] مستقبل مناهضة التطبيع في السودان؛ التحديات والفرص - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 26 كانون الثاني (يناير) 2021

مستقبل مناهضة التطبيع في السودان؛ التحديات والفرص

الثلاثاء 26 كانون الثاني (يناير) 2021

اكد رئيس الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع الصادق الحاج أنّ القضية الفلسطينية ذات جذور راسخة في صميم وجدان الشعب السوداني والنخب السياسية التي تمثّله وقد ترجم ذلك بمظاهراته الحاشدة تنديدا بلقاء البرهان بنتنياهو في زيارته المشؤومة .

وقال الأستاذ الصادق الحاج رئيس الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع في حوار صحفي ردا على سؤال حول موقف الشعب السوداني من التطبيع وما يجري الترويج له بانه لايمانع التطبيع :أ ولاً أريد أن ألفت الانتباه إلى أن الواجب على من يدّعي هكذا ادّعاء أن يأتي بالدليل، أصلاً من أين حصل على هذه المعلومة؛ فإنّ الشعب السوداني لا تمثّله إلا الحكومة المنتخبة التي جاء بها من خلال صناديق الاقتراع، وطالما أنّ السودان الآن في فترة حكم انتقاليّ معلوم الأهداف ومحدّد المهام-هي الثالثه من نوعها في تاريخ السودان الحديث- فإنّ تسنّم مجلس الحكم الانتقالي وتصدّره لتولّي مهام حكومة منتخبة يمثّل تجاوزاً صارخاً وتجنّياً فاضحاً لحقوق الشعب الدستورية، لذا فإنّ مُضيّ حكومة انتقالية في سنّ قوانين أو إلغاء غيرها أو عقد معاهدات لأنّه تغول مرفوض جملة وتفصيلاً . فالشعب السوداني تمثّله الحكومة المنتخبة ويمثّله البرلمان المنتخب وغيره من مؤسّسات الدولة التي اختارها؛ ولذا فإنّ ما يجري في الوقت الحالي من تهافت نحو التطبيع لا يعدّ مؤشّراً نستكشف من خلاله رضا الشعب السوداني بالتطبيع؛ بل إنّنا على ثقة تامّة من أنّ القضية الفلسطينية ذات جذور راسخة في صميم وجدان الشعب السوداني والنخب السياسية التي تمثّله. لذا قد شاهدنا أنّه وبمجرّد لقاء البرهان بنتنياهو في زيارته المشؤومة قد ضجّت الأسافير عليه وخرجت جموع الشعب في مظاهرات حاشدة تنديداً بهذه الخطوة. ؛ وإنّ الشعب قد صرّح اليوم بموقفه بخروجه في الميدان معترضاً على خطوة البرهان .

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك حركات شعبيّة داعمة للتطبيع في السودان قال الحاج ان هناك شرذمة قليلة ليس لها اي ثقل في الساحة و لقد قمنا نحن كجبهة لمقاومة التطبيع مؤخرا بإطلاق “حملة المليون توقيع ضدّ التطبيع”؛ وذلك بقصد جسّ نبض الشارع في تفاعله مع مقاومة التطبيع وبعد مضي أقل من أربعة أسابيع فاق عدد التوقيعات سبعون ألفاً؛ وهذا أكبر دليل على أنّ الشعب السوداني رافض للتطبيع ؛ لذلك يجب أن لا نولي أدنى اهتمامٍ للأصوات المنادية بالتطبيع لأنّها في الأساس أصوات نشاز وأمّا الشعب السوداني الأصيل الذي يلملم شمله الآن ويوحّد صفّه لمواجهة التطبيع وبمجرّد عودة المياه السياسية إلى مجاريها بانتخاب حكومة وطنية ستعود العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب إلى طبيعتها وهي المقاطعة التامّة؛ هكذا كانت وهكذا ستظلّ.

وعن الظروف التي ساعدت دعاة التطبيع في تحقيق ماربهم قال الحاج إحدى أهمّ الظروف التي ساعدت المطبّعين في تحقيق هذه الصفقة الخاسرة والتي تمثّل خيانة بحق الوطن؛ هي الظروف الاقتصاديّة الخانقة التي تعيشها البلاد والتي ما فتئت تستحكم حلقتها يوماً بعد يوم، مضافاً إلى ذلك الابتزاز الأميركي الذي ما زال السودان يتعرّض له؛ من قبيل وعود رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وربط ذلك بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وبحسب رأيي أن هذا السلوك الأميركي وما صاحبه من ضغوط متزايدة هو ما مهّد الطريق بشكل كبير لأن يصطفّ قلّة من السياسيين وحفنة من العسكر في هذا العمل المشين، طبعاً هم يعلمون جيّداً أنّهم بهذه الخطوة قد خانوا ميثاق الشعب السوداني الذي رفع شعار ثورته منادياً بالحرية والسلام والعدالة ونشر الديموقراطية .

وعن نقاط القوة التي يتمتّع بها تيار مناهضة التطبيع لمنع اكتمال حلقات التطبيع في السودان قال الحاج : بحسب اعتقادي فإنّ أبرز نقاط القوّة التي يتمتّع بها تيار المقاومة الآن هي الموقف الشعبي الرافض للتطبيع؛ فهذا التيار يمثّل السواد الأعظم للشعب السوداني بما له من موقف رافض للتطبيع نابع من مبدأ ثابت راسخ تجاه القضية الفلسطينية؛ فتيار المقاومة قويّ بموقف الشعب السوداني بجميع أطياف قواه السياسية والمجتمعية.

كما أنّ لتيار المقاومة خطّة واضحة من شأنها أن تحدّ من آثار التطبيع بل والتصدّي له وذلك بتوضيح أنّ هذا التطبيع كان أمراً بين حكومتين ولا يمثّل الشعب السوداني لا من قريب ولا من بعيد، ونحن نسعى إلى تحقيقها وسترون إن شاء الله ثمارها عمّا قريب.

وعن الطرق المثلى لتقوية خيار مناهضة التطبيع شعبياً قال الحاج : نحن في الرابطة السودانية لمناهضة التطبيع وكذا سائر القوى الشعبية والسياسية المناهضة للتطبيع نعمل بتنسيق وتناغم لكي نتصدّى لهذه الخيانة على جميع الأصعدة؛ فمقاومتنا للتطبيع مقاومة فكرية وثقافية وشعبيّة؛ فكريّاً من خلال إقامة الندوات التنويرية والمناظرات، سياسياً من خلال تشكيل موقف سياسي عريض رافض للتطبيع وردّ فعل قاطع في مقابل هذه الخيانة، ثقافياً بتفعيل دور القوى الناعمة لمقاومة التطبيع بقصد تشكيل جدار صلد يصعب اختراقه، وشعبياً من خلال تنظيم المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية والوقفات التنديدية.

ختاماً أودّ أن أمثل الشعب السوداني والقوى الشعبية لمناهضة التطبيع في أن أرسل التحايا لشعب فلسطين وإلى الأشقاء المرابطين في فلسطين ولكل المرابطين في مقابل العدو الصهيوني، كما أبشّرهم أنّ العام 2021 سيكون بإذن الله العام الأقوى في تاريخ النضال وسيكون بحوله تعالى هو عام الفتوحات بإذن الله تعالى.

يذكر ان الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع هي رابطة شبابية استحكمت مكوّناتها عقب زيارة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان إلى أوغندا والتقائه برئيس مجلس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو؛ فوجودها هو ردة فعل شعبيّة طبيعية كحركة مقاومة ومناهضة للتطبيع.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع المقاومة  متابعة نشاط الموقع شعوب ضد التطبيع   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28