] بي بي سي: ثلاث حملات لا يمكن لمحمد بن سلمان الانتصار فيها - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 9 كانون الأول (ديسمبر) 2020

بي بي سي: ثلاث حملات لا يمكن لمحمد بن سلمان الانتصار فيها

الأربعاء 9 كانون الأول (ديسمبر) 2020

تحت عنوان “ثلاث حملات لا يمكن لولي العهد السعودي الانتصار فيها” كتب محرر الشؤون الأمنية في “بي بي سي” فرانك غاردنر قائلا: “هذه أيام غير مريحة للسعودية، خاصة ولي عهدها محمد بن سلمان” فهو وإن حظي بشعبية داخل بلاده، إلا أنه لم يكن قادرا على التخلص من الشك المبطن بتورطه في جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي. وفي الوقت الذي تحضر فيه إدارة جديدة للدخول إلى البيت الأبيض حيث وعد الرئيس المنتخب جوزيف بايدن بأن يتخذ مواقف متشددة من السعودية، فالسؤال هو ما هي الأمور التي تهم واشنطن والرياض؟”.

وأشار الكاتب إلى ثلاثة قضايا، أولاها حرب اليمن التي كانت كارثة على كل طرف شارك فيها، خاصة الشعب اليمني المحروم والذي يعاني من سوء التغذية. وقررت السعودية التدخل في اليمن عندما زحف الحوثيون باتجاه العاصمة صنعاء عام 2014، وهم جماعة من شمال البلاد ولا يمثلون سوى 15% من عدد سكان البلاد. وفي آذار/ مارس جمع محمد بن سلمان الذي كان في حينه وزارة للدفاع تحالفا وهاجم اليمن بقوة على أمل التخلص من الحوثيين في أشهر. وبعد ست سنوات ومقتل آلاف اليمنيين وجرائم الحرب التي ارتكبها الطرفان، فشل السعوديون في إخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء ومعظم غرب البلاد حيث تعيش غالبية السكان.

وبمساعدة من إيران، بدأ الحوثيون بإطلاق صواريخ دقيقة نحو الأراضي السعودية وأصابت منشآت حيوية بمناطق مثل جدة. ودخلت الحرب في حالة انسداد مكلفة فشلت فيها عدة مبادرات للسلام. وتواصل الحرب قتل اليمنيين واستنزاف الخزينة السعودية وإثارة نقد شديد للسعوديين في واشنطن. ويحبذ هؤلاء العثور على مخرج يحفظ ماء الوجه، ولكنهم يريدون كما يقولون “وقف إيران من إيجاد موطئ قدم على حدودهم الجنوبية”. إلا أن الوقت ينفد من أيدي السعوديين. ففي نهاية عهد باراك أوباما عام 2016 كانت إدارته قد أوقفت بعضا من الدعم الأمريكي للجهود الحربية في اليمن. وهي سياسة أوقفها الرئيس دونالد ترامب ومنح السعوديين كل ما يريدون من معلومات أمنية ودعم مادي. ولكن الإدارة المقبلة أشارت إلى أنها لن تواصل عمل هذا، والضغط يتزايد من أجل إنهاء الحرب بطريقة أو بأخرى.

أما الحملة الثانية، فهي النساء المعتقلات، والتي كانت كما يقول غاردنر تشكل “كارثة علاقات عامة للقيادة السعودية”. واعتقلت المملكة 13 امرأة معروفة في مجال العمل العام، وتم تعذيب بعضهن بشكل مروع لمطالبتهن برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة وإنهاء نظام وصاية الرجل على المرأة.

واعتُقل عدد منهن مثل لجين الهذلول قبل السماح للمرأة بقيادة السيارة في حزيران/يونيو 2018. ويؤكد المسؤولون السعوديون أن الهذلول متهمة بالتجسس و”أخذت الأموال من القوى الأجنبية” لكنهم لم يقدموا أي دليل. ويقول أصدقاؤها إنها حضرت فقط مؤتمرا في الخارج وقدمت طلبا للعمل في الأمم المتحدة. وتقول عائلتها إنها ضربت وعذبت وهددت بالاغتصاب وتعرضت للصدمات الكهربائية. وتضيف أن آخر مرة ظهرت فيها لجين في المحكمة كانت ترتعش بدون توقف. ومثل الحرب في اليمن، فهذه حفرة حفرتها القيادة السعودية لنفسها وتبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها. وبعد اعتقال النساء لمدة طويلة بدون تقديم أدلة يمكن أن تقبلها محاكم بلد يتمع فيه القضاء باستقلالية، فالمخرج الواضح هو “العفو”. وبالتأكيد ستطرح إدارة بايدن الموضوع.

وفي الموضوع الثالث، مقاطعة قطر، التي تبدو على السطح أنها تقترب من الحل بسبب الجهود التي بذلتها الكويت من خلف الأضواء. وتحت السطح فالمشكلة أعمق، وتعود إلى الأيام التي زار فيها ترامب الرياض في أيار/ مايو 2017 حيث أعلنت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر عن حصار بحري وجوي وبري على الدولة الصغيرة، قطر بتهمة دعم الإسلاميين الذي يصل إلى حد دعم الإرهاب.

ونشرت الإمارات ملفا عمن تدعمهم قطر من الإرهابيين، وهو ما نفته الدوحة ورفضت تنفيذ مطالب دول الحصار بما فيها إغلاق قناتها المعروفة، الجزيرة.

وكما هو الحال مع الحوثيين، توقعت الدول المحاصرة انهيارا قطريا وإذعانا، وهو أمر لم يتحقق بسبب الثروة التي تملكها قطر ولديها حقل غاز هائل في البحر واستثمرت 40 مليار دولار في بريطانيا وحدها، وتتمتع بالدعم التركي والإيراني.

ويرى غاردنر أن ما تعنيه الأزمة هذه، هو الصدع الذي أصاب منطقة الشرق الأوسط، فمن جهة هناك السعودية والإمارات والبحرين مع مصر، ومن جهة أخرى هناك قطر وتركيا وعدد آخر من الحركات الإسلامية التي تدعم الإخوان المسلمين وحماس في غزة.

ولا شك أن ثلاث سنوات ونصف من الحصار كانت مدمرة اقتصاديا للطرفين، وأثارت السخرية من الوحدة الخليجية، في وقت باتت دول المنطقة تخاف من البرنامج النووي الإيراني.

وزار مستشار وصهر دونالد ترامب، جارد كوشنر منطقة الخليج في محاولة لحل الأزمة. وتريد بالتأكيد إدارة بايدن المقبلة حلها، فقطر في النهاية تستقبل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، ومهما كانت النتيجة، ستحتاج قطر لسنوات كي تسامح من حاصروها وكذا هؤلاء سيحتاجون لسنوات لكي يثقوا بها.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28