يقدم الكاتب الفلسطيني محمد سعيد دلبح في كتابه “ستون عاما من الخداع: حركة فتح من مشروع الزعيم إلى مشروع التصفية” الصادر حديثا عن دار الفارابي في بيروت قراءة نقدية موثقة لمسار حركة فتح منذ تأسيسها.
ويرى المؤلف في قراءته لمسار الأحداث أن قيادة “فتح” بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات قايضت وجودها وبقاءها والإبقاء على مصالحها الشخصية بالجزء الأكبر من فلسطين.
ويشير في هذا السياق إلى ما يعتبره وهم إقامة دولة على أي جزء من فلسطين تسمح موازين القوى بالتوصل إليه الذي سعت إليه الحركة منذ تأسيسها.
ويأخذ على قيادة حركة “فتح” تركيزها منذ اليوم الأول لتأسيس الحركة على “فلسطنة” القضية، رغم الكم الهائل من الدراسات والمشاريع الإستعمارية والصهيونية التي يتضح منها أن المرحلة الأولى لتحقيق الهدف الإستعماري-البريطاني-الأميركي كان إقامة كيان يهودي صهيوني في فلسطين يمتلك إمكانيات القوة والتوسع، ويكون سيفا مسلطا على رقاب شعوب المنطقة، ومدخلا للسيطرة على المنطقة ويمنع وحدتها ويضمن ضعفها، ويحرم شعوبها من شروط النهضة الحضارية، ويستنزف ثروات المنطقة والمواد الخام التي تختزنها أرضها وخاصة النفط، ويحولها إلى سوق للسلع الإستهلاكية الغربية، وتم البدء بفلسطين لأنها تمثل الدرة وواسطة العقد.
ويوجه المؤلف سهام النقد إلى المواقف التي إتخذتها المنظمات الفلسطينية الأخرى في رفض مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ويرى أنها لم تكن سوى رفض أجوف لم يستطع أن يوجه القطار المندفع إلى أي طريق آخر، فمعظم الفصائل الفلسطينية كانت تستقل القطار الذي كان يقوده عرفات وعصبة من مؤيدي سياساته، فيما الآخرون ركاب يلوكون آراء يتداولونها يمينا ويسارا.
ويذكر أن الكتاب موسوعي الحجم، ويتكون من 520 صفحة من القطع الكبير، وهو متوفر حاليا في المكتبات.