] رحيل «شاعر الثورة والعودة» هارون هاشم رشيد - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 28 تموز (يوليو) 2020

رحيل «شاعر الثورة والعودة» هارون هاشم رشيد

الثلاثاء 28 تموز (يوليو) 2020

عن عمر يناهز الـ 93 عاما، غيب الموت أحد أبرز شعراء فلسطين، الشاعر هارون هاشم رشيد، ابن مدينة غزة، الذي عاش في المنفى، منذ احتلال إسرائيل للمدينة، مع ما تبقى من المناطق الفلسطينية عام 1967، والذي ألف مئات القصائد الشعرية، التي جسدت تاريخ القضية الفلسطينية، وغنى بعضها أشهر مطربي العرب.
هارون هاشم رشيد، ولد في مدينة غزة، وتحديدا في حارة الزيتون، عام 1927، وهو من شعراء الخمسينيات، الذين أطلق عليهم اسم «شعراء النكبة» أو «شعراء العودة»، وقد أنهى دراسته الثانوية عام 1947 في غزة، وحصل على شهادة المعلمين العليا، بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين في كليّة غزة، وعمل في سلك التعليم حتى عام 1954، انتقل بعدها للعمل في المجال الإعلامي، فتولى رئاسة مكتب إذاعة «صوت العرب» المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات، وعندما أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية، كان مشرفا على إعلامها في قطاع غزة من عام 1965 إلى 1967.
بعد سقوط غزة واحتلالها عام 1967 ضايقته قوات الاحتلال الإسرائيلية وأجبرته في النهاية على الرحيل من القطاع. فانتقل إلى القاهرة وعلاوة على كونه قامة شعرية كبيرة، فهو مناضل وسياسي وإعلامي ودبلوماسي، شغل منصب مندوب فلسطين المناوب في جامعة الدول العربية، كما عين لفترة طويلة مندوبا دائما لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي، واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية في الجامعة العربية، إضافة إلى ذلك واصل عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر. والمعروف أن شعره يمتاز بروح التمرد والثورة، ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة، وأطلقت عليه تسميات مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبنا فهو: شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثورة، وهي تسمية أطلقها عليه الشهيد خليل الوزير عام 1967 بعد قصيدة «الأرض والدم» وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب «شاعر القرار 194».
عاصر الشاعر هارون هاشم رشيد الاحتلال ومعاناة الغربة، وشاهد بأم عينيه عسكر الجيش البريطاني قبل الإسرائيلي يهدمون المنازل، ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، حتى أصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني. من رحم هذه المحن أطلق هارون هاشم رشيد عهده في النضال، حتى آخر بيت شعر، فتغنى بالشهداء وتفاخر بالمعتقلين الشرفاء، ووقف مع المقاتلين من أجل استرجاع الحقوق الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي.
صدر له قرابة عشرين ديواناً شعرياً منها: «عودة الغرباء»، «بيروت»، 1956، «غزة في خط النار» بيروت 1957، «أرض الثورات» ملحمة شعرية ـ بيروت 1958، «حتى يعود شعبنا» ـ بيروت 1965، «سفينة الغضب» ـ الكويت، 1968، «رسالتان» ـ القاهرة 1969، «رحلة العاصفة» القاهرة 1969، «فدائيون» عمّان 1970، «مزامير الأرض والدم» بيروت 1970، «السؤال» مسرحية شعرية ـ القاهرة 1971، «الرجوع» بيروت 1977، «مفكرة عاشق» تونس 1980، «المجموعة الشعرية الكاملة» بيروت 1981.
كما كتب «يوميات الصمود والحزن» تونس، 1983، «النقش في الظلام» عمان 1984، «المزّة – غزة» 1988، «عصافير الشوك» مسرحية شعرية القاهرة، 1990، «ثورة الحجارة» تونس 1991، «طيور الجنة» عمان، 1998، «وردة على جبين القدس» القاهرة 1998.
وقد اختار الأخوان رحباني عندما زارا القاهرة عام 1955 من أعماله حوارية بين فتاة فلسطينية من اللاجئين واسمها ليلى ووالدها، بالإضافة لقصيدة «سنرجع يوما» و»جسر العودة» فغنتهما فيروز، وتم تسجيلها في القاهرة، كما اختيرت ما يقارب 90 قصيدة من أشعاره وقدمها مطربون عرب كبار، منهم فايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.
وكتب أيضا أربع مسرحيات شعرية، مُثِل منها على المسرح في القاهرة مسرحية «السؤال» من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي. وبعد حرب العبور 1973 كتب مسرحية «سقوط بارليف» وقٌدمت على المسرح القومي في القاهرة عام 1974، ومسرحية «عصافير الشوك»، إضافة إلى العديد من المسلسلات والسباعيات، التي كتبها لإذاعة «صوت العرب» المصرية وعدد من الإذاعات العربية. كما نال الشاعر رشيد عدة جوائز تقديرية منها: وسام القدس عام 1990، الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977، الجائزة الاولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988، كما منحه الرئيس محمود عباس وسام الثقافة والفنون والإبداع.
وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد اختارت الراحل رشيد شخصية العام الثقافية عام 2014 تقديرا لدوره الفاعل والكبير في سبيل إعلاء قضية شعبنا الفلسطيني الثقافية والسياسية.
ونعت وزارة الثقافة «الشاعر الوطني الكبير» هارون هاشم رشيد، وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إن رحيله «خسارة للثقافة الوطنية الفلسطينية والعربية»، وأضاف «برحيله تخسر فلسطين رمزا من رموزها الإبداعية، وعلما من أعلامها النضالية الكفاحية، الذي كرس حياته وعمره من أجل الحرية والخلاص والعودة».
وتابع «عزاؤنا بالفقيد ما تركه من أثر وإرث كبيرين في الثقافة والشعر والوعي للأجيال التي تحفظ اسم المناضل والشاعر، الذي رهن حياته من أجل قضايا شعبه ووطنه».


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 15

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28