] عباس أمام مجلس الأمن: سنحارب بالمقاومة الشعبية السلمية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 12 شباط (فبراير) 2020

عباس أمام مجلس الأمن: سنحارب بالمقاومة الشعبية السلمية

خطاب دون المستوى لعباس: السلام... ثم السلام
الأربعاء 12 شباط (فبراير) 2020

أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفضه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقترحة «للسلام في الشرق الأوسط»، على اعتبارها «هدية للعدو الإسرائيلي»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن».

وفي كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، قال عباس وهو يلوّح بنسخة من خريطة تتصورها «خطة ترامب» لحدود إسرائيل وفلسطين، إن الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة «جبن سويسري» مفتّتة.
وأضاف أنه «يكفي أن نرفض هذه الصفقة لأنها تخرج القدس من السيادة الفلسطينية وتحول شعبنا ووطننا إلى دولة ممزقة»، موجهاً السؤال إلى الحاضرين: «من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا؟».
وطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام، بمشاركة «الرباعية الدولية وأميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن» وذلك بهدف «تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 2334».
ودعا عباس ترامب إلى التخلي عن هذه الخطة والعودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الأممية التي تدعو إلى حل يقوم على أساس وجود دولتين بناءً على حدود ما قبل 1967، مؤكداً استعداد الفلسطينيين للتفاوض «إذا وجد شريك مستعد وتحت رعاية الرباعية الدولية».
وبينما أكد أنه «لن يتم اللجوء إلى العنف والإرهاب مهما كان الاعتداء علينا»، أضاف القول: «سنحارب بالمقاومة الشعبية السلمية... مئات الآلاف في الضفة الغربية وغزة خرجوا اليوم ليقولوا لا للصفقة».
وجاءت كلمة عباس أمام مجلس الأمن، في الوقت الذي يجري فيه توزيع مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة من شأنه إدانة خطة إسرائيلية لضم مستوطناتها في الضفة الغربية، إذ قامت تونس وإندونيسيا العضوان في مجلس الأمن بتوزيع مسودة القرار الذي ينتظر أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده؛ ولكنه رغم ذلك يعكس رأي بعض الأعضاء الرافض لخطة ترامب.

مندوب إسرائيل: لإزاحة عباس
في المقابل، دعا المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، إلى ضرورة إزاحة محمود عباس، عن منصبه رئيساً للسلطة الفلسطينية.
وزعم دانون، أمام الصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنه «لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه».
هذه التصريحات جاءت قبيل دقائق من بدء الجلسة، ليكررها دان أثناءها أيضاً. وادّعى الأخير أن «عباس، لو كان صادقاً في دعوته إلى السلام، لذهب إلى إسرائيل مفاوضاً، كما فعل الرئيس المصري أنور السادات، حين تحدث أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)».

غانتس: ندعم الخطة لا مبادلة الأراضي
بالتزامن مع الجلسة، نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية أن زعيم حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، وهو منافس رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الرئيس، قال إنه يوافق على «تنفيذ خطة ترامب للسلام»، لكنه يعارض «تبادل الأراضي المقترح في الخطة».
من جهتها، أعلنت دول أوروبية على لسان وزير الشؤون الخارجية والدفاع البلجيكي فيليب جوفين، الذي تحدث وحوله سفراء كل من فرنسا وألمانيا واستونيا وبولندا، اليوم، أن الخطة الأميركية «لا تتفق مع المعايير الدولية»، معربة عن استعدادها للعب دور في استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال الوزير البلجيكي: «نحن ملتزمون بحل الدولتين عن طريق التفاوض، على أساس خطوط عام 1967، مع تبادل للأراضي».
ودعا لإقامة «دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة، وذات سيادة وقابلة للحياة، تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن واعتراف متبادل (مع إسرائيل)».
وأضاف أن مبادرة واشنطن «تبتعد عن هذه المعايير المتفق عليها دولياً»، معرباً عن «القلق العميق إزاء الخطوات الإسرائيلية المحتملة نحو الضم بعد دعوات متكررة لضم مناطق في الضفة الغربية».

في ظلّ الالتباس الذي لا يزال يلفّ مصير مشروع القرار الذي كانت السلطة الفلسطينية تدفع باتجاهه عبر تونس وإندونيسيا، جاء خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في الأمم المتحدة، أمس، دون المستوى شعبياً وفصائلياً، وحتى دون مستوى ما تحدّث به هو نفسه في رام الله ليلة إعلان «صفقة القرن» الأميركية. وبعيداً عن تكراره أدبيات رفض الصفقة ومواجهتها، قال عباس إن «السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زال ممكناً، وجئتكم لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم كخيار استراتيجي... إذا توصّلنا إلى السلام مع الإسرائيليين، فسيحقق ذلك أجمل وضع بيننا، ولكن دعونا نتوصل» إليه.

هكذا، آل رفض الصفقة إلى إعلان عباس «تنظيم مؤتمر للسلام عبر الرباعية الدولية، لكن لن نقبل الولايات المتحدة الأميركية وسيطاً وحدها»، بحسب ما قال، مضيفاً: «أمدّ يدي قبل فوات الأوان إلى أيّ شريك يقبل السلام في إسرائيل». وإذ جدّد إشارته إلى أنه «لم يُعرض علينا في الصفقة ما يلبّي الحدّ الأدنى من العدالة»، طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «يكون منصفاً». كما شدّد على التزام السلطة بـ«اتفاق أوسلو بكلّ بنوده وتفاصيله»، وهو ما يعني اعترافاً منه بأنه لم يتخذ أيّ قرار في شأن الاتفاقات مع العدو.

تتواصل الاحتجاجات على «صفقة القرن» في الضفة وغزة

في المقابل، ردّت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، على كلام رئيس السلطة بالقول إن «الوقت حان للإعداد لمحادثات جديدة في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط»، معتبرة أن «خطة السلام الأميركية (صفقة القرن) تختلف عن الرؤى السابقة، لأنها محدّدة وواقعية، وستؤدي إلى دولة فلسطينية (وعاصمتها) في القدس الشرقية». وأشادت كرافت بالصفقة التي قدّمها ترامب، لافتة إلى أنها «تقترح معدّلات استثمارات تاريخية في المناطق الفلسطينية... لن نفرض خطتنا على أطراف الصراع، بل هي مقترحات قابلة للرفض أو القبول». وإذ جدّدت موقف بلادها «الداعم لإسرائيل والحفاظ على أمنها»، خاطبت عباس بأنه «إذا اخترت مسار السلام، فإن العديد من الدول ستدعمكم».
ميدانياً، أُصيب اثنا عشر فلسطينياً على الأقلّ بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات مع جيش العدو عند المدخل الشمالي لمدينتَي رام الله والبيرة وسط الضفة المحتلة. واندلعت المواجهات إثر محاولة جنود الاحتلال تفريق مسيرة مندّدة بـ«صفقة القرن»، باستخدام الرصاص الحيّ والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وكانت حركة «فتح» وإدارات السلطة الفلسطينية دعت إلى تلك المسيرة المركزية وسط رام الله، فيما نظّمت «القوى الوطنية والإسلامية» مسيرة احتجاج في ساحة حديقة النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة غزة.
في سياق متصل، طالبت «حماس»، عباس، باتخاذ «الإجراءات العملية» في إطار مواجهة الصفقة. وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح أمس، إن «المطلوب من الرئيس عباس، وفي جميع أنشطته وتحركاته الإقليمية والدولية، اتخاذ مواقف عملية تتعدّى الأقوال، وترجمتها إلى أفعال، وفي مقدّمتها رفع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي». ومن هذه الإجراءات، وفق برهوم، «إنهاء التنسيق الأمني مع العدو، وإعلان التحلّل من اتفاقية أوسلو وملحقاتها»، وكذلك «السماح للشعب في الضفة بالتعبير عن حالة الغضب تجاه هذه الصفقة، بأدوات وأشكال النضال والكفاح والمقاومة».


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

39 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28