأساس هو التأثر بما يجري في الحرم. مثلما في باقي الجبهات، يبذل الإعلام والشبكات جهداً في صد الأكاذيب، لكن بنجاح جزئي. سينتهي رمضان مساء الاثنين المقبل، ولكن التوتر والتأهب العالي سيبقيان على الأقل حتى نهاية يوم الاستقلال، بعد نحو أسبوعين. حتى ذلك الحين، كل واحدة من هذه الجبهات، بما في ذلك الجبهة السياسية، ستكون متفجرة جداً، وستستدعي جهداً وانتباهاً خاصين، في محاولة لتعطل الألغام وإطفاء الحرائق في موعدها. في الأيام الأخيرة جرى هذا بنجاح في ظل استخلاص الدروس من أحداث السنة الماضية، وبالتنسيق بين القيادة السياسية والأمنية وبين أذرع الأمن المختلفة. وأمام جملة الجهات التي تشعل الميدان، يبدو أن التحدي الأساس لا يزال أمامنا.

بقلم: يوآف ليمور

إسرائيل

- الأمن الإسرائيلي: حماس تنفذ لعبة مزدوجة

التصعيد المستمر داخل الحرم يتسلل إلى قطاع غزة. نهاية أسبوع طويلة للعيد احتوت سلسلة من الأحداث الأمنية، منها إطلاق صواريخ نحو الغلاف وغارات لسلاح الجو.

وتواصل الميل نحو التصعيد عشية السبت أيضاً؛ فبعد الساعة 21:00 بقليل أُطلق صاروخان من القطاع، أغلب الظن من تنظيم الجهاد الإسلامي. تفجر أحد الصاروخين في بيت حانون شمالي القطاع على مسافة مئات الأمتار عن الجدار مع إسرائيل، وأصاب -حسب التقارير- خمسة سكان فلسطينيين بينهم أطفال. أما الصاروخ الثاني فسقط في أرض مفتوحة في غلاف غزة. وبين الجيش الإسرائيلي بأنه لم يستخدم صواريخ اعتراض من منظومات القبة الحديدية، لأنه قدّر مسبقاً بأن الصاروخ يوشك على السقوط في أرض مفتوحة وليس في أرض مبنية. السبت فجراً، أطلقت قذيفة هاون من جنوب القطاع نحو أراضي إسرائيل، وكان السقوط في أرض مفتوحة أيضاً.

في إجمالي الأسبوع الماضي، من الاثنين حتى السبت، أطلق نحو إسرائيل ستة صواريخ وقذائف هاون، اثنان منها تفجرا في أراضي غزة. وكما يذكر، الأربعاء ليلاً أصاب صاروخ ساحة بيت في “سديروت” وألحق ضرراً طفيفاً بالممتلكات. الخميس فجراً، رداً على ذلك، أغار الجيش الإسرائيلي فهاجم موقعاً تحت أرضي وسط القطاع، يستخدم كمختبر لإنتاج عناصر لمحرك صاروخي. في هذا المصنع، كما يعتقد جهاز الأمن، تنشغل حماس بإنتاج الصواريخ لمسافات تزيد عن 15 كيلومتراً وفي كل القطاع. بتقدير الجيش، توجد في أراضي القطاع منشآت قليلة من هذا النوع ربما حتى واحد آخر فقط، وعليه ثمة احتمال بأن هذه الإصابة ذات مغزى، وستعيق حجوم إنتاج الصواريخ في هذه المسافات للفترة القريبة القادمة على مدى أشهر طويلة. إذا استمرت النار، فقد عرض الجيش على القيادة السياسية مؤخراً سلسلة من أهداف تعاظم القوى لدى حماس والتي تحددت كأهداف ذات أولوية عليا للإصابة.

ينبغي الإشارة إلى أنه في أثناء هجوم سلاح الجو في ليلة الخميس، أطلقت من غزة عيارات من رشاش ثقيل في الهواء. في منظومة القبة الحديدية اعتقدوا بداية بأنها أربعة إطلاقات نحو إسرائيل، فتم تفعيل المنظومة. وتبين في وقت لاحق أن هذه عيارات نارية. ورداً على نار مضادات الطائرات نحو الطائرات، هاجم سلاح الجو موقعاً آخر في غزة. وفجر الجمعة، نفذت محاولة إطلاق فاشلة من القطاع، أما قذيفة الهاون التي أطلقت فتفجرت في أراضي القطاع ولم تتجاوز الجدار.

تشير إسرائيل كما أسلفنا إلى أن الجهاد الإسلامي يقف خلف معظم عمليات إطلاق النار، وتضيف أن حماس في الأيام الأخيرة تنقل رسائل بأنها غير معنية بالتصعيد، ويُلحظ في الميدان محاولات من حماس لاعتقال خلايا إطلاق النار. بالمقابل، لا يمكن تجاهل أن حماس وعلى مدى أشهر طويلة، إذا أرادت إيقاف النار فعلت بشكل مطلق. إضافة إلى ذلك، بدأت تدرك أنها بتصدرها التصعيد في الحرم، ستلحق تأثيرات فورية على قطاع غزة، ومن هنا فإنها تحاول أن تلعب لعبة مزدوجة لتحقيق مصالحها.

بقلم: تل ليف رام

معاريف 24/4/2022

- كيف تقرأ إسرائيل رسالة حماس للوسيط المصري أنها غير معنية بالتصعيد في غزة؟

كلما طالت فترة التوتر داخل القدس وفي “المناطق” [الضفة الغربية] تظهر اللعبة المزدوجة التي تلعبها قيادة حماس. المنظمة أصبحت مسيطرة أكثر على التحريض وقيادة العنف داخل الحرم وفي القدس. في الوقت نفسه، يبدو أنها تحرر الحبل للفصائل الفلسطينية الأصغر في القطاع، التي عادت إلى التنقيط الليلي بالصواريخ على بلدات غلاف غزة بعد فترة هدوء طويلة. ورغم الوتيرة المتزايدة للأحداث، ليس هناك حتى الآن مواجهة مباشرة بين إسرائيل وحماس، التي تواصل إرسال رسائل تقول إنها لا تريد التصعيد في القطاع. وحتى الآن يبدو أن إسرائيل تجد صعوبة في السيطرة على ارتفاع اللهب ومنع اشتعال كبير، إذا ارتفع عدد المصابين، خاصة حول الحرم.

تتبنى إسرائيل منذ سنوات سياسة معلنة من التفريق بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن حماس ثقبت ثقباً كبيراً في استراتيجية إسرائيل في أيار الماضي عندما خلقت الصواريخ التي أطلقتها من القطاع نحو القدس بعد التوتر في المدينة، انطباعاً بنضال فلسطيني موحد، يشمل أيضاً السكان العرب في شرقي القدس. سجلت حماس لصالحها انتصاراً آخر على خلفية الأحداث العاصفة التي اندلعت قبل سنة في المدن المختلطة داخل الخط الأخضر. جزء مما نشاهده في الأسابيع الأخيرة هو محاولة لحماس لتكرار الإنجاز الذي حققته في السنة الماضية.

الحريق المتواصل في الحرم يسهل عليها ذلك. خليط خطير من نشر أخبار كاذبة في الجانب الفلسطيني، مع استفزاز اليمين المتطرف في إسرائيل، يبقي النار مشتعلة. الجمعة، حدث أمر قاس داخل الحرم عندما أصيب شاب فلسطيني إصابة بالغة في مواجهات مع رجال الشرطة. حسب ادعاء الشرطة، هو سقط وأصيب برأسه. حسب الرواية الفلسطينية، أصيب برصاصة مطاطية من مسافة قريبة. من الواضح لكل من يتابع ما يحدث في القدس أن الحريق سيزداد إذا توفي مصاب.

مسيرة الأعلام المناوبة، وبعدها إصابة المتظاهر، شكلت ذريعة لإطلاق بعض الصواريخ في الليالي الأخيرة. تم الإطلاق الأول من قبل نشطاء الجهاد الإسلامي بتوجيه من الأعلى من قبل قادة التنظيم. كان المسؤول عن الإطلاقات القادمة كما يبدو نشطاء محليون من الجهاد. وقال جهاز الأمن الإسرائيلي إن إطلاق الصواريخ لم يتم بموافقة حماس، وأشار إلى أن أجهزتها الأمنية اعتقلت العشرات من نشطاء الجهاد الإسلامي بعد إطلاق الصواريخ. بعد الإطلاق، نقلت حماس أيضاً رسائل لإسرائيل عبر الوسطاء في المخابرات المصرية تقول بأنها غير معنية بالتصعيد. مع ذلك، يجب التذكير بأن الاستخبارات الإسرائيلية تمسكت في مرات كثيرة بالفرضية التي تقول بأن حماس لا تريد إطلاق الصواريخ، وهو افتراض لم يصمد دائماً أمام اختبار الواقع.

ورد الجيش الإسرائيلي في البداية على إطلاق الصواريخ بهجمات جوية ضد مواقع عسكرية تعود لحماس بذريعة أن حماس هي المسؤولة عن كل ما يحدث في القطاع، حتى لو جرى الإطلاق من قبل فصائل أخرى. في إحدى الحالات، تم قصف وتدمير موقع يستخدم لإنتاج المواد المتفجرة لصناعة الصواريخ، بصورة قد تمس ببرامج زيادة القوة العسكرية لحماس.

اليوم تقرر اتخاذ عقوبة من نوع آخر: إسرائيل ستوقف كلياً ولفترة غير محدودة دخول العمال والتجار الفلسطينيين من القطاع إلى إسرائيل. الأمر يتعلق بـ 12 ألف شخص، الذين يعد إسهامهم في اقتصاد القطاع ضخماً. يأمل المستوى السياسي والجيش بأن الضرر الاقتصادي هذا قد يحث حماس على اتخاذ خطوات ضبط ومعاقبة أوسع تجاه الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى إذا ما استمر إطلاق الصواريخ.

في الشهر الماضي، أكدت الحكومة على الخط المعاكس؛ فقد تجنبت العقاب الجماعي في “المناطق”، وقالت إن استمرار عمل الفلسطينيين في إسرائيل قد يكبح العنف. الآن يتم اتخاذ عقوبة محددة تجاه القطاع، الأمر الذي يدل على خوف شديد في إسرائيل من العودة إلى القصف اليومي لبلدات غلاف غزة.

في كل الجبهات، ما زالت الحكومة تبذل جهود تهدئة كبيرة. ويظهر تفكير مبكر تمثل بإعطاء التسهيلات الاقتصادية الأوسع في غزة، وسياسة شرطية منضبطة نسبياً في الحرم، وفي تحييد محتمل حول الإخلاء المخطط الذي تم تأجيله لفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح شرقي القدس. والآن هناك جهود لإدارة الأمور بصورة موضوعية دون البلاغة المتطرفة والعدوانية. حتى الآن، بقي أسبوعان متوتران على الأقل لنهاية شهر رمضان وعيد الفطر وأيام الذكرى وعيد الاستقلال في إسرائيل. في هذه الأثناء، قد يسجل رئيس الحكومة نفتالي بينيت، لنفسه نتيجة مختلطة. فرغم موجة الإرهاب التي بدأت قبل شهر تقريباً والتوتر داخل القدس لكن لا يظهر أي انجرار جماهيري لفلسطينيين في الضفة نحو العنف، وليس هناك أي تورط حقيقي للعرب داخل إسرائيل في المواجهات. ولكن مثل سلفه نتنياهو قبل سنة، يسير بينيت الآن فوق جليد رقيق. ائتلافه على حافة الانهيار والأزمة الأمنية، إذا اشتدت، قد تعطيه الدفعة الأخيرة نحو الهاوية.

بقلم: عاموس هرئيل

هآرتس 24/4/2022

- هكذا يسرع المستوطنون مجيء يأجوج ومأجوج باسم التوراة

تبدو أحداث الأسابيع الأخيرة في الأراضي المحتلة وكأنها مأخوذة من التوراة. كل شيء محاط بالدين والأصولية: الحرم (الهيكل)، قبر يوسف، المدرسة الدينية في “حومش”، الحجاج، المصلون، شهر رمضان، جدْي بيد حاج، والهيكل المقدس. دافع المستوطنين ومن يتعاطفون معهم كان وما زال وطنياً متطرفاً وعقارياً، بما في ذلك الشر والعنف والسادية لهم وللسلطات التي تدعمهم. الطموح الفلسطيني كان وما زال وطنياً على صور حقوق وحرية واستقلال وطرد الاحتلال، بما في ذلك الاضطرابات العنيفة للشباب الجامح. الدين يستخدم من الطرفين فقط كذريعة. رغم كل مظاهرها إلا أن هذه ليست حرباً دينية، ربما ستكون.

اليمين الإسرائيلي صنف منذ زمن أن الحرب على الأرض وعلى السيادة في أرض إسرائيل – فلسطين هي حرب دينية بين المسلمين واليهود. من الأسهل على القوميين المتطرفين طرحها بهذه الصورة، أكثر من عرضها كحرب قومية بين مستعمرين ومحرومين. لا مكان للتنازل في الحروب الدينية، إما نحن أو هم. وإذا كان الأمر كذلك فهو يتعلق بيأجوج ومأجوج. إما أن يلقونا في البحر أو أن نطردهم إلى الصحراء. لا طريق آخر. وإذا كان الوضع هكذا، فكل شيء مباح، بل وحيوي: الطرد والقتل والتدمير والقمع. كل شيء مسموح في الحرب الدينية لأنه لا يوجد حل سوى الحل العنيف المطلق. هكذا أيضاً يمكن أن نصف شعباً يناضل من أجل ما يستحقه، بأنه شعب يحاول أن يجعل دينه هو المسيطر. الفلسطينيون مثل “داعش”، وإذا كان الأمر هكذا، فإن إسرائيل تحارب حربها الوجودية، والعدالة كلها إلى جانبها. هذا بالطبع عرض دعاية وكذب. معظم الفلسطينيين لا يريدون لأنفسهم خلفاء، هم يريدون الكرامة والحرية.

إذا كان الأمر يتعلق بنضال من أجل الحرية، نضال ضد الكولونيالية مثل كل ما سبقه، فالمطلوب من الكولونيالية احترام حقوق الشعب الوطنية الواقع تحت الاحتلال من أجل حل المشكلة. ما علاقة إسرائيل بذلك؟ أين المستوطنون من هذا التفكير؟ لأنه والأمر كذلك ليس كل شيء مسموحاً لإسرائيل. والفلسطينيون يستحقون نفس الحقوق الوطنية مثل اليهود، ليحفظنا الله.

مر الشعبان في السنوات الأخيرة بعملية تديين وتطرف ديني: الفلسطينيون الذين كانوا من الشعوب العربية الأكثر علمانية، ويهود إسرائيل الذين اعتُبر معظمهم علمانيين، حتى لو كان هناك شك في أنهم كانوا كذلك. اليأس الفلسطيني دفع الكثير من الشباب نحو الدين. بات المسجد في معظم القرى مكان الاجتماع الوحيد، والمسجد الأقصى هو المكان الوحيد في كل أراضي الاحتلال الذي يمكنهم الشعور فيه بطعم السيادة والاستقلال. الزيادة الطبيعية الأصولية لدى اليهود، وظهور مدن المتدينين الكبيرة في “المناطق”، مع زيادة قوة المؤسسة الاستيطانية، كلها ساعدت التطرف الديني في النضال على “المناطق” [الضفة الغربية]. ولكن لم ينته الأمر، النضال كان وما زال وطنياً.

المستوطنون، معظمهم متدينون، يستخدمون الدين لأغراضهم منذ يومهم الأول. فندق “بارك” في الخليل كان أرض آباء، لذلك هو لهم. مغارة الماكفيلا [الحرم الإبراهيمي] هي لهم أيضاً، ومثلها كل ذرة أرض فلسطينية في الضفة الغربية. هذه ليست حرباً دينية، بل حرب سيطرة بغطاء ديني. حرب لطرد الفلسطينيين من “المناطق”، وهدفهم الحقيقي هو حرب جغرافية وقومية متطرفة. هم ببساطة يريدون كل البلاد لأنفسهم، بالضبط مثلما استخدموا الأمن بشكل كاذب وساخر كمحرك للاستيطان. هم يروون لأنفسهم ولغيرهم قصص التوراة من أجل إثبات سيادتهم. أما أن هذه الحرب هي حرب دينية فلا.

الفلسطينيون أيضاً الذين يحاربون من أجل المسجد الأقصى أو من أجل غزة لا يفعلون ذلك باسم فرض الدين. فبينهم أساسات كهذه، التي تتعزز الآن في ظل غياب مخلص آخر، لكن معظمهم ما زالوا يريدون ما تريده جميع الشعوب العلمانية لنفسها، المساواة في الحقوق الوطنية أو دولة خاصة بهم. اللاجئ في جنين لا يريد دولة إسلامية، بل يريد دولة حرة. ربما سيغير ما يريده. إسرائيل بالتأكيد ستفعل كل ما في استطاعتها لدفعه إلى هناك.

بقلم: جدعون ليفي

هآرتس 24/4/2022


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 23

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28