] بومبيو في فلسطين المحتلّة: ضمّ الضفّة... وإيران والصين - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 14 أيار (مايو) 2020

بومبيو في فلسطين المحتلّة: ضمّ الضفّة... وإيران والصين

شهيدان في الضفة والـ48: يعبد تُقلق العدو
الخميس 14 أيار (مايو) 2020

من الطبيعي أن تثير زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تساؤلات حول أهدافها وتوقيتها كونها أول زيارة لمسؤول أميركي وأجنبي إلى فلسطين المحتلة منذ قرار الإغلاق نهاية آذار/ مارس الماضي. وتأتي الزيارة في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي تحديات غير مسبوقة على المستويين الصحي والاقتصادي جراء وباء كورونا. ونتيجة ذلك، احتلّ الفيروس رأس اهتمامات البلدين، إذ من المفترض أن يلقي بظلاله على اهتماماتهم الخارجية. مع هذا، يبدو أن مسار التطورات دفع إدارة دونالد ترامب إلى إرسال بومبيو، الذي عقد لقاءات مع كل من بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، لبحث ضم أراضٍ من الضفة المحتلة إلى الكيان، وفق مخطط ترامب، إضافة إلى بحث «التحدي الإيراني» والعلاقات الصينية ــــ الإسرائيلية. وفق التقارير العبرية، لم يقدم بومبيو التزاماً أميركياً يخص الجدول الزمني الذي حدَّدته الحكومة الإسرائيلية لعملية الضم، وهو ما تم تحديده في الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وغانتس أن يكون مطلع تموز/ يوليو المقبل. وقال وزير الخارجية الأميركي إنه يعتزم الاستماع إلى ما يفكر فيه نتنياهو وغانتس، ودراسة «كيفية تطبيق مخطط ترامب بأفضل صورة».

في الموضوع الثاني، تحدث بومبيو عن كيفية مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران، وردعها، في حين أن نتنياهو أعرب عن تقدير تل أبيب لموقف البيت الأبيض «الحازم ضد الجمهورية الإسلامية»، بما في ذلك جهود الإدارة الحالية لمد الحظر الدولي على الأسلحة ضد طهران، مؤكداً الاستمرار في الشراكة الأميركية ــــ الإسرائيلية، «لمكافحة ومواجهة إيران في الشرق الأوسط وسوريا وفي كل مكان». هنا رأى بومبيو أن من الضروري مواصلة العمل لكبح إيران، لكنه أقر بأن رهانهم على مفاعيل كورونا في إيران أخفق. وقال: «حتى خلال هذا الوباء، يستخدم الإيرانيون موارد النظام لإثارة الإرهاب في جميع أنحاء العالم». كما تناول المحطة المقبلة، التي من الواضح أنها ستشكل تحدّياً مفصلياً خلال الأشهر المقبلة، بالقول: «لدى إيران، في أكتوبر (تشرين الأول) القدرة على بناء قدراتها التقليدية بصورة تسمح لها بسهولة أكبر لتنفيذ إرهاب في العالم وابتزاز دول في العالم، وبذلك إنتاج حيِّز إضافي لهم لمواصلة تطبيق البرنامج الذي سيفضي في نهاية المطاف إلى زيادة المخاطر».

في شأن آخر، كشفت تقارير إسرائيلية أن إدارة ترامب «قلقة من دخول شبكة هواوي في مجالات تعاون في إسرائيل، لأنها شبكة مرتبطة بالحزب الشيوعي في الصين، والولايات المتحدة تخشى من جمعها الداتا وإمكانية استخدامها كسلاح سايبر ضد الولايات المتحدة وإسرائيل»، كما أن الاهتمام الذي تُبديه الصين بـ«الهايتك» الإسرائيلي وبالتطويرات الأمنية المتعلقة «يُقلق الإدارة». وكان نتنياهو قد أعلن أنه سيعيد دراسة فوز شركة صينية في مناقصة من أجل إنشاء محطة تحلية في «بالماحيم». هكذا، في الخلاصة، تتقاطع زيارة بومبيو مع أكثر من سياق محلي وإقليمي ودولي، بدءاً من الضم، مروراً بمواجهة إيران، وصولاً إلى كبح مسار التعاون الإسرائيلي ــــ الصيني، إذ إن اجتماع هذه السياقات دفع إلى هذه الزيارة التي بدا أنها نُفّذت على عجل.

مع أن ساحة الحدث الأساسية لجيش العدو في الأيام الأخيرة داخل الضفة كانت يعبد، حيث يبحث عن منفذ «عملية الحجر»، فإن هذا لم يمنعه من ممارسة إجرامه في أماكن أخرى، ليرتقي بذلك شهيدان في الخليل وفلسطين المحتلة.

بعد مسلسل طويل من الاعتقال وحملات الدهم الإسرائيلية بحق شبان في بلدة يعبد جنوب غرب جنين (شمال الضفة المحتلة)، عمّ السكون هناك منذ نهاية العام الماضي، بل ربما أحس المستوطنون بالارتياح في المستوطنة الوحيدة المتبقية في جنين: «ميفو دوتان». لكن هذا «الهدوء» سرعان ما تبدد وأجبر العدو على إعادة حساباته عقب قتل جندي في لواء «غولاني». وبينما يتواصل البحث في يعبد عن ملقي الحجر، بالتوازي مع عودة الاشتباكات بين الشبان والجنود، ارتقى الفتى زيد القيسية (15 عاماً) خلال مواجهات في مخيم الفوار جنوب الخليل (جنوب) عقب كشف الشبّان كميناً لقوات الاحتلال في ساعات الصباح الباكر، ليتبعه شهيد آخر في فلسطين المحتلة 1948 هو مصطفى درويش يونس (26 عاماً) من بلدة عارة.

وفق مصادر محلية، تسللت قوة من جيش العدو إلى الفوار في ساعات الصباح الباكر على غير العادة، وكانت تستقل شاحنة مدنية سرعان ما اكتشفها الشبّان لتدور مواجهات كبيرة، دفع خلالها العدو بتعزيزات. وخلال المواجهات، أطلق قناصو الاحتلال النار من أسطح المنازل، ما أدّى إلى استشهاد القيسية وإصابة أربعة آخرين بالرصاص. لاحقاً، قبيل العصر، وسط فلسطين المحتلة وأمام مستشفى «تل هشومير»، أعدم أمن العدو الشاب يونس بزخات من الرصاص، رغم أنهم كانوا قد قيّدوه ولا يشكل خطراً عليهم، وذلك بحجة مشادة كلامية تطورت إلى شجار، علماً بأن عائلة الشهيد تقول إنه مريض بالصرع وجاء إلى المستشفى للعلاج برفقة أمه. وقالت عمّة يونس، عبر فيديو مصور، إن مستوطناً وزوجته سألا ابن شقيقها: «لماذا لا تضع كمامة»، فردّ عليهما: «أنا حر»، ثم عند خروجه أطلق الأمن النار عليه واستشهد أمام والدته.

مع تصاعد الأحداث، وتوقع مسيرات غاضبة في الداخل المحتل وكذلك مواجهات في الضفة، لا يزال العدو مصدوماً مما حدث صبيحة الثاني عشر من الشهر الجاري. فالجندي المقتول لم تحمه خوذته ولا التباهي باسم لواء النخبة الذي ينخرط فيه، وكان يغني بين جنوده ويقول لهم: «جندي غولاني يسير غير ملتفت إلى الوراء، لأنه يعلم أن كل الدولة خلفه»! وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، كشف التحقيق الأولي أن منفذ الهجوم نصب للجندي كميناً خلال عملية «روتينية» في البلدة، وانتظر مرور قوة راجلة أسفل بناية من ثلاثة طوابق، ثم تعمد جذب انتباه الجنود، وعندما رفع الجندي القتيل رأسه أسقط المنفذ «صخرة كبيرة» عليه. وتُظهر مشاهد متداولة عبر مواقع التواصل آثار كمية دماء كبيرة نزفها الجندي قبيل إعلان مقتله.

يعمل العدو بطريقة مختلفة في يعبد، بالاعتماد أكثر على الجهد الاستخباري

جُنّ العدو، فسارع إلى عملية واسعة في البلدة استهدفت أولاً الحي الذي نُفّذت داخله العملية، ثم امتدت إلى أحياء أخرى، وتخللتها مواجهات عنيفة مع الشبّان، فيما بلغت حصيلة الاعتقالات في أول يومين من العملية نحو 22، بينهم فتيات لا ذنب لهن سوى سكنهن في المكان. ويقطن يعبد ومناطق تتبع لها نحو 30 ألف فلسطيني، فيما تشهد المقاومة الشعبية (إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة) فيها مداً وجزراً، بحكم الاعتقالات الواسعة التي يشنها العدو بين شهر وآخر، إذ خلال الأشهر الستة الماضية تعرّضت البلدة لأقسى الحملات، الأمر الذي يفسر توقف الهجمات على مركبات المستوطنين قرب البلدة، لكن «عملية الحجر» حولت الأنظار مجدداً نحو المنطقة. وسبق أن تعرض شباب البلدة لسلسلة من الضربات المتدرجة، أبرزها إعلان جهاز «الشاباك» اعتقاله خلية من خمسة شبّان (منتصف كانون الأول/ديسمبر 2017) لضلوعهم في إطلاق نار وإلقاء زجاجات حارقة صَوب الشارع الاستيطاني هناك.
أما «ميفو دوتان»، فكانت ولا تزال هدفاً، إذ شهدت عمليتين، واحدة قبل يوم من قرار واشنطن نقل سفارتها، وأخرى بعده بساعات. وقد استهدف مقاومون في كلتا العمليتين حافلة إسرائيلية، علماً بأن العدو كان قد أفاد في نهاية أيلول/سبتمبر 2017 بانفجار عبوة ناسفة في المنطقة. وعقب مئة يوم على قرار دونالد ترامب، تحديداً في آذار/مارس 2018، نفّذ الأسير المحرر علاء قبها عملية دهس في المستوطنة أدت إلى مقتل جندييْن من العدو وإصابة ثلاثة آخرين بجراح خطيرة. كما سجل العشرون من آذار/مارس 2019 إطلاق نار على نقطة لجيش الاحتلال قرب يعبد، وأيضاً في التاسع من نيسان/أبريل 2019 عادت البندقية إلى المكان نفسه حيث استُهدف برج عسكري بالرصاص عند حاجز «دوتان».

ويلاحظ هذه المرة أن جيش العدو يواصل حملته الواسعة في يعبد، الشهيرة باستشهاد المقاوم السوري عز الدين القسام في أحراجها، لكن هذه المرة على نحو متقطع لا متواصل، ومَرَدّ ذلك، وفق مراقبين، إلى محاولة العدو تفعيل الجهد الاستخباري، ولاقتناعه بأن الضغط على المنفذ عبر الدهم لن يشعره بالأمن بل سيجعله يتخذ المزيد من إجراءات الحيطة والحذر. أما بشأن الطريقة، فتحفل ذاكرة المقاومة بنماذج لـ«كمائن الحجارة» منذ الانتفاضة الأولى حتى الآن، أبرزها ما اشتهر بـ«عملية الساقوف» داخل البلدة القديمة في نابلس عام 1989 حين أسقط الأسيران المحرران إبراهيم الطقطوق وسمير النعنيش صخرة كبيرةً (ساقوف وفق تسمية أهالي نابلس) على رأس أحد جنود العدو فقُتل فوراً. وأخيراً في 24 أيّار/مايو 2018، داخل أزقة مخيم الأمعري في رام الله، حيث أسقط الأسير إسلام أبو حميد حجر رخام على جندي من وحدة النخبة «دوفدوفان» فأرداه قتيلاً بعد يومين من إصابته. وهذا يعني أن إلقاء الصخور الكبيرة على قوات العدو ليس جديداً، لكن معظمه كان يستهدف آليات وليس الجنود، ولذلك سيمثّل هذا الأسلوب مجدداً هاجساً يلاحق العدو أثناء حملات اعتقال الفلسطينيين ليلاً.

- الأخبار


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 13

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28