أنا الأقصى .....
أنا الأقصى
ولي في القلب منزلةٌ
ولي رايةْ
ولي الأبناءُ ما فتأوا همُ الحرّاسُ والغايةْ
أنا الأقصى
ولا زلتُ الطريقَ إلى سماءِ الربِّ مُذْ خلقتْ
وفي قرآنهِ آيةْ
أنا الأقصى
وفي ساحاتِ أهدابي ترى الخطواتِ
والكلماتِ والسَّبَحاتِ ما شاختْ
ولا هانتْ
ولا ارتدّت عن التسبيحِ والعزَماتِ
ما ضرَّ الزّمانُ بها سوى ظلٍ يمرُّ
ولن تبقى لهُ دايةْ
أنا الأقصى
وبي وجع ٌ من النكرانِ والخذلانِ والتفريطِ
ما أقسى شعورَ العجزِ يا أصحابُ
ما أعتاهُ ، ما أنكاهُ،ما أصبرْ
ولكن لستُ استسلمْ
فإني للفدا عنوانْ
وإني النصرُ مهما كانتِ الأحزانُ لم تتعبْ....
أنا الأقصى
ولي سبعونَ لا أقوى على تصديقِ ما فيها
مصابيحي قد انطفأت ولا زيتٌ يروّيها
وساحاتي قد انفطرتْ منَ التدنيسِ يُدميها
ومحرابي منَ النيرانِ لم يسلمْ
ولا سلمَ الأذانُ بهِ
فأيُّ الحالِ أندبُها
وأيُّ الحالِ أرويها...!
أنا الأقصى
ولي مليارُ قد قالوا بأني القِبلةُ الأولى
وأني ساحةُ المَسرى
وأني المفتدى الأبديُّ ، موضعُ قربةِ المولى
وغايةُ مُسرجي الترحالِ
يا حسرةْ....!
ولكنْ عندما قدموا .....على فتوى
فلا أدري زيارةَ آسرٍ كانتْ أم المأسورَ في المرمى
دعوا الآهاتِ تُنبيها....
أنا الأقصى
وقد حفروا وقد طمروا
وقد غدروا وقد فجروا
على الأسوار والأبواب ما ذاعوا وما نشروا
فأيُ حكايتي البلوى وأيُّ حكايتي الشكوى
وما جفَّت مآقيها
ونهرُ كتابتي ما زال منفجراً ولم ينضبْ....
أنا الأقصى
ومهما اسودَّ في آفاقهم أبقى
أنا الأنوارُ ما شعَّتْ
أنا الآمالُ ما شبَّتْ
أنا الأزمانُ ما دارت وما عادتْ
ولي كرَّةْ
أنا الأقصى
ولي الأجنادُ والأرواحُ والأبطالُ قد وثبوا
ولي الشّهداءُ والحرّاسُ
ولي المزمور والأجراسُ
ولي الأعراسْ
ولي التكبيرُ والتهليلُ والثورةْ
أنا الأقصى
ولي قد رابطت حرّةْ
ولي قد هبّ أبنائي بكلِّ نداء
ولي أمرُ القيامِ إذا حلَّت مواعيدُ انتفاضاتي
وهلَّلَ فارسُ البارودِ بالصّخرةْ
وأنشدنا حمامُ الساحِ والزيتونِ حانت ساعةُ النّصرةْ
فلا تنسواْ مواعيدي
أنا الباقي على التاريخِ ما درسوا
أنا العالي على الأمجادِ ما شمخوا وما اقتنصوا
أنا الراسي على الأعماق ما غرسوا
أنا القدسُ التي أوصى بها القدسُ
أنا الأقصى
انا الصخرة
انا الاقصى.....
