أُصيب مئات الفلسطينيين إثر اعتداءات قوات العدو الإسرائيليّ، فجر اليوم، عليهم في القدس المحتلّة، ولا سيما في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة.
وفي وقت لاحق، انسحبت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من باحات المسجد الأقصى، إلى خارج بواباته الرئيسية. وبعد انسحابها، اعتدت بشكل وحشي على الفلسطينيين المتواجدين في ساحة باب العَمود.
وفي الإطار، أعلن خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، انسحاب قوات الاحتلال من جميع الساحات إلى خارج البوابات الرئيسية.
وفي وقت متأخر من أمس، شهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين المصلّين وقوّات الاحتلال، بعدما أحرقت الأخيرة شجرة في باحات المسجد، واعتدت على المصلّين.
وأفادت «جمعية الهلال الأحمر» في بيان لها، بأن «612 فلسطينياً أُصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة». وأوضحت أن هناك «أكثر من 411 إصابة نُقلت إلى مستشفيات المقاصد، والفرنساوي، والمطلع، والمستشفى الميداني للهلال»، لاستكمال تلقّي العلاج.
كيف قاربت الصحف الأجنبيّة الأحداث في فلسطين؟
في ما يلي، نبذة عن ما ورد في بعض الصحف الأجنبية، من تحاليل ومواقف حول الأحداث الأخيرة في القدس، حيث تستمرّ المواجهات بين قوات العدو الإسرائيلي والمستوطنين المتطرّفين من جهة، والمعتكفين الفلسطينيين من جهة أخرى.
«نيويورك تايمز»
يؤكد الزميل الذي يعمل من «إسرائيل»، مع «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، أن «حماس قد وضعت صيغة جديدة». ويضيف: «خلقوا معادلة يحاولون فيها ردع إسرائيل عن القيام بأي أعمال يعتبرونها استفزازية في القدس. وفي حال لم تمتثل إسرائيل، فإنهم سيطلقون النار».
وإلى جانب التوترات بين الطرفين، يرى المحللون أن الانقسام السياسي الداخلي في فلسطين، يغذّي بدوره الصراع الحالي، ولا سيما بعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر.
في هذا السياق، يشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمار أبو سعدة، إلى أن «حماس تحاول أن تقول لعباس بطريقة أو بأخرى: أنت لست الشخص أو الحزب الوحيد الذي يعطي إيعازاً لإطلاق النار».
جريدة «أميركا اليوم» (USA TODAY)
تسلّط هذه الممارسات الإسرائيلية الضوء على مجموعة من السياسات التمييزية، التي تعتبر مجموعات الدفاع عن الحقوق، أنها تهدف إلى إخراج الفلسطينيين من القدس، للحفاظ على الأغلبية اليهودية فيها. ومن ضمن هذه المجموعات: «بتسليم» الإسرائيلية (B’Tselem)، و«هيومن رايتس ووتش»، ومقرّها نيويورك، اللتان أشارتا أخيراً إلى أن هذه السياسات تعكس حقيقة أن النظام في إسرائيل أصبح نظام «فصل عنصري».
في هذه الأثناء، تزرع المواطنة الفلسطينية، سميرة ديجاني، أزهار الربيع الخاصة بها في أحواض صغيرة لتأخذها معها، في حال أُجبرت على مغادرة منزلها بحلول شهر آب. وتؤكد أن الأشجار التي زرعها والدها منذ عام 1956 حين انتقلوا إلى منزلهم، وأعطاها أسماء أبنائه، «يجب أن تبقى».
«وول ستريت جورنال»
في إسرائيل، يرى بعض المسؤولين والمحللين أن أحداث العنف الأخيرة هي «قمة» ما وصفوه بأنه نهج سلبي في التعامل مع الفلسطينيين.
على إثره، يؤكد الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، آموس يادلين، أن التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس، تنبع من فشل إسرائيل في تقرير ما هي أهدافها في ما يتعلّق بالفلسطينيين.
وفي مقال رأي نُشر على موقع «قناة 12»، أمس، قال يادلين «إن هذا الفشل في اتخاذ القرار، هو قرار في حد ذاته. قرار يقودنا إلى دولة غير ديمقراطية ولا يهودية».
«دايلي فوكس» (DailyVox) الجنوب أفريقية
نشرت صحيفة «دايلي فوكس» مقالاً بعنوان: «5 طرق لمساعدة الفلسطينيين»، دعت من خلاله المواطنين في جنوب أفريقيا والعالم، إلى التثقّف حول تاريخ القضية الفلسطينية. ودعت الصحيفة للاستماع إلى الفلسطينيين والأحداث التي ينقلونها، للتعرّف أكثر إلى واقع الاضطهاد الذي يعيشونه، واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي لنقل أصواتهم والتعبير عن التضامن معهم، والانضمام إلى «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات»، التي بدأها فلسطينيون للتشجيع على مقاطعة البضائع التي تنتجها إسرائيل، وصولاً إلى التبرع للفلسطينيين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية متدهورة جرّاء الاحتلال.
