] مرتفعات ترامب..! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 29 حزيران (يونيو) 2019

مرتفعات ترامب..!

السبت 29 حزيران (يونيو) 2019 par علي عقلة عرسان

يوم الأحد الموافق للسادس عشر من حزيران ٢٠١٩، الإرهابي نتنياهو والعنصري ديفيد فريدمان يضعان حجر الأساس لمستوطنة صهيونية في الجولان العربي السوري المحتل. قال نتنياهو أمام مسؤولين محليين من اليهود والدروز، وهو يفتتح ما سُمي مستوطنة “مرتفعات ترامب”، قرب قرية القِلْع، “كيلع”، في شمال الجولان، في موقع أقيم فيه “كيبوتز كويلا بروشيم” عام 1984، وتسكنه حاليا أربع عائلات من اليهود.. قال نتنياهو: “الجولان إسرائيلي وسيظلّ كذلك”؟! ووصف صِنْوَه دونالد ترامب بـ”صديق عظيم لإسرائيل اتخذ قرارات لم يتخذها أحد سابقا.. ويظهر التزامه بأمن إسرائيل ومستقبلها”.. وكتب ترامب ردا في نعيب له معهود ومشهود: “شكرا لك رئيس الوزراء نتانياهو ولدولة إسرائيل على هذا الشرف العظيم”؟!.. فيا للعجَبِ العُجاب.. أفي الجولان العربي السوري بلدة باسم مُرتَفعات تَرامب..؟! وبالمناسبة فهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها مثل هذا الأمر المُسْتَهْجَن، إذ في عام 1949، أقيمت بلدة باسم “كفر ترومان” في وسط فلسطين المحتلة، تعبيرا من اليهود عن الشكر للرئيس الأميركي هاري ترومان الذي كان أول من اعترف بكيان الإرهاب “إسرائيل” في 14 أيار/مايو عام 1948.
هذه الأحداث ومئات غيرها، تشير إلى استمرار تراجعنا أمام عدونا ومخططاته وممارساته، وإلى هزال ما نقوم به بمواجهة ذلك، هذا إذا قمنا بشيء مجدٍ أصلا؟!.. إن قلنا، باستنكار يجرح القلب والروح، “هزُلَت والله يا عرب”..؟! فإنه يجري في الحلق مع القول علقم الواقع في الإجابة على السؤال: “.. ولماذا لا تهزُل وتهزُل وتهزُل.. ونحن يقتل بعضنا بعضا، آخرها منذ ثماني سنوات طالت وتطول، نتذابح من دون توقف، بينما توقفنا منذ خمس وأربعين سنة عن مقاتلة العدو المحتل وعن تحرير الأرض، ولم نعد نعبأ بموقف مبدئي، وطني وقومي، عادل وحقَّاني، يدفع العدوان عنا ويعيد أرضنا وحقنا إلينا.. لقد كنا، قبل تلك السنوات التي ذكرت، نقاتله أياما ثم ننام ونصحو على عدوانه ثم ننام.. بينما هو يحتل ويتوسع ويُهوِّد، وينتشر في جسم أمتنا مثل سرطان لا علاج له، ويتفشى بيننا الاعتراف به وتطبيع العلاقات معه، ويطول ذلك دولا وأشخاصا بينهم اليوم قادة امتدحهم مؤسّس مركز التّراث الصهيوني مايك إيفينس قائلا: “إنّهم رجال رائعون يدعمون إسرائيل أكثير من كثيرٍ من اليهود.”؟!.. فانظروا وتبصروا وتمعنوا وقولوا “ما شاء الله كان”.. لكن الله سبحانه لم يكتب علينا الذل والهوان.
اليهود، صهاينة ومتصهينون، وحلفاؤهم المُعلنون والمكتومون، أميركيون وأوروبيون وموالون آخرون لهم.. يعبثون بكل شيء في الكثير من البلدان والمواقع في وطننا العربي ومنطقتنا، يعبثون بالسياسات والقرارات والمصائر والحيوات.. كل شيء أصبح مُباحا أو مستباحا لهم. وقد تضاعف عبثهم أضعافا مضاعفة بمجيء رئيس أميركي مثلهم، هو أنموذج شايلوك اليهودي تاجر البُندقية الأشهر، ذاك الجشع الحسود المشحون بالكراهية والغطرسة، الحاقد على الآخرين من غير اليهود.. وهذا الرئيس ترامب يقوم بكل ما تطلبه الصهيونية، وينفذ ما يأمر به كيان الإرهاب “إسرائيل”.. يحتل ويقتل ويدمر ويحاصر ويعاقب ويهدد، ويستثمر في الإرهاب، وينهب المال والثروات، ويتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويهدد الأمن والسلم، ويلوث العالم ويروّعه بالأسلحة والعدوان والمؤامرات، وباتباع سياسات عنصرية غير مسؤولة.. وكل ذلك التخريب الذي يقوم به هو والصهاينة في وطننا العربي ومنطقتنا يتم بأمر من قادة كيان الإرهاب “إسرائيل” الذين يحكمون البيت الأبيض، ويقومون بالتسميم السياسي والمخابراتي والإعلامي والثقافي، ويشعلون نار الحرب ثم يتوارون في دخان حرائقها، وكأنهم لا دخل لهم بشيء مما يجري.. والمدهش أن العالم الذي يعرف ذلك يسكت، بل يصاب بالخَرَس التام؟!
ما يريده اليهود يكون، وكيانهم الإرهابي العنصري “إسرائيل” يعمل على هواه من دون أن يعيقه شيء.. إنهم يعبثون ببعض ساستنا وبأموالنا وثرواتنا وأرواحنا ومصائرنا.. يعبثون بنا من داخل بيتنا العربي ومن خارجه، ويعلنون عبثهم بغطرسة وتحدٍّ وصفاقة، مستظلين بالسلاح النووي، وبالعسكر الأميركي، وبحاملات الطائرات، وبجنون ترامب، وبتحالفات ذات أذرع، بعضها يتم من فوق الطاولة ومن تحتها مع بعض العرب؟!..
وما يدخل في باب أعجب العجب.. أن “اليهود الصهاينة القتَلَة وسطاء بين الصهاينة والعرب”، خنجرهم في الخاصرة ويدهم في الجيب، وقبلاتهم على الخدود، ونحن بين فاقد ومفقود؟!.. بيدهم ملفات قضيتنا المركزية ومخططات نهبنا وتدميرنا، يرفعون علم الولايات المتحدة الأميركية ويعملون من أجل “يهوديتهم ومن أجل إسرائيل وهيمنتها”، يرتبون الصفقات والحلول وينسجون خيوط المؤامرات لتدمير العرب وسيطرة اليهود.. يعقدون مؤتمرات باسم “السلام” ليمولوا بمال العرب صفقات التآمر على الفلسطينيين والعرب، على “القدس، والضفة الغربية لنهر الأردن، وحق العودة، وحق تقرير المصير، وعلى قضية العرب المركزية “قضية فلسطين”، والجولان السوري المحتل، وغيره من الأراضي اللبنانية والأردنية والمصرية المحتلة أو المُرْتَهَنَة لهم..؟!”.. فأية مصيبة أكبر من مصيبتنا ومصيبة العالم بأولئك العنصريين الصهاينة..؟!
على هامش فعل النهب والاستغفال “السياسي ـ الاقتصادي ـ المالي”، دفعوا ويدفعون دولا ومؤسسات ثقافية عربية للعمل في مجالات الخطة القديمة المتجددة التي رافقت اتفاق أوسلو المشؤوم، “خطة السلام؟!” التي من بين بنودها “العمل على تغيير المناهج التربوية في البلدان العربية، وعلى نشر ما يُسمى بـ”ثقافة السلام”، والتطبيع بكل أبعاده وأشكاله وألوانه.. حيث من خلال ذلك يزوِّرون مناهجنا وثقافتنا ومبادئنا وتاريخنا وهويتنا، ويصادرون عقول أجيالنا، وإرادتنا، وانتماءنا، وضمائرنا.. يفعلون ذلك بتربية فاسدة وتثقيف أكثر فسادا وإفسادا، تحت شعارات كاذبة واتهامات أكذب، منها ما تناول الإسلام والقرآن الكريم.. ويفعلون ذلك بمحاربة الإرهاب الذي يمارسونه هم وينشرونه هم ويستثمرون فيه هم، ويدفعوننا للتقاتل البَيْنيّ باسم محاربته؟!.. بينما الإرهاب في تكوينهم وعقيدتهم وتربيتهم ونشيدهم، يربون أجيالهم عليه، وعلى العنصرية البغيضة، وعلى كراهية العرب وقتلهم، وعلى الحقد ومعاداة العروبة والإسلام.. ويطبقون من خلال ذلك كله برامج إبادة مادية ومعنوية، جسدية وثقافية وتاريخية، للفلسطينيين خاصة والعرب عامة.. وعندهم شعارات وثوابت يرددونها كلهم، من الحاخامات إلى تلاميذ صفوف التعليم الابتدائي تقول “العربي الطيب هو العربي الميت” وينسحب ذلك على المسلم؟! وتتم ممارسة تلك الشعارات بكل الأشكال والوسائل والأزمان والأماكن.. ونحن نبتلع الأكاذيب، ونركض في دروب الوهم والغم، “نسكت على التطبيع والترويع والحصار والتآمر والخيانات.. نحارب حروبهم، وننفِق أموالنا وثرواتنا على خططهم وبرامجهم الموجهة ضدنا، ضد عروبتنا وإسلامنا ووجودنا ذاته، ونتسلّح لنخوض معاركهم فيقتل بعضنا بعضا، وندمر بلداننا وعلاقاتنا وقيمنا، ونرسخ العداوة فيما بيننا، ونغذي نار الفتنة المذهبية المهلكة في صفوفنا، ونساهم في تشويه أمتنا وتاريخنا ونضالنا ورموزنا وهويتنا وثقافتنا وديننا؟! بما لا يمكن تصوره ولا تصديقه؟! فأية مهزلة، وأي استعمار للعقول، وأية إبادة للوعي والعقل والضمير، وأي استغفال للناس هذا الذي يجري ويقف وراءه العنصريون الصهاينة والمتصهينون الأميركيون والمتآمرون على أمتهم وذواتهم؟!.. وهل رأى العالم خلال تاريخه الطويل، أعجبَ من هذا الذي يجري لنا ومعنا، حيث تفتك أمة بذاتها وبكل مقوماتها وقيمها وأبنائها لمصلحة أعدائها..؟! عَجَبٌ عَجَب، ومن العَجَب العُجاب.. مُرتَفعات في الجولان لحليف العنصريين الصهاينة تَرامب..؟!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2341215

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

51 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 52

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28