توالي تسجيل عشرات الإصابات الجديدة بفيروس “كورونا”، مع بداية الموجة الثانية للمرض في المناطق الفلسطينية، ما رفع مؤشر الإصابات بشكل خطير، وهو ما دفع الجهات المختصة لتوسيع دائرة الإجراءات الوقائية، للحد من المرض، ومتابعة خارطة مخالطي المصابين.
عشرات الإصابات الجديدة
وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، صبيحة الجمعة، تسجيل 20 إصابة جديدة بالفيروس في فلسطين، وأوضحت في بيان لها، أن من بين العشرين إصابة 18 في الخليل، وحالة في بيت لحم، وحالة في مدينة نابلس، لتعود في ساعات الظهيرة وتعلن عن إصابة 19 مواطنا آخرين في بلدة تفوح غرب الخليل، ما رفع عدد الإصابات إلى 39 إصابة، لافتة إلى أن حصيلة الإصابات في جميع المحافظات منذ بدء رصد فيروس “كورونا” بلعت 834 إصابة، بينها 218 إصابة نشطة، فيما أعلنت أيضا عن تسجيل 22 حالة تعاف، منها 11 في محافظة قلقيلية و11 في قطاع غزة.
وليل الخميس، أعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة تسجيل 6 إصابات جديدة بالفيروس، واحدة في مدينة الخليل، و5 في مدينة القدس، ما يرفع حصيلة الإصابات في ذلك اليوم إلى 50 إصابة.
وقد أصدرت وزيرة الصحة، سلسلة قرارات بعد الإعلان عن دخول فلسطين بموجة ثانية من جائحة “كورونا”، وتسجيل إصابات متزايدة بالفيروس، وقالت إنه عقب اجتماع عقدته مع لجنة “كورونا” في وزارة الصحة، أن الموجة الثانية تعد أخطر من الموجة الأولى بسبب اكتشاف العديد من البؤر الوبائية غير معروفة المصدر، إضافة إلى إصابة كوادر طبية وصحية بالفيروس داخل المستشفيات.
وأصدرت قرارا بإعادة فتح مراكز العلاج من الفيروس في المستشفى العسكري والثريا، ونابلس، ومستشفى هوغو تشافيز في رام الله، والمركزي الوطني للتأهيل في بيت لحم، وافتتاح مستشفى دورا في الخليل، كما أصدرت قرارا لكافة المستشفيات بوقف العمل بنظام الزيارة في المستشفيات والالتزام بمرافق، كما عممت الكيلة بضرورة الالتزام بتطبيق التعليمات الفنية الصادرة من وزارة الصحة فيما يخص عملية الفرز في كافة المستشفيات خارج أقسام الطوارئ، وتطبيق قواعد مكافحة العدوى بما فيها لبس الكمامة من قبل جميع العاملين في المستشفيات والعيادات، وارتداء اللباس الواقي الكامل للعاملين في مراكز الفرز.
وأكدت أنه سيعاد العمل على صياغة السياسات وآليات العمل الخاصة بمرض “كورونا”، وتفعيل دور الرقابة على تطبيق البروتوكولات الصحية، والقرار بقانون الصادر من الرئيس محمود عباس بالخصوص من قبل طواقم وزارة الصحة والأجهزة الأمنية والمحافظين.
جدير ذكره أن وزارة الصحة أغلقت عدة مشافي في مدن رام الله والخليل ونابلس، بعد ثبوت إصابات في صفوف مرضى وأطباء في تلك المشافي.
تشديد الإجراءات الوقائية
ومع استمرار توالي تسجيل الإصابات بهذا العدد، اتخذت العديد من المحافظات قرارات وإجراءات مشددة، حيث قرر محافظ الخليل اللواء جبرين البكري، استنادا لإعلان الرئيس محمود عباس بفرض حالة الطوارئ ، وتنفيذا لتعليمات رئيس الحكومة، إغلاق بلدات سعير وبيت كاحل وقرية الريحية إغلاقا تاما ولمدة خمسة أيام، على أن يسمح فقط بفتح محلات البقالة والخضار والصيدليات والمخابز في المناطق المغلقة.
كما قرر محافظ الخليل، أن تكون الصلاة في الأماكن الأخرى من محافظة الخليل، ضمن البروتوكولات الصحية المعلن عنها من وزارة الصحة.
كما اتخذت محافظة رام الله والبيرة، قرارا بإغلاق خمسة مقاه لمخالفتها إجراءات الوقاية وعدم الالتزام بالبروتوكول الصحي، بناء على توصية لجنة الصحة والسلامة العامة، وجاء قرار الإغلاق بعد جولة تفتيشية ميدانية قامت بها لجنة الصحة والسلامة العامة في المحافظة، تبين خلالها عدم التزام هذه المقاهي بالإجراءات الصحية ما دفعها لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم .
ودعت المحافظة، في بيان لها، أمس الخميس، كافة المواطنين والمنشآت للالتزام بالبروتوكول الصحي حفاظاً على صحتهم وسلامتهم في ظل تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا، مؤكدة أن لجنة الصحة والسلامة العامة ستكثف من جولاتها التفتيشية لضمان التزام كافة المواطنين بالبروتوكول الصحي المعلن من وزارة الصحة .
من جهته طالب محافظ جنين أكرم الرجوب، جميع سكان المحافظة بالالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية لمكافحة تفشي وباء “كورونا”، وذلك خلال ترأسه اجتماعا طارئا لخلية الأزمة المتعلقة بفيروس “كورونا”، لمناقشة كافة المستجدات والإجراءات الاحترازية التي سيتم تطبيقها لمواجهة تفشي انتشاره في محافظة جنين، على ضوء تسارع ظهور إصابات جديدة بالفيروس في عدد من محافظات الوطن.
في السباق، تواصلت الجولات الرقابية لتطبيق إجراءات السلامة في المراكز التجارية والصناعية، وفي المنتزهات والمقاهي وغيرها من الأماكن التي أعيد فتحها بموجب تخفيف إجراءات الطوارئ، بناء على تعليمات رئيس الوزراء، خاصة بعد بداية الجولة الثانية من المرض.
ارتفاع الوفيات في الجاليات
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية، تسجيل 146 حالة وفاة و2103 إصابة و1212 حالة تعافي في صفوف الجاليات في العالم، وقالت إنه تم تسجيل حالتي وفاة في صفوف الجالية في الولايات المتحدة الأمريكية للمواطنين جميل محمد عبد الفتاح زياد الكسواني (63) عاماً، وعائشة ابو ليله في السبعينيات من عمرها، ليرتفع عدد الوفيات في صفوف الجالية إلى 63، وتسجيل إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات الاجمالي الى 880، وتسجيل حالة تعافي جديدة ليرتفع العدد الى 363 حالة تعافي.
وأفادت سفارة دولة فلسطين لدى المملكة العربية السعودية بتسجيل 3 حالات وفاة جديدة في صفوف الجالية،للمواطنين: سهام عيسى رشاد الحلو 78 عاما، وأسعد سامح أسعد دلول 38 عاما، وآمنة يوسف مقاط 62 عاماً، ليرتفع عدد حالات الوفاة الى 32، وتسجيل 14 إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات الإجمالي الى 74، وقالت إن السفارة والقنصلية هناك تتواصلان مع ذوي حالات الوفاة والإصابات وتقف إلى جانبهم وتقدم لهم أية مساعدة يطلبونها وفقاً لإمكانياتها.
وأفادت سفارة دولة فلسطين لدى تشيلي بتسجيل 8 إصابات جديدة في صفوف الجالية، ليرتفع عدد الإصابات إلى 27، تعافي منها 18 حالة سابقا، وسجلت سابقا حالة وفاة واحدة.
كذلك أفادت سفارة دولة فلسطين لدى نيجيريا بتسجيل أول إصابة بالفيروس في صفوف الجالية في ولاية لاغوس، وهي تحت الرقابة الطبية بالمستشفى، وقالت إنه تم التواصل معها من قبل السفارة ورئيس الجالية لمتابعة حالتها الصحية وتقديم كل ما يلزم لمساعدتها.
إلى ذلك فقد وضلت الجمعة، دفعة من العالقين الفلسطينيين في كندا، بعد أن جرى نقلهم من مطار أردني حطوا به على متن طائرة تقل أردنيين، إلى الجس ومنه إلى مناطق سكناهم في الضفة الغربية، بعد أن خضعوا للبروتوكول الطبي.
وفي إطار الجهود الحكومية لمساعدة السكان على تجاوز الآثار الاقتصادية للجائحة، أصدر الرئيس محمود عباس، قرارا بقانون أعفى فيه ما نسبته 25% من رسوم التراخيص المستحقة لصالح وزارة النقل والمواصلات، لسنة 2020، وذلك في إطار تعزيز إمكانيات الصمود في مواجهة فيروس “كورونا”.
في السياق، كان محافظ سلطة النقد عزام الشوا، قال إن التعليمات والإجراءات التي تم إصدارها خلال الأزمة الصحية الراهنة للمصارف ومؤسسات الإقراض، أسهمت في التخفيف من تداعيات الأزمة على القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وتطرق خلال لقائه وفدا من اتحاد جمعيات رجال الأعمال الفلسطينيين، إلى أهمية برنامج “استدامة” الخاص بتوفير التمويل للمشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر التي تأثرت اقتصاديا بسبب جائحة كورونا، والذي أطلقته سلطة النقد الشهر الماضي بحجم 300 مليون دولار، ويتم تنفيذه حاليا من خلال المصارف ومؤسسات الإقراض المتخصص.
تعافي حالات في غزة
وفي غزة، أعلنت وزارة عن تعافي 11 حالة من المصابين بفيروس كورونا في القطاع، وذكرت الوزارة أنه ما زالت 15 إصابة متبقية تحت العلاج بمستشفى العزل برفح جنوب القطاع، لافتة إلى أنه لم تسجل الوزارة أية حالات إصابة بالفيروس بعد إجراء 49 فحصًا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقد أشاد الفريق الاستشاري للجنة الفنية لمواجهة جائحة “كورونا” ، بعمل مراكز الحجر الصحي كفكرة أثبتت نجاعتها، وتؤدي مهامها بكل كفاءة ، معتبرين اياها الأداة الأهم ضمن الاجراءات الوقائية الناجحة، جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري للفريق الاستشاري للجنة الفنية لمواجهة الجائحة، برئاسة وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش ، لبحث ومناقشة مستجدات المشهد الصحي في قطاع غزة والجهود المبذولة في تنفيذ الإجراءات والسياسات لتحصين المجتمع .
وأجمع أعضاء الفريق على أهمية تعزيز عمل مراكز الحجر الصحي ، بما يتضمنه إجراءات الحجر من بروتوكولات صحية معتمدة، كما ودعا الفريق الى ضرورة متابعة تنفيذ الضوابط والإجراءات الوقائية في مختلف المرافق العامة التي سمح لها بعودة العمل ، كما وتم مراجعة الإجراءات المنفذة على المعابر لمراقبة حركة الأفراد والبضائع والتأكد من السلامة وتطبيق الإجراءات
وفي السياق، كانت وزارة الاقتصاد الوطني، أعلنت عن سماحها بإدخال الملابس والأجهزة الكهربائية المستخدمة، إلى القطاع، على أن يتم الالتزام بالمتطلبات الفنية والإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس “كورونا” في حال استيراد سلع مستخدمة، وعلى أن يتم حجز الملابس المستخدمة مدة 48 ساعة.
وأضافت أن قرارها تضمن أن يكتب “تعهد من قبل الشركة المستوردة” بغسل الملابس كافه قبل عرضها للبيع، وكذلك يجب على العمال ارتداء قفازات شديدة التحمل ومراييل واقية وكمامات أثناء تفريغ البضائع من الحاويات وأثناء عملية غسيل الملابس، والتأكيد على أن تتم عملية غسل الملابس حسب البروتوكول المعد من قبل وزارة الصحة.
