] الفنانون والمثقفون الفلسطينيون والعرب يرفضون اتفاق أبو ظبي-تل أبيب - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 18 آب (أغسطس) 2020

الفنانون والمثقفون الفلسطينيون والعرب يرفضون اتفاق أبو ظبي-تل أبيب

الثلاثاء 18 آب (أغسطس) 2020

باعتبار الفن الفلسطيني والمثقفين، جزءا من معركة الصمود لنيل الحرية، انضم هؤلاء إلى الساسة في اتخاذ قرارات الادانة والمقاطعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، على خلفية اتفاق السلام الذي توصلت إليه نهاية الأسبوع الماضي مع دولة الاحتلال، والذي يصفه الفلسطينيون بـ “الخيانة”.

وعلى أمل أن يحذوا باقي الفنانين والمثقفين العرب حذوهم في مقاطعة أبو ظبي، والاعتراض على سياستها في التدخل في الشأن الفلسطيني، بإبرام اتفاق سلام مذل مع الاحتلال، ينتقص من الحقوق المشروعة، تواصلت انسحابات الفنانين والمثقفين الفلسطينيين، من المشاركة في فعاليات ومعارض كانت مقررة.

وأعلن المصور فادي ثابت من قطاع غزة مقاطعة مسابقة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الفوتوغرافي والتي تنظمها دولة الإمارات، وكتب على صفحته على موقع “فيسبوك” أن السبب في ذلك هو “مواقف حكومة الإمارات من التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يغتصب أرضنا التاريخية فلسطين”، وأضاف “سيبقى المثقف والفنان الفلسطيني بفنه وإبداعه حِصنا منيعا في وجه كل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وفي وجه الخونة والمطبعين”، مطالبا زملاءه الأحرار باتخاذ نفس الموقف.

وقد سبق وأن بعث المصور الفلسطيني محمد بدارنة، رسالة إلى “مؤسسة الشارقة للفنون”، ونشرها على صفحته على “فيسبوك” جاء فيها “مع إعلان الإمارات العربية المتحدة عن تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، التي ما زالت تمارس قمعها وسلبها لحقوق شعبي في فلسطين والشعوب العربية، وانطلاقا من إيماني بأن الفن ما لم يكن مشتبكاً بالقضايا الإنسانية والعدالة فلا قيمة له، أعلن سحب مشاركتي من معرضكم “وجهة نظر ٨” المقام في ٢٩ أغسطس المقبل”.

وتلا ذلك أن أعلن أيضا الشاعر والروائي الفلسطيني أحمد أبو سليم مقاطعته لكافة النشاطات الثقافية لدولة الإمارات، وقال “ردا على الخطوة التي قامت بها دولة الإمارات بإعلان التطبيع مع دولة العدو الصهيوني، فإنني أعلن سحب ترشيح روايتي “بروميثانا” لجائزة بوكر”، ودعا الشاعر كافة المثقفين العرب إلى مقاطعة الامارات ردا على اتفاقها مع الاحتلال.

ويؤكد أبو سليم الذي قد سبق له المشاركة في برنامج “أمير الشعراء”، وحصل على لقب “شاعر القضية”. أن القضية الفلسطينية، تعد “قضية العرب المركزية”، ويضيف “إن لم تكن الثقافة فعلاً حقيقاً وسلوكاً ومنهجاً ونمطاً من أنماط الكاتب والمثقف، فلن تكون الا مجرد نفاق وتزلف، حيث أن الكاتب والمفكر والمثقف هو الذي يتبنى قضايا وطنه وأمته ولا يتخلى عن مبادئه ومواقفه”.

إلى ذلك فقد دعت مجموعة “ثقافة في وجه التطبيع”، كل الكتاب الفلسطينيين الذين قدموا أعمالهم للمنافسة في الجوائز الإماراتية خاصة جائزة الرواية العربية العالمية المعروفة بـ”البوكر” وجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى الإعلان الفوري عن سحب ترشح أعمالهم، كما طالبت كل الفنانين التشكيليين والمسرحيين الذين تشارك أعمالهم في معارض ومسابقات تنظم من قبل جهات إماراتية إلى سحب كل مشاركاتهم، وقالت إنها ستعد قائمة سوداء باسم كل من لا ينسحب لأنه يضع نفسه في صف من انتهك الحقوق الفلسطينية، مشيدة في ذات الوقت بالكتاب العرب والفلسطينيين الذين أعلنوا عن انسحابهم من “ماراثون الهرولة” التي يقوم بها حكام الإمارات.

هذا وأكد رئيس المؤسسة الفلسطينية الأمريكية جون ضبيط، مقاطعة الجالية في الولايات المتحدة الأمريكية لأي فعاليات تقوم بها السفارة الإماراتية احتجاجا على التطبيع مع الاحتلال.

وفي هذا السباق، دعا التجمع الديمقراطي للفنانين، الاطار الفني للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الفنان الفلسطيني محمد عساف إلى ضرورة رفض المشاركة في حفل فني على “مسرح دبي أوبرا”، وأكد أن رفض المشاركة في هذا العمل الفني يأتي “دعما للموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني الرافض للاتفاق الاسرائيلي الإماراتي الذي يعد ضربة قاسية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وما تواجهه من مؤامرات كبرى”، وأكد أن الدور الذي يقدمه الفنان الفلسطيني في المحافل العربية والدولية “لا يقل أهمية عن الدور النضالي لأي جانب آخر من نضالات الشعب الفلسطيني”، لافتا إلى ضرورة تفعيل وتركيز الدور الفني على فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

وثمن التجمع الديمقراطي للفنانين المواقف الأصيلة للفنانين العرب الرافضين لكل المحاولات الإسرائيلية في النيل من الحق الفلسطيني وعلى رأسها “عملية التطبيع المشبوهة”، معبرا عن أمله في الاستمرار بهذا النهج الذي يدعم وحدة الموقف للفن العربي.

وعربيا أعلنت الروائية المغربية الزهرة رميج انسحابها من جائزة الشيخ زايد للكتاب، وذلك بسحب ترشيحها لرواية “قاعة الانتظار”، وقالت في تغريدة لها عبر مواقع “فيسبوك” “بعد إعلان دولة الإمارات تطبيعها مع إسرائيل، قمت بسحب ترشيحي لرواية “قاعة الانتظار” لجائزة الشيخ زايد للكتاب، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع أرضه المغتصبة وإقامة دولته الحرة المستقلة، ووفاء للقضية الفلسطينية التي فتحت عيني عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، وواكبت تطوراتها، وعايشت مآسيها، وساهمت في توعية الأجيال بعدالتها”، لافتا إلى أنها راسلت الجهة المسؤولة بشطب اسمها من لائحة المرشحين، وختمت تدوينتها قائلة”فلسطين كانت وستظل قضيتنا إلى أن تتحقق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة”.

كما أعلن الروائي المغربي أبو يوسف طه، انسحابه من الترشح لجائزة الشيخ زايد للكتاب، احتجاجا على الاتفاق الذي وقعته دولة الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي، وقال الكاتب في منشور له على صفحته الشخصية على “فيسبوك” “ترشحت إلكترونيا لجائزة الشيخ زايد للكتاب، صنف الرواية لسنة 2020/2021 على أساس استكمال الترشح بإرسال خمس نسخ من الكتاب وبعض الوثائق، مراهنا على وجود مسافة ما بين المجالين الثقافي والسياسي، وهو أمر غير ممكن، وفيه تغليط ذاتي، كما وضح لي، خاصة إثر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أميركا”، وأضاف “لقد ظللت طوال حياتي مؤمنا بجوهر القضية الفلسطينية”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني قد تعرض لـ “ظلم تاريخي استثنائي، تحالف فيه القريب والبعيد من قوى الاستعمار ووكلائه، والصهيونية وأذرعها، لهذا أعلن الانسحاب من الترشح للجائزة إرضاء لضميري، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة”.

وفي هذا السياق، ندد “بيت الشعر الجزائري” بالاتفاق التطبيعي بين الامارات ودولة الاحتلال، ووصفه بأنه يمثل “خيانة تاريخية للقضية الفلسطينية، ونكرانا لنضالات الشعب الفلسطيني الأعزل على مدى عقود طويلة من الزمن”، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية بيانا لبيت الشعر عن رفض الشعراء الجزائريين المنضوين إليه، الانجرار المستمر للأنظمة العربية إلى “مادة التطبيع من الاعتراف المجاني بدولة الاحتلال”، وأهابوا بكل النخب الثقافية والفكرية والسياسية العربية الحرّة بمختلف توجهاتها وقناعاتها الفكرية والأيديولوجية، للوقوف في وجه التطبيع السياسي.

كما نقلت الوكالة إدانة بيت الشعر في المغرب للاتفاق واعتباره “خيانة ليس لقضية العرب الأولى فحسب، بما هي واحدة من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة كافّة القضايا الإنسانية”.

وقالت الهيئة التنفيذية لبيت الشعر، في بيانها “إن هذا الاتّفاق خيانة لهذه القضية، التي لطالما انبرى الشّعر للانتصار لها، والدفاع عنها، من أجل عيش حرّ وكريم، تتحقّق فيه كرامة الإنسان، وحقه في الحياة، والحلم، والجمال”.

جدير ذكره أن وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، طالب باصطفاف المثقفين العرب من شعراء وروائيين وكتاب وفنانين لـ “مواجهة موجة الزيف التي تجتاح الحالة العربية”، ودعا إلى ضرورة أن تكون الجبهة الثقافية الأقوى في مواجهة “مشاريع التطبيع” مع الاحتلال، وتلفظ كل المحاولات البائسة لتكوين الرواية المضادة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 32

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28