] تصنيف المؤسسات الحقوقيّة على أنها “إرهابية”... هجمة ضد الوجود الفلسطينيّ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2021

تصنيف المؤسسات الحقوقيّة على أنها “إرهابية”... هجمة ضد الوجود الفلسطينيّ

السبت 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2021

تصنيف العدو

صنف الكيان الإسرائيلي ست منظمات فلسطينية للمجتمع المدني على أنها منظمات إرهابية واتهمتها بتحويل مساعدات المانحين إلى نشطاء، وذلك في خطوة أثارت انتقادات من جانب الأمم المتحدة وهيئات مراقبة حقوق الإنسان.

وقالت وزارة الحرب الإسرائيلية إن المنظمات الفلسطينية الست لها صلات بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي فصيل يساري له جناح مسلح شن هجمات دامية ضد إسرائيليين.

وتشمل هذه المنظمات منظمتي حقوق الإنسان الفلسطينيتين “الحق” و “الضمير” اللتين وثقتا انتهاكات حقوقية مزعومة من قبل كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.

وأضافت الوزارة في بيان أن “المنظمات المعلنة تلقت مبالغ كبيرة من الأموال من دول أوروبية ومنظمات دولية مستخدمة أساليب مختلفة من التزوير والخداع”. وزعمت أن هذه الأموال دعمت أنشطة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقالت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية في بيان مشترك يدين هذه الخطوة إن هذا التصنيف يسمح للسلطات الإسرائيلية بإغلاق مكاتب هذه المنظمات ومصادرة أصولها واعتقال موظفيها في الضفة الغربية المحتلة.

ورفضت مؤسسة الضمير والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، وهي إحدى المنظمات الست التي صنفتها إسرائيل إرهابية، الاتهامات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “محاولة للقضاء على المجتمع المدني الفلسطيني”.وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الضفة الغربية إنه “منزعج” إزاء هذا الإعلان. ومضى قائلا “يتعين عدم استخدام قانون مكافحة الإرهاب في تقييد حقوق الإنسان المشروعة والعمل الإنساني”.

وأضاف أن بعض الأسباب المقدمة لهذه الخطوة بدت غامضة أو غير ذات صلة. وتابع المكتب “هذه التصنيفات هي أحدث تطور في حملة طويلة مشينة ضد هذه المنظمات ومنظمات أخرى، وتلحق الضرر بقدرتها على أداء عملها المهم”.

لكن وزارة الحرب الإسرائيلية قالت “هذه المنظمات تقدم نفسها باعتبارها تعمل لأغراض إنسانية، ومع ذلك تعمل كغطاء للدعاية والتمويل للجبهة الشعبية”.

وردا على طلب للتعليق قال كايد الغول المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تدرجها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قوائم الإرهاب، إن الجبهة تحتفظ بعلاقات مع منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضاف الغول إنها جزء من المعركة العنيفة التي تخوضها إسرائيل
ضد الشعب الفلسطيني وضد جماعات المجتمع المدني من أجل إنهاكهم.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة ستتواصل مع إسرائيل للحصول على مزيد من المعلومات بشأن تلك القضية، مشيرا إلى أن واشنطن لم تتلق إخطارا مسبقا بشأن هذا التصنيف.

وقال برايس في إفادة صحفية منتظمة “سنتواصل مع شركائنا الإسرائيليين للحصول على مزيد من المعلومات بشأن أساس التصنيف”.

وقالت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية إن القرار “تصعيد ينذر بالخطر ويهدد بوقف عمل أبرز منظمات المجتمع المدني الفلسطينية”.

وأضافت المنظمتان إن “تقاعس المجتمع الدولي منذ عشرات السنين عن التصدي للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لحقوق الإنسان .. شجع سلطات الاحتلال الإسرائيلية على التصرف بهذه الطريقة الفجة”.

هجمة ضد الوجود الفلسطيني

ذكر مركز عدالة الحقوقي، أنّ تصنيف وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، لستّ مؤسسات حقوقيّة فلسطينية معروفة على أنها “إرهابية”، هو “هجمة ضد الوجود الفلسطيني وحقه بتقرير المصير”.

جاء ذلك في بيان صدر يوم، الجمعة، وقال المركز فيه إنّ “قرار وزير الأمن الإسرائيلي، لا يشكل هجمة شرسة ضد حقوق الإنسان فحسب، بل هجمة ضد الوجود الفلسطيني وحقه بتقرير المصير”.

وشدّد على أن “إسرائيل تحاول تجريم أي تجمع فلسطيني مستقل، من خلال استهداف جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في الضفة الغربية”.

وقال “عدالة” إن “الإعلان عن (المؤسسات) الستة... التي تلعب جميعها دورًا حيويًا في الدفاع، وحماية حقوق الإنسان، وتقديم الخدمات الاجتماعية، يُعرّض سلامة وحقوق آلاف الفلسطينيين للخطر بشكل فوري”.

وأوضح أن “استخدام قوانين الإرهاب لا يشكل سوى غطاء قانوني لملاحقة سياسية تُميز أنظمة استعمارية واستبدادية”.

وذكر المركز أنّ “هذه الخطوات تشكل هجمة غير مسبوقة، ضد كل من يدافع عن حقوق الإنسان، ويقاوم الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي في الضفة الغربية”.

كما أشار المركز إلى أنه “سيععل ضمن جميع الوسائل القانونية المتاحة له، من أجل محاربة وإلغاء هذا الإعلان القمعي”.

هذا وشدّد مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، والذي يضمّ المؤسسات الستّ التي صنّفها الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الجمعة، على أنها “إرهابية”، على خطورة القرار، الذي من شأنه أن يتسبب في “تدمير مؤسسات المجتمع المدني”.

وصنفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، 6 مؤسسات حقوقية فلسطينية كـ“منظمات إرهابية”. والمؤسّسات هي: “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان” و“الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين”، و“الحق” و“اتحاد لجان العمل الزراعي”، و“اتحاد لجان المرأة العربية”، و“مركز بيسان للبحوث والإنماء”.

بدوره، رفض رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، القرار، ودعا المجتمع الدولي وجميع منظمات حقوق الإنسان في العالم لإدانة هذا الإجراء المنافي للقرارات والقوانين الدولية.

وذكر اشتية في بيان صدر عن مكتبه، مساء اليوم، أن القرار الإسرائيلي “بمثابة مس خطير بالقانون الدولي، باعتبار أن المؤسسات المستهدفة تعمل وفق القانون الفلسطيني، وأنها ترتبط بشراكات مع مؤسسات دولية، ما يستدعي تدخلا من تلك المؤسسات لإدانة الإجراء الإسرائيلي والعمل على منع تنفيذه”.

وقال منسّق مجلس المنظمات، محمود إفرنجي في تصريحات لـ“عرب 48”، اليوم الجمعة، إن “الحديث يدور عن لجان تعمل على عدّة أصعدة”، والقرار الذي اتُّخِذ من قِبل سلطات الاحتلال، بحقّها “خطير جدا”، وقد يؤدي إلى “تدمير حقوق الضحايا (المستفديين من عمل المؤسسات)، وتدمير مؤسسات المجتمع المدني”.

وأضاف إفرنجي أن “القرار يعني ضربة في الصميم لمؤسسات دولية” كذلك، في إشارة إلى أنّ بعض المؤسسات التي تمّ شملها بالتصنيف الإسرائيلي، هي أذرعٌ لمؤسسات عالمية مثل “الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين”.

وتابع إفرنجي أنه “نتوقّع تحرّكًا من السلطة الفلسطينية... نحن نعقد اجتماعات مع شركائنا المحليين من مؤسسات المجتمع المدني، وشركائنا الدوليين، بالإضافة إلى التوجّه إلى وزارة الخارجية الفلسطينية، ورئاسة الحكومة (الفلسطينية)”، لمتابعة الموضوع.
القرار الصادر بحق المؤسسات

وشدّد إفرنجي على خطورة القرار الإسرائيلي على المؤسسات المشمولة ضمنَه، وعلى عملها، إذ قال: “كلّ شيء قد يحصل، فقد يتمّ اقتحام المؤسسات في أي لحظة، كما قد تُصادَر أموالها، ويُعتقل موظفوها”.

وأشار إلى أنه “في الفترة الماضية، تمّ إغلاق لجان العمل الزراعي، والصحيّ، وهذا يشير إلى حملة موجّهة من قِبل الاحتلال”.

وقال إفرنجي إن “تبعات القرار تنقسم إلى شقّين؛ الأول هو ما يتعلّق بشلّ عمل المؤسسات الحقوقية (المذكورة) وبخاصّة على الساحة الدولية، والثاني، حِرمان الضحايا من تحصيل حقوقهم”.

كما ذكر أنّ تصنيف المؤسسات على أنها “إرهابية”، يعمل على “إخافة الموولين”، موضحا أن “البنوك الفلسطينية (والتي تحوي حسابات المؤسسات المذكورة)، قد تخاف أيضا، وقد تخشى تجميد حسابات كاملة، ومصادرة ممتلكات”.

وفي السياق ذاته، قال إفرنجي إنّ “الخشية لدى البنوك، مُبرّرة، فقد تٌقتحم البنوك نفسها”، من قِبل الاحتلال.

وفي معرض إجابته عن سؤال حول احتمالية أن يؤثّر القرار على المانِح الأوروبي بعامّة، وعلى الاتحاد الأوروبي بشكل خاص، قال إفرنجي لـ“عرب 48” إنه “لا أستطيع أن أتحدث عن الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، ولكنه جسم مموِّل، ولكن هناك مؤسسات أوروبية أخرى، يُخشَى أن توقف تمويلها” للمؤسسات.

مؤسسات الأسرى: محاولة للقضاء على المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ

من جانبها، قالت مؤسسات؛ هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – DCI، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، إنّ القرار، هو “استكمال للعدوان الذي يمارسه الاحتلال على شعبنا ومؤسساته، التي تتعرض لعدوان متصاعد في محاولة للقضاء على المجتمع المدنيّ الفلسطيني”.

وأضافت في بيان مشترك صدر عنها، اليوم الجمعة، أنّ “هذا العدوان لم يبدأ اليوم، فعلى مدار السنوات القليلة الماضية استهدف الاحتلال المؤسسات الفلسطينية عبر الاقتحامات ومصادرة مقتنيات، واعتقال العاملين فيها، وملاحقتهم بكافة الوسائل، والتضييق على عملهم الحقوقيّ والمدنيّ”، مشيرةً إلى أن “هذا النهج تصاعد مؤخرًا ليطال مؤسسات حقوقية عملت تاريخيًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية أمام المنظومة الحقوقية الدولية، وعملت ليلًا نهارًا على فضح جرائم الاحتلال وتبيان حقيقة الانتهاكات الجسيمة التي نفّذها الاحتلال بحقّ الفلسطيني”.

وذكرت المؤسسات أن “القرار هو اعتداء على المنظومة الحقوقية الدولية وليس فقط الفلسطينية، فقد شكّلت هذه المؤسسات ركيزة أساسية للفلسطيني في نقل معاناته اليومية وما يُرتكب بحقّه من جرائم وانتهاكات، وكانت مصدرًا فلسطينيًا ينقل صوت الإنسان الفلسطيني وروايته للعالم”، مضيفةً: “بهذا القرار الخطير فإننا اليوم نواجه واقعًا سيمتد ليشمل كل ما تبقى من أدوات الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه”.

ودعت المؤسسات إلى “التحرك الفوري والعاجل وعلى عدة مستويات في الدفاع عن حقّ الفلسطيني ومؤسساته، ووقف هذا العدوان، لما له من تبعات وآثار خطيرة تمس الوجود الفلسطيني”، مؤكدةً أنها “ستتخذ خطوات احتجاجية رافضة للقرار ستُعلن عنها لاحقًا”.

افتراء عدائيّ... وعواقب وخيمة محتمَلة

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية القرار، وقالت إن “هذا الافتراء العدائي، والتشهير هو اعتداء إستراتيجي على المجتمع المدني الفلسطيني، والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، غير الشرعي، وعلى العمل الهادف لفضح جرائمه المستمرة”.

وذكرت أن “هذه الخطوة المشينة، هي الأحدث في حملة الاحتلال وأدواته الممنهجة وواسعة النطاق، المُشنّة ضد منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، وكبار المدافعين عن حقوق الإنسان”، وقالت إن “ما شجع إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، على إقدامها على هذه الخطوة هي ردود الفعل الدولية المخيبة للآمال، والباهتة في ما يتعلق بالاستهداف السابق لمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، والمجتمع المدني الفلسطيني، بما فيها تلك الغارات والاعتداءات الأخيرة على مؤسسة الدفاع عن الأطفال الدولية - فلسطين، ومركز بيسان للأبحاث والتنمية، واتحاد لجان العمل الزراعي، وغيرها”.

وحذرت الخارجية من “عواقب وخيمة محتملة لهذا الهجوم غير المسبوق”، محملة “السلطة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن سلامة موظفي هذه المنظمات”، ودعت “المجتمع الدولي وجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، الذين تم إبلاغهم بانتظام، بالاعتداءات الممنهجة، إلى الارتقاء إلى مستوى الحدث والدفاع عن حق هذه المنظمات في العمل دون اضطهاد، وعن حق الشعب الفلسطيني الأساسي في الدفاع عن حريته”.

كما دعت الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان “للوقوف علنًا وبقوة ضد هذه الإجراءات، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للدفاع عن منظمات المجتمع المدني الفلسطينية”.

الجبهة الشعبية

وزعم وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في وقت سابق اليوم، أنّ هذه المؤسّسات “مرتبطة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وأنها حصلت بين عامي 2014 و2021 على أكثر من “200 مليون يورو” من عدّة دول أوروبية.

وادّعى بيان لوزارة القضاء الإسرائيلية، أن “عشرات المسؤولين في هذه المؤسسات مرتبطون بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بطرق مختلفة، حتى أن بعضهم كان متورطًا في قتل الشابة رينا شنراف. ومع ذلك، الحكومات المناحة تجاهلت لسنواتٍ الوقائع”، على حدّ زعم البيان.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع شعب ومجتمع  متابعة نشاط الموقع قضايا وحقوق   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 35

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28