] الصهيونية والأوشحة السبعة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 4 آذار (مارس) 2020

الصهيونية والأوشحة السبعة

الأربعاء 4 آذار (مارس) 2020

أعلنت إدارة مهرجان كيزيك السينمائي البريطاني أنها ستعرض فيلم “رقصة الأوشحة السبعة”، بعد منعه منذ 50 عامًا بداعي احتوائه على مشاهد غير لائقة منها ما يتعلق بالآداب العامة أو بالسياسة، فالفيلم يتناول المؤلف الموسيقي الألماني الشهير ريتشارد شتراوس، وتم عرضه مرة واحدة فقط في فبراير 1970 على تلفزيون بي بي سي، فقررت أسرة شتراوس استخدام حق الملكية الفكرية ومنع الفيلم من العرض، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية.
خلال السنوات الماضية كانت وسائل الإعلام تتناول كواليس منع الفيلم من العرض بسبب ما يضمه من مشاهد جنسية، رغم أن أفلاما أميركية وأوروبية فاقت مشاهدها ما عرض في فيلم “رقصة الأوشحة السبعة”، لكن وقائع عرض الفيلم ترتبط بأن المنع كان نتيجة موجة اعتراضات ضده لأنه أظهر الموسيقار الألماني متعاطفا مع النازية.
أسرة شتراوس سحبت من الفيلم حقوق استخدام موسيقاه، وانفصل المخرج البريطاني كين راسل عن البي بي سي، فتم حظر الفيلم عمليا إلى حين انتهاء مدة صلاحية حقوق التأليف والنشر الخاصة به، وقال ديفيد ميلر، المسؤول عن وضع برنامج مهرجان كيزيك: “منذ سنوات وأنا أريد عرض الفيلم ضمن مهرجان كيزيك، وكنت أتتبع تاريخ انتهاء المنع.. حتى بعد كل هذا الوقت، فإن قص الشريط الأحمر الذي يمثل المنع القانوني للفيلم، كان تحديا.. يسعدنا إعادة هذا الفيلم إلى حيث ينتمي” ـ نقلا عن البي بي سي.
يدور الفيلم حول الرقصة التي تؤديها سالومي أمام الملك هيرودوس قبل قطع رأس يوحنا المعمدان، وقد وضع شتراوس موسيقى خاصة لهذه الرقصة ضمن أوبرا “سالومي” الشهيرة التي ألفها وقالت زوجته ليزي راسل إنه “كان يعتبر الموسيقى صدى لروحه”، وبالتالي فإن عرضه هو تعظيم من شأن الموسيقار الراحل.
الحقيقة أن شتراوس كان موسيقارًا مبدعًا، وكان يتجاهل الساسة والسياسة؛ لكن في عام 1933 كان هناك احتفالية قاد الأوركسترا فيها أحد الموسيقيين المناصرين لليهود، فانسحب قبل بدء الحفل احتجاجا على موقف النازيين تجاه اليهود؛ فما كان من شتراوس إلا التدخل لإنقاذ الحفل بقيادة الأوركسترا بدلا منه، فأثار تصرفه غضب خصوم هتلر واليهود.
الصهيونية العالمية تتوغل في الأوساط الفنية والثقافية والإعلامية على مستوى العالم، وفرضت سيطرتها وبسطت نفوذها عقب سقوط النازية لأنها حركة مناهضة لها؛ لكن استطاعت استغلال سطوتها وقوة تأثيرها في التدخل لمنع عرض الفيلم البريطاني للاعتقاد بأن بطله مناهض لهم، وتم التغني ببعض القيم الأخلاقية وربما الضغط على أسرة شتراوس ـ أو إغرائها ـ لاستخدام حقوق الملكية الفكرية.
الساحة الدولية في أوروبا حاليا ترحب بالصهيونية لأن تأثيرها أقوى مما كان عليه في السبعينيات، بفضل امتلاكها الأدوات والدعم والمساندة، لذا أتوقع التدخل لمنع عرض الفيلم أو توزيعه أو ترويجه، لأنه ربما يسبب لهم ضررا في تأجيج المشاعر ضد اليهود، خصوصا في ظل الانفتاح المعلوماتي الموجود في العالم، وما يتم ترويجه وتداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الصهيونية تعتبر أن عرض الفيلم هو تمجيد لازدراء اليهود وطعن للحركة اليهودية.

- إيهاب حمدي


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 59 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 22

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28