] « إسرائيل» اليوم : هرتسوغ في أنقرة.. تطبيع بنسخة تركية أم “التفافة أردوغانية”؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 10 آذار (مارس) 2022

« إسرائيل» اليوم : هرتسوغ في أنقرة.. تطبيع بنسخة تركية أم “التفافة أردوغانية”؟

الخميس 10 آذار (مارس) 2022

بمرور نحو 15 سنة على زيارة الرئيس الراحل شمعون بيرس لأنقرة، يقلع رئيس الدولة إسحق هرتسوغ، اليوم، إلى العاصمة التركية بهدف ترميم العلاقات مع نظيره رجب طيب اردوغان. وبالنظر إلى منظومة العلاقات المركبة على مدى العقد الأخير، فإن زيارة هرتسوغ التاريخية تمثل بداية عهد جديد في العلاقات.

بخلاف حالات الماضي، يبدو أن السعي لترميم العلاقات جاء من الجانب التركي. ويطرح السؤال: ما الذي دفع الرئيس اردوغان، صاحب المواقف النقدية لإسرائيل، للتقرب من إسرائيل؟ في ظل تآكل متواصل في قيمة الليرة التركية، وغياب المستثمرين الأجانب، اضطرت أنقرة في تشرين الثاني الماضي إلى تطبيع علاقاتها مع الإمارات. وحرص الإماراتيون الذي شخصوا ضعف أنقرة الاقتصادي، على إعلانهم وبسرعة عن استثمار بمبلغ عشرة مليارات دولار في السوق التركية. وهكذا، اشترت أبو ظبي عملياً الانعطافة في السياسة الخارجية التركية تجاهها، وطلبت من أنقرة هجر سياستها الخارجية الكدية، التي تعارضت وروح اتفاقات إبراهيم. إضافة إلى ذلك، فإن ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة، وتلقي الغاز الطبيعي من الطوافات في المياه الاقتصادية الحصرية لإسرائيل على حساب اليونان وقبرص، مؤشران بارزان يشرحان التفافة حدوة الحصان نفذها الرئيس التركي تجاه إسرائيل.

السرية – هدف ذاتي

في الأسبوعين الأخيرين، مثل دول أخرى، صدمت أنقرة بالغزو الروسي لأوكرانيا، وفجأة تذكرت أهمية حلف الناتو، الذي استخفت به على مدى العقد الماضي. الحرب في أوكرانيا ستعيد أنقرة إلى السياسة الخارجية التقليدية المؤيدة للغرب، والتي رأيناها في عهد الحرب الباردة. في ضوء الملابسات التي ذكرت أعلاه، تبدو يد إسرائيل هي العليا هذه المرة الأولى في تاريخ العلاقات الثنائية. وعليه، تلتزم إسرائيل باستغلال الزخم وعدم التنازل عن المبادئ الأساس، مثل مطلب طرد منظمة الإرهاب حماس من أراضي تركيا؛ والإيضاح لاردوغان بأن إسرائيل تتابع الخطاب الجماهيري العدواني اللاسامي والمناهض لإسرائيل في تركيا عن كثب، وأي محاولة لنزع الشرعية عن إسرائيل ستعد مساً خطيراً بالثقة بين الدولتين.

بخلاف الماضي، ينبغي أن يتركز الكفاح الإسرائيلي على الوعي الجماهيري التركي، وخلق اتصال مباشر وسليم بين الشعبين. إلى جانب مناسبات مثل كونسيرتات فرقة العزف الفلهرمونية الإسرائيلية، يجب التشديد على مناسبات شعبية يشارك فيها رجال دين، ومنظمات غير حكومية، وحتى فرق كرة سلة وكرة قدم.

كي تحقق إسرائيل هذا الهدف، فإن الحكم الإسرائيلي ملزم بتغيير القرص كما يفعل الرئيس هرتسوغ اليوم، وهجرة النهج التقليدي (خطوات من خلف الكواليس) الذي ميز سياسة الخارجية تجاه الدول العربية على مدى سنوات طويلة. ولتحقيق التطبيع الحقيقي، فإن كل اتصال تقيمه إسرائيل مع الأتراك – على كل المستويات – يجب أن يكون علنياً، مع إعلام إسرائيل وتركيا أمام أعين الجمهور.

كل نوع من منظومة العلاقات السرية، باستثناء العلاقة الاستخبارية، ستعد هدفاً يسجل في المرمى الذاتي، إذا ما تحدثنا بلغة كرة القدم. إن تطبيع العلاقات مع أنقرة من أجل مصالح حيوية وأمنية لإسرائيل أمر مطلوب بالتأكيد، ولكن مثلما يقدر الأتراك: دون التخلي عن الكرامة الوطنية.

بقلم: د. حاي ايتان كوهن ينروجك

إسرائيل اليوم


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 38

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28