جدد فلسطينيو الداخل احتجاجاتهم على التواطؤ الحكومي الإسرائيلي مع الجريمة داخل الشارع العربي وشارك عشرات الآلاف منهم في مظاهرة كبيرة في مدينة أم الفحم.
ورفع المتظاهرون وأغلبيتهم من الشباب الرايات الفلسطينية والأعلام السوداء واللافتات التي تحذر من خطر الجريمة المتصاعدة بكل أشكالها وعدم مكافحتها من قبل الشرطة الإسرائيلية.
ومن أجل إرسال رسالة غضب أغلق المتظاهرون شارع وادي عارة المركزي لعدة ساعات، وانتهوا بمهرجان خطابي بمشاركة وتنظيم “الحراك الشبابي الفحماوي الموحد“ وفيه أرسل رئيس بلدية أم الفحم سمير محاميد التحية والتقدير للمشاركين في الاحتجاجات للأسبوع الثامن على التوالي.
ودعا محاميد الشباب لمواصلة التظاهر والاحتجاج حتى تقوم الشرطة الإسرائيلية بواجباتها الأساسية وتلم السلاح وتلاحق تجار الأسلحة والمخدرات وعصابات إطلاق النار والسوق السوداء وغيرها. وردا على سؤال “القدس العربي“ أكد رئيس بلدية أم الفحم سمير محاميد أن فلسطينيي الداخل ماضون في الاحتجاج والتظاهر لأنهم مصممون على العيش بكرامة وأمان واتهم الشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ مع الجريمة متوافقا بذلك مع كل الفعاليات السياسية داخل أراضي 48 التي توجه إصبع الاتهام للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة.
وتتهم الأحزاب الفلسطينية في الداخل السلطات الإسرائيلية بالتواطؤ مع عصابات الإجرام ممن يشيعون أجواء من الترهيب ويطلقون الرصاص ويرتكبون جرائم قتل ويتورطون في جباية الأتاوات. وترى هذه الفعاليات أن السلطات الإسرائيلية تنتقم من فلسطينيي الداخل منذ أن شاركوا شعبهم في الانتفاضة الثانية عام 2000 من خلال ما يعرف بـ “هبة القدس والأقصى“ وإغلاقهم شوارع ومفارق مركزية لأكثر من عشرة أيام كما يؤكد لـ”القدس العربي” رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة.
ويؤكد بركة أن إسرائيل تسعى لإشعال بيت فلسطينيي الداخل من داخله بعدما تطور كما وكيفا وحافظوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية خلافا لرغباتها. واستنكر بركة محاولة اعتداء بعض الشباب من أتباع الأحزاب العربية على النائب منصور عباس (الحركة الإسلامية – الشق الجنوبي) على خلفية تصريحاته ومواقفه السياسية البراغماتية. وقال بركة في بيانه إن مظاهرة أم الفحم رسالة واضحة للحكومة والشرطة الإسرائيلية مفادها “بأن جماهيرنا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الدماء وأمام تواطؤ السلطات مع عصابات الإجرام”.
ووجه التحية لأم الفحم والجماهير المشاركة في المظاهرة. وقال بركة إن ما حدث مع النائب منصور عباس هو أمر مرفوض ومستنكر شكلاً ومضمونًا. وتابع “نحيي كل من تدخل لحمايته وخصوصًا النائب يوسف جبارين. ونطالب النائب عباس بالتراجع عن اتهاماته المتسرّعة والمبيّتة، والتي يدحضها التوثيق الميداني للحدث. وبغض النظر عن هذا الحدث الهامشي، يبقى الأساس أن على النائب عباس إعادة النظر في نهجه ومواقفه تجاه الشرطة”.
القائمة المشتركة: مظاهرة أم الفحم رسالة واضحة للحكومة
وحيت القائمة المشتركة “أهالي أم الفحم وكل الألوف المؤلفة التي شاركت في المظاهرة، والتي بعثت برسالة واضحة إلى حكومة إسرائيل وشرطتها، بأن جماهيرنا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الدماء وأمام تواطؤ السلطات مع عصابات الإجرام”. وأكدت المشتركة أن ما حدث مع النائب منصور عباس هو أمر مرفوض. وخلصت للقول “لنتعلّم من وقفة أم الفحم البطولية وحراكها الموحّد، ونوجّه أسهمنا تجاه السلطة والشرطة القامعتين، وليس تجاه بعضنا بعضًا. وليكن هذا اليوم النضالي المجيد رافعة لنضال جماهيرنا ضد آفة الجريمة والعنف”.
من جهته أكد النائب منصور عباس أن “أهالي أم الفحم يعرفون كيف يحترمون ضيوفهم، وجميعنا موحدون ضد الإجرام والعنف في مجتمعنا، وضد تقصير الشرطة في عملها، وهذه هي الرسالة الأساس التي ينبغي أن تخرج من المظاهرة”، منوها أن من تهجم عليه بعد انتهاء المظاهرة “هم قلة قليلة من خارج أم الفحم تنتمي للأحزاب المنافسة لأجندات سياسية ومشبوهة، ولا علاقة للحراك الفحماوي الشريف ولا لأهالي أم الفحم الشرفاء بهذا التهجم”.
وقال إن “من وقف يدافع عني بوجه هؤلاء القلة الغريبة عن أعراف ووحدة مجتمعنا هم أهالي وشباب أم الفحم الأبطال والشرفاء”. وأضاف النائب منصور عباس: “من يتحمل المسؤولية هي كل جهة حرّضت حتى اليوم على شخص الدكتور منصور عباس ومن يستمر بالتحريض”.
