بعدما كان وزير الأمن السابق في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان مدير مكتب وحليف رئيسها الحالي بنيامين نتنياهو، بات الإثنان خصمين لدودين لا يتوقفان عن التراشق وتبادل التهم والشتائم.
في الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل المتواصل، حمل ليبرمان على ابن نتنياهو يائير، وقال ساخرا: “أنا لا أنشغل بأفراد عائلة وسيدة وأولاد وبالطبع ليس مع ولد مدلل عاطل عن العمل مختل بنفسه ويكابد انفصاما بالشخصية وحالة ذعر دائم”.
جاء هجوم ليبرمان ردا على تصريحات يائير نتنياهو في منتديات التواصل الاجتماعي والتي يهاجم فيها كل من يوجه الانتقادات لوالده. وفي حديث للإذاعة العبرية العامة، قال ليبرمان رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” إن نتنياهو في إدارته لمسألة الضمّ يقوم بإهانة وإذلال قائد الجيش ورئيس المخابرات العامة.
وما لبث أن كرر ليبرمان هجومه على نتنياهو الأب بالقول: “لست قلقا من محاولات نتنياهو إذلال وزير الأمن بيني غانتس وهو ربما يستحق ذلك. ما يقلقني هو قيام نتنياهو المهتم بذاته أولا وبفساده بإذلال قائد هيئة الأركان ورئيس المخابرات العامة “الشاباك “.
وفي تتمة حديثه، يوضح ليبرمان ذلك بالقول إنه لا يذكر خطوة كالضمّ لا يشرك بالتشاور بشأنها رئيسا “الشاباك” والجيش، رغم أن الموضوع يلزم قانونيا بذلك.
وحول إدارة نتنياهو لأزمة جائحة كورونا المتفجرة من جديد داخل إسرائيل منذ أيام، قال ليبرمان إن ما تحتاجه البلاد اليوم هو نقل المسؤولية وعمليات التنسيق والإدارة للجبهة الداخلية التابعة للجيش والكفّ عن إضاعة الوقت.
وتابع: “نتنياهو لا يريد أن يفقد السيطرة، لكنه لا يدير أزمة كورونا بل يواصل إدارة حملة علاقات عامة لنفسه”. يذكر أن ليبرمان وهو مهاجر من روسيا قد بدأ مسيرته السياسية مع حزب “الليكود” وعمل مديرا لديوان نتنياهو بعد انتخابه للمرة الأولى رئيسا للوزراء في 1996.
ولاحقا انتخب ليبرمان نائبا عن “الليكود” ووزيرا في عدة حكومات إلى أن غادر “الليكود” وأسس حزبا للمهاجرين الروس “إسرائيل بيتنا” في 1999. وفي عام 2013 اندمج الحزب مع “الليكود” وما لبثت طريق الحزبين أن افترقت وتحوّلت صداقة ليبرمان ونتنياهو لخصومة دائمة وساخنة جدا في الأعوام الأخيرة، وشهدت تراشقا شخصيا وحاول الأول الإطاحة برئاسة الثاني في الجولات الانتخابية الثلاث للكنيست.
بطاقة صفراء
في سياق متصل، وفي حديث له مع صحيفة “معاريف” أعرب ليبرمان عن قلقه من الحدود الشمالية مع لبنان، مشيرا بسخرية لـ”اهتمام وانشغال الجنود الإسرائيليين بحكايا وقصص الجدة”، بدلا من الاهتمام بتأمين تلك الحدود.
وأكد ليبرمان “أن معنى اختراق 13 سودانيا الحدود الإسرائيلية من الجانب اللبناني في الشهور الأخيرة وتجوال أحدهم لثلاث ساعات كاملة في المنطقة الشمالية، هو جرس إنذار وإضاءة مصابيح حمراء من قبل حزب الله اللبناني للجيش الإسرائيلي”.
وأشار أفيغدور ليبرمان إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد وجه “بطاقة صفراء” للحكومة الإسرائيلية، بتلك الأفعال، والتي يقصد بها اختراق وتسلل البعض من الحدود اللبنانية الإسرائيلية المشتركة.
وقال ليبرمان إن القيادة الشمالية لجيش الاحتلال، اليوم، تعاني من الغرور غير الضروري، مشددا على ضرورة الاستفادة من هذه الأحداث، ودراسة المشاكل واستخلاص الدروس”.
تواطؤ الأب مع الابن
وفي هذه الخصومة أيضا، يتدخل يائير نتنياهو في التراشق مع خصومه ومنافسيه السياسيين وبلغة غير سياسية وقاسية، وهناك من يتهم نتنياهو باستغلال ابنه لهذا الغرض أو السكوت عليه عمدا، ومن ضحاياه الآخرين حليف نتنياهو اليوم وخصمه بالأمس وزير الأمن في حكومة الاحتلال بيني غانتس الذي نعت بـ”الأحمق” و”الأخرق” و”المتلعثم”.
ورغم التراشق وتوجيه التهم، يظهر استطلاع إضافي عن تزايد قوة نتنياهو الانتخابية مقابل تراجع حزب “أزرق- أبيض” برئاسة غانتس، حيث يتقلص إلى تسعة مقاعد في الكنيست (33 مقعدا في الانتخابات الأخيرة).
وفي الاستطلاع الذي بثته القناة الإسرائيلية 13 يحظى “الليكود” برئاسة نتنياهو على 38 مقعدا من أصل 120 نائب في الكنيست بزيادة خمسة مقاعد عن الانتخابات الأخيرة.
وفيما يرتفع حزب المستوطنين “يمينا” برئاسة وزير الأمن السابق نفتالي بينيت إلى 11 مقعدا وبزيادة خمسة نواب، فيما يحتفظ حزب “إسرائيل بيتنا” بقوته ( ثمانية مقاعد) وترتفع المشتركة بمقعد واحد لتصبح 16 مقعدا، ويسقط ولا يعبر نسبة الحسم “العمل” وهو الحزب الذي أسسّ إسرائيل.
ويأتي تزايد قوة “الليكود” رغم عدم رضى الإسرائيليين عن نتنياهو في إدارته لأزمة كورونا، حيث أظهر استطلاع للقناة 12 الإسرائيلية أن 58% من الإسرائيليين راضون عنه على الصعيد الصحي. وبحسب الاستطلاع عبّر 58% من الإسرائيليين عن عدم رضاهم من أداء نتنياهو على الصعيد الاقتصادي في مواجهة فيروس كورونا، مقارنة بـ43% بحسب الاستطلاع السابق للقناة.
