لا تزال أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذين بدأ عدد منهم خطوات احتجاجية متصاعدة، تشهد تراجعا كبيرا، خاصة المرضى منهم، بسبب استمرار سلطات الاحتلال في انتهاج سياسة “الإهمال الطبي”.
في هذا السياق، قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين فواز شلودي، عقب زيارته، عددا من الأسرى المرضى في “عيادة سجن الرملة”، إن الأسرى المرضى القابعين هناك يعانون من أوضاع صحية خطيرة، وظروف اعتقالية قاسية وصعبة.
وأشار إلى وجود 14 أسيرا مريضا يعانون من انعدام الخدمات الطبية والرعاية الصحية، وعدم تشخيص الحالات المرضية، وانعدام تقديم العلاجات والأدوية اللازمة لهم، ومساومة الأسرى على العلاج، وتقديم المسكنات والمنومات.
وأوضح أن غالبية الأسرى المرضى هناك يعانون من الشلل والإصابة بالرصاص، ويتنقلون على كراسي متحركة، ويعتمدون على أسرى آخرين للقيام باحتياجاتهم اليومية.
وأوضحت الهيئة، أن الأسرى المرضى الموجودين هناك هم خالد الشاويش، ومنصور موقدة، ومعتصم رداد، وموفق عروق، وناهض الاقرع، وصالح صالح، وقتيبة الشاويش، ومحمد طقاطقة، ومعمر الصباح، ومحمد تعمري، وصبري بشير، وهيثم بلل، وفضل الكركي، وأرقم هرشة، فيما يقوم على خدمتهم الأسيران اياد رضون وعليان عمور.
ويقول الشلودي أن الأسير أرقم هرشة، يعاني من ظروف صعبة، حيث اعتقل قبل نحو شهر بعد اطلاق النار عليه من قبل الجنود واصابته برصاص متفجر بالقدم اليمنى، وأدت الى تكسر بالحوض، حيث لا تزال الشظايا حتى اليوم موجودة بجسد الأسير لصعوبة إخراجها لتواجدها بجانب الأوردة، وقد مكث الأسير بالمستشفى لمدة 8 أيام وبعدها تم نقله الى مستشفى الرملة ويتنقل اليوم على عكاز لأنه لا يستطيع تحريك قدمه جيدا.
ويشتكي الأسرى خاصة المرضى وعددهم يفوق الـ 700 أسير، من إهمال سلطات الاحتلال علاجهم بشكل متعمد، مما فاقم من أوجاعهم، كما أدى تجاهل علاج مرضى السرطان إلى انتشاره في أجسادهم، ما أدى إلى وفاة بعضهم داخل السجون، وآخرون بعد إطلاق سراحهم بوقف قصير.
وزادت أزمة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال بشكل أكبر، بعد انتشار وباء “كورونا”، حاصة وأن سلطات الاحتلال وضعت قيودا مشددة على وصول الأطباء لهم.
وفي هذا السياق، كان مركز مختص بمتابعة أوضاع الأسرى، كشف النقاب فإن الأسرى المرضى يتم عرضهم على خدمة “الفيديو كونفرنس” وخاصة في معتقل النقب بحجة وباء ” كورونا” وعدم الاختلاط .
وطالب مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الانسانية والحقوقية بزيارة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي للاطلاع على أحوال الأسرى المرضى الذين يشتكون من تدهور حالتهم الصحية بسبب عدم عرضهم على أطباء بشكل مباشر.
وحذر من تكريس هذا الواقع بوجود “كورونا” وعدم وجودها، كون أن الخدمة تخفف عبء السفريات وعملية نقل الأسرى ومصروفات الأمن والأجهزة الطبية في المستشفيات.
وطالب المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لمتابعة أحوال المرضى وانقاذ حياتهم من الموت البطيء والالتزام بمواد وبنود اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بحقوقهم الأساسية والانسانية وخاصة في موضوع العناية والرعاية الصحية وتقديم العلاجات والمتابعة الطبية.
وكثيرا ما نادت المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بأوضاع الأسرى، بتدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية ذات العلاقة، من أجل إرسال فرق طبية للاطلاع على أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المرضى منهم.
إلى ذلك قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن هناك 43 أسيرًا، بينهم قاصر، يمرّون بظروف اعتقال صعبة ومزرية بكل معنى الكلمة في مركز توقيف “عصيون”، في ظل انعدام أية مقومات معيشية وإنسانية داخل غرف السجن، وعدم توفر الملابس أو السماح لهم بالاستحمام فضلًا عن سوء الطعام المقدم لهم نوعا وكما، مشيرة إلى أن النظافة في ذلك السجن منعدمة، فيما يوجد اكتظاظ داخل الغرف، علاوة عن عدم تلقي الحالات المرضية هناك أي رعاية طبية.
وأوضحت الهيئة، أن معتقل عصيون يعتبر محطة مؤقتة لتوقيف الأسرى لحين نقلهم إلى السجون، وجيش الاحتلال هو المسؤول عن إدارته، ويتعرض فيه الأسرى للمعاملة القاسية والوحشية ويمارس بحقهم العديد من صنوف التعذيب والممارسات اللاإنسانية والمهينة.
