] الصهيونية وتزوير التاريخ بالفن - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 14 آب (أغسطس) 2019

الصهيونية وتزوير التاريخ بالفن

إيهاب حمدي
الأربعاء 14 آب (أغسطس) 2019

أبت الصهيونية العالمية على محاولات تقديم روايتها التاريخية المزورة للأحداث والأماكن بالمنطقة العربية عامة وبمنطقة فلسطين خاصة عبر الوسائط الإعلامية المختلفة، مستغلةً في ذلك ضخامة الميزانيات المتاحة لها، وجهل الكثيرين حول العالم بتاريخ المنطقة الحقيقي.
في الأيام القليلة الماضية ظهرت على السطح في الأردن حالة من الجدل والنقاش المحتدم حول فيلم “جابر” للمخرج محيي الدين قندور، وهو الفيلم الذي لم يصور بعد، بل لازال في طور التجهيز، وقد بدأت حالة الجدل باعتذار الممثل الأردني على عليان عن عدم المشاركة في الفيلم بعد قراءة السيناريو، حيث كتب عبر حسابه على فيس بوك، “سيناريو يثبت حق اليهود بفلسطين، ويؤكد أن لهم الحق التاريخي في البتراء وجنوب الأردن بحوار صريح ومباشر”.
لقد توالت بعد ذلك سلسلة اعتذارات شملت الفنانين يوسف كيوان، وعبد الكريم القواسمي، ومنيب القضاة، ومحمد سميرات، وجمال مرعي، وثامر بشتو، وسعد أبو انجيلة، وطفت الأزمة على السطح حتى أصدرت نقابة الفنانين الأردنيين بياناً صحفيا، بعد تشكيل لجنة لقراءة السيناريو أعلنت فيه إدانتها للفيلم بصيغته الحالية، رافضةً محاولته تحريف التاريخ الأصيل للجغرافيا وللبلد.
والفيلم صاحب اللغط هذا يروي حكاية فتى يبلغ من العمر 12 عاما يدعى “جابر”، يعثر على قطعة من الصخور عليها نقوش بحروف باللغة العبرية خلال أعمال بناء على الطريق المؤدي إلى مدينة البتراء، ويؤدي بالطبع هذا الاكتشاف إلى تعزيز القصة التوراتية حول هجرة اليهود مع النبي موسى من مصر.
وقد أوضحت نقابة الفنانين الأردنيين أن الفيلم يمرر بطريقة ذكية ومباشرة فكرة أن الأردن جزء من إسرائيل وأن اليهود سكنوا الأردن منذ القرن الأول الميلادي، خصوصاً البتراء ووادى موسى، ويخلص إلى أنها جزء من الأرض المقدسة، حسب ادعاءات الفكر الصهيوني.
كما يعيد الفيلم نشأة المسيحية إلى الأردن وليس فلسطين، كبداية لنفي أي حقوق للمسيحيين في فلسطين وهي دعوة مخالفة للتاريخ الديني للمنطقة، وتزوير لكل ما ورد في الكتب السماوية الثلاث.
هناك أيضا شبهة كبيرة يحاول الفيلم ترويجها تتعلق بالطبع بتاريخ الاردن ومنحه للرواية الصهيونية المزيفة التي تدعي “ان الاردن جزء لا يتجزأ من ارض إسرائيل” بإدخال البتراء (225 كم جنوب العاصمة عمّان) ضمن أرض إسرائيل وهي المدينة التي تأسست عام 312 ق.م وتسمى المدينة الوردية وهي محفورة في الصخر، والبتراء تعتبر واحدة من أهم الأماكن السياحية في العالم واختيرت واحدة من عجائب الدنيا السبع، وأدرجت على لائحة التراث العالمي باليونسكو عام 1985.
ورغم أن القصة واضحة تماما بما فيها من شبهة كبيرة لتزوير التاريخ إلا أن مخرج العمل متمسك بموقفه من الفيلم وبأحقية تصويره وعرض ما به من أفكار مبررا ان الفيلم يعرض النظرية على لسان الشخصيات السلبية ويدحضها على لسان الشخصيات الإيجابية.
لكن هذا الامر لا يشفع لعرض التزوير في التاريخ ويمهد للأسف لتناول أخر لسلسة من الأكاذيب الصهيونية التي تسعى دولة الاحتلال الى نشرها وتأكيدها لدي الأجيال الحديثة التي تجهل الكثير من تاريخ وجغرافية أمتها.
نعم لقد أوقفت الاحتجاجات المتتالية تصوير الفيلم وأجبرت الطاقم أن يوقف العمل بالفيلم في الأردن، لكن ستظل محاولات الصهيونية في تقديم روايات مكذوبة ومزورة لتاريخ المنطقة وجغرافيتها سارية وسيظل الوعي العربي اليقظ حائط الصد لتلك المحاولات الخبيثة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4149 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 6

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28