شنت قوات الاحتلال عمليات دهم طالت العديد من مناطق الضفة، تخللها اعتقال عدد من المواطنين، من بينهم مدير لجنة إعمار المسجد الأقصى، حيث تعمدت إعاقة عملية الإغلاق الكامل، التي مددتها الحكومة الفلسطينية لتطال كافة مناطق الضفة، كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس “كورونا”، فيما واصلت قراراتها الرافضة لانتشار الكثير من قوات الأمن على حواجز أمنية على مداخل البلدات، لضبط حالة الإغلاق، ومنع تنقل المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، شابا من قرية جيت شرق قلقيلية، وأفاد شهود عيان بأن الك القوات اعتقلت الشاب مهند جمال السدة، بعد دهم منزله وتفتيشه، حيث تعمدت العبث بمحتوياته.
وطالت الاعتقالات الشاب مصطفى عساف من بلدة قباطية جنوب جنين، عقب اقتحامها البلدة ومداهمة منزله والعبث بمحتوياته، كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد زغيبي من جنين، بعد استدعائه للمقابلة، في معسكر سالم العسكري غرب المحافظة، إضافة إلى اعتقالها الشاب سلامة مرعي من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت.
واختطفت قوة خاصة إسرائيلية “مستعربون”، الأربعاء، شابا من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وقال شهود عيان إن القوة الخاصة نصبت كمينا للشاب عمران ساهر البرغوثي (28 عاما) قرب مستوطنة “حلميش”، بينما كان متوجها مع والده لمقابلة مخابرات الاحتلال في معسكر “عوفر” غربا، حيث أرغمت القوة الخاصة البرغوثي على النزول من المركبة، واعتدوا عليه بالضرب المبرح قبل أن يتم اعتقاله.
وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال كان قد داهمت منزل البرغوثي مرتين خلال اليومين الماضيين، وسلّمت ذويه بلاغا لمراجعة مخابرات الاحتلال، واعتقلت شقيقه الأسير المحرر صدام، ووالده الذي أفرج عنه لاحقا.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، مواطنين اثنين من مدينة الخليل جنوب الضفة، وقامت خلال العملية بتفتيش العديد من منازل المواطنين في بلدات أخرى تتبع المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت منطقة البصة ودوار التحرير بمدينة الخليل، واعتقلت المواطنين شادي شاهين، وعائد الهيموني، عقب دهم منزليهما، وتفتيشهما.
وأضافت أن تلك القوات استولت على 20 برميلا من مصنع معسل لعائلة شاهين، كما فتشت عدة منازل بالحي، عرف من أصحابها المواطن جمال شاهين، وقامت خلال العملية العسكرية أيضا بمداهمة بلدة صوريف غرب الخليل، وفتشت عدة منازل.
ومن القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، مدير لجنة الإعمار في الأقصى بسام الحلاق، من داخل المسجد المبارك.
وجاء اعتقال الحلاق بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد بشكل استفزازي بحماية من شرطة الاحتلال الخاصة، انطلاقا من باب المغاربة حيث تجولوا في باحات المسجد قبل أن يغادروا المكان على شكل مجموعات متتابعة من “باب السلسلة”.
واستمع المستوطنون الذين نفذوا عملية الاقتحام لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال إجراءات الدخول على المصلين المقدسيين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت المرابطة المقدسية نهلة صيام خلال وجودها قرب “باب الأسباط”، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وذلك تزامنا مع انتشار المستوطنين في المنطقة ومحاولة استفزاز المواطنين، كما تسببوا بأزمة مرورية في شارع وادي حلوة بسلوان، وعرقلوا حركة السكان، وقد كانت هذه المقدسية تعرضت للاعتقال منتصف مارس الماضي، في إطار التضييق الممارس على المرابطات والمصلين في الأقصى.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا من “باب حطة” أثناء خروجه من المسجد الأقصى بعد أداء صلاة الفجر، إضافة إلى مواطنين اثنين من مخيم شعفاط، وشابين آخرين من بلدة العيسوية، بعد الاعتداء عليهما بالضرب.
والمعروف أن بلدة العيسوية في القدس تتعرض منذ عدة أشهر لحملة إسرائيلية احتلالية شرسة، تمثلت في فرض حصار على البلدة، وتنفيذ عمليات اقتحام وتفتيش شبه يومية، تخللها اعتقال مئات المواطنين، بينهم أطفال صغار ونساء، كما تقوم تلك القوات باستهداف المواطنين بالرصاص، وهو ما أوقع شهيدا وعشرات الجرحى.
وتؤثر هجمات الاحتلال وحملات الدهم والاعتقال كثيرا على قرارات الحكومة الفلسطينية، بإغلاق كامل للمناطق الفلسطينية، والذي مدد من جديد لمدة خمسة أيام صبيحة الأربعاء، ضمن الجهود المبذولة لمنع تفشي فيروس “كورونا” في وقت تضع فيه عراقيل على عمل قوات الأمن الفلسطينية، المكلفة بضبط الحالة الأمنية، ومنع تحركات المواطنين، كإجراء احترازي.
ومساء الثلاثاء، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة ضباط من جهاز المباحث العامة في مدينة نابلس، لعدة ساعات، على حاجز حوارة العسكري جنوب المدينة.
وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، العقيد لؤي ارزيقات، إن قوات الاحتلال تهدف للتضييق على عمل الشرطة الفلسطينية.
وضمن الخطط الاستيطانية، الرامية لترحيل سكان القدس المحتلة، هدمت جرافات الاحتلال، الأربعاء، محلا تجاريا في حي وادي الجوز بمدينة القدس المحتلة، فيما تراجعت عن هدم منزل في بلدة سلوان، بعد انتزاع محاميه قرارا احترازيا من محكمة الاحتلال بتأجيل عملية الهدم، التي كانت قد باشرت بها منذ ساعات الصباح.
ووفق إحصائية لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة “بيتسيلم” حول الهدم شرق القدس، فإن السلطات الإسرائيلية هدمت 31 منزلا منذ مطلع العام الجاري، إضافة إلى 11 منشأة ومبنى غير سكني.
كما اقتحمت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي جمعية الدراسات العربية التابعة لبيت الشرق في ضاحية البريد شمال القدس المحتلة، واعتقلت مديرها خليل التفكجي وطاقمها، وقامت بعمليات تفتيش كبيرة داخل مقرها، وصادرت أجهزة كمبيوتر.
وأقام مستوطنون عددا من الغرف والبركسات فوق أراضي قرية الساوية جنوب نابلس، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن المستوطنين قاموا بأعمال بناء وإقامة أبنية من ألواح “الزينكو” والبركسات فوق أراضي قرية الساوية المهددة بالاستيلاء.
ولفت إلى أن مستوطنة “رحاليم” المقامة فوق أراضي المواطنين تمتد وتتوسع لعدة تلال من خلال إقامة الغرف من ألواح الزينكو والبركسات والخيام، لتصبح فيما بعد أبنية قائمة وأمرا واقعا.
