] جنون «إسرائيل»! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 7 كانون الأول (ديسمبر) 2019

جنون «إسرائيل»!

السبت 7 كانون الأول (ديسمبر) 2019 par عصام نعمان

سؤال الساعة في «إسرائيل»: أين يجب أن نضرب إيران؟
اثنان يتصديان للإجابة: رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن نفتالي بينت. الأول يلمّح ولا يصرّح. الثاني يجهر بملء حنجرته. لكلٍّ دوافعه الشخصية والسياسية. لكنّ كليهما يبرران موقفهما بمصلحة «إسرائيل» العليا.
الجنرالات العاملون يتكتّمون. الإعلاميون في الصحف والقنوات التلفزيونية يسهبون في كشف الدوافع والتحذير من المخاطر. لكن أحداً لا يجادل في أن إيران هي الخطر والعدو. يتفقون على الهدف ويختلفون على الوسائل والطرائق.
لماذا هذا السؤال يُطرح الآن ؟ لسببين رئيسيين:
الأول، لأن نتنياهو مهدد بمحاكمة قريبة بعد اتهامه بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو يظنّ أن نجاحه في إنجاز انتصار عسكري ضد إيران يساعده على تحقيق انتصارين إضافيين: فالفوز في الانتخابات يمنحه أكثرية في الكنيست تمكّنه من الحصول على حصانة برلمانية، تمكنه من تفادى استقالته من رئاسة الحكومة، وتعفيه من المثول السريع أمام المحكمة.
الثاني، لأن بينت يريد البروز في منصبه وبالتالي في الحياة السياسية، ويظنّ أن نجاحه في «معركة بين الحروب» ضد أعداء «إسرائيل» من شأنه أن يرفّعه إلى مستوى كبار القادة.
نتنياهو كما بينت يعتقدان أن الاضطرابات الأمنية والتفكك الذي يرتع فيه العرب والتظاهرات التي اندلعت في إيران نتيجة سوء أوضاعها الاقتصادية، واستمرار العقوبات والحصار الأمريكي المضروب عليها تشكّل فرصة نادرة يجب انتهازها لتوجيه ضربة عسكرية لها ولحلفائها تكفل صون أمن «إسرائيل» لمدة طويلة.
أين يمكن أن تُضرب إيران وحلفاؤها ؟
يقول عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» (2019/11/26) إن الأمريكيين قلقون من قرارات قد تتخذها «إسرائيل»، بتوجيهٍ من نتنياهو، ضد إيران يمكن أن تجرّ أمريكا إلى حرب إقليمية لا يرغب فيها ترامب بحسب تصريحاته على الأقل.
لكن ما يُعزز مخاوف الأمريكيين، بحسب هرئيل، أن لنتنياهو سوابق مقلقة. يشير في هذا السياق إلى ما أسماه «كبوة» لنتنياهو موثّقة: قبل أسبوع واحد من الانتخابات الأخيرة، في أواسط أيلول/ سبتمبر الماضي، استعان الأمريكيون بقيادة الجيش «الإسرائيلي» لإيقافه عن القيام بعملية ضد غزة كان يمكن أن تؤدي إلى تأجيل الانتخابات.
يبدو أن صحيفة «يسرائيل هيوم» (2019/12/3) المقرّبة من نتنياهو ترجّح أن يستعيض نتنياهو، عشيةَ الانتخابات، عن عمليةٍ عسكرية ضد إيران بالحديث عن «الفرص التاريخية التي ستسنح لنا في الأشهر المقبلة، بما في ذلك أن يكون غور الأردن حدوداً شرقية لِ«اسرائيل»، وإبرام اتفاقية دفاع مشترك بين «اسرائيل» والولايات المتحدة».
بكلام آخر، إن تصريحاً من ترامب بإجازة ضمّ غور الأردن إلى «إسرائيل» كفيل بمنح نتنياهو دفعة معنوية وسياسية كبيرة لتوظيفها في الانتخابات.
بالمقارنة مع نتنياهو، يبدو بينت أكثر تهوراً وعدوانية. فهو يعتقد، بحسب المحلل العسكري رون يشاي في (2019/11/29)، أنه إذا لم تنتقل «إسرائيل» إلى القيام بعمليات كثيرة لمنع تمركز إيران والمنظمات الموالية لها في سوريا «فإنها ستجد نفسها، بعد مرور وقت غير طويل، في مواجهة جبهة صواريخ وجيش إيراني في بلاد الشام».
كل هذه المواقف والاحتمالات الصدامية لا تستوقف وزير الدفاع السابق افرايم سنا. ذلك لأن ما يقلقه هو الصواريخ الأسرع من الصوت ولا يمكن التنبؤ بمسارها مسبقاً من مكان انطلاقها حتى إصابة هدفها. فقد كشف في مقالة له في صحيفة «هآرتس» (2019/11/26) عن أن الصواريخ الأسرع من الصوت هي الجيل المقبل في عالم السلاح المتقدّم، وأن كل منظومةِ سلاح جديد جرى تطويره في روسيا والصين من المحتمل أن يصل إلى أعداء «إسرائيل».
المحلل السياسي عاموس غلبواع يبدو أكثر تشاؤماً. فهو يكتب في صحيفة «معاريف» (2019/11/28) معترفاً: «تنتظرنا أيام سيئة، وإذا وصلنا إلى جذر الموضوع نجد أن «اسرائيل» مهمة لجميع السياسيين، لكن المصلحة الشخصية عندهم أهم. هذا جنون».
لعل سؤال الساعة الذي يجب أن نطرحه نحن العرب: كيف نحمي أنفسنا من جنون «إسرائيل» ؟


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

40 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 40

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28