أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة، تسجيل وفاتين جديدتين، و724 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وتعافي 164 مُصابا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بعد إجراء 4115 فحصا. وقالت إن نسبة التعافي من فيروس “كورونا” في فلسطين بلغت 67.5%، فيما بلغت نسبة الإصابات النشطة 31.9%، ونسبة الوفيات 0.6% من مجمل الإصابات.
وأشارت إلى أن من بين الإصابات 57 سجلت في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، فيما سلجت 199 في القدس، والبقية في مناطق عدة بالضفة الغربية، ولفتت إلى وجود 40 مريضا في غرف العناية المكثفة، بينهم 6 مرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وبسبب خطورة الوضع في غزة، أصدر الرئيس محمود عباس خلال ترؤسه اجتماعا للجنة الطوارئ، التعليمات بإرسال وفد وزاري إلى القطاع، للوقوف على آخر الأوضاع الوبائية والصحية وتقديم ما يمكن من مساعدات.
وقد أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، عن تشكيل لجنة متابعة حكومية للحالة الوبائية في غزة، لافتا إلى أنه أوعز لوزارة الصحة بتوفير كل الاحتياجات المستعجلة لمستشفيات القطاع فورا، كما أوعز لوزير التنمية الاجتماعية إلى رفع أعداد الأُسر المستفيدة من المساعدات المالية والإغاثية في القطاع لتقليل الارتدادات الاقتصادية على المواطنين.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، قد قال إن الإصابات المكتشفة في القطاع، لا يظهر عليها أي أعراض مرضية، وأضاف أنه خلال الأيام القادمة قد يكشف عن مزيد من الإصابات، داعيا المواطنين للمحافظة على المجتمع ومنع التجول والتزام البيوت، وأشار إلى أن الطواقم المختصة لا تزال تتلقى اتصالات على الرقم المجاني، حيث كشفت تلك الاتصالات عن عدد من الإصابات.
خطط التصدي في غزة
في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، إن لدى الجهات المختصة خططا للتصدي للوباء وتصورات في حال توسّعت رقعة انتشار الفيروس، معلنا البدء بتجهيز بعض المدارس لحجر المخالطين والمصابين، وقال: “نعكف حالياً في وزارة الداخلية على صناعة مئات الآلاف من الكمامات من أجل توفيرها بين أيدي المواطنين”.
وحول قرار فرض منع التجول، أفاد البزم بأنهم “يدركون جيداً صعوبة القرار، وأضراره السلبية على جميع مناحي الحياة”، مستدركا “أننا أمام خطر أكبر يتهدد حياة المواطنين”، وأشار البزم إلى أن فرق التقصي الوبائي تقوم بدورها في بحث كيفية دخول الفيروس، لافتا أنه بات مطلوبا من المواطنين الحفاظ على اتخاذ إجراءات السلامة. وحول فكرة التعايش مع وجود الفيروس قال: “لدينا خيارات أخرى بتطويق انتشار الفيروس”.
ولليوم الرابع على التوالي يفوض منع التجول على كافة مناطق القطاع، فيما يسمح فقط بحركة عربات الإسعاف والشرطة وشاحنات البضائع التي وضعت لها خطة تحرك من أجل المحافظة على إمدادات السلع للسكان، فيما توقفت بشكل كامل الحركة المخصصة لعربات الأجرة والمواطنين، بناء على قرارات لجنة الطوارئ، بعد أن جرى تمديد الحظر لـ72 ساعة إضافية، وتمنع طواقم الأمن أي تجمهر أو ازدحام للمواطنين، الذين وفق التعليمات لا يخرجون إلا للضرورة.
وواصلت فرق من الشرطة إغلاق الطرق الرئيسة وانتشرت على العديد من المفترقات، فيما تواصل التعامل بحزم مع مناطق محددة تمنع فيها الحركة بشكل كامل، كما هو الأمر مع مخيم المغازي وسط القطاع، الذي اكتشفت فيه أول أربع إصابات بالفيروس.
وبخلاف محال السلع الأساسية، التي تعمل بخطة وضعتها لجنة الطوارئ حيث تفتح أبوابها وفق شروط السلامة، لا يسمح لباقي المحال بالعمل، في وقت التزم المواطنون بالتعليمات في ظل الخشية من اتساع رقعة الفيروس في مناطق جديدة بالقطاع.
وكان وكيل وزارة الداخلية في غزة اللواء توفيق أبو نعيم، قد قال إن الأيام القادمة حرجة وقد تحتاج إلى إغلاق بعض المربعات وبعض المنازل مع تقديم ما يلزمهم من معونة، داعيا الجميع للتفهم ومساعدة الطواقم المختصة، مشددا على ضرورة التزام المواطنين بإجراءات السلامة، وعدم الخروج من المنازل. كذلك كان الدكتور يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة في قطاع غزة، قد قال إن وزارته تتوقع مزيدا من الإصابات بفيروس “كورونا” خلال الأيام القادمة، خاصة في ظل توقع الأسوأ بسبب الجائحة.
فحص المخالطين
وكثفت الفرق الطبية من عمليات سحب عينات لمخالطين بالمصابين الأساسيين بالفيروس، خاصة مع تشعب المصابين الجدد، واكتشاف حالات جديدة في جنوب وشمال القطاع، بعد الكشف عن أولى الحالات في منطقة الوسط، حيث كان إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة، قد قال إن الإصابات المكتشفة بفيروس “كورونا” لها دوائر مخالطة، ومن هنا تكمن الخطورة، وأضاف: “لذلك بدأنا جملة إجراءات لمواجهة هذه الحالة بشكل عام”.
وأكد مدير دائرة مكافحة العدوى في وزارة الصحة الدكتور رامي العبادلة، أن الطواقم الطبية تقوم بعملية مسح لكافة المخالطين للحالات المصابة بـ”كورونا”، وأضاف: “نقوم بسحب العينات لاكتشاف مصدر هذه الإصابات حتى نتمكن من وقف امتداد الوباء داخل قطاع غزة”، موصيا المواطنين بالالتزام التام بمنازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى، والتزامهم بارتداء الكمامات الواقية وعدم الاختلاط والالتزام بالنظافة الشخصية.
من جهته أكد نائب مدير عام الرعاية الأولية الصحية ومسؤول دائرة الطب الوقائي في قطاع غزة الدكتور مجدي ضهير، أن الطواقم الطبية مستمرة في مواصلة العمل الدؤوب لتحديد الوضع الوبائي، وحصره، وقال إنها قطعت شوطا طويلا في هذا الاتجاه ضمن الخطط المتاحة وجهوزية طواقم وزارة الصحة للتعامل مع هذه الحالة، ولفت أن الوزارة على أتم الاستعداد والجهوزية كطواقم ومعدات ومهمات وأجهزة، وكل الأمور المتاحة لتسهيل عمل الطواقم الطبية في سبيل معالجة الحالة.
وفي إطار خطط التعامل مع الأوضاع المعيشة، قررت وزارتا الزراعة والاقتصاد الوطني السماح للمزارعين بتسويق المنتجات الزراعية والخضروات في الأسواق والمحلات التجارية ضمن إجراءات الأمن والسلامة الصحية، حيث تشمل الخطة السماح للمزارعين بالتوجه إلى أراضيهم الزراعية وقطف المحاصيل والخضروات وبيعها للمواطنين بالأسعار المعتمدة والتي تم نشرها على موقع الوزارة.
فيما قالت الإدارة العامة للإعلام بوزارة الاقتصاد، إن طواقم حماية المستهلك قامت خلال الزيارة والجولات الميدانية على المحال التجارية بتحرير 60 محضر ضبط لتجار مخالفين قاموا برفع الأسعار في جميع محافظات قطاع غزة، لافتة إلى أن هذه الجولات الميدانية لمفتشي الوزارة للمحافظة على صحته وسلامة المواطنين، والتأكد من جودة المنتجات ومدى مطابقتها للمواصفات والشروط الفنية اللازمة لكل سلعة، ومتابعة عمليات الرقابة والتفتيش على المواد الاستهلاكية، ومراقبة الأسعار ومحاربة الغش وحالات الاحتكار والاستغلال.
إصابات في الجاليات
وأفادت وزارة الخارجية بعدم تسجيل وفيات جديدة في صفوف الجاليات الفلسطينية حول العالم بفيروس “كورونا” لليوم الثاني على التوالي، ليستقر العدد عند 233 حالة وفاة، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 5653 بعد تسجيل إصابات جديدة في أمريكا، وحالات التعافي إلى 1910.
وفي هذا السياق، أفاد فريق العمل المختص بمتابعة أوضاع الجالية في الولايات المتحدة، بتسجيل 36 إصابة جديدة بالفيروس في صفوف الجالية في كل من: واشنطن، ونيوجرسي، ودالاس، ليرتفع عدد الإصابات إلى 3413 إصابة، فيما لم تسجل أي حالة وفاة لليوم العاشر على التوالي.
وفي سياق آخر، أفاد فريق العمل المختص بمتابعة رحلات الإجلاء، بوصول دفعة جديدة من العالقين في السعودية إلى أرض الوطن، كما أعلن فريق العمل عن تسيير رحلة جديدة الى تركيا، لإجلاء الدفعة الأخيرة من العالقين هناك وعدد آخر من الدول، وذلك بتاريخ السابع من الشهر القادم.
