اعترض نظام «القبة الحديدية» في إسرائيل، مساء أمس الجمعة، صاروخا واحدا على الأقل، أُطلق من قطاع غزة. وحسب بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، نشرته قناة «كان» الرسمية، فإن الحادث لم يسفر عن «أضرار أو إصابات بشرية، حتى الآن».
وقبل إعلان الجيش بفترة وجيزة، قال شهود عيان إسرائيليون من مناطق مدينة سديروت، ومجمع إقليمي النقب (جنوب)، المحاذية لقطاع غزة، أنهم سمعوا أصوات انفجارات، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إنه تم إطلاق صفارات الإنذار لثلاث مرات، في مناطق غلاف غزة.
وفي قطاع غزة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ.
وشهدت المنطقة الحدودية في قطاع غزة، مساء الجمعة، مسيرات «العودة» الأسبوعية، والتي تصدى لها الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار وقنابل الغاز، ما أسفر عن إصابة 63 شخصا بينهم 32 بالرصاص الحي، حسب بيان صدر عن وزارة الصحة الفلسطينية.
واستشهد مواطن فلسطيني برصاص الاحتلال في مدينة بيت لحم بعد تنفيذه عملية دهس، أسفرت عن إصابة مستوطنين بجروح خطيرة. ورافق ذلك اندلاع مواجهات شعبية في مناطق التماس في الضفة الغربية، خاضها المواطنون الغاضبون ضد إجراءات الاحتلال وعمليات التوسع الاستيطاني، وهدم المنازل، بناء على دعوات تصعيد المقاومة الشعبية.
وأصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة سلمية انطلقت في قرية كفر مالك شرق مدينة رام الله، وذلك بعد أن توجه المشاركون صوب منطقة عين سامية احتجاجا على سرقة الأرض والمياه، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وكان عشرات المواطنين توجهوا لتأدية صلاة الجمعة في أراضي عين سامية، إلا أن جيش الاحتلال نصب حاجزا ومنعهم من الوصول إلى المنطقة، وأجبرهم على الابتعاد. وقال سكان من البلدة إن قنابل الغاز والصوت التي أطلقها جنود الاحتلال أدت إلى احتراق عدد من الأراضي.
إلى ذلك هاجمت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة الشعبية التي نظمها أهالي بلدة كفر قدوم شمال الضفة، تنديدا بالاستيطان والجدار الفاصل، ما أدى الى وقوع عدة إصابات.
كما اقتحم مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال، الجمعة، قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، وانتشروا في الأراضي الزراعية.
أما في غزة، فقد أحيت جماهير غفيرة فعاليات الجمعة الـ 70 لمسيرات العودة، التي حملت شعار «جمعة الشباب الفلسطيني»، حيث نزل المشاركون إلى مناطق المخيمات الخمسة المقامة شرق القطاع، تلبية لدعوات الهيئة الوطنية، وذلك بعد أن شهدت الأسبوع الماضي اشتباكات مسلحة، وتحذيرات إسرائيلية بشن حرب جديدة.
ووصل المشاركون عصر الجمعة، إلى المخيمات الخمسة، وفور وصولهم أطلق جنود الاحتلال كالعادة النار وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف صوبهم. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن المواجهات أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين. وقالت إن بعضهم نقل إلى المشافي، وآخرين تلقوا العلاج ميدانيا في النقاط الطبية المقامة في مخيمات العودة.
وخلال فعاليات الجمعة تمكن المتظاهرون من الاقتراب من السياج الفاصل، ورشق الجنود الذين تحصنوا داخل ثكنات وآليات عسكرية بالحجارة.
وكالعادة في أيام الجمع، استبقت قيادة جيش الاحتلال في مناطق «غلاف غزة» الفعاليات، ونشرت المزيد من قواتها العسكرية وجنود القناصة، ضمن التدابير الأمنية التي تتبع منذ انطلاق المسيرات الشعبية قبل عام ونصف.
