] المقاومة السبيل الوحيد أمام الفلسطينيين لمواجهة مخططات الاستيطان - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 16 كانون الثاني (يناير) 2022

المقاومة السبيل الوحيد أمام الفلسطينيين لمواجهة مخططات الاستيطان

الأحد 16 كانون الثاني (يناير) 2022

- أشرف الهور

غزة ـ «القدس العربي»: لم يعد هناك أمام الفلسطينيين، من خيار لوقف زحف الاستيطان وإفشال مشاريع الضم والقضم لأراضي الضفة سوى العمل المقاوم خاصة الشعبي الذي يشهد تصعيدا في هذه الأوقات، وهو خيار بات يحظى بدعم من جميع الفصائل سواء التي تدعم العمل المسلح أو التي تسير في نهج «المقاومة الشعبية».

وقد تعزز هذا الخيار الذي تدعمه حركتا فتح وحماس، بسبب تصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أعمال البناء الاستيطاني الخطيرة على أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة، ما يهدد حياة الفلسطينيين وأرضهم، خاصة وأن تقارير حقوقية كشفت عن حجم الأراضي التي يجرى نهبها، والتي تنم عن مخططات تهدف إلى جعل مناطق الضفة أشبه بكنتونات معزولة عن بعضها البعض وتقسمها لعدم مناطق، كما تسهل من عملية «أسرلة» مدينة القدس المحتلة، وفصلها عن مناطق الضفة، كما كشف النقاب عن نية إسرائيل بناء مستوطنة جديدة على حدود غزة، ستقوم كما غيرها على نهب خيرات القطاع المحاصر.
ووفق تقارير الرصد فقد أعلنت عن 100 مخطط استعماري، وشقت ما يقارب 25 طريقا استعماريا التفافيا أو فرعيا جديدا لخدمة المستوطنين والمستوطنات، العام المنصرم، في تحد واضح للقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني، في حين استهلت بداية العام مجموعة من مستوطني «شبيبة التلال» الإرهابية بإقامة بؤرة استيطانية شمال غرب مدينة أريحا، فيما أعلنت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة عن خمسة مخططات استيطانية جديدة، علاوة عن تلك التي يجري تنفيذها في مستوطنات أخرى في الضفة، والتي اشتمل بعضها على صدور قرارات مصادرة أراضي لمواطنين قبل أيام قليلة.
وكان التقرير الأخير الصادر عن المكتب الوطني لمقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، ذكر أن مدينة القدس المحتلة تشهد مخططات تهويدية متواصلة تشترك فيها حكومة الاحتلال وبلدية المدينة برئاسة موشيه ليئون والجمعيات الاستيطانية، وبتواطؤ القضاء الإسرائيلي بهدف تحجيم الوجود الفلسطيني في المدينة.
وردا على ذلك شهدت مناطق الضفة الغربية تصاعدا في موجة الغضب الشعبي المناهضة للاستيطان، وخرج المواطنون في مجموعات كبيرة، للتصدي لاعتداءات المستوطنين وصدهم، كما انخرطوا في فعاليات شعبية حامية الوطيس، لحماية أرضهم من خطر المصادرة، سقط خلالها شهداء وجرحى، وقامت قوات الاحتلال بتكثيف حملات الاعتقال في مسعى منها لإطفاء نار الهبة الغاضبة لكن بدون جدوى.
وباتت حاليا بلدية «بيتا» التابعة لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية أيقونة المقاومة الشعبية، حيث تشهد البلدة فعاليات شعبية حامية الوطيس لصد الهجمة الاستيطانية، وذلك على خطى العديد من البلدات الأخرى التي يتهددها خطر الاستيطان مثل كفر قدوم وجيل صبيح، وغيرها الكثير من المناطق.
ويواصل الفلسطينيون معركتهم، في ظل الدعم والتأييد من جميع المستويات الرسمية والشعبية، فحركة فتح التي تتزعم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، أطلقت على دورة مجلسها الثوري الأخير، اسم « دورة الصمود والثبات، دورة المقاومة الشعبية» والتي ألقى فيها الرئيس عباس خطابين مهمين تحدث فيهم عن طبيعة المرحلة والقرارات التي ينوي اتخاذها لمواجهة الاحتلال.

المقاومة الحل

وفي هذا السياق أيضا، أكدت قيادة القوى الفلسطينية، على أهمية التصدي لهجمات المستوطنين التي قالت إنها تتم بـ «حماية جيش الاحتلال وضوء أخضر من حكومة الاحتلال التي تغذي العنف والإرهاب ضد أبناء شعبنا» وقالت إن الأمر يتطلب تظافر كل الجهود ومواصلة استكمال تشكيل لجان الحماية والحراسة لحماية المواطنين، والتصدي لقطعان المستوطنين الذين يحشدون على البلدات ومواطنيها وبيوتها لتخويف السكان، كما يجري في بلدة برقة والبلدات المجاورة.
ودعت في ذات الوقت للإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومواصلة الجهود لـ «فرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال ومحاسبته ومعاقبته على جرائمه وفاشية مستوطنيه الاستعماريين» كما دعت لتدخل جدي على المستوى العربي والإقليمي والدولي لـ «وضع حد لسياسات العدوان والجرائم المتصاعدة ضد شعبنا» مؤكدة على أن «المقاومة ستستمر حتى حرية واستقلال شعبنا ونيل باقي حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».
كذلك أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بمنفذي العمليات الفدائية في الضفة، ودعت لاستمرار وتصعيد هذه العمليات، و«إشعال الأرض لهباً تحت أقدام الاحتلال الذي لا يردعه إلا صوت الانتفاضة والمقاومة».
وفي إطار تعزيز صمود المواطنين المتضررين من الاستيطان وهجمات المستوطنين، يشارك مسؤولون فلسطينيون في قيادة الفصائل، في فعاليات المقاومة الشعبية والتصدي للمستوطنين، وقد ظهر الأمر في العديد من الفعاليات التي نظمت مؤخرا، ومنها فعاليات خرج فيها المواطنون لصد هجمات خطيرة للمستوطنين.
وقد أكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، الذي يشارك باستمرار في فعاليات المقاومة الشعبية، أن المقاومة الشعبية ستتواصل حتى إنهاء الاحتلال، وأكد أيضا على أهمية تصاعد العمل الشعبي للتصدي لهذه الاعتداءات المنافية للقوانين والشرائع الدولية.
كما اتهم الناطق باسم فتح أسامة القواسمي، دولة الاحتلال، بالمضي في تنفيذ مشاريع «الفصل العنصري» مؤكدا رفض الفلسطينيين لـ «نظام الأبارتهايد والفصل العنصري» الذي تمارسه إسرائيل الآن ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وتعهد بان يسقط الشعب الفلسطيني هذا النظام.
والجدير ذكره في هذا السياق، أن الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذين عقدوا اجتماعا لهم في ايلول/سبتمبر من العام الماضي، ما بين رام الله وبيروت برئاسة الرئيس عباس، اتفقوا على تفعيل «المقاومة الشعبية الشاملة» ضد إسرائيل وتطويرها، مع تشكيل لجنة لقيادتها، كما أعلنوا عن التوافق على «قواعد الاشتباك وآليات مقاومة الاحتلال».
وفي هذا السياق، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن المقاومة الشاملة، هي الطريق لتحرير فلسطين، والتصدي للاحتلال، وقال وهو يدعو لتصعيد الفعل المقاوم «القدس والضفة اليوم مرجل يغلي تنتقل من انتفاضة إلى انتفاضة، ومن هبة إلى هبة، من باب العامود إلى الأسباط، إلى هبة البوابات وثورة السكاكين وانتفاضة الشيخ جراح والملاحم البطولية في جنين ونابلس والخليل وبيت لحم القيامة، ومدن الضفة كافة التي تنبض فيها المقاومة كما تنبض فيها الحياة».

تحذيرات

أما الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، فقد حذر من تداعيات استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منددا بقرارات الاحتلال الأخيرة بباء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، والتي كان آخرها المصادقة على بناء 3557 استيطانية في مدينة القدس.
وأكد أن ارتفاع وتيرة الاستيطان «يفضح سياسة حكومة العدو المتطرّفة، التي تصعّد من ممارسة الإرهاب والإجرام ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا» داعيا المنظمات الحقوقية والإنسانية «إلى التحرّك والقيام بمسؤولياتها في تجريم الاستيطان، ووقف جرائم المستوطنين، وحماية أرضنا وشعبنا من إرهاب الاحتلال المتصاعد» كما دعا الناطق باسم حماس إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها من أجل مواجهة الاستيطان الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أكدت حركة الجهاد الإسلامي على أن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية تعد «مخططات إجرامية وعدوانٌا يبتلع الأرض بشكل مستمر وممنهج» وأكدت أن الرد على هذه المخططات التي وصفتها بـ «العدوانية» يتطلب وحدة الموقف الوطني على قاعدة «مواجهة هذه المخططات العدوانية والتصدي لها بكل أشكال المقاومة التي تمثل النهج القادر على ردع هذا العدوان».
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد خالد البطش، أن أي اعتداء على القدس «سيشعل معركة إقليمية تتقاطع فيها بنادق المقاومين في كل الساحات».
أما تنظيم الجبهة الشعبية، فقد أكد أن إرهاب المستوطنين المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني يأتي في سياق «حرب تطهير عرقي» وقالت في بيان أصدرته معلقة على الهجمات التي ينفذها المستوطنون «هذا الإرهاب المنظم يتطلب تطوير الفعل الشعبي للتصدي لهذا المخطط الاحتلالي وإفشاله» كما دعت الجبهة الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة هذا المخطط، وتشكيل لجان الحراسة والحماية الشعبية لصد محاولات المستوطنين اقتحام القرى والبلدات في الضفة، ودعت أيضا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، و«محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم».
هذا وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية، نددت بالتصعيد الحاصل في انتهاكات وجرائم الاحتلال والمستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم في عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وفي قطاع غزة، وطالبت في ذات الوقت من الخارجية الأمريكية بإدانة هذه الأفعال، والتوقف عن تجاهل ما تقوم به دولة الاحتلال، وطالبت بإجراءات دولية وأمريكية قادرة على وقف الاستيطان والتطهير العرقي في القدس، وبذل المزيد من الجهود للضغط على دولة الاحتلال لإجبارها على الانصياع لإرادة السلام الدولية.
وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسابق الزمن لحسم مستقبل القدس من جانب واحد وبقوة الاحتلال وبعيدا عن أية مفاوضات مستقبلية، بما يؤدي إلى وأد أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، محملة تلك الحكومة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات استفرادها الاستعماري العنيف بالقدس الشرقية المحتلة ومحيطها.
وأكدت أن ما تتعرض له الأرض الفلسطينية المحتلة والقدس بشكل خاص من استيطان وأسرلة وتهويد «يكشف لمن يريد أن يفهم من الدول عن الوجه الحقيقي لحكومة بينت-لبيد، وعن جوهر سياساتها باعتبارها أيضا حكومة استيطان ومستوطنين، لأن ما تتعرض له القدس يعد ترجمة صريحة وواضحة للمواقف التي يطلقها أركان الائتلاف الإسرائيلي الحاكم بشأن عدم وجود أية عملية سياسية مع الفلسطينيين، ولن توجد مثل هذه العملية حسب ادعائه».


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 13

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28