رأى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن حرب تموز/ يوليو 2006 لم تستطع سحق حزب الله، وأي حرب مقبلة لن تستطيع سحق حزب الله. وقال في ذكرى انتصار في 14 آب/ أغسطس ” النتيجة الأولى لحرب تموز/ آب 2006 هي إفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده الإدارة الأمريكية”، واعتبر أن “إنجاز عام 2000 هو التحرير وإنجاز عام 2006 هو الحماية من خلال قواعد اشتباك تحمي لبنان من خلال توازن الردع”.
ورأى في “حكاية أن حزب الله يهيمن على الحياة السياسية في لبنان كذبة اخترعوها”، قبل أن ينتقل الى الحديث عن الرد على الغارة الإسرائيلية في محيط دمشق ” تثبيت قواعد الاشتباك القائمة من خلال عمل جاد ومحسوس ومدروس”. وقال “هذا القرار مازال قائماً والموضوع مسألة وقت”.
ودان نصرالله اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، واصفاً إياه بأنه “عمل خائن وغادر للقضية الفلسطينية”، وقال “لم نفاجأ بما قام به بعض الحكام في دولة الإمارات العربية، وأصلاً التطبيع موجود والطائرات موجودة، ولكن يبدو الحاجة إلى إعلان اتفاق هو حاجة أمريكية لتقديم إنجاز للرئيس ترامب. والتوقيت يؤكد كم أن بعض القادة العرب هم خدم عند الرئيس الأمريكي. وما أقدمت عليه الإمارات هو خدمة انتخابية للرئيس ترامب في أضعف لحظاته الانتخابية، وهو خدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو، فهو متهم بالفساد والحكومة مأزومة، والمطلوب أن يُقدّم شيء ليقول هذا اتفاق سلام تاريخي”. واعتبر “أن خروج هؤلاء من قضية الحق سيجعل جبهة المقاومة تعرف صديقها من عدوّها”.
وتناول نصرالله مجدداً موضوع الانفجار في مرفأ بيروت وقال “ليست لدينا رواية عما حصل في المرفأ وهذه مسؤولية التحقيق والدولة اللبنانية، وهناك من بشّرنا بالاستعانة بخبرات من FBI وبخبرات فرنسية”. ورأى “وجود فرضية عمل عرضي وفرضية عمل تخريبي من خلال غارة إسرائيلية أو عمل تخريبي من خلال عمل متعمّد. ونحن كحزب الله ننتظر نتائج التحقيق، والادعاء أننا نعرف كل شيء في لبنان هذه ليست شغلتنا”. وقال إنه “قرأ تقارير عن أن العدو الإسرائيلي هو وراء العمل التخريبي وأن حزب الله يعلم ولكنه يسكت لأنه غير قادر على الرد. ننتظر التحقيق اللبناني الرسمي، واذا الـ FBI آتون للتحقيق فهذا يعني إستبعاد مسؤولية اسرائيل. وإذا كنتم أنتم تقولون إنكم لا تثقون بالتحقيق المحلي فنحن نقول إننا لا نثق بالتحقيق الدولي. وإذا ثبت أن إسرائيل استهدفت هذا المخزن، ما هو الموقف؟ هذا يجب أن يجيب عليها اللبنانيون، أما حزب الله فلا يمكن أن يسكت عن جريمة بهذا الحجم”.
وهاجم نصرالله ” قوى سياسية وإعلامية “استغلّت آلام الناس ضد حزب الله والدولة بعد الانفجار”، وقال “شهدنا في الساعات الماضية محاولات لإسقاط الدولة والاستهداف الأول كان للعهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون”، وقال “بدأوا حملة شعواء في الشارع وتجاوزوا كل حدود القانون والأدب والأخلاق، ورأينا على التفزيونات سُباب وشتائم بهدف الضغط على رئيس الجمهورية من أجل الاستقالة. لكن هناك قوى سياسية لم تقبل أن تكون رأس حربة وبقيت الحربة لوحدها في الشارع المسيحي. وجرى التواصل مع قوى نيابية للاستقالة في استهداف للمجلس النيابي وإسقاطه”. وأكد “فشل إسقاط رئيس الجمهورية وفشل إسقاط المجلس النيابي”. ورأى “أن هناك من كان يريد أن يطبّق مشروعاً مشابهاً للذي حصل عندما إختطف الرئيس سعد الحريري في السعودية”، واتهم ضمناً حزب القوات اللبنانية بقوله “هناك قوى سياسية لبنانية عملت على إسقاط الدولة ووضعها على حافة حرب أهلية”.
وأتى أمين عام حزب الله على موضوع الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن”أي شعب يتطلّع إلى حكومة قادرة، ولذلك نطالب بحكومة قوية قادرة ومحميّة سياسياً لأنه غير ذلك لن تستطيع أن تفعل الحكومة شيئاً، وتقليدياً نحن مع طرح حكومة وحدة وطنية أو بحكومة ذات أوسع تمثيل ممكن تضم سياسيين واختصاصيين”. وقال “اليوم أياً يكن الرئيس المكلف نحن نطالب بحكومة وحدة وطنية أو حكومة ذات أوسع تمثيل”، ودعا إلى “عدم تضييع الوقت بحكومة حيادية، لأن مثل هذه الحكومة خداع للتمثيل الشعبي”. وفي إشارة إلى الرئيس سعد الحريري قال “من لا يستطيع تحمّل مسؤولية سياسية في ظروف صعبة فليخرج من الحياة السياسية”.
وختم قائلا “إننا غير معنيين بقرار المحكمة الدولية، وهذا القرار الذي سيصدر كأنه لم يصدر واذا حُكم على أي من إخواننا بحكم ظالم فنحن متمسكون ببراءتهم”، محذّراً من استخدام قرار المحكمة خارجياً وداخلياً لاستهدافنا”. وتوجّه الى جمهور المقاومة بالقول”ما أوصي به هو الصبر والتحمّل والبصيرة، ولكن حافظوا على غضبكم وغيظكم لأننا قد نحتاجه يوماً لننهي كل محاولات جرّ لبنان إلى حرب أهلية”.
