] مهرجان العودة الفلسطيني: رسالة السينما إلى الشعوب الحرة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2021

مهرجان العودة الفلسطيني: رسالة السينما إلى الشعوب الحرة

الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2021

لم تتوقف السينما الفلسطينية عن أداء دورها في تثبيت الهوية ومقاومة المُحتل، فهي تنشط أدواتها وتُرسل خطابها إلى كل دول العالم، مؤكدة على حق البلاد في الاستقلال ورفع الحصار، فالدورة الخامسة من مهرجان العودة السينمائي الفلسطيني، المُزمع إقامته في السادس من ديسمبر/كانون الأول المُقبل والمُقرر استمراره حتى العاشر من الشهر نفسه، يرفع شعار المُطالبة بحق العودة، وهو إصرار على المُضي قُدماً نحو الهدف الأسمى المُتضمن في غاية تحرير الأراضي المُحتلة كافة، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ويبدو من مُعطيات الحالة الإبداعية، أن السينما يُمكنها خلق واقع جديد إذا ما وجدت مقومات التغيير، وسنحت الفرصة بتفعيلها كسلاح للمقاومة، وما يهدف إليه مهرجان العودة لا يخرج عن الحسابات المبدئية للقضية التاريخية العادلة والقائمة، فما يسعى إليه المبدعون الفلسطينيون هو ذاته ما يسعى إليه المناضلون في كل الجبهات إذ لا يمكن تحقيق الأهداف المنشودة إلا بتكاتف الأيدي، ووحدة الصف وتوحيد الكلمة وتصعيد الخطاب التعبوي. ولعل مهرجان العودة يُعظم في دورته المقبلة من هذه المبادئ، فلا سبيل للانتصار إلا بالاستفتاء على قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، عبر القوة الناعمة التي تأتي السينما في مقدمتها بوصفها عنصراً من عناصر التأثير القوية والفعالة في دوائر تخصصها، كأداة تنشيط ثقافي ومعرفي بالغة الأهمية.

مشاركة واسعة

ورغم أن موعد انطلاق الدورة الخامسة من المهرجان المذكور، لا يزال بعيداً، إلا أن التفاعل جاء سريعاً ومُبشراً هذا العام، وهو مؤشر دال على النجاح والتجاوب، فقد بلغ عدد الأفلام المُتقدمة حتى كتابة هذه السطور أكثر من 150 فيلما من مُختلف دول العالم، ما بين روائي طويل وروائي قصير وتسجيلي ووثائقي، فلم تقتصر المشاركة على الدول العربية حسب، وإنما شملت الكثير من الدول الأوروبية والافريقية، فهناك أفلام من إنكلترا وفرنسا واليونان وتركيا وصربيا وإيطاليا وألمانيا والسويد وبُلغاريا وكينيا، وكلها مطابقة لمواصفات وشروط المهرجان، حيث تدور الأفكار والأحداث حول المفاهيم الإنسانية الخاصة بالعدالة والحرية والاستقلال، بخلاف الرؤى الصريحة والواضحة للأفلام العربية، التي يتم تضمينها في برنامج العروض، وهي تمثل استفتاءً حقيقياً على حق العودة للاجئين من أبناء الشعب الفلسطيني، وضرورة الجلاء الإسرائيلي عن الأراضي والمُدن المُحتلة كافة، اللد والرملة والقدس والخليل وخان يونس وغيرها. وقد وصل عدد الأفلام الواردة من مصر والبحرين وليبيا والكويت والعراق والجزائر وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان وتونس والمغرب نحو 40 فيلماً على الأقل، من بينها عشرين فيلماً من مصر تتنوع ما بين القصير والطويل والتسجيلي والوثائقي، واللافت أن أزمنة الأفلام المُشاركة تتراوح ما بين دقيقتين وخمس عشر دقيقة، ومعظمها يعتمد على تكثيف اللغة السينمائية وأدوات التأثير الفني، من موسيقى وإضاءة وصوت وصورة وغرافيك إلى آخره.. ما يعد تطوراً ملحوظاً في صناعة السينما العربية، والتجارب الشبابية القائمة بالأساس على التقنيات الحديثة واللغة التليغرافية المُختصرة ـ والمُختصرة للغاية.

السينما الفلسطينية

وهذه النوعية السينمائية على وجه التحديد تجد رواجاً بين جمهور الشباب العربي، لاسيما المُهتمين منهم بالقضايا الثقافية والسياسية لأنها تلبي احتياجهم للمعلومات بأقصر الطرق، وأبسط الوسائل وأسهلها، وعن طريقها يتم التواصل مع نظرائهم في كل دول العالم فقد استطاعت الصورة الإبداعية داخل الكادر السينمائي، اجتياز حاجز اللغة والتغلب على عوائق الجنسية والثقافة والبيئة التي كانت تسبب الهوة السحيقة بين أبناء الشعوب المُتطلعة للمعرفة، والراغبة في الإحاطة بالحقيقة في ما يخص قضايا الشعوب المُضطهدة والدول المُحتلة.
من أبرز الأفلام المشاركة في المهرجان الذي يرأسه المخرج الفلسطيني سعود مهنا، ويترأس لجنة تحكيمه المخرج الفلسطيني أيضاً مصطفى النبيه، الفيلم المصري «العودة» للمخرجة آية إبراهيم، وفيلم «هرابي» للمخرج محسن محمد، وفيلم «في السابع والعشرين من مايو لهذا العام» للمخرج مصطفى مراد، و«فيلم مرة واحد» للمخرج محمد نقراشي، وفيلم «بصرة» للمخرجة يمنى صالح، ومن الأردن فيلم «شاعر الضوء الأزرق» للمخرج تيسير المشارقة، ومن المغرب فيلم «القيد» للمخرج بلال الطويل، ومن البحرين فيلم «بيت العصافير» للمخرج محمد إبراهيم محمد، ومن فلسطين فيلم «حليمة» للمخرج مصطفى حسين، بالإضافة إلى الفيلم الفرنسي «شباب يرفضون النوم» للمخرج بيرين لاميكواك والفيلم الكولومبي «شاكيرو» للمخرج اليخاندرو أنجل.
ولا شك في أن هذا الزخم الفني والإبداعي، يشجع السينما الفلسطينية على التواصل والحضور الدائم في المهرجانات الدولية، عبر الوسائل التقنية المختلفة، ويعزز من مكانتها ويجعلها قادرة على احتضان الثقافات المتنوعة في المحافل والدوائر العالمية، ويُمكن العاملين عليها من شرح وجهة نظرهم في ما يتصل بقضيتهم الأساسية، فضلاً عن تمكنهم من كسر الطوق الحديدي المفروض بقوة السلاح، للحيلولة دون وصول الصوت الفلسطيني إلى ما وراء الأسوار والمتاريس والجدران السميكة العازلة للصوت والضوء والشمس والهواء!

- كمال القاضي


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 203 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

37 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 37

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28