] تل أبيب: حملة دبلوماسيّة أردنيّة مُكثفّة تُطالِب دول العالم بمنع إسرائيل من ضمّ الأغوار ومستوطناتٍ بالضفّة الغربيّة وتؤكّد أنّ التداعيات ستكون كارثيةً والشرق الأوسط سيشتعِل - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 26 نيسان (أبريل) 2020

تل أبيب: حملة دبلوماسيّة أردنيّة مُكثفّة تُطالِب دول العالم بمنع إسرائيل من ضمّ الأغوار ومستوطناتٍ بالضفّة الغربيّة وتؤكّد أنّ التداعيات ستكون كارثيةً والشرق الأوسط سيشتعِل

الأحد 26 نيسان (أبريل) 2020

زهير أندراوس:
ما زالت إسرائيل تتوجّس من تداعيات ضمّ غور الأردن ومستوطنات في الضفّة الغربيّة لسيادتها، وعلى نحوٍ خاصٍّ قلقها العميق من ردّ الفعل الأردني، الذي يصل بحسب مصادر سياسيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب إلى حدّ إلغاء اتفاق السلام بين الدولة العبريّة والمملكة الهاشميّة، والمُواقَّع في العام 1994 والمعروف باسم “اتفاق وادي عربة”.
وفي تقريرٍ حصريٍّ بثته مساء أمس السبت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، نقلت عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ المملكة الهاشميّة وفي حملةٍ دبلوماسيّةٍ مُنسّقةٍ مع السلطة الفلسطينيّة في رام الله، توجّهت إلى العديد من دول العالم ولبت تدّخلها لكي تقوم بالضغط على كلٍّ من نتنياهو وغانتس كي لا يقوما بعملية الضمّ بالضفّة الغربيّة، كما قالت المصادر، لافتة في الوقت عينه إلى أنّ التوجّه الأردني للضغط على إسرائيل بدأ بعد أنْ تمّ التوقيع على تشكيل حكومة نتنياهو الخامِسة، والتي تسمح له بعرض الضمّ على الحكومة بدءًا من شهر تموز (يوليو) القادم، وتابع التلفزيون العبريّ قائلاً إنّ الأردن يُشدِّد في حملته على أنّ القيام بخطوة الضمّ سيؤدّي إلى نتائج كارثيةٍ وخطيرةٍ جدًا، بالإضافة إلى أنّ ضمّ الأغوار ومستوطناتٍ في الضفة الغربيّة سيُشعِل منطقة الشرق الأوسط، كما أكّدت المصادر.
إلى ذلك، كشف مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، كشف النقاب نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، عن أنّه في الأيام الأخيرة، أعربت قيادة المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة عن قلقها الشديد على مستقبل العلاقات بين تل أبيب وعمّان، مُضيفًا في الوقت عينه أنّه على خلفية تقديم مبادرة الإدارة الأمريكيّة، وفي الأساس نيّة رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، إعلان ضمّ غور الأردن للسيادة الإسرائيليّة، حذّرت القيادة الأمنية من تأثير خطواتٍ أحاديّة الجانب في العلاقات مع الأردن، كما أكّدت المصادر.
وأردف إنّه بالاستناد إلى هذا التقدير المعروف لدى المستوى السياسيّ، يخضع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لضغوطٍ داخليّةٍ متعددةٍ، تضغط أيضًا على حكمه، مُشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّ العاهل الأردنيّ يتعرّض أيضًا الملك للانتقاد بسبب الوضع الاقتصاديّ في المملكة الهاشميّة، والكشف عن تفشّي الفساد في الحكومة، وأردفت المصادر عينها قائلةً إنّ أطرافًا كثيرةً في الأردن، بينها حركة (الإخوان المسلمين)، تُعارِض بشدّةٍ العلاقات السياسيّة والأمنيّة الوثيقة التي تقيمها المملكة مع إسرائيل، وبناءً على ذلك، أوضحت المصادر الأمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، فإنّ خطوةً إسرائيليّةً غير منسقةٍ، وبصورةٍ خاصّةٍ إعلان ضمّ غور الأردن، يُمكِن أنْ تزعزع العلاقات، وبالاستناد إلى جزءٍ من التقديرات، سيطرح ضمّ غور الأردن للسيادة الإسرائيليّة تساؤلات في المملكة الهاشميّة وفي كيان الاحتلال بشأن استقرار اتفاق السلام المُوقّع بين البلدين منذ العام 1994 برعايةٍ أمريكيّةٍ، على حدّ تعبير المصادر.
وكشفت المصادر للصحيفة العبريّة عن أنّه عشية الانتخابات الأخيرة التي جرت في الـ17 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، كان نتنياهو على وشك إعلان قراره طرح قانون ضمّ غور الأردن على الحكومة، لكنّه تراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة، واكتفى بكلامٍ عامٍّ بشأن نيته الضمّ بعد الانتخابات، الأمر الذي لم يتحقق بعد أنْ تبينّ عدم نجاحه في تأليف حكومةٍ جديدةٍ، طبقًا للمصادر.
وأشار المُحلِّل هارئيل في (هآرتس) إلى أنّ المُحلِّل السياسيّ الإسرائيليّ، بن كاسبيت، كان قد كتب آنذاك في صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ نتنياهو تريث قليلاً بعد استشارةٍ هاتفيّةٍ عاصفةٍ مع رؤساء المؤسسة الأمنية، حذّره خلالها رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرغمان من الانعكاسات الخطيرة المتوقعة للخطوة، ويبدو الآن أنّ التحذيرات تعود من جديد، على حدّ قوله.
جديرٌ بالذكر، أنّ رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) الأسبق، إفراييم هليفي، قال مؤخرًا إننّي أرى خطرًا كبيرًا على اتفاق السلام مع الأردن، ولا أتهِّم المملكة بذلك، بل أُوجِّه أصابع الاتهام لإسرائيل، وأضاف الرجل، الذي قاد المحادثات والمفاوضات السريّة مع الأردنيين، والتي أدّت لتوقيع اتفاق السلام (وادي عربة) عام 1994، أضاف أنّه في السنوات الأخيرة ابتعدت الحكومات الإسرائيليّة على اختلافها عن المملكة الهاشميّة، بالإضافة إلى احتقار الأردن والتقليل من مكانته والاستخفاف به، وذلك في نفس الوقت الذي تحوّل وضع المملكة الجيو-سياسيّ إلى سيءٍ للغاية، على حدّ قوله.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 2 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28