قالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مجددا وباللهجة العامية المحكية وأمام ممثلين لأهالي وطوائف القدس ..” يا اخوان .. ما راح نغير موقفنا”.
سلسلة رسائل سياسية ملغزة وأخرى واضحة يمكن قراءتها في قرار العاهل الأردني بان تكون أول تهنئة تصدر عنه في العيد تلك التي يواجه فيها ممثلين في بلاده عن مدينة القدس الفلسطينية.
شكل اللقاء والاجتماع وتوقيته هو بحد ذاته الرسالة الأولى خصوصا بعد انتشار هاشتاغ كبير على وسائط التواصل الأردنية بعنوان ” مع القدس .. أحلى عيد “.
لاحقا وفي نفس اللقاء الذي أعد بعناية قال عاهل الأردن بأن موقف بلاده واضح والخطوط الحمراء واضحة مشددا على أن مملكته لن تغير موقفها.
هنا وبعدما خالفت دائرة الافتاء الأردنية المملكة العربية السعودية بتحديد يوم العيد، تقرر القيادة الأردنية التأكيد على الموقف العلني من القضية الفلسطينية والرافض تماما لصفقة القرن وتوابعها.
الاهم في لقاء العيد مع رموز مقدسية في المجتمع الأردني والفلسطيني، هو الثناء العلني الصادر عن الملك عبد الله الثاني بحق ملك المغرب محمد السادس وبعد سلسلة تكهنات بان يؤدي التقارب السعودي المغربي الى تفعيل خطة التقاسم المكاني والزماني التي يرفضها الأردن.
وصف ملك الاردن ولأول مرة تقريبا نظيره المغربي بـ” ابن عمي جلالة الملك محمد السادس ” .
قال عاهل الاردن بانه وابن عمه عاهل المغرب على نفس الخط، وأشار إلى أن التنسيق تفصيلي ويومي ودائم مع الملك محمد السادس والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال بانه فخور جدا بموقف وتفهم الملك محمد السادس للدور الأردني .
لكن ملك الأردن لم يكشف عن التفاصيل وهنا برزت الرسالة الموازية الأهم حيث تحدث عن التنسيق اليومي بشان القدس مع الرئيس عباس والمغرب دون أي ذكر لأي دولة عربية او إسلامية أخرى.
بعد التهنئة بالعيد شدد ملك الأردن على أن الضغط على الجميع وطلب الاستمرار في التحدث عبر الكنائس والمساجد وكرر عبارة ” ما رح نغير موقفنا”.
تلك إشارات على أن الأردن قرر التنسيق مع المغرب فقط والسلطة الفلسطينية بشأن ملف القدس رغم انه خصص لهذا الملف الجزء الاكبر من خطابه في قمة مكة الأخيرة.
