] لا ثقة برفض ابو مازن لصفقة ترامب - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 2 شباط (فبراير) 2020

لا ثقة برفض ابو مازن لصفقة ترامب

الأحد 2 شباط (فبراير) 2020 par صابر عارف

يبدو ان ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب جادة هذه المرة بانها ستعلن اليوم الثلاثاء عن صفقة القرن بعد ثلاث سنوات من المناورات والمراوغات والتحضيرات التي وصلت بالأمس ذروتها عندما استقبل الرئيس الامريكي زعيمي إسرائيل في الحكم والمعارضة نتنياهو وغانس قبل الاعلان عنها بساعات ، لتنسيقها النهائي ولوضع الختم الصهيوني النهائي على كافة تفاصيلها وكمؤشر ودليل ساطع على حقيقة وجوهر الصفقة الإسرائيلي التي وصفها بالأمس كل من نتنياهو وغانس بانها فرصة العصر التاريخية لإسرائيل، بعد ان وصف نتنياهو ترامب بانه افضل صديق لإسرائيل في البيت الابيض الامريكي. الامر الذي استفز الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورفض الرد على تلفون الرئيس الامريكي كما افادت العديد من المصادر الفلسطينية التي شكك بها عزام الاحمد قائلا بانها اشاعة لان الاتصالات مع واشنطن مقطوعة منذ عام 2017م.
استفز ترامب ( عباس) ولكنه ما زال على مواقفه واتفاقياته الامنية والسياسية وفي المقدمة منها التنسيق الامني،، المقدس،، ، فمع انه دعا خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح،، لتحمل نتائج الرفض شو ما كانت،، و لتصعيد المقاومة الشعبية بكل النقاط، ولاستنهاض كل كوادر الشبيبة، والفصائل، وعدم مغادرة الشارع ، وكما أكدت المصادر فان الرئاسة الفلسطينية لن تعطي تعليماتها للأجهزة الأمنية بمنع المتظاهرين الذين يخرجون احتجاجاً على إعلان (صفقة القرن)، من الوصول إلى نقاط التماس. وبانها أبلغت مصر، أنها ستدع الفلسطينيين، يعبرون على طريقتهم الخاصة برفض الصفقة. ، الا انه لم يلغ اتفاقياته الامنية وغيرها، وبالامس نسبتصحيفة إسرائيل هيوم العبرية لمسؤول أمني فلسطيني تحدثت إليه قوله،، أنه في أعقاب الرسائل الإسرائيلية ، فقد قررت القيادة الفلسطينية عدم تنظيم الاحتجاجات حتى يتم البدء الفعلي بتطبيق “الصفقة” على الأرض.
اننا نعبر مرحلة شديدة الخطورة عنوانها كما قال ترامب، لا تطبيق لصفقة القرن اذا لم يوافق عليها الفلسطينيون، بمعني انه ستطلق اليد الإسرائيلية لتنفيذ كل ما جاء في الصفقة وفق السياسة الإسرائيلية فقط دون اي رتوش او ديكورات . والمرحلة الجديدة تتطلب مغادرة السياسة القديمة، سياسة اوسلو ومفاوضاته واتفاقياته فورا بحل سلطة اوسلو وكل ما ترتب عليها والعودة للاحتلال المباشر حتى تكون المواجهة مباشرة مع المحتلين ووفق قواعد وقوانين العلاقة ما بين الاحتلال والشعب الواقع تحت الاحتدال، كعلاقة تناقض فرضها المحتلون.
يجب الانتهاء من مرحلة اوسلو الاستسلامية المذلة التي حولت الشعب الفلسطيني من شعب ثائر مقاوم الى شعب يحرس محتليه وينتظر في نوم مغناطيسي غير طبيعي الشحدة وشفقة محتليه ، باستثناء حالات نضالية فردية هنا وهناك وبطولات للأسري في السجون ، ننحني اجلالا لها.
ما يحصل حتى اليوم بعدم القيام باي رد فعل جماهيري حقيقي امر ماساوي، وغريب لدرجة الفاجعة هذا الصمت والخنوع. وكأن ما يطبخ في واشنطن بين ثلاثي الشر والعدوان لا يعني الشعب الفلسطيني في شيء. فاي صمت واي تخاذل هذا الذي يلف الشعب الفلسطيني في لحظة تاريخية عاصفة يخطط فيها الثلاثي الامريكي والإسرائيلي لانضاج ولادة الدولة الفلسطينية ،، الجديده،، العاهرة. غريب هذا الصمت الفلسطيني في لحظة وزمن كهذا!! والاكثر غرابة ان الصمت الفلسطيني يتزامن ويترافق مع محيط جماهيري عربي يغلي ومائج بجماهير الشوارع والساحات بالملايين كما في العراق واليمن والجزائر وبمئات الآلاف في البلدان الأصغر كما في لبنان تونس.
اننا امام معركة تصفية القضية وليس تسويتها، ولن تنفع معها سياسة المناورات والمراوغات العباسية، ولن يجد كثيرا دعوة قيادات من حماس لحضور اجتماع اليوم القيادي ولن تجد دعوة السفراء العرب لمقاطعة المؤتمر الصحفي الذي سيعلن عن وعد ترامب،.. لن يجد كل ذلك وغيرة ما لم يعلن وفورا عن وقف كافة اتفاقيات عباس مع الاعداء. فما كان للرئيس الامريكي ان يغامر بنفسه في لحظة انتخابية امريكية حساسة ستكون خلال الاشهر التسعة القادمة وفي وقت يعاني فيه ترامب من محاولات الكونغرس الامريكي عزله من الرئاسة، ما كان يعلن عن صفقته او صفعته لولا موافقة الكثير من الدول العربية عليها كما اكد شخصيا ، دون ان يسميها تاركا الامر للإعلام العبري وللمصادر الصهيونية، فكشفت القناة 13 الإسرائيلية، امس الإثنين، عن الدول العربية التي من المتوقع أن تبدي دعمها للخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وقال باراك بن رافيد المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية في تقرير له من واشنطن إن “أحد المسؤولين العرب أبلغه، دون الكشف عن اسمه، أن “دول الخليج العربي، السعودية والإمارات وقطر والبحرين وعمان، ليس متوقعا أن تعارض الصفقة الأمريكية، بل إنها ستصدر بيانا داعما لها، واعتبارها بداية طيبة”. واعتقد شخصيا بان مصر السيسي لن تكون بعيدة لا عن الصفقة ولا عن سياسات دول الخليج وارجح بانهم سيجدون الحل لتجاوز الاعتراضات الاردنية، وربما لتجاورز الرفض القيادي الفلسطيني!!
الموافقة العربية خطر داهم ولكنها ستفشل حتما اذا تماسك الموقف الوطني الفلسطيني حول سياسة جديدة تعلن بصوت عال وبحشد شعبي غير مسبوق وممارسة كل اشكال النضال لاسقاط الصفقة ولانهاء الاحتلال الى الأبد.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28