من المقرر أن يعقد الأربعاء اجتماع يضم أعضاء القيادة الفلسطينية، في منطقة الأغوار، المهددة بقرار الضم الإسرائيلي، في إطار التحركات الفلسطينية على الأرض، الهادفة لإفشال المخطط، في وقت كشف فيه النقاب عن مؤتمر صحافي قريب للناطق باسم الجناح العسكري لحماس، يتحدث فيه عن خطة مواجهة مخططات الاحتلال.
ويعقد الاجتماع بحضور أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح ووزراء الحكومة “تعبيرا عن الموقف الحازم الذي اتخذته القيادة ضد مخططات الضم، ودعما للمواطنين في المناطق المهددة بالاستيلاء عليها”.
وقال نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، إن مشاركة الآلاف من الفلسطينيين في المهرجان الجماهيري بأريحا والأغوار، رغم منع الاحتلال، وحواجزه العسكرية، والكلمات التي ألقاها سفراء الدول الأجنبية والغربية، “شكّل رسالة واضحة للاحتلال أن العالم مع الحق الفلسطيني وسيدعمه”.
وأضاف العالول خلال حديثه للإذاعة الفلسطينية أن المهرجان “أبرق رسائل عدة أهمها أن جماهير شعبنا تلتف حول القيادة الفلسطينية، في مواجهة هذا الصلف الأمريكي، وأنه والعالم ضد الضم ولا بد من إفشاله”.
في رسالة واضحة لأمريكا والعالم، اجتماع القيادة الأربعاء سيكون بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن
وأشار إلى أن هناك مجموعة من الفعاليات والنشاطات ستنظم خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن اجتماع القيادة الأربعاء سيكون بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن، في رسالة واضحة لأمريكا والعالم بأن الشعب الفلسطيني متماسك وملتف حول قيادته في رفض الضم.
من جهته قال وزير الخارجية رياض المالكي إن فلسطين ستستمع خلال جلسة مجلس الأمن، لمداخلات الدول الأعضاء الذين سيتحدثون على مستوى وزراء الخارجية أو نوابهم، وذلك من أجل الاستفادة من هذه المداخلات لتكون إشارة واضحة لفلسطين للانتقال إلى الخطوات اللاحقة، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة سيقدم تقريرا دوريا حول ما تم تنفيذه من قرار مجلس الأمن (2334) الخاص بالاستيطان.
وكان الفلسطينيون أعلنوا عصر الإثنين عن بداية الفعاليات الشعبية المناهضة لقرار الضم الذي تنوي حكومة الاحتلال تنفيذه، ويطال 30% من أراضي الضفة الغربية، خلال المهرجان الجماهيري الحاشد الذي عقد في إحدى مناطق الأغوار المهددة بالضم في محافظة أريحا، بمشاركة دولية، وحضور حشد كبير من المسؤولين الفلسطينيين.
وترافق ذلك مع إعلان الحكومة الفلسطينية عن تكليف لجنة تضم وزراء المالية والزراعة والاقتصاد، لتقديم حزمة من الحوافز والمشاريع التطويرية للأغوار، تصديا لقرارات الضم.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية اعتبر أن الرد الشعبي على المخطط “يشكل أساسا للحراك الدولي”، وجدد رفض القيادة الفلسطينية ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية، واستعدادها للتعاطي مع أي جهد دولي تبذله الرباعية الدولية، من شأنه أن يفضي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية الداعية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67.
وفي السياق، كشفت مصادر فلسطينية عن مؤتمر صحافي هام تعقده كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، خلال أيام، حيث أفادت تلك المصادر لصحيفة “فلسطين” المقربة من حماس، بأن المؤتمر سيخرج به الناطق العسكري باسم القسام “أبو عبيدة”، لـ “وضع النقاط على الحروف بمواجهة خطة احتلال أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
وحسب الصحيفة فإن هناك اتصالات إسرائيلية مصرية، تفيد بوجود مخاوف إسرائيلية كبيرة من رد حركتي المقاومة الفلسطينيتين حماس والجهاد الإسلامي، “على خطة احتلال الضفة المعروفة إعلاميا بمخطط الضم الإسرائيلي”.
إلى ذلك، فقد دعت حركة حماس الفلسطينيين لـ “الثورة في كل مكان، حتى نطهر أرضنا ومقدساتنا من دنس الاحتلال”، وقالت في بيان لها: “إن عدونا أوهن من بيت العنكبوت، إن تحركنا صفًا واحدًا لمقاومته وطرده عن أرضنا ومقدساتنا”.
وأضافت الحركة في بيان جماهيري: “إن العدو الصهيوني وخلفه الإدارة الأمريكية، وبعض العرب المتآمرين، يستعدون ليعلنوا مؤامرة جديدة من المؤامرات ضد فلسطين، مؤامرة ضم الأراضي، لتصبح به الضفة الغربية والأغوار أرضا يهودية صهيونية لا حق ولا وجود لأي فلسطيني بها”.
وأكدت أن هذه المؤامرة تعد “استكمالا لمؤامرة سلب واغتصاب أرض فلسطين التي بدأت بنكبة عام 1948، وتواصلت باتفاق أوسلو الكارثة”.
ودعت حركة حماس الشعب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة والقوية في الأنشطة والفعاليات كافة ضد قرار الضم، معتبرةً المشاركة “واجبا دينيا وأخلاقيا ووطنيا”.
وأكدت أن “الثورة الشعبية العارمة، والتحركات الجماهيرية الشاملة والعامة، وتفعيل كل أدوات المقاومة، كفيلة برد العدوان الصهيوني وإيقاف العالم الظالم المتآمر عند حده”.
وقالت: “ليكتب التاريخ أن هذا الجيل من شعب فلسطين وشعوب الأمة قد حمى أرضه ومقدساته، وأفشل العدوان والمؤامرات مهما بلغت الأثمان”.
