] الصراع الفتحاوي يتأجج - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 11 آذار (مارس) 2020

الصراع الفتحاوي يتأجج

الأربعاء 11 آذار (مارس) 2020 par صابر عارف

“قبل قليل اقتحم جهاز الامن الوقائي برفقة القوات المشتركة منزلنا في مخيم بلاطة وقاموا بأخذ والدي حسام خضر بالقوة وبكل همجية شاهدتها من قبل في عامي ٢٠٠٣ و ٢٠١١عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا واعتقلوا والدي، ترى من تتلمذ على يد مَن؟! “.
هذا ما قالته وما دونته اميره ابنة حسام خضر المناضل الكبير الذي تشهد له سجون الاحتلال وحجارة الانتفاضات الفلسطينية ورصاصات العدو في فخذه وصدره على مدى نضاله طيلة العقود الماضية،اعتقلته اجهزة السلطة الأمنية الفلسطينية ، لمجرد احتجاجه على قساوة وفظاعة لغة رئيس الأمر الواقع الفلسطيني ضد أطباء فلسطين، عندما وصف اضرابهم وعبر وسائل الاعلام بالعمل الحقير واللاأخلاقي.
اضطرت الأجهزة للافراج عنه مكرهة بعد اقل من خمسة ايام على اعتقاله، فعلاوة على تاريخ نضالي عريق ومجيد يحمله حسام على كتفيه بعد ان اعتقل ٢٧ مرة من قبل الاحتلال وسجن العديد من السنوات وأبعد الى لبنان والمنافي، تاريخ يعرفه معتقلوه جيدا دون ان ينطق بكلمة واحدة، فقد حسم ( حسام) الأمر عندما اعلن فور ولوج باب السجن بانه مضرب عن الماء والطعام والكلام وحتى عن الدواء بالرغم من امراضه التي تحدث عنها شقيقه غسان قائلا،، إن حسام يعاني من وضع صحي صعب، لمعاناته من مرض في القلب،، لكنه رغم ذلك يرفض تناول علاجه وطعامه وشرابه وحتى الكلام رفضا لاعتقاله، إلى ان يفرج عنه أو يسقط شهيدا شهيدا بين أيد فلسطينية، ولانهم يعرفون حسام حق المعرفة داخل سجون الاحتلال ويعرفون انه ان قال فعل، صدقوه وخافوا منه كثيرا، فافرجوا عنه، وان كنت شاهدا على دور الدكتور اشتيه الايجابي واصدقائه وخاصة من رجالات نابلس ومخيمها مخيم بلاطه.
كان لي شرف ان اكون اول المهنئين له وهو ما زال يخرج من باب سجن بيتونيا في رام الله الذي نقل اليه من سجن نابلس عندما اتصلت بالصديق (المشترك) تيسير نصر الله مستفسرا عن آخر الاخبار .
كان لزاما علي ان اتابع وأتضامن باهتمام شديد _ رغم مخاطر الكورونا التي ارجو ان تسامحني اسرتي على ما فعلت من اختلاط تجاوز المسموح به _ ليس لأن حسام صديق ورفيق درب ويستحق كل محبة وتضامن فحسب، بل وفوق ذلك فاننا أمام قضية وطنية هامة تتعلق بحرية الرأي والتعبير كحق مصان ومقدس لكل بني البشر البشر!!!. قضية انسانية ووطنية بامتياز تجاوزتها سلطة الأمر الواقع باستخفاف واستهتار زاد عن حده وشمل كافة مناطق سيطرتها المسموح لها من قبل سلطات الاحتلال. حملات اعتقالات ومداهمات وقنابل غاز يصعب ان تفرقها عن مداهمات واعتقالات الاحتلال الصباحية اليومية، وخاصة بعد الحديث الكاذب والمخادع عن انتخابات تشريعية لا اساس ولا مستقبل قريب لها . فواصلت الأجهزة الأمنية السلطوية الملاحقات السياسية في الضفة الغربية واعتقالاتها للمواطنين على خلفية سياسية، بحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة. وبحسب كافة المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، وامتدادا لاعتقالات نهاية عام ٢٠١٩ م واصلت وكما قالت لجنة الأهالي في تقريرها الاعتقالات والمداهمات والاستدعاءات بشكل قانوني كما حصل مع حسام وبشكل غير قانوني كما حصل مع غيره “.
ووفقاً للمعلومات التي جمعها باحثو تجمع المؤسسات الحقوقية (حرية)، فإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قامت باعتقال واستدعاء (297) مواطنا فلسطينيا على خلفية انتمائهم ومشاركاتهم السياسية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019م، وما زال حوالي (46) معتقلا سياسيا منهم يقبعون في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية دون توجيه تهم إليهم أو تقديمهم للمحاكمة.
ربما طغى على ما علق به حسام ماهو شخصي مس بالرئيس ومقامه وسنه، الا انه لم يتجاوز مطلقا الحدود المسموح فيها عالميا ولم يتجاوز تجاوزات الرئيس نفسه الذي من المفترض ان يكون القدوة والنموذج، ولا احد يستطيع ان يفهم تمادي السلطة واجهزتها في الوقت الذي تدعي انها صاحبة وام المشروع الوطني والسيف القاطع في وجه صفقة القرن الامريكية!!!
باعتقال حسام خضر يكون قد بلغ السيل الزبا ونكون قد وصلنا مرحلة يصعب استمرار التعايش معها.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 9

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28