رفع الإغلاق الأسبوعي عن مناطق الضفة الغربية ضمن الإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس “كورونا”، فيما شرع مئات آلاف الطلبة بالانتظام بالدراسة، بعد خمسة شهور من الانقطاع، في إطار خطة تعويض لمنهاج العام الماضي، وفق ترتيبات صحية مشددة، في الوقت الذي تعالت فيه التحذيرات الفلسطينية من مغبة مخالطة سكان الضفة لآخرين من مناطق الـ48، التي يكثر فيها انتشار الفيروس، خاصة بعد ارتفاع مؤشر الإصابات بشكل خطير.
تحذير من تصاعد الإصابات
وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة تسجيل 277 إصابة جديدة، و239 حالة تعافٍ، فيما لم تسجل حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وأشارت إلى أن حالات التعافي الجديدة سجلت في محافظات: جنين (38)، نابلس (25)، قلقيلية (8)، الخليل (105)، أريحا والأغوار (49)، طولكرم (14).
وأوضحت الوزيرة أن نسبة التعافي بلغت 55.1%، فيما بلغت نسبة الإصابات النشطة 44.3%، وحالات الوفاة 0.6% من مجمل الإصابات المسجلة في فلسطين، ولفتت إلى وجود 14 مريضا في غرف العناية المكثفة، بينهم 3 مرضى موصولون على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وكانت وزارة الصحة أعلنت السبت عن تسجيل أربع وفيات، و456 إصابة جديدة بالفيروس، فيما لا يزال مؤشر الإصابات في المناطق الفلسطينية يواصل الارتفاع، بشكل يثير المخاوف من اتساع رقعة الإصابات ووصولها إلى بؤر جديدة، حيث كان مسؤولون في القطاع الطبي توقعوا أن تشهد مناطق الضفة ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في الأيام القادمة، نتيجة المخالطة الكبيرة في أيام العيد وعدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية ضد الوباء.
وجرى الكشف أن مؤشر الإصابات هذا ارتفع بسبب المخالطات الكبيرة لسكان الضفة الغربية، مع سكان مناطق الـ 48، خلال زيارات قاموا بها خلال الأيام الماضية، حيث يكثر في تلك المناطق تفشي الفيروس.
وأكدت نائب محافظ نابلس، عنان الأتيرة، أن اجتياز الآلاف من المواطنين خلال الأيام السابقة إلى أراضي 48 عبر الثغرات والفتحات في الجدار الفاصل “ينذر بارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الفترة المقبلة”، لافتة إلى أن الفيروس بات منتشرًا في عدة مناطق في المحافظة، ما يعني اتساع البؤر الوبائية، مشيرة إلى زيادة العدوى بين أفراد العائلة الواحدة، وأكدت أن الوقاية هي السبيل الأفضل لإعادة السيطرة على الوباء، وعبرت عن خشيتها من عدم قدرة المنظومة الصحية على استيعاب المرضى حال الارتفاع الكبير بعدد الإصابات بالفيروس.
وقد جددت وزيرة الصحة مي الكيلة تحذيراتها من الرحلات والزيارات التي يقوم بها مواطنون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، معتبرة بأنها سبب رئيسي وخطير لتفشي فايروس كورونا بشكل كبير.
رفع الإغلاق الأسبوعي
إلى ذلك فقد رفعت الجهات الحكومية المختصة، صبيحة الأحد، حالة الإغلاق الأسبوعي التي أقرتها الحكومة، وتستمر من مساء الخميس، وحتى صبيحة الأحد، كإجراء احترازي الهدف منه منع اختلاط المواطنين، خلال فترة الإجازة الأسبوعية، خشية من توسع بؤر الفيروس.
وبموجب حالة الإغلاق تمنع حركة المواطنين داخل المدن، وبين القرى والمخيمات، ومراكز تلك المدن، حسب خطة الحكومة المتبعة، منذ بداية “الموجة الثانية” من فيروس “كورونا”، وتشمل القرارات أيضا التي سيستمر العمل بها حتى نهاية الشهر الجاري، تشكيل لجنة تفتيش برئاسة المحافظين، وبقيادة الشرطة للقيام بعمليات التفتيش والرقابة الميدانية، كما شملت الإجراءات تشديد الرقابة على الأماكن العامة والتأكد من تقيد أصحاب المنشآت التجارية والصناعية والمواصلات العامة، بالتدابير الوقائية وإيقاع العقوبات على المخالفين.
وتمنع الإجراءات الجديدة إقامة الأعراس وبيوت العزاء وإغلاق صالات المناسبات، ومنع أي تجمعات أخرى، على أن يكون العمل بقية أيام الأسبوع، بخلاف أيام الإغلاق، بالفتح من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلا.
كما وتشمل القرارات الجديدة تشديد الإجراءات الوقائية في المناطق المصابة، من خلال إغلاقها بشكل كامل، وكذلك تفعيل لجان الطوارئ في المحافظات لتقديم المساعدة للطواقم الطبية وتكثيف المراقبة لضمان السلامة العامة، فيما سمح فقط بفتح المطاعم والمقاهي والأندية الرياضية وفق بروتوكولات وزارة الصحة بطاقة تشغيلية لا تزيد عن 50%، وذلك بعد التوقيع على تعهد من أصحاب تلك المؤسسات لدى المحافظين بالالتزام بتلك البروتوكولات ومن لم يلتزم لن يسمح له، وعلى المحافظين متابعة ذلك.
ولا تزال أجهزة الأمن تنتشر على مداخل المدن وبداخلها، لمراقبة التزام المواطنين والمحال التجارية بتعليمات وزارة الصحة للحد من تفشي الفيروس، حيث يتركز انتشار الأجهزة الأمنية في المناطق التابعة لسلطة الحكومة، فيما تقوم فرق الطوارئ بذات الأمر، في المناطق المصنفة “ب” و”ج”، من خلال منع الحركة، وتفرض غرامات على مخالفي التعليمات.
وتفرض أجهزة السلطة المعنية غرامات مالية على المخالفين، كما تقوم برفقة الوزارات المختصة بإغلاق المحال التجارية التي تخالف إجراءات السلامة، التي أقرتها من قبل وزارة الصحة.
ومع تصاعد مؤشر الإصابات، تكثف فرق الطب الوقائي من عمليات فحص المخالطين المحتملين لأشخاص ثبتت إصابتهم بفيروس “كورونا” للتأكد من سلامتهم، حيث يطلب ممن تكون فحوصاته “إيجابية” بضرورة الالتزام بالحجر المنزل لمدة 14 يوما، على أن يخضع لفحص طبي قبل فك الحجر.
مساعدة المتضررين
وفي إطار البرامج الهادفة لمساعدة المواطنين المتضررين من جائحة “كورونا”، أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية أنه سيتم صرف 700 شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكل) لمرة واحدة لنحو 68 ألف أسرة فلسطينية خلال الأسابيع المقبلة، وذلك ضمن الاتفاقية التي وقعها رئيس الوزراء محمد اشتية مع البنك الدولي بقيمة 30 مليون دولار.
وقال داود الديك وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، أن المبلع سيتم توزيعها على آلاف عمال المياومة وآلاف الأسر التي صنفت تحت بند الفقراء الجدد وعاطلين عن العمل ضمن برنامج التشغيل، وكشف الديك أن تقديرات وزارة التنمية الاجتماعية تشير الى أن عدد العائلات التي صنفت في فئة الفقراء الجدد لا يقل عن 100 ألف أسرة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية عن تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس “كورونا” في صفوف الجاليات حول العالم، ما يرفع حصيلة الإصابات بصفوف الجاليات إلى 4101، و208 حالات وفاة، و1711 حالة تعاف.
استمرار تسجيل مئات الإصابات والخارجية تعلن عن رحلات جديدة للعالقين
وأوضحت الخارجية في تقريرها، أن الإصابات الجديدة المسجلة هي: 3 في الولايات المتحدة الأمريكية، وواحدة في السودان، وأفادت سفارتنا لدى السودان بتسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في صفوف الجالية، لأحد طلبة الطب، وأكد السفير أنه تواصل مع المصاب، وأبدى استعداد السفارة لنقله إلى الخرطوم اذا تطلبت حالته الصحية ذلك، حيث وصفت حالته بالمستقرة.
وأوضح فريق العمل المختص بمتابعة أوضاع الجالية في الولايات المتحدة الأمريكية، تسجيل 3 إصابات جديدة بفيروس كورونا في صفوف الجالية في دالاس وميتشيغن، ليرتفع عدد الإصابات هناك إلى 2236، فيما لم تسجل أي حالة وفاة لليوم الثاني عشر على التوالي، ليبقى عدد حالات الوفاة 69.
إلى ذلك فقد أعلن فريق العمل المختص بوزارة الخارجية، وسفارة دولة فلسطين لدى الأردن، الذي يتابع رحلات الإجلاء للعالقين، عن تسيير رحلتي إجلاء جديدتين بالتعاون مع السلطات المختصة في الأردن، حيث ستكون الأولى إلى دبي بتاريخ 13 من الشهر الجاري، والثانية إلى ولاية شيكاغو الأمريكية يوم 31 من الشهر الجاري.
لا إصابات جديدة في غزة
وفي غزة، لم يتم الإعلان عن تسجيل أي حالات إصابة جديدة، ليبقى عدد الإصابات النشطة التي تعالج في مركز العلاج الخاص بفيروس “كورونا” سبع حالات، بعد تشافي 70 حالة أعلن عن إصابتها منذ مارس الماضي.
كذلك أكدت وزارة الداخلية بغزة عدم تحديد أي مواعيد لفتح معبر رفح البري جنوب القطاع، وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم، إنه حتى اللحظة لم يتم تحديد موعد لفتح المعبر، وأن الوزارة تقوم بالتواصل مع مصر من أجل إجراء الترتيبات اللازمة بهذا الخصوص، وذكر أنه سيتم الإعلان بشكل رسمي في حال تحديد موعد لفتح المعبر.
ومن المقرر أن يعود آلاف العالقين في حال فتح المعبر، خاصة وأنه مغلق منذ أكثر من شهرين ونصف، وقد جرى اكتشاف عشرات الإصابات بفيروس “كورونا” في صفوف المواطنين الذين كانوا ضمن فوج العائدين الأخير إلى قطاع غزة.
وتقوم الجهات المختصة في قطاع غزة بإخضاع جميع العائدين للحجر الصحي الإلزامي، لمدة 21 يوما، يخضعون خلاله لعدة فحوصات للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، قبل إخراجهم وعودتهم إلى منازلهم.
إلى ذلك، فقد انتظم مئات آلاف الطلبة من قطاع غزة، بمقاعد الدراسة في المدارس، للمرة الأولى منذ توقف العملية التعليمية في مطلع مارس الماضي، بعد الإعلان عن أول حالة طوارئ، وذلك عند اكتشاف أولى حالات الإصابة.
وفتحت المدارس الحكومية وتلك التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” وكذلك المدارس الخاصة أبوابها، وفقا لخطط وبروتوكولات وضعتها الجهات المختصة، تشمل حصر الدوام بأربع حصص يومية، وإلغاء الطابور الصباحي والفسحة، لمنع الاختلاط بين التلاميذ.
وأعلنت “الأونروا” استقبالها أكثر من 285 ألف طالب، مع بدء العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، وقد شارك في عمليات التعقيم والتنظيف التي طالت جميع المدارس، طواقم من وزارات التعليم والصحة والداخلية وجهاز الدفاع المدني وفق البروتوكول الصحي، حيث تأتي هذه الإجراءات لتوفير البيئة الآمنة والمناسبة للطلبة والوقاية من مختلف الأمراض بما فيها “كورونا”.
