] «صفقة القرن»: اليمن المحاصَر ينتصر لفلسطين و التصعيد متواصل في غزة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 2 شباط (فبراير) 2020

«صفقة القرن»: اليمن المحاصَر ينتصر لفلسطين و التصعيد متواصل في غزة

الأحد 2 شباط (فبراير) 2020

كعادته عند كلّ استحقاق، لم يتأخّر اليمن عن قول كلمته. سريعاً، خرج أبناؤه إلى ساحات العاصمة صنعاء التي ألفت أقدامهم، ليعلنوا، وسط غابة الصمت العربية والإسلامية، رفضهم «صفقة القرن»، وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني في وجه محاولة متجدّدة، هي الأكثر خبثاً، لتصفية قضيّته. على رغم استمرار العدوان والحصار اللذين يقتربان من دخول عامهما الخامس، لا يجد اليمنيون بدّاً من إعلاء صوتهم كلّما تعلّق الأمر بفلسطين، ذلك أن «وقوفنا إلى جانبها واجب لا منّة لنا فيه»، كما أكّد عضو «المجلس السياسي الأعلى» محمد علي الحوثي. يجتمع الفلسطينيون اليوم على رفض صفقة تستهين بأدنى حقوقهم، مؤكدين استعدادهم لمواجهتها باللحم الحيّ مثلما فعلوا ولا يزالون منذ عقود. موقفٌ لا يبدو مستغرباً أن يأتيهم المَدَد - ولو المعنوي - فيه من اليمن، حيث ترتسم ملحمة جديدة في وجه تحالف جنّد كلّ طاقاته لكسر الفقراء، ولم يتوانَ في المقابل عن تأدية ما أوجبه عليه دونالد ترامب في بازار «صفقة القرن». هكذا، تصير المعادلة: «من غزة إلى صنعاء، دم واحد ومصير مشترك في مواجهة أعداء الأمة»، مثلما عبّر عنها عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، في كلمة لافتة وجّهها إلى المتظاهرين أمس في صنعاء، إلى جانب أخرى لعضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، محمود الزهار. وقال الزهار إن «اليمن لم يحتلّه محتلّ، وكلّ مَن دخله دُمّر، واليمنيون اليوم يرفعون أصواتهم في وجه صفقة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب» على رغم الحرب، مضيفاً: «نحن اليوم في لحظة فارقة تمسّ بمقدّساتنا، والخونة والمتآمرون يسمّون القدس اليوم عاصمة إسرائيل». ورأى أن «مشهد اليمن اليوم هو شهادة لله تعالى أنكم أبرياء من الصهيونية العربية الملتصقة بالصهيونية اليهودية... نعد الله والشعب اليمني أننا لن نترك بندقيتنا حتى نصلّي في المسجد الأقصى»، متابعاً: «بعد الله تعالى، سنشكر اليمن السعيد العظيم عندما تحين ساعة الانتصار والتحرير». أما البطش، فخاطب المتظاهرين، بعدما توجّه إليهم التحية، بالقول: «نعتزّ ونفتخر بالشعب اليمني، ونرى في صنعاء صور النصر القريب التي أخبرنا بها الإسلام». واعتبر أن «الجاهلية المعاصرة بقيادة ترامب تحاول القضاء على فلسطين، (لكن) أرض فلسطين ليست للبيع أو للمتاجرة ولا للمزايدة التجارية في البيت الأبيض»، داعياً «شعوب قادة الدول التي حضرت إعلان صفقة ترامب إلى التبرؤ منهم والوقوف معنا».

شهد قطاع غزة، منذ فجر أمس، تصعيداً ميدانياً كسر حالة الهدوء، بعدما توالت عمليات القصف الإسرائيلي في أعقاب إطلاق أربعة صواريخ من القطاع على مستوطنة «سيديروت» جنوبي فلسطين المحتلة. وقصفت مدفعية العدو مرصداً للمقاومة شرق البريج (وسط) بقذيفتين، فيما أُطلقت ثلاث قذائف هاون باتجاه تجمّع «إشكول» جنوب القطاع. بالتوازي مع ذلك، استمرّت المسيرات والمواجهات في أكثر من مدينة، إذ خرجت في غزة أمس مسيرة من المسجد العمري وسط المدينة عقب صلاة الجمعة، في وقت خرجت فيه مسيرات أخرى في الخليل وطولكرم والأغوار وقلقيلية ورام الله، في الضفة، بعد صلاة الجمعة مباشرة. واندلعت مواجهات مع الاحتلال في قرية بدرس غرب رام الله، حيث أفيد عن وقوع عدد من الإصابات.

على الصعيد السياسي، وبينما بحث رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الوضع الحالي، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في القاهرة أمس، من المقرّر أن يلتقي عباس اليوم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ويتباحث معه في الشأن نفسه، قبيل اجتماع طارئ على المستوى الوزاري للجامعة. أيضاً، تلقّى «أبو مازن» اتصالاً من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عبّر فيه الأخير عن «الوقوف إلى جانبكم وإخواننا في فلسطين في هذه المرحلة الحرجة».

إلى ذلك، عبّرت «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) عن قلقها من أن تؤدي «صفقة القرن» إلى «مزيد من العنف»، مُعلِنةََ أن لديها «إجراءات طوارئ لتعزيز الحماية والمساعدة في الأراضي المحتلة». وقال رئيس «الأونروا» الجديد، كريستيان سوندرز، لدى سؤاله عن الخطة الأميركية، إن حق العودة «مكفول بموجب القانون الدولي والعديد من قرارات الجمعية العامة... يتطلّع اللاجئون إلينا لطمأنتهم في أوقات كهذه عندما تتعرّض حقوقهم وسلامتهم للخطر».


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 2693 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 36

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28