] مصادر إسرائيلية تؤكد: الاتفاق مع واشنطن حول الضمّ هو إرجاء لا إلغاء - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 15 آب (أغسطس) 2020

مصادر إسرائيلية تؤكد: الاتفاق مع واشنطن حول الضمّ هو إرجاء لا إلغاء

السبت 15 آب (أغسطس) 2020

كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس الموساد يوسي كوهن يستعد لزيارة الإمارات لعقد سلسلة لقاءات للتباحث بالتعاون الاستخباراتي الأمني بينها وبين دولة الاحتلال، فيما أكد رئيس حكومتها وعدد من وزرائه أن مخطط السلب والنهب المسمى بـ “الضم” ما زال قائما ومطروحا وأنه شهد إرجاء لا إلغاء. بالتزامن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب أمس عن زيارة رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو للإمارات سرا مرتين على الأقل في العامين الأخيرين من أجل صياغة اتفاق التطبيع الذي يأتي فيما الاحتلال والاستيطان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وتحدث نتنياهو مع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد يوسي كوهين، الذي كان أحد الوسطاء الرئيسيين في إقامة العلاقات بين إسرائيل والإمارات العبرية المتحدة (كما قال معلقون فلسطينيون وإسرائيليون في تعليقات على تطبيع الإمارات).

وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء “شكره على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات مع دول الخليج خلال السنوات الماضية التي ساعد فيها على إنضاج اتفاق السلام”. بحسب نتنياهو، “سيكون هناك المزيد من الدول العربية التي ستنضم إلى دائرة السلام معنا” وتابع: “كل الدول العاقلة تقف على جبهة واحدة ضد المتطرفين، السلام مقابل السلام. الرؤية الوحيدة المستدامة وأنا ملتزم بها”. وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” التي تعتبر بوقا شخصيا لنتنياهو إن الأخير زار الإمارات مرتين برفقة رئيس ما يعرف بـ مجلس الأمن القومي مئير بن شبات وأعربت عن ابتهاجها بالأنباء الإسرائيلية عن ترحيب عمان والسيسي بالاتفاق وعن استعداد البحرين للتطبيع مع الاحتلال. وألمح صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، الخميس، إلى أنه من المحتمل جدا أن تؤدي اتفاقية السلام مع الإمارات إلى اتفاقية أخرى يتم التوقيع عليها في الأيام المقبلة.

انكسار الجليد

وعلى خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرّاب اتفاق التطبيع بين الإمارات مع الاحتلال بأن توقيعه سيتم في غضون ثلاثة أسابيع في واشنطن قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن رئيس الموساد سيخرج قريبا للإمارات على رأس بعثة إسرائيلية للتداول في تفاصيل التطبيع الذي اعتبره الفلسطينيون طعنة إماراتية في ظهرهم. كما قال ترامب للصحفيين أمس، إن “هذا الاتفاق خطوة مهمة صوب بناء شرق أوسط أكثر سلاما وأمنا ورخاء. والآن بعد أن انكسر الجليد… أتوقع أن تحذو المزيد من الدول العربية والإسلامية حذو الإمارات وتطبع العلاقات مع إسرائيل”. وزعم ترامب أن اتفاق التطبيع “خطوة عظيمة” لدفع علاقات التعاون في الشرق الأوسط مرجحا انضمام المزيد من الدول للتطبيع وتابع: “أقول لكم إن هذه الدول تريد التوصل لسلام وسيكون هذا رائعا. إسرائيل من جهتها تعلق المستوطنات وهذا أمر كبير وخطوة شجاعة نحو إحراز السلام. إسرائيل والإمارات اتفقتا أيضا على توسيع فوري للتعاون العلمي ضد فايروس كورونا”. ووجه ترامب الشكر لرئيس حكومة الاحتلال ولولي العهد في الإمارات محمد بن زايد واصفا إياهما بـ “الرائعين” وانتظر استقبالهما داخل البيت الأبيض للتوقيع الرسمي النهائي على الاتفاق”. وأوضح ترامب أنه عندما يتحدث عن تعليق الاستيطان والضمّ فهو يقصد أكثر من “نزول عن الأجندة” فقد اتفقوا للقيام بذلك وهذا مهم وتنازل كبير وحكيم من جهة إسرائيل”.

أولوية أولى

مقابل هذا الزعم على لسان ترامب بأن الحديث يدور عن تعليق أو إلغاء للضمّ قال السفير الأمريكي في القدس المحتلة ديفد فريدمان إن “الضم” ما زال مطروحا على جدول الأعمال. ردا على سؤال صحفي حول مستقبل الضمّ قال فريدمان إن هذا غير واضح لكن الإدارة الأمريكية تريد أن تعطي دولا أخرى في المنطقة فرصة إبرام اتفاقات مماثلة مع إسرائيل. وتابع: “أعطينا السلام أولوية على خطوة السيادة، لكن الأمر لم يستبعد من مائدة العمل. إنه مجرد شيء أرجأناه حتى نعطي السلام كل فرصة سانحة”.

سفارة إماراتية في القدس المحتلة

وردا على سؤال صحفي أوضح جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، أن هناك فرصة جيدة لإقامة دولة أخرى السلام مع إسرائيل وعندما سُئل كوشنر في البيت الأبيض عن المدة التي وافقت فيها إسرائيل على تأجيل الضم أكد أن “اتفاق السلام سيستغرق بعض الوقت حتى يصبح ساري المفعول”. كما يتجلى التناقض بشكل أوضح في مواقف الأطراف المعنية حيال مستقبل المخطط الاستعماري المعروف بـ “الضمّ” بتصريحات رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي أكد أنه لم يتنازل عن الضّم، وإنما وافق على التأجيل فقط، بما يناقض مزاعم الإمارات. وكان نتنياهو قد قال مساء الخميس في مؤتمر صحفي حول المسألة هذه: “قررنا إقامة سلام رسمي وكامل بين إسرائيل والإمارات. هذه لحظة تاريخية. لا تغيير في خطتي لتطبيق سيادتنا في الضفة الغربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة”. كما أوضح رئيس حكومة الاحتلال أن الإمارات من أقوى الدول وأكثرها تقدماً في العالم، وتتضمن الاتفاقية تبادل السفراء، وإنشاء سفارات، واستثمارات تعود بفائدة كبيرة على إسرائيل، والتجارة والطيران والسياحة، بما في ذلك الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب وأبو ظبي، وفي تطوير لقاح لفيروس كورونا. يمكن لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحقيق “مستقبل رائع لشعبنا وبلدنا ومنطقتنا”.

السلام مقابل السلام

واستذكر نتنياهو أنه قد تم التوصل إلى الاتفاق في محادثة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وقال إن المحادثة كانت دافئة ومؤثرة. ووعد نتنياهو بأنه سيكون هناك المزيد من الدول التي ستدخل دائرة السلام معنا بالإضافة للدول العربية الثلاث. وبلهجة فيها سخرية واستعلائية ادعى نتنياهو أيضا أن إحلال السلام الحقيقي هو برغبتنا التي تبعد الحرب ولا تقربها، السلام مقابل السلام وأضاف نتنياهو الذي تتهمه أوساط إسرائيلية واسعة بالتحضير لإدخال إسرائيل لجولة انتخابات رابعة خلال أقل من عامين: “هذا التغيير يشير إلى مكانة إسرائيل الدراماتيكية في الشرق الأوسط. منذ سنوات، يتم تصوير إسرائيل على أنها عدو وسبب عدم استقرار”.

الضم باق على الطاولة

وعاد نتنياهو وأكد أمس مجددا على أن مخطط الضم ما زال قائما وسيتم العودة له ريثما يفرغ من إتمام اتفاق التطبيع مع الإمارات وتبعه عدد من وزرائه منهم وزير الطاقة، يوفال شطاينيتس بقوله إن مخطط الضم “لم ينزل عن الأجندة”. وردا على سؤال الإذاعة الإسرائيلية قال شطاينتس: “لقد بيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لا يزال ملتزما بمخطط الضمّ، لكنه قال دائما إن هذا سيكون بالتنسيق مع الأميركيين فقط. أفهم الشكوى لكننا نقف اليوم أمام حدث تاريخي سيخدم إسرائيل في الأجيال القادمة”. وهذا ما شدد عليه أيضا وزير الصحة، يولي إدلشتاين، في بيان رسمي قال فيه إنه من المحظور أن يلغي التطبيع فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية وتابع: “وعدنا بذلك لمئات آلاف ناخبي الليكود بالسيادة وعلينا الإيفاء بتعهدنا”. وبل أكثر من ذلك فقد قال وزير الاستيطان، تساحي هنغبي، إن إسرائيل لا يمكنها التنازل عن هذا حلم الضم معللا ذلك بالإشارة لغاية ضرورية لوجود اليهود في البلاد وتابع: “طبعا سيتم تنفيذ هذه الغاية. والآن هذا ليس مطروحا على الأجندة لأننا فضلنا التوصل إلى اتفاق سلام ضروري مع الإمارات، لكن هذا سيكون على أجندتنا. ونحن لا نتنازل عنه، وسيتحقق”.

كسب نقاط

وردا على سؤال إذاعة جيش الاحتلال حول تصريحات الرئيس الأمريكي حول “صرف النظر” عن تنفيذ الضم، قال هنغبي إن ترامب قال بعد دقيقة للسفير فريديمان اذهب وأوضح بـ دقة مرادنا ومقصدنا في موضوع الضمّ وفعلا أوضح أن الحديث يدور عن طلب أميركي، بـ “تعليق مؤقت للضم”. ولم يقل الرئيس لأي مدة لن يكون الضم على الأجندة، وأنا أقول إن هذا لن يكون لفترة طويلة وسجلوا أمامك ملاحظتي هذه فهي مسجلة”. يشار إلى أن تأكيدات الوزراء الإسرائيليين على أن الضم يشهد إرجاء لا إلغاء قد جاءت أمس على خلفية انتقادات كثيرة من جهة المستوطنين لنتنياهو الذي اتهم بالتنازل عن الضم مقابل سلام مع دولة غير مهمة لم تكن يوما بحالة حرب مع إسرائيل ومارست علاقات سرية كاملة معها منذ سنوات كما أكد رئيس مجلس المستوطنات يوسي دغان. واعتبر محللون إسرائيليون كثر أبرزهم المعلق السياسي للقناة الإسرائيلية 13 رفيف دروكر أن هجمات اليمين الاستيطاني وكأنه قد تم إلغاء الضم تهدف بالأساس للتخفيف عن الإمارات ومحاولة للتغطية على عورتها. واعتبر دروكر وعدد كبير من المراقبين الإسرائيليين أن هذا الاتفاق مع الإمارات جاء ليمنح فرصة لـ ترامب ونتنياهو لكسب نقاط سياسية عشية انتخابات مصيرية وشيكة فيما يكابدان أزمات داخلية عميقة وخطيرة. كما أكد عدد كبير من المعلقين المحليين أن الاتفاق يهدف من جملة أهدافه المساس بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبإيران.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 1 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

39 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28