لا تزال التحذيرات من احتمال انفجار انتفاضة فلسطينية جراء التطورات السياسية والاجراءات الأسرائيلية على الأرض تثير مخاوف الإسرائيليين.
وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات والمسيرات الرافضة للاستيطان ومصادرة الأراضي ومخططات الضم وعمليات التطبيع العربي مع طول الاحتلال.
وجاء آخر تحذير في هذا الصدد من رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» درور شالوم، اذ اعتبر انهيار السلطة الفلسطينية والتهديد الإيراني، خطرين مركزيين يتهددان إسرائيل.
الاحتلال يغلق الأقصى بوجه المصلّين الفلسطينيين للأسبوع الثالث
وصرح شالوم بذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس.
ويتبين من أقوال شالوم أنه يختلف مع نتنياهو حول تعامل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية. ويؤكد شالوم على أن هذا «إنذار إستراتيجي» .
ويرى أن «الجيل الشاب في الضفة الغربية يبحث عن طريقه، وبوجود كورونا والضائقة الاقتصادية، لن يتجاوز الإرهاب يهودا والسامرة»
وحسب شالوم فإن هناك ثلاثة أمور الآن تحافظ على الهدوء النسبي: وجود الجيش الإسرائيلي، والوضع الاقتصادي الذي لا يزال معقولا، والتنسيق الأمني.
ورغم توقيع إسرائيل اتفاقيتي التحالف وتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، ومزاعم نتنياهو بأن القضية الفلسطينية بقيت في الخلف، إلا أن شالوم شدد على أن «القضية الفلسطينية موضوعة هنا أمامنا كقنبلة موقوتة. وهذا ليس شيئا سيحدث صباح غد، لكن التفكك هناك محتمل في اليوم التالي على غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
ويحذر من تجاهل هذا الأمر، حيث يرى في تقوية السلطة الفلسطينية «مصلحة أمنية – إسرائيلية، وهذه ليست مقولة سياسية».
وحذر ايضا من الاعتقاد بأن العالم العربي يتجاهل القضية الفلسطينية فجأة، فالقضية الفلسطينية هي القاسم المشترك الأدنى للعالم العربي كله، وفي نهاية الأمر، جرى التوقيع على اتفاقيتي التطبيع لأن الضم تأجل. والشرق الأوسط اليوم مشرد، عاطل عن العمل ويفتقد الأمل. لا توجد طبقة وسطى ولا مكانة للمرأة. وهذا (وضع)قد ينفجر بين حين وآخر، والتعاون معنا هو قشرة دقيقة، وتغلي تحتها كراهية تجاهنا.وعلينا أن نعرف كيف نجعل وضع منطقتنا أفضل، وإلا فإن هذا الوضع سيصل إلينا».
وميدانيا تواصلت الاحتجاجات والمواجهات في أكثر من نقطة تماس من شمال الضفة وحتى جنوبها، مخلفة العديد من الإصابات بالرصاص المغلف.
وللجمعة الثالثة على التوالي وبحجة الحد من انتشار كورونا، واصلت سلطات الاحتلال منع المقدسيين من الوصول للبلدة القديمة وللمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، ونشرت جنودها حول البلدة القديمة وفي داخلها وأقامت الحواجز وأخضعت المقدسيين للتفتيش ودققت في هوياتهم وأصدرت مخالفات بحقهم.
