جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها ضد مناطق عدة بالضفة الغربية، واعتقلت عددا من المواطنين بينهم أشقاء وفتية، فيما واصلت حملاتها الرامية لمصادرة المزيد من أراضي المواطنين بالضفة الغربية، لخدمة المشاريع الاستيطانية الجديدة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، شابين من محافظة جنين شمال الضفة، وذكر نادي الأسير في المدينة أن تلك القوات اعتقلت الشاب ظافر سامي زقزوق من بلدة الجديدة بعد أن اقتحمت منزل ذويه وفتشته.
وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب عبد الله حسن صبح من بلدة برقين على حاجز عسكري أقامته قرب قرية كفيرت، ونقلته إلى أحد مراكز التوقيف.
كذلك أصيب عامل من قرية عانين غرب جنين، الثلاثاء، بجروح، بعد أن دهسته الشرطة الإسرائيلية، قرب أم الفحم في أراضي الـ48، وذكرت مصادر محلية أن العامل رأفت صبحي أصيب بجروح ورضوض، بعد أن طاردته الشرطة الإسرائيلية، حيث جرى نقله إلى مستشفى جنين الحكومي لتلقي العلاج.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مخيم عايدة شمال بيت لحم جنوب الضفة، وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اعتقل الشاب أنس عوني أبو بلحة (25 عاما)، بعد أن داهمت منزل والده وفتشته، وتعمدت العبث بمحتوياته.
ومن القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين من بلدة حزما شمال شرق المدينة، وقالت مصادر محلية إن عملية الاعتقال جاءت بعد أن داهمت تلك القوات وسط البلدة، واعتقلت الشقيقين حمادة حسن الخطيب (30 عاما)، وعمر حسن الخطيب (24 عاما)، بعد تفتيش منزليهما والعبث بمحتوياتهما.
كذلك قال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة فتية في البلدة القديمة من القدس، وهم: عبد الرحمن وحاتم البشيتي، وأمير المالكي، ومصطفى أبو سنينة، وصهيب أبو صالح.
وليل الإثنين أصيب عدد من المواطنين القاطنين بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، بحالات اختناق، جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان في حي عبيد، بعدما اندلعت مواجهات شعبية هناك، تصدى خلالها المواطنون لعملية اقتحام إسرائيلية جديدة.
جددت جماعات من المستوطنين عمليات اقتحام باحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة
كذلك جددت جماعات من المستوطنين عمليات اقتحام باحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة، وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، حيث دخل المستوطنون من “باب المغاربة” وأجروا جولات استفزازية خاصة قرب “مصلى باب الرحمة” الذي أصدرت محكمة إسرائيلية مؤخرا قرارا ضمن مساعي الاحتلال لتحويله إلى “كنيس يهودي” في إطار المخططات الرامية لتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا.
وترافق الاقتحام مع تشديد قوات الاحتلال إجراءات الدخول على المصلين المقدسيين، من خلال احتجاز بطاقات هوياتهم، وإعاقة دخولهم للمسجد.
وكان قرابة 58 حاخاما يهوديا وقعوا على فتوى تجيز وتحث على اقتحام الأقصى وتدنيسه، كما أطلقت ما تسمى بمؤسسة “طلاب لأجل الهيكل” حملة تبرعات لدعم برامجهم التهويدية واقتحامهم للمسجد الأقصى بشكل يومي.
والأسبوع الماضي قام ما يقارب الـ428 مستوطناً وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلية الخاصة، بتنفيذ العديد من الاقتحامات للمسجد.
وضمن الخطط الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، محيط جبل الفرديس، شرق بيت لحم، وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، إن سلطات الاحتلال أغلقت محيط جبل الفرديس بالأسلاك الشائكة ونصبت بوابة على المدخل المؤدي إليه، وعزلته عن بلدة بيت تعمر شرق بيت لحم.
يقع جبل الفرديس على بعد ثلاثة عشر كيلومتراً إلى الجنوب من القدس، وحوالي خمسة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من بيت لحم، وتتربع على قمته قلعة “هيروديون”، ويبلغ ارتفاعه حوالي 785 متراً فوق سطح البحر.
ويطل جبل الفرديس على قرية تقوع، وأبو نجيم الواقعات إلى الغرب منه، كما وتشاهد بيت لحم ببيوتها وعمرانها، وترى كذلك بيت ساحور، ودير مارسابا، والقدس، وأبو ديس، وتتناثر بيوت قلعة زعترة وبيت تعمر إلى الأسفل منه مباشرة.
والجدير ذكره أن سلطات الاحتلال تستولي على هذا الصرح التاريخي بالقوة منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة عام 1967.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرفت أيضا أراضي قرية كيسان شرق بيت لحم، لصالح توسيع حدود مستوطنة “ايبي هناحل” المقامة على أراضي القرية، التي تتعرض لهجمة استيطانية تمثلت مؤخرا بمنع بناء مدرسة في البلدة.
وأفاد نائب رئيس مجلس قروي كيسان، أحمد غزال، بأن عمليات التجريف التي طالت نحو 10 دونمات، تزامنت مع نصب أعمدة كهرباء في محيطها.
جدير ذكره أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت أيضا بالاستيلاء على قطعة أرض تبلغ مساحتها دونم و401 متر، تقع بالقرب من حاجز “زعترة” شرق ياسوف، في محافظة سلفيت شمال الضفة، وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال سلمت إخطارا بالاستيلاء على الأرض التي يعود جزء منها للمواطن خليل إبراهيم ياسين، وأمهلته 40 يوما للاعتراض على الاستيلاء.
جدير ذكره أن يوم الإثنين شهد تقديم مشروع قانون جديد لـ”الكنيست” الإسرائيلي، يقضي بفرض “سيادة” الاحتلال الإسرائيلي على مستوطنات الضفة الغربية، بموجب المخطط الذي وضعه مجلس المستوطنات، ويقضي مشروع القانون الذي قدمه ما يسمى لوبي “أرض إسرائيل”، بـ”تطبيق السيادة الإسرائيلية” على كافة المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، ويمنع تحويل البؤر الاستيطانية إلى “جيوب معزولة”.
وبحسب أقوال قادة اللوبي، عضوي الكنيست حايم كاتس (الليكود)، وبتسلئيل سموتريتش (يمينا)، فإن القانون يسعى إلى “إنشاء آلية للحفاظ على الأراضي التي لا تقع تحت السيادية الإسرائيلية ومنع السيطرة العربية أو الدولية على الأراضي التي ستبقى خارج خريطة السيادة الإسرائيلية في المنطقة C”.
وحسب ما كشف فإنه جاء في نص مشروع القانون: “ستعمل دولة إسرائيل على منع البناء الفلسطيني غير القانوني في المنطقة، والقضاء على الجريمة الزراعية ومنع الاستيلاء على الأراضي عبر مد شبكات للبنية التحتية”، كما يطالب القانون بـ “منع أي نشاط دولي في هذه المناطق لا يحظى بمصادقة الحكومة الإسرائيلية”، كما يدعو إلى تسوية العقارات والأراضي، بما في ذلك في المناطق التي ستبقى “خارج خرائط السيادة الإسرائيلية”.
وينص القانون المقدم على “تعزيز الحفاظ على أراضي الدولة من خلال إقامة المراعي والحقول الزراعية وتحويلها إلى غابات”، فيما يشدد القيود على البناء الفلسطيني في تلك المناطق، حيث يشترط موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “كابينيت” على مخططات البناء الفلسطينية.
في هذا السياق، قال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إنه إذا ما تم المصادقة على هذا المشروع، فإن ذلك سيؤدي إلى تقسيم وفصل محافظات الوطن وتمزيق الأراضي الفلسطينية وربط جميع المستوطنات.
وأكد أن تنفيذ هذا القانون يعد “مقدمة حقيقية لتنفيذ قرار الضم الإسرائيلي لمناطق الأغوار”، مشيرا إلى أن الاحتلال لم يتوقف أصلا عن إنشاء الوحدات الاستيطانية وسرقة الأراضي.
كلمات مفتاحية
