] زين عالول: اليوم عيد وغداً وعيد.. - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2019

زين عالول: اليوم عيد وغداً وعيد..

شاكر فريد حسن: حول رواية “حب في العاصفة” للكاتبة الشركسية حوّا بطواش
الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2019

- زين عالول

في الأيام والشهور الماضية سرحت كثيراً وقرأت كثيراً.. وفكرت قليلاً.. فأنا اليوم أمام واجب،وحب كبير أشهد فصوله رغم فروق مسافاته وسنينه.. أجمل قصة قرأته

ا قبل يوم العيد هي قصة كتبتها ملك، الطفلة ذات الثمانية أعوام، ابنة جارتي الهاشمية، الجميلة التي سطرت أول سطر في أدب الصغير..كتبت عن ذاك الفارس

الشجاع الآتي عبر الكون من كوكب بعيد هرباً من وعيد، هرباً من خوف بحرب وشيك ..أتى عبر البحر الواسع والفضاء الشاسع أتى ليخبرنا بأن الخوف والوعيد، والجهر

بالظلم بصوت عالي عنيد، لا يجتمع مع الإيمان بحق العودة وانتفاضة ونصح من طفل فارس

عتيد لا يهوى سوى الرسم بريشة النقد لواقع أليم ولا يرغب من الدنيا سوى الراحة والفرحة لأجيال بعيش حر كريم..

اليوم من يدري؟ فنحن نخط فصول بأيدي أطفال لغيت طفولتهم من مهد الرضيع.. يقصون فصول مشوقةمشرقة و ملونة، برسومات وخطوط تلقن دروس في العزة والكرامة والتمجيد..ليعيدوا تشكيل الف باء طفولة واعدة حرمت من الضحك والتعبير..

اليوم عيد ولأن العيد محبة وتجديد ولبس الجديد، ارتأيت أن أحقن قلبي وعقلي بجرعات تناسي لحاضر أليم، عنيف وأمل يمنح الوقاية من الخيبة واليأس

اللذان يعسكران على شفة حياتنا ويسلب الفرحة من خزنة العيد..

فها هو العيد، يأتي وشهداؤنا بالغدر مقنوصين، وبراية العزة ملفوفين، ومدثرين..وبرائحة المسك والعنبر وبالرياحين.. وبالعزلة دماؤهم تروي تراب وطن حزين..

وسط استنكار وشجب من أمهات وعيل مكلومة مولعة ومحروقة وبالصبر والإيمان متمسكين..وها هو العيد يعسكر والمقدسات ملوثة ومدنسة من قوافل جبناء

ومحتلين ومستوطنين….ها هو العيد، والسجناء والأسرى الشرفاء مقهورين مكبلين..وبالظلم منكرين..

هل في العيد ننسى الكوارث والجحيم؟؟

هل في العيد نتناسى الحقد والتزوير..

وهل في العيد نقفز فوق كل وعيد ونأكل الحلوى ونحتفل بفطر سعيد؟؟ و هل ..إيقاعات الحياة ملزمة بأن نكد ونشقى حتى ننسى أنفسنا أو نتناسى النخوة وكل جميل؟؟

لتحقيق بعض رغبات ومتطلبات إنسان حر شريف عانى ويعاني من تحقيق العيش المحترم الكريم..

من هنا دخلت مسرعة صارخة أين الكعك وأين الثوب والحذاء الجديد؟؟ أليس هذا هو أدنى متطلبات العيد..كأن الصوت كان قادماً من عصور الحرمان المنتقدة

لعاطفة أمومة منقرضة..تعج في أركان المكان..
اليوم عيد وأنا أرغب في عزف لحن جديد لوجه حائر جميل..أريد منح الدفأ لعيون تغزل البهجة والمحبة لتعشعش بين زوايا وضلوع الإنسانية من جديد..فاليوم عيد.. ؟

نظرت الى المكان الممتد أمامي وسرحتأيعقل أن ما أراه وما أسمعه هو حقيقة ….أهناك قسوة وجحود وحرمان لهذا الحد ..أهناك من لا يعبر .. أم نحن فقط العابرون..

فتحت حاسوبي وسط السكون وبدأت أراقب الصور من جديد..هنا صعود وهنا تأزم وقصور..هنا صحة وهنا غصة وعكة ..هنا دمعة لجبن وهنا بسمة لقوة ..هنا كانوا وهنا غابوا…

منذ كنت صغيرة وأنا أعشق التصوير لكل صغير حتى تتسع الدائرة بقطر مستقيم.. فأنا أحب الحياة واللمة مع الكبير والصغير هو نقطة ضعفي وعبث ثورتي

وجنون تمردي..ولكن من أعاتب السبب لسقوط وبهتان أوراق متعبة، وجفون ساهرة تخلد السهر وتأبى النوم المريح.. أأعاتب الليل الذي هجر الصغير أم أحقد

على الشمس التى مالت عن الحق، في دنيا المزاودة والفساد والهموم ..في الدنيا قسوة وعذاب ونحن البشر لا نملك الحكمة الواعية بل نعشق الأنانية

ونسمح للجفى بالمرور فوق سجادة الكدر والحقد لسعادة وفرح مغشوش وسرور كاذب منافق لعين…حتى تلك الحقنة التي حقنتها لقلبي لم تلبي المقصود

ولم تعالج الجرح العميق،ولم تكن أصلية غش وتركيب لأنها تصرح وتفضح المستور.. ورغم أن صدى طبول العيد تسمع من بين طيات قلب عاشق ألحان طفولة

الصغير الا أن اليوم عيد، وكل يوم هو عيد، ورائحة الكعك نافذة من بعيد… ومسحراتي عيد الفطر السعيد يدق الباب ليأخذ النصيب من سهر ليالي رمضانية السحور ..

انتظر لقد استوى الكعك ويرش بسكر التقديم.. والثوب يعاد رسم خيوطه وتطريزه رغم ثقوب كانت في جيوب فاقد الحنان واللمة لرعاة غادروا مقر الكبير..

والحذاء جاهز لقدم تعبر حاضر المعرفة ومستقبل تخطي الكلام و اغتراف مناهل العلم وتكنولوجيا العلوم..

كل عام وأنتم بألف صحة وسعادة من جديد… فاليوم عيد رغم الوعيد بخطة القرن التي تحاك في الظلام الحالك من بعيد ومن ظالم فاقد القلب الرحيم…

فاليوم شمس وزهر الليمون والنعناع ينشر خباياه بين أحاسيس وضلوع المعيدين.. بتفاؤل وأمل يملأ الكأس من جديد.. فالحلم بعيدية ملفوفة بنصر جديد..تملأ سلة زينة العيد..

كل عام وأنتم بالسعادة والخير والأمان لفرح جديد ..وبكل الأعياد للمحبة جاهزين..ومع كل الأطياف متحدين..

- شاكر فريد حسن

كانت الصديقة الكاتبة حوّا بطواش المنحدرة من أصول شركسية ، قد أهدتني مشكورة روايتها الأولى ” حب في العاصفة ” الصادرة هذا العام 2019 ، عن دار الهدى ع . زحالقة في كفر قرع .
وحوّا بطواش المقيمة في قرية كفر كما في الجليل الأسفل ، خريجة جامعة حيفا ، وحاصلة على لقب أول في علم الاجتماع ، تكتب القصة والرواية والمقال الأدبي ، وقد نشرت كتاباتها في عدد من الدوريات الأدبية والثقافية المحلية وفي مواقع الشبكة الالكترونية ، وعلى صفحتها الشخصية في الفيسبوك . وكان قد صدر لها العام 2013 مجموعة قصصية بعنوان ” الرجل الخطأ ” .
تقع رواية ” حب في العاصفة ” في 147 صفحة من الحجم المتوسط ، وتطرح مسألة اجتماعية في غاية الأهمية ، تعاني منها المجتمعات العربية الشرقية ، وهي اختيار الفتاة العربية لشريك الحياة .
وملخص الرواية قصة حب تجمع بين هنادي ابنة التاسعة عشرة وبين سامر ابن قاتل أبيها الذي يقبع وراء قضبان السجن ، وكانت أسرته قد تركت البلاد وهاجرت إلى أمريكا ، لتعود بعد عشر سنوات من حادثة القتل ، ويشاء القدر أن يتعرف سامر على هنادي في الجامعة وتربط بينهما علاقة عشق ، ولكن هنادي كانت ” معطية ” لابن عمها رامز باتفاق بين أبيها قبل مصرعه وعمها . وقد عارض وليد وفاديه شقيقا هنادي هذه العلاقة ورفضاها بشدة ، ويرغماها على القبول بابن عمها ، ما دفعها إلى التضحية في سبيل حبيبها سامر ، وقررت الهرب معه إلى أمريكا ، وقد خططا ورتبا الأمر مع صديق لسامر يعيش خارج البلاد .
لا مكان ولا زمان للرواية ، ومن الممكن أن تجري وتحدث في كل الأزمنة والأمكنة ، وهي بتسلسل أحداثها مشوقة ، تغلفها متعة ودهشة السرد ، الذي يشد القارئ لمتابعة مشاهدها التفصيلية الدقيقة .
وحوّا بطواش تنسج روايتها بلغة أدبية سردية ماتعة ، وتستخدم اسلوبًا قصصيًا سرديًا هادئًا وسلسًا لا يرهق القارئ .
وفي الوقت نفسه فإن حوّا لم تكن موفقة باختيار عنوان روايتها ، فقد كشفت للقراء عن مضمونها ، ولم تترك له اكتشاف ذلك بنفسه من خلال متابعة الاحداث .
ومجمل القول ، رواية ” حب في العاصفة ” لحوا بطواش تحمل ميزات تدل على خصب خيال ورؤيا وامتاع في الاسلوب وحرص شديد على الواقعية ومعايشة الاحداث ، والتجارب تم نقلها بإمتاع وسلاسة ، وتبتعد لغتها قدر الإمكان عن التعقيد واصطناع الصور البيانية ، منسابة انسيابًا عذبًا أخاذًا ، يأخذ بالأنفاس وبمجامع القلوب ، وتعبّر عن احساس الكاتبة بالعالم والواقع الاجتماعي المعيش المحيط بها في صورية تجسيد وتصوير الحلم بالتوازي مع الواقع وتجعل للاثنين بعدًا منسجمًا في إطار واقع الفن الروائي المعاصر .
فأجمل التحيات للصديقة الكاتبة حوّا بطواش التي أثبتت حضورها في المشهد القصصي الإبداعي المحلي بأعمالها ذات الطابع الواقعي الاجتماعي التسجيلي التصويري ، مع التمنيات لها بالمزيد من العطاء والتألق والاستفادة من كتاباتها السابقة لإغناء وتطوير تجربتها الإبداعية أكثر .


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 70 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

37 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 36

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28