مع اقتراب موعد البدء بتقديم قوائم المرشحين في 20 آذار/ مارس الحالي، تشهد ساحة الانتخابات الفلسطينية المقررة في 22 أيار/ مايو المقبل لا سيما التشريعية منها، سخونة حتى قبل فتح باب الترشح. فبعد إعلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة عن تشكيل قائمة تحت مسمى “الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني” وإصراره على أنه بذلك لا يقود انشقاقا في صفوف حركة فتح، لحق به الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الأسبق الذي تحدث عن تشكيل قائمة مستقلة. فقد أعلن فياض رسمياً وعبر حسابه على الفيسبوك نيته الترشح وتشكيل قائمة انتخابية مستقلة لخوض الانتخابات التشريعية، نافيا ادعاءات المشاركة في تكتل انتخابي بمبادرة إماراتية. وقال “هذا غير وارد ولا أساس له مطلقاً. ما أعمل عليه هو تشكيل قائمة من شخصيات مستقلة. ولكي أكون في منتهى الوضوح، فإن الاستقلالية التي أتحدث عنها هنا لا تعني فقط أنه ليس هناك انتماء حزبي لهذه الشخصيات، وإنما، وما هو أهم، أن كتلتنا البرلمانية لن تكون امتداداً لأي تنظيم أو فصيل أو فريق”.
وتدفع الإمارات عبر محمد دحلان المفصول من حركة فتح، بقائمة خاصة لخوض الانتخابات. وتبذل مساعٍ من باب المزايدة السياسية لتشكيل تكتل سياسي باسم “القدس أولا” يستقطب رموزاً فلسطينية بارزة لتكون حاضرة في الانتخابات.
وعلى صعيد الفصائل والتنظيمات القائمة فقد بات من الواضح حسب الاتصالات التي تجرى حاليا لتشكيل قوائم انتخابية من الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير، أن هناك توجها لتشكيل ائتلافين، الأول تتزعمه حركة فتح، وتشترك فيه فصائل قريبة من نهجها السياسي، والثاني يضم “قوى اليسار”، بعد أن بات دخول حركتي فتح وحماس في قائمة مشتركة ضربا من الخيال.
ويترقب أن تكون الأيام المقبلة حاسمة بشأن معرفة الفصائل التي ستدخل في الائتلافات من أجل تسمية القوائم، والدخول بشكل سريع في مباحثات لتحديد نسب كل فصيل، وترتيب أعضائه في القائمة الانتخابية.
وعلمت “القدس العربي” أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة تجرى بين فصائل داخل إطار المنظمة بشكل ثنائي، وأخرى موسعة، للاتفاق سريعا وتجاوز أي معيقات. وما علمته “القدس العربي” بخصوص تلك الاتصالات، وكانت أشبه باستطلاع آراء قادة الفصائل، أنها كانت تضع في السطر الأول عنوانا عريضا يتمثل في “البرنامج السياسي” الذي يعتبر حجر الأساس في التحالفات.
وتطلب حركة فتح، التي تتوجه للانتخابات بقائمة موحدة تعبر عن كل قطاعاتها الحركية، كما أكد ذلك عدد من المسؤولين، بينهم مقربون من القيادي الأسير مروان البرغوثي، أن يكون أساس البرنامج السياسي لأي تحالف، هو البرنامج السياسي لمنظمة التحرير، على أن يجري الاتفاق على برنامج اجتماعي توافقي. لكن ما يرشح حتى اللحظة من الاتصالات التي أجريت، ومن حديث قادة الفصائل، يشير إلى احتمالية تشكيل تحالفين داخل منظمة التحرير بما يشمل المستقلين، على الأقل، فيما ترجح مصادر مطلعة أن تشارك فصائل محددة من المنظمة، في ائتلافات مع مستقلين وقادة عمل أهلي، في حال نشب خلاف على النسب الموزعة في القوائم، على أن تكون هناك قائمة لحركة حماس بعيدة عن تلك القوائم.
في هذه الأثناء وجهت مصر دعوات للفصائل الفلسطينية لاستكمال الحوار الوطني الأسبوع المقبل في القاهرة.
“القدس العربي”
أشرف الهور
