] «المشتركة» تتفق مع «أزرق ـ أبيض» على بند سياسي يحول دون تطبيق «صفقة القرن» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 16 آذار (مارس) 2020

«المشتركة» تتفق مع «أزرق ـ أبيض» على بند سياسي يحول دون تطبيق «صفقة القرن»

وديع عواودة - «القدس العربي»
الاثنين 16 آذار (مارس) 2020

قال رئيس القائمة المشتركة لـ «القدس العربي» إنها قررت التوصية أمس أمام رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين على تكليف بيني غانتس رئيس كتلة «أزرق ـ أبيض « بتشكيل حكومة، لأنها وعدت نفسها وجمهورها بالعمل على إسقاط بنيامين نتنياهو «المحرض الأكبر» على العرب الفلسطينيين في طرفي الخط الأخضر، إضافة الى سلسلة شروط من شأنها تقريب فلسطينيي الداخل من حقوقهم المدنية.
وأكد مصدر مطلع في القائمة المشتركة لـ القدس العربي» إن هناك بندا في الاتفاق يحول دون إخراج «صفقة القرن» الى حيز التنفيد.
وفي بيانها قالت القائمة المشتركة أمس إن قرار التوصية الذي اتخذ بالأغلبية داخل القائمة المشتركة على غانتس يهدف أساسا لتمرير مرحلة برلمانية لوضع ترتيبات بشأن ولاية الكنيست الحالية، تبعد الليكود وزعيمه نتنياهو عن مفاتيح القرار في الكنيست.
وأكدت أنها تتابع محاولات تشكيل حكومة وحدة بين الليكود وبين أزرق ـ أبيض وأن التوصية لا علاقة لها بالموقف من الحكومة وتركيبتها لاحقا. وذلك في إشارة لوجود حاجة لمفاوضات أشمل وأعمق لاحقا قي حال تم تكليف غانتس بتشكيل حكومة بديلة لنتنياهو الموجود في سدة الحكم على التوالي مند 2009.
والتقى وفد المشتركة أمس الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، في إطار المشاورات التي يجريها لتكليف عضو كنيست لتشكيل الحكومة. واتخذت المشتركة قرارا بالأغلبية للتوصية (بمعارضة التجمع الوطني الديمقراطي) على رئيس تحالف بيني غانتس لتشكيل الحكومة بهدف منع نتنياهو من الحصول على تكليف لتشكيل الحكومة، منوهة في بيانها أن هذا قرار منفصل تماما عن موقف القائمة اللاحق من الحكومة.
يشار أيضا الى أن هناك 61 نائبا من 120 نائبا سبق وأعلنوا وقوفهم ضد نتنياهو مما يعطي غانتس فرصة للتغلب عليه، فيما يرى مراقبون أن غانتس سيستثمر تكليفه من قبل رئيس إسرائيل لتشكيل حكومة من أجل الضغط على نتنياهو وفرض شروطه عليه لتشكيل حكومة وحدة وأنه يفضل هدا الخيار على تشكيل حكومة ضيفة برئاسته نظرا لضغط الشارع الإسرائيلي نحو حكومة وحدوية.
وضم وفد المشتركة رؤساء الأحزاب الأربعة المكونة لها، وهم النواب أيمن عودة وامطانس شحادة وأحمد طيبي ومنصور عباس.
وكانت كتلة أزرق ـ أبيض قد توجهت للقائمة المشتركة بشكل رسمي، بطلب الحصول على توصية القائمة لصالح غانتس، وعقدت في هذا الخصوص جلستين رسميتين بين وفدي الكتلتين، وضم وفد المشتركة للمفاوضات النواب شحادة والطيبي وعباس وعايدة توما سليمان، في حين ضم وفد أزرق ـ أبيض النائبين آفي نيسانكورن وعوفر شيلح.
وطرح وفد المشتركة مطالب أساسية للمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، وبضمنها المطالب السياسية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلى جانب ضرورة وقف كلي لجرائم تدمير البيوت العربية، وتوسيع مناطق النفوذ للمدن والبلدات العربية، ومحاربة الجريمة المستفحلة.
وتابعت القائمة المشتركة في بيانها «كانت الأجواء إيجابية بين الوفدين، لهذه المرحلة العينية. وقد رأت المشتركة أن قائمة أزرق ـ أبيض اضطرت أمام تعاظم قوة القائمة المشتركة، للتعامل معها بشكل مباشر، خلافا لما سبق.
في حين أن للتوصية تأثيرا مباشرا على قرارات مهمة تتعلق بإدارة الكنيست، بدءا من منصب رئيس الحكومة، واللجنة الإدارية المؤقتة، وغيرهما، ما يفسح مجالا أكبر أمام القائمة المشتركة للمناورة البرلمانية في عدة اتجاهات». وتؤكد أن قرارها الحالي لا علاقة له بتشكيل الحكومة والموقف منه، وهي تتابع احتمال تشكيل حكومة وحدة، أو حكومة طوارئ، كما تسميها أطراف في الليكود وأزرق أبيض.

بين السيىء والأسوأ

وأوضح رئيس المشتركة أيمن عودة لـ «القدس العربي» أن المشتركة وقفت أمام خيارين أحلاهما مر فهي مضطرة للاختيار بين السيىء والأسوأ. لافتا إلى أن عدم توصية «المشتركة» على بيني غانتس تعني بالضرورة استمرار «المحرض الأكبر» نتنياهو في سدة الحكم.
وأوضح عودة أن المشتركة توصلت لاتفاق أولي مع أزرق ـ أبيض يلتزم غانتس بموجبه في حال شكل حكومة بإلغاء قانون هدم المنازل العربية غير المرخصة والمعروف بـ قانون « كامنيتس «، علاوة على خطة حكومية لمكافحة العنف والجريمة داخل الشارع العربي تطبق فورا، وغيرها من الشروط المدنية والمطالب الحياتية المرتبطة بالمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، والبالغة نسبته 18 في المئة.
وتابع «رغم كل ما قلناه فإن احتمال تشكيل حكومة ضيقة بدعم من القائمة المشتركة ربما يبلغ 40 في المئة مقابل 60 في المئة لاحتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية بين « أزرق ـ أبيض « وبين الليكود أو حكومة طوارئ بسبب انتشار عدوى كورونا.
وقال رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست النائب أحمد الطيبي إن قرار « المشتركة» بالتوصية على بيني غانتس لم يكن سهلا، لكنها ستفعل كل ما بوسعها من أجل التخلص من نتنياهو فيروس العنصرية في إسرائيل.
وكان متطرفون يهود قد حاولوا الاعتداء على الطيبي وهم يرددون «الموت للطيبي» خلال خروجه من مقر رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين، وعقب الطيبي على التهديدات بالقول «نحن أقوى منكم».

فيروس العنصرية

وأمام ريفلين قال الطيبي حسب بيان صادر عنه «نوصي ضد فيروس كورونا وضد فيروس العنصرية. فخور بأطبائنا العرب والممرضين والممرضات وكل الطواقم الطبية العربية ونحن موحدون في التوصية وبالإجماع».
وأكد نائب في القائمة المشتركة لـ «القدس العربي» أن الاتفاق بين القائمة المشتركة وكتلة أزرق أبيض يشمل بندا سياسيا مرتبطا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي تمت صياغته بعناية وحذر، مفاده أن حكومة برئاسة غانتس لن تقوم بخطوات سياسية أحادية في إشارة لـ «صفقة القرن» التي يستعد نتنياهو للشروع بتطبيقها بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال بقيا في الحكم.

الشيوعي والجبهة: نتنياهو يستغل أزمة «كورونا» لتكريس حكمه

ويحذّر الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة من استغلال رئيس الحكومة نتنياهو لأزمة فيروس الكورونا لضرب جهاز القضاء وحرية الفرد، في ظل أجواء الطوارئ السائدة في البلاد.
وقالا في بيان مشترك إنّ فرض أنظمة الطوارئ على جهاز القضاء لمنع محاكمة نتنياهو وتفعيل أجهزة مراقبة إلكترونية على المواطنين هي خطوات خطيرة يقوم بها رئيس حكومة لا يتورع عن أي عمل للتشبث بكرسي الحكم، رغم أنه لا يملك أكثرية بين الجمهور.
وحيا الحزب الشيوعي والجبهة الكوادر الطبية العربية واليهودية التي تقف رأس حربة في مجابهة المرض، وتخدم الإنسان لكونه إنسانًا، في حين أنّ رئيس الحكومة الذي تدهور في عصره جهاز الصحة إلى أزمة خانقة مزمنة يواصل التحريض ليل نهار على نحو مليوني مواطن عربي، وعلى شرعية وجودهم في الحيز العام وفي الساحة السياسية.
كما يحذر الحزب الشيوعي والجبهة من تدفيع ثمن الأزمة للعاملين والطبقة الوسطى، من خلال فصل العاملين والمس بحقوقهم ومدخراتهم. كما يتوجب توفير دعم جدي للمستقلين وأصحاب المصالح الصغيرة والمتوسطة.
ويؤكد الحزب الشيوعي والجبهة أنّ واجب الساعة هو الإطاحة بنتنياهو، ويحذران من تأسيس «حكومة وحدة» بالشراكة مع نتنياهو واليمين الفاشي.
وفي هدا السياق قال النائب الشيوعي اليهودي في المشتركة الدكتور عوفر كسيف في تغريدة إن المشتركة تفعل ما بوسعها من أجل ديمقراطية حقيقية وتقف ضد الفاشية والعنصرية اللتين يقودهما نتنياهو وزمرته. وتابع «في هده الساعات المصيرية أنا فخور بالقائمة المشتركة ونحن معا نستخدم قوتنا كي نستبدل نتنياهو وطريقه العنصري».

يناور ويضلل

وكان نتنياهو قد كرر دعوته للمعارضة للانضمام لحكومة وحدة وطنية بالتناوب، على أن يكون هو رئيس الوزراء في الفترة الأولى، أو حكومة طوارئ لستة شهور تشمل كل الكتل عدا القائمة المشتركة.
من جهتها قالت كتلة أزرق ـ أبيض إن نتنياهو يناور ويقترح عليها مقترحات في الإعلام فقط ولم يبد أي توجه جاد وحقيقي لها بشكل مباشر، ولذا فهي ماضية في مساعي تشكيل حكومة ضيقة برئاسة غانتس، وبدعم خارجي من القائمة المشتركة ومن حزب « يسرائيل بيتنا «.
يشار الى أن القيادة الرباعية داخل كتلة أزرق ـ أبيض» تشهد خلافات داخلية، فموشيه يعلون ويائير لبيد يعارضان بشدة أي تعاون مع نتنياهو وينبهان من ألاعيبه، فيما يميل غانتس وغابي اشكنازي لفحص احتمالات تشكيل حكومة مشتركة مع نتنياهو في حال قدم مقترحا حقيقيا.

«إرهابيون في بدلات مع ربطات عنق»

أما رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان فقد تطرق لدعوة نتنياهو، وقال في صفحته في الفيسبوك أمس إنه في حال كانت دعوة نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ فعلا وليست تضليلا فإنه يفضل تشكيلها من قبل الحزبين الكبرين فقط: «الليكود» و «أزرق ـ أبيض».
وتابع «هذا ليس الوقت المناسب للشروع في مفاوضات ائتلافية معقدة وبطيئة، وبما أنني أعرف نتنياهو جيدا فقد اقتنعت أنه لا يقف أي أمر حقيقي خلف دعواته بل هو يناور ويمضي في لعبة تبادل التهم كي تتجه إسرائيل لانتخابات رابعة ويبقى هو مجددا رئيس وزراء لستة شهور إضافية على جناح عدوى كورونا».
يشار الى أن ليبرمان كعادته لم يكشف كل أوراقه بعد، وسيبقي موقفه النهائي المعلن من التوصية على غانتس أو غيره أمام ريفلين حتى الدقيقة الأخيرة.
واليوم الإثنين من المنتظر أن تشرع كتلة «أزرق ـ أبيض» باستغلال كونها رئيسة المعارضة وصاحبة الأغلبية البرلمانية لإسقاط يولي ادلشطاين من الليكود من رئاسة الكنيست واستبداله بعضو كنيست عنها، مئير كوهن، ومن ثم تشكيل ما تعرف باللجنة البرلمانية الناظمة التي تتولى إدارة شؤون عمل البرلمان الجديد بتوجيه من « أزرق ـ أبيض».
وبالتزامن يواصل نتنياهو ومعسكره التحريض على أي محاولة لتشكيل حكومة بديلة تشمل القائمة المشتركة، ناعتا نوابها بـ «داعمي الإرهاب»، فيما كرر وزير الخارجية والمخابرات يسرائيل كاتس قوله إن أيمن عودة وأحمد الطيبي ومنصور عباس وامطانس شحادة ورفاقهم «مخربون وإرهابيون يرتدون بدلات وربطات عنق». يشار الى أن ريفلين سيعلن توصيته على نتنياهو أو غانتس أو غيرهما في موعد أقصاه منتصف ليلة غد الثلاثاء.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 417 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

41 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 41

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28