] صحيفة عبرية تكشف المزيد عن خبايا العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 8 حزيران (يونيو) 2019

صحيفة عبرية تكشف المزيد عن خبايا العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات

السبت 8 حزيران (يونيو) 2019

بعد أيام قليلة من كشف صحيفة “نيويورك تايمز” عن تعاون وثيق بين الإمارات وإسرائيل، كشفت صحيفة “معاريف” العبرية أمس، عن المزيد من خبايا وعمق هذه العلاقات السرية والعلنية.

وتشير “معاريف” إلى بيع تكنولوجيا حديثة، أمنية واستخباراتية أساسا للإمارات من قبل دولة الاحتلال التي سبق وفاخر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالتعاون مع دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، باعتبار أنها تجني من بيع الأسلحة والأجهزة الاستخباراتية أرباحا أخرى غير الأرباح المادية، منها “إهمال القضية الفلسطينية وصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال.

ويشير معد التقرير في “معاريف” محرر الشؤون الاستخباراتية فيها يوسي ميلمان، لنفوذ ودور ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، في العلاقات السرية مع إسرائيل، التي شملت بيع الإمارات أجهزة استخباراتية للتجسس وتطوير طائرات “إف 16” . مؤكدة أن هذا جزء صغير من عالم بأكمله يلقي الضوء على طبيعة وعمق العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات والتي يمكن من خلالها الوقوف على العلاقات مع دول عربية أخرى لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

مصدر عدم الاستقرار
وتشير “معاريف” إلى ابن زايد كمن جعل بلاده ذات نفوذ في الشرق الأوسط، وحولّها أيضا إلى مصدر لعدم الاستقرار، وإلى أن التعاون مع إسرائيل يشمل بيع عتاد استخباراتي للتجسس انطلاقا من مصالح مزدوجة، بينها “العداء لإيران، والخشية من حركة الإخوان المسلمين”.

وبدافع المصالح، عمل ابن زايد في العقدين الأخيرين على شراء أسلحة وعتاد أمني بمئات المليارات من الدولارات، وخاصة من الولايات المتحدة، وعلى هذه الخلفية بدأت علاقاته مع إسرائيل كما يؤكد ميلمان.

ورغم أن تقرير “نيويورك تايمز” المذكور لا يشير إلى الشركة الإسرائيلية التي عملت على تطوير مقاتلات “إف 16” لصالح سلاح الجو الإماراتي، فإن صحيفة “معاريف” تكشف أن شركة “إلبيت” وأيضا “الصناعات الجوية” الإسرائيلية تنشطان في هذا المجال.

ويرجح ميلمان استنادا إلى تجارب الماضي، وبسبب “الحساسية السياسية الأمنية للزبون”، باعتبارها دولة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أن مثل هذه الصفقة كانت اتفاقا بين حكومة وحكومة، وفي هذه الحالة فإن وزارة الأمن الإسرائيلية هي التي صادقت، وفرضت على “الصناعات الجوية” “إلبيت” العمل بشكل مشترك.

يشار إلى أن وزارة الأمن الإسرائيلية كانت قد عملت، بواسطة الشركتين، على تطوير طائرات لكولومبيا، وكذلك في اقتراح تطوير طائرات “إف 16” لكرواتيا، ولكن الصفقة الأخيرة ألغيت بسبب معارضة الإدارة الأمريكية، حيث إن بيع أو تزويد عتاد لمنظومات أسلحة أمريكية يقتضي مصادقة واشنطن، ما يعني أنها قد وافقت على تطوير طائرات أبوظبي، بسبب العلاقة التي تجمع ابن زايد مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

أما بالنسبة للعلاقات الاستخباراتية بين الطرفين، فقد سبق وأن تحدثت عن قيام شركة إسرائيلية مقرها مدينة هرتسيليا ببيع منظومة “بيغاسوس” للتجسس التي تتيح اختراق الهواتف النقالة وسرقة معلومات منها والتجسس على صاحب الجهاز.

وينوه ميلمان إلى أن تقارير منظمات حقوق الإنسان، سبق وأشارت إلى أن زعماء الإمارات يعملون ضد كل من يعارض النظام أو يطالب بحقوق الإنسان، ولا يترددون بخرق هذه الحقوق أو المساس بها. يذكر أن هذه الشركة التي تحظى بدعم ورعاية وزارة الأمن الإسرائيلية قد تعاونت مع أجهزة استخبارات في دول تحكمها أنظمة استبدادية ودموية، مثل ميانمار، وفي المكسيك كشف عن علاقة هذه الشركة ومقتل صحافي محلي.

علاقات سرية قديمة
وكشف تقرير “معاريف” عن شركة إسرائيلية أخرى مقرها في مدينة هرتسيليا باعت أجهزة استخباراتية للإمارات، وهي شركة “فيرينت”، التي تصدر أجهزة تتيح التنصت ومعالجة المعطيات. كذلك تشير إلى أن العلاقات مع الإمارات بدأت سرا قبل نحو عقد ونصف، وبرعاية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي فرضت تعتيما عليها، وكشف عنها لاحقا رجل الأعمال الإسرائيلي، ماتي كوخافي، في محاضرة في سنغافورة، حيث تفاخر بأن شركاته في سويسرا، وشركته “لوجيك” في إسرائيل، فازت بعقود ضخمة مع أبو ظبي لتزويدها بعتاد في المجال الأمني، وبضمنها حماية عمليات التنقيب عن النفط والغاز.

وتبين أن كوخافي يقوم بتشغيل كبار المسؤولين من “الصناعات الأمنية” وأجهزة الأمن الإسرائيلية، ومن ضمنهم رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، عاموس ملكا، وقائد سلاح الجو الأسبق، إيتان بن إلياهو. وتبين أيضا أنه في أوج أعماله مع الإمارات، كان ينقل عشرات “الخبراء” الإسرائيليين بطائرة خاصة إلى قبرص، ومن هناك إلى أبو ظبي حيث كان يجري إسكانهم في حي فخم منفصل، ويعملون على مناوبات لمدة أسبوع أو أسبوعين.

ثروة ضخمة
وبعد أن تمكن كوخافي من جمع ثروة ضخمة من عمله في الإمارات، فقد مكانته هناك وأوقف عمله واحتل مكانه رجل أعمال إسرائيلي آخر يدعى آفي ليئومي، وهو أحد مؤسسي شركة “ملاطيم إيروناوتيكس”.

تعمل هذه الشركة اليوم في قبرص، ويديرها المسؤول السابق في “الموساد”، دافيد ميدان، ممثل رئيس حكومة الاحتلال لشؤون الأسرى والمفقودين، كما أدار المفاوضات بشأن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، وشغل في السابق منصب رئيس شعبة “تيفيل” داخل الموساد المسؤولة عن العلاقات مع الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

وفي إطار عملهما، يمثل ليئومي وميدان الصناعات الجوية الإسرائيلية في أبو ظبي. وبسبب الأموال الضخمة التي تتدفق من هذه الصفقات مع الإمارات، فقد وقعت صراعات بين الأطراف وصلت إلى المحاكم الإسرائيلية وبعضها لا يزال قيد التداول حتى اليوم.

ويكشف مليمان عن نقطة تماس أخرى بين إسرائيل والإمارات بإشارته لكون سلاح طيران الأخيرة ينشط بين الحين والآخر في سيناء لمساعدة قوات الأمن المصرية، بداعي الحرب على “تنظيم ولاية سيناء” الذي أعلن ولاءه لتنظيم “داعش”.

عبد الفتاح السيسي
كما أشار إلى أن تقارير كثيرة تحدثت عن مساعدة إسرائيل للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في سيناء، وذلك من خلال المعلومات الاستخباراتية والهجمات التي تنفذها طائرات مسيرة.

وينشط سلاح الجو الإماراتي أيضا إلى جانب قوات جنرال الحرب، خليفة حفتر، الذي يخوض حربا ضد الحكومة الليبية المعترف بها، للسيطرة على العاصمة طرابلس.

ويوضح ميلمان نقلا عن مصادر فرنسية قولها إن ممثلي حفتر اجتمعوا مع ممثلين عن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. يذكر أن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يكثر من التفاخر بأن إسرائيل تمكنت من تحقيق تعاون مثمر مع “الدول السنية”، وأهمها الإمارات والسعودية والبحرين والمغرب، إضافة إلى الأردن ومصر. موضحا أن جل هذا التعاون يتركز في المجالات الاستخباراتية وبيع الأسلحة، وغالبا ما يتم ذلك سرا، إلا أنه يجري الكشف عنه بين الحين والآخر في وسائل الإعلام الدولية والعبرية أحيانا.

وخلص ميلمان للقول إن نتنياهو يكتفي بهذا التعاون، حيث إن “تعاون الدول السنية قد جعل بيع الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية ثمنا لإهمال الانشغال بالقضية الفلسطينية، ويمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء”.

ورفضت كل من وزارة الأمن الإسرائيلية و”إلبيت” و”الصناعات الجوية” التعقيب على ما ورد في تقرير “معاريف”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

44 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 44

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28