] ضابط أميركي قاتَلَ في أفغانستان: لقد ضحينا بأرواحنا لأجل كذبة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 18 آب (أغسطس) 2021

ضابط أميركي قاتَلَ في أفغانستان: لقد ضحينا بأرواحنا لأجل كذبة

جنرال إسرائيلي: طالبان كشفت فشل أميركا الاستراتيجي بالمنطقة
الأربعاء 18 آب (أغسطس) 2021

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للنقيب السابق في البحرية الأميركية والذي خدم في كل من العراق وأفغانستان، تيموثي كودو، قال فيه إن المدن الأفغانية سقطت في تتابع سريع، كصف من الرجال تعرض للرمي المنتظم بالرصاص.

وتابع في تصريحه قائلا: أشاهد هذه الأخبار، وفي البداية لا أشعر بأي شيء. لكنني أعود في الليل مرة أخرى إلى أفغانستان. هناك كابوس: العدو وأنا نصوب نحو بعضنا البعض. من سيطلق النار أولا؟ أنا أضغط، لكن الزناد يتجمد. ويلف مقاتل طالبان إصبعه على الزناد فأستيقظ. لقد تكرر هذا الكابوس لمدة 10 سنوات، منذ عودتي من أفغانستان، لكن الآن يبدو وكأنه أصبح حقيقة.

عقود من الحرب تذوب خلال أسابيع. طالبان تتقدم بسرعة تذكرني بالاحتلال الأميركي لبغداد. هناك أوجه شبه أخرى: تدخل قوات طالبان المجمعات المذهبة لحلفائنا الأفغان الفاسدين وتتعجب من الأدلة على سنوات من المساعدة الأميركية التي سرقها زعماؤهم الحكوميون السابقون.

خلال النهار تنشغل أفكاري بالماضي. أسمع عن فرقة عالقة على الطرف الآخر من اللاسلكي، أو تقريرا عن إصابة أحد مشاة البحرية، أسمع صوت الخوف في نبرة الرقيب، دقات الساعة بينما يتدفق الدم من عنق الشاب البالغ من العمر 19 عاما، ونسارع لإرسال المروحية التي ستصل بعد فوات الأوان.

أرى تقريرا يفيد بأن السفارة الأميركية ستتلف أعلامها الأميركية لحرمان طالبان من انتصار دعائي. أفكر في الراية المتلألئة بالنجوم التي خفقت فوق قاعدة الدوريات القديمة، والتي كانت تسمى قاعدة حبيب. خمسة رجال ماتوا تحت هذا العلم، من أجل ماذا؟ .

لا تزال الصقور تدور وتزعق. تعود الأصوات من العشرين عاما الماضية التي حفزتنا لدخول المعركة إلى نشرة الأخبار المسائية لتقنعنا بالبقاء. يقول الجنرالات والأمناء والسفراء السابقون: “لم يفت الأوان بعد.. يمكن لمزيد من القوات أن تصمد، والنصر قاب قوسين أو أدنى”.

لكن سرعة تقدم طالبان توضح أن هذه النتيجة كانت دائما حتمية. لم يكن للعدو سبب للتفاوض ولم يشتهر عنه ضبط النفس. كان السؤال الوحيد المطروح على الرئيس بايدن هو عدد الجنود الأميركيين الذين يجب أن يموتوا قبل حدوث ذلك. لكن إذا كانت المغادرة الآن هي القرار الصحيح لأميركا، فهي كارثة للشعب الأفغاني الذي خذلناه.

إنها وحدتي القديمة، الكتيبة الأولى، مشاة البحرية الثامنة، التي تم إرسالها لتأمين المطار في كابول. أتمنى أن أكون معهم.. لكن هذا مستحيل. سرعان ما علمت أن هناك سفارة احتياطية في المطار، وأن موقفنا ينهار، وتحول الحديث من أسابيع إلى أيام، وأخيرا ساعات، 36 ساعة، لإجلاء الأميركيين المتبقين.

بينما يتكشف كل هذا، هناك الكثير من الضجة حول المشاهير في حفلة عيد ميلاد باراك أوباما الستين، وهو احتفال تزامن مع النهاية المخزية للحرب التي وسعها خلال فترة رئاسته. لكنه ليس وحيدا، بل يتحمل رؤساؤنا الآخرون المسؤولية عما حدث. فليس هناك احتفال لمن يتألم منا كل يوم ويتساءل كيف كان يمكن أن يمضي أفضل سنين عمره لخدمة مثل هذه الكذبة.

كان الانهيار مفاجئا، وخروجنا سيئ التخطيط للغاية لإجلاء الأفغان الذين عملوا معنا. نحن بحاجة ماسة إلى الدول المتحالفة التي خاضت حربا معنا لتأخذهم نيابة عنا. بضعة آلاف هنا وبضعة آلاف هناك. أنظر عبر ميناء نيويورك إلى تمثال الحرية وأتساءل لماذا لا نرفع مصباحنا لأولئك الذين تخلت هذه الحرب عنهم. هل ماتت عملاقة تمثال الحرية أم ستنهض لتسديد ديونها؟.

أرى في ذهني مروحية هيوي تتأرجح فوق السفارة الأميركية في سايغون، لكنهم يقولون اطمئن فإن نهاية أفغانستان ستكون مختلفة عن عام 1975. ومع ذلك، فقد قاتل آباؤنا وأجدادنا وخسروا هذه المعركة ونعرف أفضل حتى لو لم نخسرها، فهل سيعاني أطفالنا نفس الشيء؟ .

هناك ما يكفي من اللوم ليشمل الجميع. وفي المحصلة بدون أولئك الذين تطوعوا منا لن يكون هناك من يخوض هذه الحروب. أتوق إلى الظهور أمام الشاب الذي كنت إياه، لأصفعه على وجهه، وأقول له أن يأخذ مسارا مختلفا. أريد أن أقول له “ستموت هناك.. ليس بالجسد بل بالروح.” لكنه رحل، وسأقضي بقية حياتي وأنا أحدق في ظله.

وأخيرا، هناك زملائي الأميركيون، الجمهوريون والديمقراطيون والمستقلون على حد سواء، الذين صوتوا دائما وعلى مدار 20 عاما لهؤلاء الرؤساء وأعضاء الكونجرس لتضليلنا وإساءة إدارتنا للهزيمة. هذا العار الوطني هو حجر رحى حول أعناقنا جميعا.

هنا في الوطن، أفق مانهاتن واضح، وبرج الحرية يتلألأ، وأمتنا تتهادى إلى الأمام. وصلت هذه التراجيديا الأميركية إلى نهايتها. الآن ننتظر إسدال الستارة.

فيما أكد جنرال إسرائيلي أن الفشل الأميركي الاستراتيجي في أفغانستان، دليل على المصاعب العديدة على مر السنين التي يواجهها أصحاب القرارات ومصمموها في واشنطن.

وأوضح ميخائيل ميلشتاين رئيس “منتدى الدراسات الفلسطينية” التابع لمركز موشيه دايان بجامعة “تل أبيب” العبرية، في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أن طالبان عادت للسيطرة على أفغانستان مع حلول الذكرى الـ20 لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

وذكر أن “أفغانستان كانت المحطة الأولى في طريق الولايات المتحدة لإعادة تصميم الشرق الأوسط بعد تلك الهجمات”، معتبرا أن “عودة أفغانستان إلى ذات النقطة التي كانت توجد فيها الدولة قبل عقدين، تدل بقدر كبير على الفشل الاستراتيجي لعقيدة السلام الأميركي والتي في إطارها جرت محاولة لإقامة دولة مستقرة ومجتمعات ديمقراطية، بحسب نموذج إعادة بناء ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية”.

وأكد ميلشتاين، أن “الخطوة التي بدأت بها الولايات المتحدة، فتحت عمليا عددا لا يحصى من صناديق المفاسد للكراهية بين الطوائف والأديان في المنطقة، وأثارت حروبا مضرجة بالدماء وكانت محفزا للربيع العربي الذي نشب بعد بضع سنوات من مشاهدة جموع هذه المنطقة إعدام صدام حسين، الأمر الذي شقق الخوف العميق من الحكام الطغاة في العالم العربي”.

ونبه إلى أن “الفشل الأميركي، يشكل دليلا على المصاعب العديدة السنين لدى أصحاب القرارات ومصمميها في واشنطن، بأن يفهموا الثقافات المختلفة، ولا سيما في العالم الإسلامي”، مضيفا: “الأميركيون أخطأوا غير مرة في سحب منطقهم على”الآخر“، وفي محاولة فرض قيم وأنواع من النظام تطورت على الخلفية الاجتماعية، الثقافية والسياسية الخاصة بالغرب”.

وأضاف: “هذا تراث يعود لعشرات السنين يتضمن محطات مثل تجربة روبرت مكنمارا، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، خلال حرب فيتنام، وفي إدارة المعركة وفقا لعقيدة هندسة الصناعة والإدارة؛ مساهمة كارتر في انهيار نظام الشاه في إيران؛ من خلال الضغط للامتناع عن قمع الاحتجاج ضد حكمه؛ خطاب القاهرة في 2009 حيث انتقد باراك أوباما بشدة غياب الديمقراطية في الشرق الأوسط؛ ومؤخرا”صفقة القرن“لدونالد ترامب التي سعت لحل مواجهة قديمة ومعقدة بأدوات”تجارية“”.

ونبه الجنرال، أن “الانسحاب الأميركي من أفغانستان، هو أنباء سيئة لإسرائيل والعالم العربي (المؤيد لأميركا)، وصحيح أنها تحافظ على نفوذها في المنطقة، لكنها تبدي دافعا متدنيا لتصميمه، فهي تفضل الخطاب الدبلوماسي وتركز على الحفاظ على المصالح الصرفة”.

ورأى أن “الانسحاب يعكس صحوة يائسة للأميركيين من المعركة على”العقول والقلوب“لأبناء الشرق الأوسط، ومن شأن سياسة واشنطن أن تقوض صورتها في نظر لاعبين مثل روسيا، الصين وإيران، وتعزز جرأتهم على تحقيق خطوات استفزازية، وتشجيع محافل أخرى مثل القاعدة للعودة لرفع رأسها، وبالمقابل تعميق خوف قدامى الحلفاء في العالم العربي من فقدان سندها الاستراتيجي”.

وقال: “كل هذا يحصل بعد عقد من الربيع العربي، حين تكون المنطقة أكثر تضعضعا من أي وقت مضى، وكل شرارة داخلية قد تتسبب بتقويض النظام في بؤر مختلفة فيها”.

واستبعد ميلشتاين، انتصار أميركا في معركة الوعي، وذكر أن “التغيير في الوعي بعيد ومشكوك أن يكون قابلا للتحقق، فتحولات دراماتيكية كهذه تتحقق ليس من خلال إنفاذ القانون وعلى ما يبدو أيضا ليس من خلال تغييرات اقتصادية -اجتماعية، بل في أعقاب تغيير في عموم المراكز التي يصمم فيها الوعي في الشرق الأوسط وهي؛ المؤسسة الدينية، وسائل الإعلام وجهاز التعليم، والتي في هذه اللحظة على الأقل، التغيير فيها محدود وبطيء للغاية في معظم المنطقة”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 4

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28