تصاعدت حدة المواجهات الغاضبة التي أطلقها الفلسطينيون، في عدة مناطق بالضفة الغربية، رفضا لمخطط الضم الإسرائيلي، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوف المواطنين، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقال ونشر الحواجز العسكرية، في مسعى منها لإسكات صوت الجماهير.
ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، حاجزا عسكريا على المدخل الشمالي لمدينة سلفيت شمال الضفة، أعاقت خلاله حركة المواطنين وتنقلاتهم، حيث تعمدت احتجاز مركبات المواطنين، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ما تسبب في أزمة مرورية بالمنطقة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابا من مخيم جنين شمال الضفة، على حاجز عسكري جنوب مدينة نابلس، وقال مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب أحمد أمين عنتير، أثناء مروره عن حاجز زعترة العسكري.
وخلال الأيام الماضية، قامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من الشبان على الحواجز العسكرية الثابتة، وعلى حواجز أخرى أقامتها بشكل مفاجئ بين العديد من المدن والبلدات الفلسطينية، وقامت بنقل الشبان المعتقلين على الفور إلى مراكز التوقيف والتحقيق.
وسلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، الطالب الجامعي يزن بعجاوي من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، بلاغا لمراجعة مخابراتها، و في معسكر سالم العسكري، ولهذا الشاب شفيقان معتقلان في سجون الاحتلال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، الخميس، شابا من مخيم نور شمس، شرق طولكرم، وذكرت مصادر من المخيم إن تلك القوات اعتقلت الشاب أحمد عزت زنديق، بعد أن داهمت منزله وتعمدت العبث بمحتوياته.
جدير ذكره أن منطقة الأغوار الفلسطينية المهددة بقرار الضم الإسرائيلي، لا تزال تشهد مواجهات شعبية مع جيش الاحتلال رفضا لتلك المخططات وذلك في إطار الفعاليات الشعبية التي أعلن عن انطلاقها الاثنين الماضي.
وكان عشرات المواطنين أصيبوا بالاختناق، في مواجهات امتدت حتى ليل الأربعاء، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، أطلقه جيش الاحتلال على مدخل قرية فصايل شمال محافظة أريحا والأغوار.
وقد كان المواطنون يشاركون في فعاليات مناهضة لمخطط الضم في تلك المنطقة، حين قام جنود الاحتلال باستهدافهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة.
جدير ذكره أن قوات الاحتلال تغلق مداخل تلك البلدة المهددة بقرارات الضم، وقامت بنشر قوات جديدة من جيشها، ضمن الخطط العسكرية الرامية لمنع إقامة أي فعاليات فلسطينية هناك.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم طفلا من حي وادي قدوم داخل بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، كما اعتقلت الطفل حمد حمزة عبيد (12 عاما)، بعد أن داهمت منزل والده في شارع البستان في بلدة العيسوية، كذلك طالت الاعتقالات المواطن وحيد شبانة وزوجته، بعد اقتحام منزلهما في بلدة الطور شرق القدس المحتلة.
كما أصيب نحو 40 مواطنا خلال مواجهات حامية اندلعت مع الاحتلال الإسرائيلي في بلدة أبو ديس شرق المدينة المقدسة.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها قدمت الاسعاف الأولي الميداني لـ9 مواطنين أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و22 بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، و4 بحروق، إضافة إلى 3 إصابات بالرضوض، خلال مواجهات مع الاحتلال في أبو ديس.
وقد تعمدت قوات الاحتلال خلال تلك المواجهات، إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب منازل المواطنين بشكل متعمد، ما أدى لإصابة 7 مواطنين من عائلة واحدة، إضافة إلى اصابتين بالحروق من منزل آخر احترق جزء منه بسبب قنابل الغاز الكثيفة.
كذلك اندلعت مواجهات أخرى في مدينة القدس، بين قوات الاحتلال والشبان في حي عبيد بقرية العيسوية شمال شرق المدينة.
وتشهد القدس المحتلة حالة غضب شعبي وحزن، على استشهاد الشاب أحمد عريقات، في عملية إعدام ميداني، على حاجز “الكونتينر” شرقي المدينة قبل يومين.
وفي سياق قريب، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، من “باب المغاربة”، وقاموا بجولة استفزازية وأداء طقوس دينية في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، بحماية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة.
واقتحم المستوطنون منطقة “مصلى باب الرحمة” بالمسجد الأقصى المبارك، والتي شهدت اعتداءات متكرر في الأيام الماضية، حيث تخطط سلطات الاحتلال للسيطرة على المصلى لتحويله إلى “كنيس يهودي”، واستمع المستوطنون خلال الاقتحام لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، قبل الخروج من “باب السلسلة.
وفي إطار حرب التهجير القسري الذي تتبعه سلطات الاحتلال ضد سكان مدينة القدس المحتلة، هدمت بلدة الاحتلال هناك مبنيين يضم كل منهما طابقين قيد الانشاء في بلدة عناتا شمال شرق المدينة، بعد أن اقتحمت طواقم البلدية المنطقة وسط انتشار كثيف لقوات من جيش الاحتلال.
وقال رئيس بلدية عناتا طه الرفاعي، إن قوات الاحتلال اقتحمت حي البقعة من البلدة، وهدمت مبنى قيد الإنشاء مكونا من طابقين قيد الإنشاء بمساحة 200 متر مربع لكل طابق يعود للمواطن سائد الخطيب.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال داهمت حي النجمة وهدمت مبنى آخر من طابقين بمساحة 150 مترا مربعا لكل طابق، تعود ملكيته للمواطن علاء علقم من مخيم شعفاط.
وكانت قوات الاحتلال هدمت الأربعاء أربعة منازل في بيتونيا وبيت سيرا وبيت حنينا والطيرة، بحج عدم امتلاك أصحابها التراخيص..
إلى ذلك فقد دعا الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، الدول والمؤسسات الدولية إلى أن تتحرك بشكل جدي وعملي لمنع الاحتلال من تنفيذ مخطط الضم، وأن تأخذ خطوات عملية لمنع الاحتلال من التصرف كدولة خارجة عن القانون.
وقال قاسم “إن المواقف الرافضة لمخطط الضم الاستعماري للضفة الغربية التي عبرت عنها أطراف إقليمية وأممية، هي مواقف مهمة تعكس الإجماع الدولي الرافض لمخطط الضم الاستعماري وعزلة الموقف الأمريكي والصهيوني”، مؤكدا أن هذه المواقف الإقليمية والدولية الرافضة للضم ستكون أكثر تأثيرا “مع تصاعد المقاومة الشاملة لمخطط الضم الاستعماري في الضفة الغربية”، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب أن تجتمع كل القوى والفصائل الفلسطينية لبلورة صيغة نضالية موحدة يشارك فيها الكل الوطني.
