زهير أندراوس
رغم مرور ستة أعوام على العدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة في الحملة التي أطلق عليها الاحتلال حملة الجرف الصامد، ما زالت حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) تحتجز أربعة إسرائيليين بين أحياء وأموات، ولم تخضع للضغوطات الإسرائيليّة-المصريّة لإبرام صفقة تبادل أسرى بين الطرفين وفق مقاسات كيان الاحتلال، كما أنّ عائلات الأسرى والمفقودين تمارس الضغوطات على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لإعادة “الأبناء إلى البيت”، لكن وفق كلّ المؤشرات والدلائل والتسريبات فإنّ إسرائيل وحماس ما زالتا بعيدتيْن عن التوصل لاتفاق، الأمر الذي يعود ككيدٍ مرتدٍ على الحكومة الإسرائيليّة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم”، الموالية لنتنياهو، نقلت عن مصادر مطّلعة على المفاوضات التي تُدار مع حركة “حماس” حول صفقة تبادل أسرى قولها إنّ نافذة الفرص النادرة القائمة اليوم قد تُقفل، على حدّ تعبيرها. يُشار إلى أنّ المسؤول عن المفاوضات من الجانب الإسرائيليّ هو يارون بلوم، الذي كان مسؤولاً كبيرًا في جهاز الأمن العّام (الشاباك).
وبحسب كلام المصادر الإسرائيليّة، فإنّ حركة حماس معنية بالاتفاق ولكن العقبات نابعة بالأساس من الجانب الإسرائيليّ، مُشيرة في الوقت عينه إلى أنّ اتصالات غير مباشرة بين الطرفيْن، على ما يبدو بوساطة مصريّة، جرت في الأشهر الأخيرة ببطء شديد، لكن عادت وتسارعت على خلفية أزمة جائحة “كورونا”. ووفق “إسرائيل هيوم”، يتضح الآن أنّه على الرغم من الاستعداد الذي أبدته “حماس”، إلّا أن الاتصالات بين الطرفيْن لا تزال “كسولة”.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر إنّ المسؤولية تُلقى على عاتق الجانب الإسرائيلي لسببيْن أساسييْن: عدم إصغاء المستوى السياسي الرفيع الذي من المفترض أن يقود خطوات اتخاذ القرارات في الموضوع، وفقدان القوة من جانب منسق شؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم.
وأردفت المصادر الرفيعة قائلةً إنّه خلافًا لشخصيات أخرى شغلت سابقًا منصب منسق شؤون الأسرى والمفقودين، لكبح تأثير محدود لمتخذي القرارات ومراحل اتخاذ القرارات، فإن مَنْ ملأ الفراغ هو المسؤول الكبير في الشاباك الذي يُدعى ماعوز، والذي يُعتبر شخصًا مقرب جدًا من رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شابات، المُرشّح الأوفر حظًا لتولّي منصب رئيس جهاز الأمن العّام القادِم (الشاباك).
وتابعت المصادر عينها قائلة إنّ ماعوز يدير في هيئة الأمن القومي، شعبة الشرق الأوسط والعلاقات الخاصة، بما في ذلك كل العلاقات السرية مع الدول الإسلاميّة، لافتة في الوقت عينه إلى أنّ ماضيه في الشاباك ومعرفته الوثيقة بالساحة الفلسطينية والمصرية، وكذلك لغته العربية الفصيحة، جعلته المصدر المركزي في مساعي التسوية التي تجري مع “حماس”، على حدّ قول المصادر التي تحدثت لصحيفة “اسرائيل هيوم”.
وقدّرت بعض المصادر، كما أكّدت الصحيفة، أنّ علاقات ماعوز وقربه من رئيس الحكومة حاليًا هو المفتاح للتوصّل إلى صفقة، مشيرةً إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن بني غانتس مشغولان بالأساس بمُواجهة جائحة “كورونا” وبالأزمة الاقتصادية، وبمسألة الضم وبعدة قضايا سياسية داخلية، ويكرّسان وقتًا قليلًا جدًا لمسألة الأسرى والمفقودين، ومع اهتمام محدود جدًا من صُنّاع القرار في تل أبيب، تابعت الصحيفة العبريّة، فإن هناك فرصًا ضئيلة للمضي قدمًا بالموضوع.
وحذّرت المصادر من أنّ ما أسمته بنافذة الفرص النادرة الموجودة الآن على خلفية وباء كورونا والأزمة الشديدة في القطاع، قد تُقفل، وإذا حصل ذلك لا أحد يعرف متى ستتاح لنا فرصة مُشابهة في المستقبل المنظور، كما قالت المصادر السياسيّة والأمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب.
وكانت مصادر دبلوماسية رفيعة كشفت لفضائية (الميادين)، أن السلطة الفلسطينية كانت تنتظر زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، وليس وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقط إلى رام الله. وقالت المصادر إنّ القاهرة اتصلت بالسلطة الفلسطينية في اللحظات الأخيرة لإبلاغها اعتذار قدوم شكري”، مضيفةً أن “حجة الجانب المصري كانت بأن القاهرة محاصرة ومنشغلة بـ3 ملفات ساخنة، وهي ليبيا وسدّ النهضة وقطاع غزة.
وتابع: الجانب المصري قال إنّ شكري قد يقوم بزيارة المقاطعة خلال الأسابيع المقبلة لوحده، من دون وزير الخارجية الأردني. وختمت المصادر بأنّ تخلف شكري في اللحظات الأخيرة، أثار امتعاض رام الله وقلق عمّان من أنّ موقف القاهرة من عملية الضم، ستكون متواضعة ولن تتعدى التنديد الخطابيّ، على حدّ تعبيرها.
