] في الصحافة الصهيونية : حول حج الساقطين لقبر بن غوريون - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 29 آذار (مارس) 2022

في الصحافة الصهيونية : حول حج الساقطين لقبر بن غوريون

الثلاثاء 29 آذار (مارس) 2022

- وزراء وعشاء و”هللويا”.. من “الخضيرة” لبلينكن: أكان مهماً أن تزور “ناكر الكارثة”؟

في البداية، أنسانا الهدوء الصحراوي خلافات الرأي التي سمعت قبل بضع ساعات من ذلك في القدس. فقد هبط في قاعدة سلاح الجو “نباطيم” أربعة وزراء خارجية دول عربية، لم يكن لأحد منهم فكرة ما الذي سيشهدونه من فظاعات في ساعات المساء عند سماع أنباء على عملية إجرامية في الخضيرة.

وصل عبد اللطيف الزياني من البحرين، وسامح شكري من مصر، وعبد الله بن زايد من الإمارات، وناصر بوريطة من المغرب. وقدمت سيارات الليموزين التي تقطع الصحراء البضاعة اللازمة لكتيبة المصورين الذين نزلوا جنوباً إلى “سديه بوكر”. أربعة مندوبين عرب كبار جاءوا إلى إسرائيل لمؤتمر سياسي، إلى “كيبوتس” مؤسس الدولة في مشهد لم نره من قبل. دافيد بن غوريون الذي يعتبرونه، زعماً، الساطي على أرض فلسطين، وكأنه محدث النكبة، ها هم قد جاءوا إلى قبره. قبل سنوات، أرادت هذه الدول التي يمثلونها إبادة إسرائيل. وها هو نجاح الدولة اليهودية النيزكي يدفعهم للتودد لها. الآن نية وزير الخارجية لبيد جمع كل اللاعبين في قلب النقب، وتوحيد التعاون الثنائي إلى كتلة منسقة تعمل معاً وعلناً.

إن الابتعاد عن المراكز المدينية إلى واحة الصحراء قد تنقذ مشاركي اللقاء من خطوات ما كانوا مستعدين للقيام بها. وقد أضيفت إلى هذه الحيلة اللطيفة وليمة عشاء مغلقة شارك فيها الوزراء الستة فقط. المغنية العربية الإسرائيلية، فاليري حماتي، غنت “هللويا” بثلاث لغات، ومن حظ الوجهاء أنهم لم يضطروا للخروج إلى المجال الصحراوي الذي ساد خارج الفندق. أفراد الشرطة والحراس وحدهم هم من عانوا منه.

سواء نجح المؤتمر أم لا، لا أحد يعرف قبل العملية. فقد قال مصدر سياسي إن هدف “قمة النقب” هي بلورة “معمار أمن إقليمي” بين إسرائيل ومصر والمغرب والإمارات والبحرين.

أكد أن أشخاصاً في إسرائيل غير معنيين لتسمية التعاون الأمني بـ”حلف إقليمي”؛ مفهوم كهذا لا يزال حساساً في العالم العربي، ولكن الفكرة هي لأخذ التعاون الأمني، القائم على اي حال بين إسرائيل وكل واحدة من الدول وربطه معاً في كتلة مشتركة. “معمار الأمن الإقليمي” سيعمل في الجو والبر والبحر، ويقدم جواباً لتهديدات القرصنة أيضاً”، كما قال المصدر الإسرائيلي.

غير أنه سرعان ما غطى الواقع الذي حاول مشاركو المؤتمر الفرار منه على الهدف الطموح. فالتقارير عن الهجوم الذي حدث في الخضيرة، أمسكت بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وهو في طريقه من المقاطعة في رام الله إلى “سديه بوكر”.

كان بلينكن الوحيد من المشاركين في المؤتمر ممن مروا على ناكر الكارثة أبو مازن في طريقه إليه. فلم يكن هذا الأمر مهماً لوزراء الخارجية العرب أن يزوروا الزعيم الفلسطيني الشائخ، بينما كان مهماً للوزير اليهودي – الأمريكي.

إن لم يكن هذا بكاف، فبعد ساعات قليلة من العملية، قال الدبلوماسي الأمريكي رقم 1 بينما كان رئيس الوزراء يقف إلى جانبه: “بحثنا سبل جلب الهدوء أثناء عيد الفصح اليهودي ورمضان والفصح المسيحي، في أرجاء إسرائيل وغزة والضفة الغربية وبخاصة القدس. وهذا يعني العمل على منع أعمال من كل الأطراف من شأنها أن ترفع التوتر بما في ذلك توسيع المستوطنات، وعنف المستوطنين، والتحريض على العنف، وهدم المنازل، والدفعات للأشخاص الذين أدينوا بالإرهاب، وإخلاء عائلات من البيوت التي يسكنون بها على مدى عشرات السنين”.

بمعنى أنه، من ناحية بلينكن، يكاد كل عبء مسؤولية الإرهاب يقع على إسرائيل ومواطنيها الذين يسكنون في “المناطق” [الضفة الغربية]. كانت هذه أقوال تحريضية ومعيبة حتى قبل العملية، وبالتأكيد بعدها. بالمناسبة، أخطأ بينيت بعدم الرد الفوري، بعد وصول الأنباء إليه. والفجوة بين الحلم الذي بحث فيها، والتهديد الخطير على مواطني إسرائيل، بدت كبيرة مثلها مثل المسافة بين “سديه بوكر” وواشنطن – أربعة يهود قتلوا في بئر السبع قبل أسبوع. أما في النقب فيعاني الناس من عنف جنائي – قومي. ماذا يجدي الحديث عن الحرب ضد القرصنة في البحر الأحمر، في حين يمكن التعرض لوابل من الحجارة في الطريق إلى قاعدة “نباطيم”؟

بقلم: أرئيل كهانا

إسرائيل اليوم 28/3/2022

- تزامناً مع “القمة”.. حكومة إسرائيل تصادق على بناء 4 بلدات يهودية في النقب

صادقت الحكومة أمس على إقامة خمس بلدات في النقب، أربعة مخصصة لليهود، والخامسة للسكان البدو. كما صادقت على زيادة عدد تصاريح العمل للغزيين للعمل في إسرائيل والضفة الغربية، من 12 ألف تصريح إلى 20.050 تصريحاً.
وقد أعلنت وزيرة الداخلية اييلت شكيد، ووزير الإسكان والبناء زئيف الكين، عن نيتهما للمصادقة على إقامة البلدات بعد يوم على العملية التي جرت في بئر السبع، وقتل فيها أربعة مواطنين. وقالا إنها “خطوة مهمة في تعزيز الاستيطان في النقب مع التأكيد على شرق النقب، الذي يشكل فضاء مهماً استراتيجياً ووطنياً”.
حسب قرار الحكومة، ستقام البلدات على مدخل مدينة عراد. من بين البلدات الأربعة المخصصة لليهود ثلاث ستعتبر قرى مجتمعية وواحدة على هيئة “كيبوتس”. لواء الاستيطان، الذي سيعمل حسب القرار “العثور على وبلورة أنوية السكان” لإسكانهم، سيقيم فيها لجان قبول بتوجيه من الوزيرين الكين وشكيد. المصادقة التي أعطتها الحكومة تعطي الضوء الأخضر للبدء في عملية تخطيط هذه البلدات. والآن ستبدأ السلطات بتغيير المخطط الهيكلي الإقليمي، وهو إجراء قد يستغرق فترة طويلة حتى يتم إسكان هذه البلدات.
وستنتمي البلدة البدوية للمجلس الإقليمي “القسوم”. يتوقع أن تكون مساحة البلدة 1500 دونم يعيش فيها حوالي 500 عائلة، وستحصل كل واحدة منها على قطعة أرض مساحتها 750 متراً مربعاً وهبة بمبلغ 250 ألف شيكل. حسب تقديرات سلطة تطوير وتوطين البدو في النقب، ستستمر المصادقة 2 – 3 سنوات. وحصلت السلطة في السنوات الأخيرة على موافقة عائلات كثيرة تعيش في مناطق غير منظمة قريبة، للانتقال إلى بلدات منظمة. سينتقل جزء منها إلى بلدة عبدة، التي اعترفت بها الحكومة في تشرين الثاني الماضي، وجزء إلى بلدات أخرى، بالأساس إلى البلدة الجديدة.
لقد صوت الوزير نيتسان هوروفيتس والوزيرة تمار زيندبرغ (ميرتس) ضد إقامة البلدات. أما الوزير عيساوي فريج من نفس الحزب فلم يحضر الجلسة. في الخطاب الذي ألقته في جامعة رايخمان في الأسبوع الماضي، قالت زيندبرغ إنه “قرار كارثي سيعقبه بكاء لأجيال”. وأضافت: “النقب والمنطقة الجنوبية بحاجة إلى رأب الصدع وإعادة التأهيل والتعزيز، وقرار كهذا سيضعف هذه الأمور. بدلاً من تعزيز بئر السبع بعد عملية القتل الفظيعة التي حدثت هناك، فلنبن فيلات لمجموعات سكانية غنية بدلاً من تعزيز المدن القائمة”. وأشارت زيندبرغ إلى أن هذا القرار سيئ حتى من ناحية اقتصادية وبيئية.
وقد عبرت زيندبرغ في الجلسة عن الاحتجاج على المصادقة لإقامة البلدات، وقالت: “أصبنا بالجنون كلياً. أنا آسفة على تخريب هذا الفرح والتهنئة، المتمثلة بإقامة المزيد من البلدات وسط النقب”. الوزير يوعز هندل (أمل جديد) رد عليها وقال: “هذا ما قالوه عن الصهيونية منذ اليوم الأول”. فأجابته: “انتظر أيها الوزير، سنتحدث عن الصهيونية فيما بعد. المئة سنة الأولى منها كانت للبناء، ونحن الآن بحاجة إلى ترسيخ البناء، أن نترك الأرض ترتاح”. قال لها هندل: “ألا تعرفين بأنه لا يوجد فراغ في الطبيعة؟ المكان الذي لا توجد فيه زراعة أو استيطان سيضعون اليد عليه”. في هذه المرحلة انضم هيروفيتس إلى المقال، وقال: “من هم الآخرون؟ هم مواطنون إسرائيليون”. هندل قال: “ماذا في ذلك؟ إذاً، هل مسموح أن نضع اليد على أراض بصورة غير قانونية؟ ألا يوجد نظام وقانون إذا كنت مواطناً إسرائيلياً؟”
قالت زيندبرغ: “هذا مس بالبيئة والمدن الكبرى. هذه مجرد بلدات مع فيلات فاخرة”. قال لها اليكين إن الوزير مئير كوهين (يوجد مستقبل)، الذي شغل منصب رئيس بلدية ديمونا، يؤيد العملية إلى جانب رؤساء سلطات آخرين وسألها: “هل تعرفين أفضل منهم؟”. وأشار هوروفيتس إلى أنه “ليس صحيحاً أن رؤساء السلطات مؤيدون”. ممثلة اللجنة اللوائية عارضت وقالت: “يجب تعزيز البلدات القائمة وليس الإقامة من جديد”. زيندبرغ: “هذا يذكرنا بأن إسحق رابين هو الذي أوقف إقامة بلدات جديدة كسياسة”. وقالت شكيد إن “لو كان بن غوريون موجوداً لأصبح مسروراً جداً من هذا القرار”. وقال وزير العدل جدعون ساعر: “ثمة كراهية للاستيطان اليهودي”. أضاف هندل: “ليس كل ما نفعله يتلاءم مع المنطق الاقتصادي الحديث. هكذا يقومون بتركيب الآلياف في الغور أو في رمال حلوتسا. وهكذا يحضرون اليهود من دول فقيرة، المنطق الوطني لنا هو استيطان، استيعاب مهاجرين وزراعة”.
“هذه اقتراحات ليس فيها منطق تخطيطي أو اقتصادي أو بيئي، بل هي محاولة لكسب مكاسب سياسية ضيقة”، قالت جمعية “احتمال – أفق” التي تعمل على المساواة والشراكة بين اليهود والعرب. “الحديث يدور عن تبذير الموارد الذي سيضعف البلدات القائمة في النقب، اليهودية والعربية على حد سواء”.
تنوي الحكومة إعطاء مصادقة أولية في جلستها القادمة على إقامة خمس بلدات أخرى بين ديمونا وبئر السبع، المخصصة هي أيضاً لليهود. بعد إعطاء المصادقة الأولية، ستنقل القضية لعلاج إدارة التخطيط التي يتوقع أن تناقشها لبضع سنوات إلى أن يقتضي الأمر المصادقة النهائية للحكومة.
رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، بارك المصادقة على إقامة البلدات، وقال إن الهدف “إعادة الدولة إلى النقب… ليس ما وراء الحدود الجغرافية، بل مكان تتواجد فيه دولة إسرائيل، بالحكم والموارد”. قالت شكيد: “هذا هو الجزء الثاني من أحد القرارات المؤثرة جداً والتاريخية التي مررناها خلال سنوات وجودي كوزيرة في حكومات إسرائيل”. وأكدت أن هذا يمثل تجسيداً لحلم دافيد بن غوريون. وحسب قول الوزيرة: “ثمة أهمية صهيونية كبيرة لتوطين النقب ووضع اليد على الأراضي، لكن أكثر من ذلك هو أن لهذا القرار أهمية استراتيجية كبيرة لتعزيز السلطات الحكومية في النقب”.
صادقت الحكومة أمس أيضاً على زيادة عدد تصاريح العمل للغزيين للعمل في إسرائيل والضفة الغربية. باستثناء زيادة الحصة، ستعتبر إسرائيل العمال للمرة الأولى “عمالاً وليسوا تجاراً”. وهذا الأمر سيمكن من تشغيلهم في أعمال أخرى لم تكن مفتوحة أمامهم حتى الآن. مع ذلك، فقط 50 شخصاً ممن لديهم تصاريح يمكنهم العمل في هذه الأعمال، في حين أن 12 ألفاً سيتم توجيههم إلى أعمال البناء و8 آلاف للزراعة. يجب الإشارة إلى أن جهاز الأمن سماهم طوال سنوات تجاراً، رغم أن جزءاً كبيراً منهم كانوا عمالاً، وهكذا ليست هناك أهمية كبيرة لهذا القرار.
كجزء من القرار، الذي أحضر لمصادقة الحكومة عليه في نهاية عمل مشترك لوزارة الدفاع ومكتب رئيس الحكومة، تم الاتفاق أيضاً على تشديد إجراءات الرقابة الأمنية على إعطاء التصاريح للعمال، وأيضاً الاستثمار في البنى التحتية في معبر إيرز. واتخذ القرار لرغبة إسرائيل في الحفاظ على الهدوء النسبي داخل القطاع، لا سيما قبل شهر رمضان.

بقلم: ميخائيل هاوزر طوف وناتي ييفت
هآرتس 28/3/2022

- ما الذي يخبئه اللبنانيون لهوكشتاين إزاء “صراع الغاز” مع إسرائيل؟

في بداية شباط، زار المبعوث الأمريكي – الإسرائيلي عن البيت الأبيض عاموس هوكشتاين، كلاً من إسرائيل ولبنان، وفي جعبته اقتراحات لتحقيق تسوية على المنطقة البحرية الغنية بالغاز محل الخلاف بين الدولتين. لم يبلغ هوكشتاين أي تفاصيل عما تحقق، ولكن ثمة إحساساً بأن الاتفاق في الأفق، وأن الدولتين ستكملان ما يلزم مع زيارته التالية بعد بضعة أيام.

التصريحات التي أطلقت، بما فيها التي من “حزب الله”، كانت مشجعة. فُهم بأن هوكشتاين أنزل اللبنانيين عن مطالبتهم بزيادة مساحة كبيرة إضافة إلى المساحة موضع الشقاق والتي تبقت حوالي 860 كيلومتراً مربعاً. وللتسهيل على لبنان الذي يعيش أزمة اقتصادية عميقة، اقترح هوكشتاين ألا تنتظر شركات الغاز الدولية التسوية، بل تبدأ بإنتاج الغاز وتوزعه بين الدولتين. رفض لبنان الاقتراح لأنه رأى فيه نوعاً من التطبيع مع إسرائيل، ويفترض به الآن أن يعطي جواباً على اقتراح تقسيم المساحة، الذي تقدم به هوكشتاين.

وحسب هذا الاقتراح، يمنح تقسيم المساحة مساحة أكبر للبنان مما لإسرائيل. ولكن تشوش كل شيء مؤخراً، ونشأ عامل تأخير في شكل مستر “أنا”. الأنا الأول هو أنا الرئيس ميشيل عون بنفسه؛ فهو يريد أن ينهي القضية بسرعة، ويعزو الإنجاز لنفسه قبل نهاية ولايته، وقبل أن يغادر قصر الرئاسة في بعبدا بعد بضعة أشهر.

الأنا الثانية هي لرئيس البرلمان نبيه بري. قبل عقد، كان بري هو الذي عالج المسألة، وهو الذي تقدم للأمم المتحدة بالطلب اللبناني الذي تجرى المباحثات على أساسه. وقد تطلع لدفع الموضوع إلى الأمان ويحظى بنقاط الاستحقاق لذاته، وبالفعل، قبل أكثر بقليل من نصف سنة، نجح في إقناع الولايات المتحدة بجلب إسرائيل ولبنان إلى المحادثات في رأس الناقورة. غير أن للرئيس عون خططاً أخرى: فقد أمسك بالخيوط وبدأ يركز الموضوع من موقف الرئاسة. والآن، عندما تبدو التسوية أقرب من أي وقت مضى، تراجع بري طالباً تركيز الاتصالات في يديه مرة أخرى قبيل التوافقات المحتملة. ولكن الأنا الأصعب والأكثر إشكالية هي أنا “حزب الله”. فقد أعلن التنظيم بأنه لن يتدخل وسيترك إدارة الأمور لحكومة لبنان، لكن وضعه السياسي تدهور في الساحة الداخلية، ولتحسينه، عاد ليرفع رأس ويستغل مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لأغراضه الداخلية. وأعلن رئيس كتلة “حزب الله” البرلمانية بأن تنظيمه يفضل بقاء الغاز في باطن البحر – على ألا تفيد منه إسرائيل.

أما الأمريكيون فلا يرون ألعاب الأنا هذه بعين الرضى، وهم معنيون بإنهاء القضية مع عودة هوكشتاين إلى المنطقة بعد بضعة أيام. بإلهام من “حزب الله”، يسعى لبنان بالمطالبة بكل مساحة الشقاق لنفسه، وهو سخف لا يمكن للولايات المتحدة ولإسرائيل أن تقبل به.

هذه المطالب ستعرقل الاتفاق مرة أخرى، و”حزب الله” سيستغل هذا لصالحه. لن يتحرك شيء دون ضغط أمريكي. وفي وضع واشنطن هذه الأيام حيال بوتين وأوكرانيا والصين وإيران يُسأل السؤال إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم ثقلها لإنهاء القضية. إذا طالب لبنان كل المساحة لنفسه، فمسموح لإسرائيل ألا ترقص على أنغام “حزب الله”، وأن تبدأ بإنتاج الغاز في قسم من مساحة الشقاق الذي يفترض أن يكون لها.

بقلم: إسحق ليفانون

إسرائيل اليوم 28/3/2022

- صحيفة عبرية: نعم لـ”النقب” و”لا” للفلسطينيين.. ناتو إسرائيلي-عربي بعد عشاء فاخر

قبل عملية الخضيرة تركز اليوم الأول لـ “قمة النقب” على تجميع وزراء خارجية دول الشرق الأوسط الذين وصلوا إلى إسرائيل. هبط أمس في مطار “نفتيم” وزراء خارجية البحرين والإمارات والمغرب ومصر، وانضم إليهم فيما بعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وزير الخارجية يئير لبيد، دون ارتداء ربطة عنق، استقبل الوزراء على مدخل فندق كدما في كيبوتس “سديه بوكر”.
نظم لبيد المؤتمر بشكل تلقائي في غضون بضعة أيام، منذ اللحظة التي عرف فيها عن زيارة بلينكن لإسرائيل، ولم يحدد قائمة أهداف واضحة للقاء. فبصورة رسمية، لم يتعهد أحد بمحاولة المشاركين صياغة بيان مشترك ضد إيران، واستخدام ضغط علني مشترك على الإدارة الأمريكية في موضوع حرس الثورة الإيراني، ولن يعملوا على التوصل إلى اتفاق على زيادة إنتاج النفط في دول الخليج، وهي الخطوة التي تعمل عليها الإدارة الأمريكية لتقليل اعتماد المنطقة على النفط الروسي والإيراني.
مع ذلك، طرحت الأطراف في لقاء أول أمس أفكاراً للدفع قدماً بالتعاون لحماية أنفسها من إيران، وهي خطوة أطلقوا عليها اسم “هندسة الأمن الإقليمي”، التي استهدفت بلورة حلول رادعة أمام التهديد جواً وبحراً. وقدرت مصادر مطلعة على المحادثات أن الأطراف قد تعرض أيضاً “استخلاصات” وتفاهمات في هذا الموضوع في ختام القمة.
على أي حال، كان النجاح مضموناً مسبقاً ظاهرياً، فالصور التاريخية لوزراء الخارجية العرب الذين زاروا، غير بعيد عن قبر دافيد بن غوريون، كانت شهادة أخرى ملموسة على التغير الذي حدث في الشرق الأوسط منذ التوقيع على اتفاقات إبراهيم. “نأمل التوصل أيضاً إلى إنجازات سياسية”، قال أحد المشاركين في تنظيم الحدث.
الروح المركزية التي مكنت من عقد اللقاء التاريخي في النقب هي الفرصة التي لاحظها وزراء الخارجية لعقد لقاء مباشر وبدون وساطة مع بلينكن، الذي بكر زيارته إلى المنطقة ببضعة أيام. الخوف من تغيير دراماتيكي في سياسة الخارجية الأمريكية إزاء المنطقة وحرف الانتباه عن الشرق الأوسط وإفريقيا وتوجيهه نحو روسيا والصين، أثار مؤخراً عدداً غير قليل من التخوفات في بعض الدول. في مكتب لبيد لاحظوا الفرصة على الفور بعد تأكيد بلينكن على قدومه بشكل نهائي. في البداية دعوا وزراء خارجية دول الخليج والبحرين، وهم الشركاء في القلق من تهديد إيران. وبعد ذلك انضم وزراء خارجية مصر والمغرب بعد إظهار اهتمامهما بالقمة.
“إسرائيل تلعب دوراً رئيسياً في المحور الذي يربط دول المنطقة وأمريكا”، قال الدكتور غيل مورسياني، مدير عام معهد “متفيم” للسياسة الخارجية الإقليمية. “لا سيما على خلفية الرؤية المتصاعدة لتخلي أمريكا والبرود الشديد في العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات. هكذا تغيرت الظروف، إذا كانت الولايات المتحدة في السابق هي العراب الذي أوجد العلاقة بين إسرائيل والإمارات، فإن إسرائيل هي التي تساعد الآن في الحفاظ على العلاقة بين أمريكا والخليج”.
ستقف القضية الإيرانية في مركز محادثات اللقاء. وإسرائيل لاعبة رئيسية في الحلف الإقليمي الآخذ في التبلور من أجل الوقوف أمام نشاطات عدائية ينفذها حرس الثورة الإيراني وأذرعه، وإحباط عمليات الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة ضد أهداف في الخليج الفارسي والمنطقة كلها. “الطريق إلى ناتو إسرائيلي – شرق أوسطي تمر عبر واشنطن”، قال مورسياني. وحسب قوله، فإن “احتمالية التوصل إلى حلف دفاع إقليمي بدون دعم أمريكا، ضئيلة. مقابل إسرائيل التي تدير لعبة مجموعها صفر مع إيران، تدير الإمارات والسعودية لعبة مختلفة، تحاول إدارة حوار مع جميع اللاعبين ذوي العلاقة بما في ذلك إيران”.
على أي حال، اللقاء الدراماتيكي بحد ذاته إشارة واضحة لنظام طهران وللإدارة الأمريكية التي تتفاوض معه في هذه الفترة: التقارب الأمني بين دول الخليج والمغرب ومصر من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في كل ما يتعلق بمواجهة عمليات الطائرات المسيرة وجهود الذرة، ليس حقيقة واقعة فحسب، بل وعلنية صريحة. فضلت الإمارات، ومؤخراً في البحرين، عدم إصدار تصريحات حول الوقوف ضد إيران بشكل علني. “كل دولة لها حساسيتها الخاصة حول موضوع إيران، سواء تعلق الأمر بالإرهاب أو بالذرة. يجب السير بحذر بين المصالح المختلفة”، قال مصدر سياسي.
كاللقاء الذي جرى بين رئيس الحكومة نفتالي بينيت والرئيسين المصري والإماراتي، في شرم الشيخ، ستتناول الأطراف المشكلات الجارية أيضاً، مثل أزمة القمح التي ترفع أسعار الخبز في المنطقة عقب غزو روسيا لأوكرانيا والمبادرات الزراعية، ومحاولة توجيه النفط والغاز من منطقة الشرق الأوسط وتصديرهما إلى أرجاء العالم عقب الأزمة. وفي ظل كل هذا، يستثمر لبيد في الجو: تم استئجار فندق “كدما” على مدخل “سديه بوكر” بشكل كامل من أجل الحدث، ووزراء الخارجية سيلتقون مع بعضهم بصورة شخصية، واستضيف الوزراء الستة على وجبة عشاء خاصة بدون البعثات ووسائل الإعلام. “أجواء كامب ديفيد”، هكذا وصفت وزارة الخارجية الحديث. والهدف تحطيم الجليد بين الوزراء وتحويل اللقاء إلى حدث اجتماعي لطيف وتمكينهم من بناء أساس لعلاقات مباشرة بدون وسطاء في المستقبل.
اللقاء التاريخي في النقب دليل آخر على تدهور مكانة السلطة الفلسطينية في العالم العربي. فرغم أن الموضوع موجود على الطاولة، ولكن لا أحد من المشاركين اشترط اللقاء مقابل الدفع بعملية سياسية مع السلطة الفلسطينية. اختيار “سديه بوكر” خفف أيضاً على المشاركين في اللقاء. لم يكن على الدول العربية التعرج حول مكانة القدس، ولم يكن على لبيد مواجهة مسألة لماذا وافق على “التنازل” عن القدس لصالح قمة سياسية في “العاصمة البديلة” تل أبيب.

بقلم: يونتان ليس
هآرتس 28/3/2022

- في “صورة تاريخية” للنقب.. كيف ينظر الفلسطينيون إلى “الشرق الأوسط الإبراهيمي”؟

كان ليئير لبيد مشكلة: لو اقترح عرض لقاء القمة في القدس، لما جاء وزراء الخارجية العرب؛ وأما لو اختار تل أبيب أو إيلات لجذب إليه نقداً من يمين يدعو إلى المظاهرات. الحل الذي وجده “سديه بوكر” يعتبر ألمعية عظمى. آمل أن يقف الوزراء في صورة مشتركة إلى جانب قبر دافيد وفولا بن غوريون، فيما يطل خلفهم مجمع تجاري عميق لـ “ناحل تسيم”. الصورة هي الرسالة: النقب، وبن غوريون، والإجماع الوطني، والمشهد الاستهلالي كله معاً، مميز لمنطقة تسعى إسرائيل للارتباط بها. من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان اللقاء تاريخياً، أما الصورة فستكون.
القمة حدث واحد، وثمة حدث لا يقل دراماتيكية وهو الصراع على الاستعداد الأمريكي لإخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب. أعلم من مصادري بأن الموضوع لم يحسم. على خلفية الاحتجاج الإسرائيلي والسعودي وانتقاد داخل الكونغرس الأمريكي، تراجع وفد المفاوضات الأمريكي تكتيكياً على الأقل، عن استعداده لتسويغ الحرس. الكرة هذه اللحظة في الملعب الإيراني. الاحتمال هو 50 في المئة. وسيكون الجواب على ما يبدو بعد نهاية عيد رأس السنة الإيراني، النيروز.
المحادثات التي جرت مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أوضحت نقطة أخرى: الإدارة الأمريكية تبصم الآن بالعشرة على مكانة بينيت كوسيط في الحرب في أوكرانيا. فهو ضابط الارتباط الأفضل الذي يمثلهم في هذه اللحظة. والنقد على تملص إسرائيل من تنفيذ بعض العقوبات لا يشغل بال الإدارة؛ فهي تريد مواصلة الوساطة.
لقاءات قمة بين إسرائيل والدول السُنية كانت في الماضي، وعلى مستوى أعلى من وزراء الخارجية. في آذار 1996 انعقد في شرم الشيخ “مؤتمر صناع السلام” بهدف أساسي هو مساعدة شمعون بيرس في الانتخابات. لم يكن النجاح عظيماً. في حزيران 2003 عقدت قمة العقبة التي كان هدفها مساعدة أرئيل شارون في وقف الانتفاضة الثانية. في تشرين الثاني 2007 انعقد مؤتمر أنابوليس الذي كان هدفه إعطاء ريح إسناد للمفاوضات بين إيهود أولمرت وأبو مازن.
في اللقاءات الثلاثة كان لرؤساء الولايات المتحدة دور مركزي: في الأول لكلينتون، وفي الثاني والثالث لبوش؛ وفي ثلاثتها أدى النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني دوراً مركزياً؛ ثلاثتها عقدت خارج إسرائيل. وكان قد اجتمع ملوك ورؤساء على أرض إسرائيل معاً، علناً، في الجنازات فقط – أولاً رابين، بعد ذلك بيرس.
هذه إحدى البشائر الإيجابية للقاء اليوم: إسرائيل ليست عشيقة وليست ضيفة للحظة؛ فقد رفع مستواها إلى مكانة شريك علني. لم يعد قبولها مشروطاً برعاية أمريكية. العكس هو الصحيح: وزير الخارجية الأمريكي هو ضيفها.
وثمة بشرى إيجابية إضافية، وهي قرار الرئيس المصري السيسي لضم وزير خارجيته سامح حسن شكري إلى اللقاء. تسعى مصر للانضمام إلى مسيرة أصلها في اتفاقات إبراهيم. هذا مهم لها لاعتبارات اقتصادية؛ فهي عطشى لاستثمارات الإمارات وإسرائيل في الاقتصاد المصري، وكذا لاعتبارات أمنية وسياسية. صحيح أن اتفاق السلام مع مصر قائم منذ 43 سنة، لكن اتفاق التطبيع مع دول الخليج يبث فيه حياة جديدة.
هذه البشائر الإيجابية ولدت من بشائر أقل إيجابية: أولاً الاتفاق المتحقق مع إيران. وثانياً، ابتعاد أمريكا عن المنطقة والخوف من إيران نووية، ولا يقل عن هذا تحرر إيران من العقوبات، فتغدو قوية بالمال، مشجعة للإرهاب، وهذا ما يقرب الدول السُنية لإسرائيل. لن تعطي إسرائيل ما يمكن لأمريكا أن تعطيه، ولكنها الدولة الأقوى في الجبهة المناهضة لإيران، هي جسر للكونغرس وللرأي العام في أمريكا، وأساساً – هي تريد وتستطيع المس بإيران عسكرياً.
وستنضم لهذه الخطوة في النهاية، بهذه الطريقة أو تلك، كل من السعودية والأردن. ليس صدفة أن سارعت حكومة إسرائيل لشجب هجمة الصواريخ الأخيرة على السعودية، وعمل الحوثيين في اليمن. بالنسبة للأردن، يوجد في هذه اللحظة توتر بين الملك عبد الله وحكومة بينيت – لبيد. يدعي الجانب الإسرائيلي بأن الملك بالغ في التوقعات. زيارته لأبو مازن أمس لم تجدد العلاقات: رام الله وقفت حيال “سديه بوكر”، كمعارضة له.
انخرطت الأزمة بين غانتس ولبيد إلى هذه القصة غير المريحة. فغانتس أراد الانضمام إلى لقاء رام الله، ولبيد استخدم الفيتو. وبينيت انضم إلى لبيد. هذه مواجهة انضمت إلى المواجهة الزائدة، بل وحتى ربما الصبيانية، حول سفر بينيت وغانتس، كل بمفرده، إلى الهند. في دولة سليمة يفترض بغانتس أن يكون اليوم في “سديه بوكر”، للبحث في تنظيم الأمور ضد إيران وفي جوانب أمنية أخرى للعلاقات مع الدول السنية. ولكنه لن يكون.
لم يُدعَ الفلسطينيون إلى “سديه بوكر”، ولن يكونوا نجماً في جدول الأعمال. من ناحية بينيت ولبيد، هذه بشرى طيبة. ولكن مثلما تعرفنا أمس، فإن للمسألة الفلسطينية طريقاً خاصة بها، طريقاً عنيفاً بشكل عام، لفرض نفسها على الواقع. هم ليسوا على الطاولة، ولكنهم في الخضيرة وبئر السبع والقدس. الإرهاب جزء من الشرق الأوسط تماماً كما هو الحال لمشهد رائع لـ”ناحل تسين”.
بقلم: ناحوم برنياع
يديعوت 28/3/2022


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 6

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28