كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الأربعاء، أن عمدة لندن صادق خان تراجع عن قرار المشاركة في قمة تستضيفها السعودية هذا الأسبوع، لتجنب التلميح إلى أن ذلك يعني “دعم الحكومة السعودية”.
وتستضيف السعودية القمة الافتراضية لرؤساء بلديات المدن الكبرى “إيربان توينتي” (U20) في الفترة ما بين 30 سبتمبر/ أيلول و 2 أكتوبر/ تشرين الأول كجزء من رئاستها لمجموعة العشرين لهذا العام، وستناقش التحديات التي تواجه المدن العالمية الكبرى.
وكان الموقع البريطاني قد ذكر، أمس الثلاثاء، أن عضوا في سلطة لندن الكبرى سينضم إلى الاجتماع كمراقب، وأن خان لا يمكنه المشاركة بسبب “التزاماته الحالية”.
وكان رؤساء بلديات نيويورك ولوس أنجليس وباريس قد انسحبوا من الحدث، مشيرين إلى مخاوف بشأن سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان.
وقال متحدث باسم عمدة لندن لـ”ميدل إيست آي”، اليوم الأربعاء، “لم يكن أبدا في نية العمدة حضور هذه القمة، وقد تم رفض الدعوة رسميا في السابق. لا أحد يمثله في القمة أو يتحدث نيابة عن لندن”.
لم يكن أبدا في نية عمدة لندن حضور هذه القمة، وقد تم رفض الدعوة رسميا في السابق. لا أحد يمثله في القمة أو يتحدث نيابة عن لندن
وأوضح الموقع أنه “من المعتاد أن يراقب مسؤول من سلطة لندن الكبرى الأحداث متعددة الأطراف مثل قمة U20، والتي تغطي أكثر القضايا إلحاحا في عصرنا، بما في ذلك جائحة كورونا وحالة الطوارئ المناخية، والتي لا يمكن معالجة أي منهما دون تعاون دولي”.
وأضاف “ومع ذلك، لتجنب أي إشارة ضمنية إلى أن وضع المراقب هذا يعني دعم الحكومة السعودية، لن يكون هناك أي علاقة بين سلطة لندن الكبرى وجلسات قمة U20 هذا العام”.
ويأتي قرار الانسحاب من المشاركة في قمة السعودية بعد أن دعا تحالف من منظمات حقوق الإنسان، خان ورؤساء بلديات آخرين، إلى مقاطعة القمة، التي يتزامن عقدها مع الذكرى الثانية لمقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
وقالت منظمتان، في بيان مشترك، إن “حكومة المملكة العربية السعودية مُضيفة غير ملائمة وغير مناسبة لقمة مجموعة العشرين 2020 وانعقاد قمة U20. باعتبارها ملكية مطلقة بدون أي شكل من أشكال التمثيل الديمقراطي ذي المعنى، فإن الحكومة السعودية لديها سجل طويل في إسكات الأصوات الضرورية لإجراء محادثة عالمية هادفة فيما يتعلق بالتحديات الهائلة التي نواجهها بشكل جماعي”.
انسحاب رؤساء بلديات نيويورك ولوس أنجليس وباريس
يأتي قرار خان بعدم المشاركة بعد انسحاب عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو من اجتماع U20، يوم الخميس الماضي، مشيرا إلى مخاوف أخلاقية بشأن البلد المضيف. وقال “لقد أظهرت جائحة كوفيد- 19 العالمية مدى أهمية أن تعمل المدن في جميع أنحاء العالم معا بينما تدافع عن الصواب. لا يمكننا قيادة العالم دون التحدث ضد الظلم”.
وأضاف دي بلاسيو “يجب أن نقف متحدين لمكافحة تغير المناخ، وتعزيز السلام وحماية حقوق الإنسان. أحث زملائي في مدن عالمية أخرى على الانضمام إلي في الانسحاب من قمة Urban 20 هذا العام والمطالبة بإحراز تقدم”.
وسرعان ما تبعه عمدة لوس أنجليس إريك غارسيتي، قائلاً إنه لن يشارك وسيستخدم مثل هذه المنتديات “لتعزيز القيم الديمقراطية”. وكتب مكتب غارسيتي “نشارك المخاوف بشأن حالة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات المدنية في المملكة العربية السعودية”.
وقال عمدة لوس أنجليس “سنواصل استخدام عضويتنا في المنظمات الدولية، وحواراتنا المنتظمة مع شركائنا في الداخل والخارج، ومشاركتنا في الاجتماعات والمنتديات متعددة الأطراف لتعزيز القيم الديمقراطية”.
وأمس الثلاثاء، أصبحت عمدة باريس آن هيدالغو آخر من ينضم إلى مقاطعة القمة.
ونقلت صحيفة لو باريزيان عن مكتب هيدالغو أن “عمدة باريس لن تشارك في هذا المؤتمر الذي سيعقد بشكل افتراضي عبر الفيديو كونفرنس”. وأضافت “لا يمكنها التفكير في ذلك بينما تحتجز السعودية لجين الهذلول، التي حصلت على الجنسية الفخرية لمدينة باريس في عام 2019”.
واحتجزت السلطات السعودية الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول منذ مايو/ أيار 2018، بعد احتجاجها على نظام ولاية الرجل وحظر قيادة النساء للسيارات، والذي تم رفعه منذ ذلك الحين. ورحبت لينا شقيقة الهذلول بانسحاب هيلداغو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
